زائرات للبيت الحرام سجلهن التاريخ بأعمالهن الصالحة.. تعرف عليهن
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حفظ التاريخ أسماء سيدات فضليات وزائرت للبيت الحرام أثرن بزيارتهن وبأعمالهن في تاريخ الحج عبر سنوات الإسلام، منهن أول من أمرت بكسوة الروضه الشريفة ومنهن أمرت بحفر النهر وبئر لسقاية الحجاج، وقد أردن بذلك وجه الله تعالى، فأصبح هؤلاء السيدات الصالحات قدوة لنا عبر التاريخ، وعلى المسلمين تذكرهن وتذكر أعمالهن الصالحة، وفي تلك الأيام المباركة تبرز “البوابة نيوز” ما قدمته كل سيدة من أعمال لا تنسى عبر التاريخ.
زوجة المهدي
زوجة المهدي هي" الخيزران " زوجها أمير المؤمنين المهدي الخليفة العباسي، عرفت بأنها سيدة جليلة القدر بكونها زوجة الخليفة، كانت صاحبة رأ ي رشيد إذ كان يأخذ برأيها في كل الأمور فضلا عن أنها كانت تميل دومًا للأعمال الصالحة، كبناء المساجد وإطعام اليتامى، واختتمت هذه الأعمال الصالحة بحجها إلي البيت الله الحرام، إذ تهيأت بموكبها لزيارة البيت الحرام .
وفي هذه الزيارة قامت بعملين أثناء حجها، إن دلا على شيء فإنما يدلان على عظيم حبها وإيمانها وتقربها من الله، ويتجلي عملها في أنها أمرت وهي بمكة خدامها بشراء الدور المحاطة دار الأرقم وهو "اول بيت اجتمع فيه المسلمون للصلاة" لإعادة بنائه، وأمرت بإحاطته بأسوار لمن يريد أن يمكث فيه من الحجاج للراحة بعض الوقت بمكة قبل الذهاب للمدينة، وأطلقت عليه “دار الخيزران” وأمرت بأن يسجل اسمها عليه، ثم انتقلت إلى المدينة المنورة لمتابعة الحج متجهة لزيارة صاحب الروضة الشريفة (صلى الله عليه وسلم).
كما أمرت بمن يعمل لديها بأن يكسو الحجرة الطاهرة بستائر حريرية مرصعة بالألوان الزاهية وفعلا نفذوا الفكرة، وعلى هذا صارت أول من فكر في كسوة الحجرة الشريفة ذلك “الخيزران” وبذلك قد قدمت أعمالًا لا تنسى في تاريخ الحج أرادت بها التقرب لله الواحد الأحد ذلك عن الخيزران، وهناك
زبيدة زوجة الرشيد
تردد اسمها في كتب التاريخ وأشهرها كتاب "المرأة العربية" لعبد الله عفيفي اذ يتحدث عن ما قدمته من أعمال صالحة في الحج أرادت بها التقرب لله زلفي، وهذه الأعمال من أهمها انها عزمت على ان تأمر خدامها بأن يأتوا بأكبر مهندسي الدول العربية آن ذاك لحفر نهر جار يتصل بمساقط المطر ليكون ملاذًا للحجاج بعد المشقة ووعورة الطريق، إذ أنه لم يأتِ لخاطر أحد هذه الفكرة منذ عهد إسماعيل صلوات الله عليه ومنذ عهده.
رواضتها تلك الفكرة كما بين "عبد الله عفيفي في كتابه “المرأة العربية” بسبب انها لاحظت في حجها بأن أهل مكة لم يكن لديهم مناهل يجود بها المطر والآبار تفيض بالماء وبسبب ذلك كان الحجاج فضلا عن مشقتهم في الحج يحملون قِربًا من الماء حتي يرووا ظمأهم ففكرت بأن يكون لها أثر في حجها وعمل تتقرب به إلى الله فأمرت خدامها بأن يحضروا كل المهندسين من كل أطراف الأرض آن ذاك لحفر نهر فأكدوا لها أن هذا العمل سيتكلف الكثير والكثير من الأموال فصممت وأمرتهم بالحفر مرددة كلمتها الخالده “اعمل ولو كلفك ضربة الفأس دينار” موجهة حديثها لكبير المهندسين وعنها مع الوقت اتجه المهندس ومن معه إلى الحفر إذ حفروا النهر بداية من جبال "طاو" إلي شمال عرفات وقد حفر بمدى خمسة وثلاثين كم من مكة وصار ممرًا عظيمًا بين الصخور لا ينتهي "بمني" وينحدر منه خزان عميق سموه "بئر زبيده “ وصار آن ذاك منذ ذلك الوقت بئرًا يسري فيه الماء في فرعين يذهب أحدهما إلي عرفات وينتهي الآخر إلي مسجد “نمرة” وحتى لا يضيع باقي الماء ويزيد عنه خصصت بِركة عُرفت ببركة ”ماجن "محاطة بالزروع والزهور .
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
قائد عظيم ترك بصمةً لا تُمحى على صفحات التاريخ
معتصم محمد الماخذي
في تاريخ البشرية، شهد العالم العديد من الشخصيات التي تركت بصمة لا تُمحى من أبناء هذه الأُمَّــة، وأثر في مسارات الفعل السياسي والاجتماعي والثقافي وفي كُـلّ المجالات، وهنا نتوقف قليلًا مع هؤلاء الشخصيات، إنه شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله، في هذا المقام تتراوح المشاعر بين الحزن على فقدان شخصية قيادية وبين الفخر بالإرث الذي تركه، في واقع من الحزن والألم، تُودِّعُ الأُمَّــة قائدًا قلّ نظيره.
السيد حسن نصر الله، هذا القائد الذي ترك بصمة لا تنسى على صفحات التاريخ الحديث، تمتزج مشاعر الحزن والفخر في صدور الملايين من أحرار هذا العالم في يوم تشييع هذا الرمز الذي كان يمثل صوتًا للحق ومعلماً للتحدي في وجه الكفر والظلم والعدوان، في تشييع ترى الناس وهي تلتف حول جثمان هذا القائد العظيم، وتحمل صور السيد حسن نصر الله، وتردّد الشعارات التي طالما ألهمتهم بالصمود والإصرار، الحزن يخيم على الوجوه، لكن الفخر يضيء في العيون.
لقد كان شