عربي21:
2024-11-08@03:40:32 GMT

حزب العدالة والتنمية يناقش أسباب هزيمته

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

عقد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، يومي السبت والأحد الماضيين، سلسلة من الاجتماعات الاستشارية المغلقة في بلدة قيزيلجا حمام التابعة للعاصمة أنقرة، بهدف مناقشة أسباب الهزيمة التي مني بها في الانتخابات المحلية الأخيرة، والبحث عن سبل معالجتها. ويتفق الجميع أن حزب العدالة والتنمية بحاجة إلى تغيير ليحل مشاكله، ويتعافى من الأمراض التي أصابته وتسببت في تراجعه إلى المرتبة الثانية في عموم البلاد؛ لأول مرة منذ أول انتخابات خاضها في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2002.



حزب العدالة والتنمية يسعى إلى تحديد مكامن الخلل في سياساته وأدائه لإصلاحها، كما ذكر رئيسه، رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، في أول تعليق له على نتائج الانتخابات، أنهم سيحللون تلك النتائج، وسيقومون بنقد الذات والمراجعة المطلوبة لمعرفة أسباب تراجع شعبية الحزب، وتصحيح الأخطاء، واستعادة ثقة الناخبين. إلا أن ذلك ليست بمهمة هينة في الظروف الراهنة.

الوضع الاقتصادي هو العامل الأهم الذي دفع نسبة من الناخبين إلى عدم التصويت لصالح مرشحي حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية قبل حوالي شهرين. وبلغت نسبة التضخم في البلاد 75.45 في المئة، وفقا للأرقام الأخيرة المعلنة.

المشكلة في الاقتصاد التركي ليست فقط في نسبة التضخم، بل الأهم من ذلك اتساع الشرخ بين رواتب المتقاعدين والعاملين في القطاع الخاص من أصحاب الحد الأدنى للأجور؛ وبين رواتب الموظفين والعاملين في القطاع الحكومي، واختل التوازن بين دخل الفئات المختلفة
ويقول وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك، إن نسبة التضخم ستتراجع بعد الآن، كما يتوقع رئيس البنك المركزي فاتح قاراحان، أن تتراجع هذه النسبة في نهاية العام إلى 38 في المئة. ومن المعروف أن نسبة التضخم قد ترتفع بسرعة، ولكن تراجعها يأخذ وقتا طويلا، ويحتاج إلى سياسة التقشف التي يدفع ثمنها غالبا أصحاب الدخل المحدود.

المشكلة في الاقتصاد التركي ليست فقط في نسبة التضخم، بل الأهم من ذلك اتساع الشرخ بين رواتب المتقاعدين والعاملين في القطاع الخاص من أصحاب الحد الأدنى للأجور؛ وبين رواتب الموظفين والعاملين في القطاع الحكومي، واختل التوازن بين دخل الفئات المختلفة. ولم تتمكن الحكومة من رفع رواتب المتقاعدين، لأن الميزانية لا تسمح لها بذلك، بسبب تضاعف عدد المتقاعدين بعد إلغاء شرط سن التقاعد قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة التي أجريت العام الماضي، وحصول أكثر من مليوني مواطن على حق التقاعد. وتشير المعايير العالمية لنظام الضمان الاجتماعي إلى أنه يجب أن يكون هناك 4 عاملين في مقابل كل متقاعد، إلا أن هذه المعادلة الآن في تركيا هي 1,5 عامل في مقابل كل متقاعد، ما يعني أن رواتب المتقاعدين تشكل عبئا كبيرا على الخزانة والاقتصاد، وليس من السهل رفعها.

الحكومة تعلن بين الفينة والأخرى تسهيلات للمتقاعدين لجبر خواطرهم، كالتخفيضات لهم في تذاكر المواصلات العامة، إلا أن ما يطلبه المتقاعدون هو رفع رواتبهم، علما بأن رفع الرواتب وحده لا يكفي، بل ولا بد من منع أصحاب المحلات والمتاجر من رفع الأسعار تلقائيا بعد رفع الرواتب. كما أن هناك آخرين من شرائح المجتمع تضرروا من السياسة الاقتصادية الخاطئة، مثل الانحياز للمستأجرين على حساب أصحاب البيوت، وقرار عدم السماح برفع الإيجارات بأكثر من 25 في المئة، في الوقت الذي قاربت فيه نسبة التضخم 100 في المئة، ورفع أصحاب المحلات والمتاجر الأسعار كما شاؤوا، علما بأن هناك مئات الآلاف من المواطنين يفضلون شراء العقارات وتأجيرها، بدلا من إيداع أموالهم في البنوك الربوية، بالإضافة إلى الآخرين الذين ورثوا تلك البيوت التي يؤجرونها من آبائهم وأمهاتهم، إلا أن وسائل الإعلام المقربة من الحكومة استهدفتهم وكأنهم مجرمون جشعون. ومن المقرر أن ينتهي مفعول هذا القرار في 1 تموز/ يوليو القادم، إن لم يتم تمديده، كما أن الحكومة يجب أن لا تكرر اتخاذ مثل هذه القرارات غير العادلة ولو بحجة حماية شريحة من شرائح المجتمع. وليس صحيحا إصلاح جانب مع إفساد آخر، أو اتخاذ قرارات تثقل كاهل المواطنين العاديين من ذوي الدخل المحدود بدلا من أصحاب الشركات التي ارتفعت أرباحها أضعافا مضاعفة.

الابتعاد عن نبض الشارع انتقاد آخر يوجّه إلى حزب العدالة والتنمية، وهو أيضا مثل الوضع الاقتصادي مشكلة يصعب حلها؛ لأن السبب الرئيسي الذي أدَّى إلى عدم شعور كوادر الحزب بهموم المواطنين هو بقاء الحزب في السلطة منذ أول انتخابات خاضها
الابتعاد عن نبض الشارع انتقاد آخر يوجّه إلى حزب العدالة والتنمية، وهو أيضا مثل الوضع الاقتصادي مشكلة يصعب حلها؛ لأن السبب الرئيسي الذي أدَّى إلى عدم شعور كوادر الحزب بهموم المواطنين هو بقاء الحزب في السلطة منذ أول انتخابات خاضها، ولم يبق في أسر هؤلاء وأقاربهم أحد عاطل عن العمل أو من يتقاضى الحد الأدنى للأجور. وإن حاول هؤلاء أن يستمعوا إلى مشاكل المواطنين اليومية فهذه المحاولة غالبا ما تبقى مجرد استماع دون مشاطرة الهموم والشعور، بل وربما يرى بعضهم أن ذلك لطف يتكرمون به دون أن يكون واجبا عليهم. ومن المؤكد أن هذا مرض قاتل يصيب كافة الأحزاب الحاكمة التي تبقى في السلطة لمدة طويلة.

الاجتماعات الاستشارية التي عقدت في قيزيلجا حمام تحت عنوان "العقل المشترك لتركيا"، شارك فيها قادة حزب العدالة والتنمية ونوابه وكوادره، بمن فيهم المسؤولون عن أخطائه وتراجع شعبيته، الأمر الذي يشير إلى أن أردوغان سيفضل عملية تغيير بطيئة، لحماية وحدة الحزب، دون أن يحمل أحدا بعينه مسؤولية الهزيمة. إلا أن هذا الخيار له سلبيات ومخاطر، على رأسها أن لا يشعر الناخبون بأن هناك تغييرا جذريا في حزب العدالة والتنمية وسياساته.

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العدالة والتنمية تركيا أردوغان الاقتصادي تركيا أردوغان العدالة والتنمية الاقتصاد مراجعات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة رياضة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العدالة والتنمیة والعاملین فی القطاع رواتب المتقاعدین نسبة التضخم بین رواتب فی المئة إلا أن

إقرأ أيضاً:

بعد هزيمتها في الانتخابات الرئاسية.. كامالا هاريس: "لن نستسلم وسنستمر في القتال"

بعد الهزيمة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، وجهت كامالا هاريس نائب الرئيس الأمريكي خطابًا إلى مؤيديها في جامعة هوارد في واشنطن، مؤكدة أن "النتيجة ليست ما كنا نتمناه، ولم تكن النتيجة التي ناضلنا من أجلها وصوتنا من أجلها". وأضافت هاريس: "لكنني أود أن أخبركم بشيء واحد: ضوء الوعود الأمريكية سيستمر في التألق ما دامنا لا نستسلم، وما دامنا نواصل القتال".

على الرغم من الحزن الذي غلف كلماتها، عبرت هاريس عن شكرها العميق لمؤيديها، وأكدت أنها تلتزم بمبدأ "الانتقال السلمي" للسلطة مع دونالد ترامب، الفائز في الانتخابات. وفي إشارة إلى تماسك الشعب الأمريكي في مواجهة التحديات، قالت هاريس: "أعلم أن لديكم مشاعر مختلطة، ولكننا يجب أن نقبل نتيجة الانتخابات".

وأضافت هاريس أيضًا شكرًا لعائلتها وللرئيس جو بايدن، معبرة عن فخرها بحملتها الانتخابية، رغم الهزيمة الثقيلة. ورغم كل الصعوبات، دعت هاريس أنصارها إلى الاستمرار في النضال من أجل الحرية والديمقراطية، مؤكدة أن "المعركة لم تنتهِ بعد".

أسباب الهزيمة:

تعددت أسباب هزيمة هاريس، وكان أبرزها جو بايدن، الرئيس المنتهية ولايته، الذي تمسك بترشيحه مجددًا رغم الانقسام داخل الحزب الديمقراطي. في الأشهر الأخيرة، لم يعد بايدن قادرًا على الظهور بالقوة الكافية في المناظرات، ما ساهم في تأجيج شعور بالخيبة داخل صفوف الحزب. وعلى الرغم من الدعم الذي حصلت عليه هاريس من بعض الشخصيات الكبيرة داخل الحزب، مثل باراك أوباما ونانسي بيلوسي، فإنها لم تتمكن من استغلال هذه الفرصة بشكل كامل.

أسباب أخرى تتعلق برؤية هاريس الخاصة للسياسة الخارجية، وخصوصًا في ملف غزة، حيث فقدت دعم بعض الأمريكيين العرب بسبب موقفها المؤيد لإسرائيل، بينما تعرضت لانتقادات من اليهود المحافظين بسبب تزايد مشاعر معاداة السامية في الولايات المتحدة.

الاقتصاد ومطالب الأمريكيين:

أما في ما يخص الاقتصاد، فقد كان من الصعب على هاريس تجاوز الموروثات السلبية التي تركها حكم بايدن، لا سيما مع أزمة الأسعار المرتفعة في ظل تداعيات الجائحة وحروب أوكرانيا وغزة. كما لوحظ أن الاقتصاد تحت إدارة بايدن لم يكن في وضع جيد بما يكفي ليتحمل الحزب الديمقراطي مسئولية قيادة البلاد لفترة أخرى.

الفشل في كسب الدعم النسائي والمجتمعي:

ولم تنجح هاريس في جذب الناخبين البيض ولا الناخبين السود أو اللاتينيين، وهو ما كان جليًا في بعض المدن الكبرى مثل فيلادلفيا وديترويت وميلووكي. ورغم الترويج لحقوق المرأة، فقد فضلت نسبة كبيرة من النساء ترامب، إذ أظهرت استطلاعات الرأي أن 52% من النساء البيض صوّتن لصالح ترامب.

كلمة بايدن:

بعد الهزيمة، أشاد جو بايدن بشجاعة كامالا هاريس ونزاهتها، مؤكدًا أنها كانت "شريكًا مذهلاً" خلال الحملة الانتخابية. وأضاف بايدن: "ستظل هاريس قائدًا يقدره أطفالنا على مر الأجيال، وستترك بصمتها في مستقبل أمريكا". وأكد الرئيس الأمريكي أن هاريس قدمت حملتها بكل تفانٍ وشجاعة، حيث قدمت رؤية واضحة لمستقبل أكثر حرية وعدلاً للولايات المتحدة.

في الختام، لا تزال تداعيات الهزيمة الانتخابية تلقي بظلالها على الحزب الديمقراطي، وسط تساؤلات عن المستقبل السياسي لـ كامالا هاريس، والخيارات القادمة لحزبها في مواجهة تحديات الفترة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • بايدن: نترك وراءنا أقوى اقتصاد في العالم وغيَّرنا أمريكا للأفضل
  • بايدن: نظام الانتخابات عادل وشفاف وأرفض التشكيك فيه
  • الرئيس الأمريكي جو بايدن: سأضمن انتقالا سلميا للسلطة
  • بعد هزيمتها في الانتخابات الرئاسية.. كامالا هاريس: "لن نستسلم وسنستمر في القتال"
  • العدالة والتنمية: أخنوش مرر العديد من المغالطات خلال الجلسة الشهرية بمجلس النواب
  • هل أطلق بهجلي مسألة حل “الكردستاني” دون علم أردوغان؟
  • اجتماع بمحافظة صنعاء يناقش الإشكاليات التي تواجه قطاع الأشغال
  • رئيس الوزراء: مديرة صندوق النقد الدولي أكدت تفهمها لحجم التحديات التي تواجهها مصر
  • الأول بعد الانتخابات الأمريكية.. «الفيدرالي الأمريكي» يجتمع غدا لتحديد سعر الفائدة
  • العدالة والتنمية: أخنوش استخدم تعديل الرسوم الجمركية لخدمة أقاربه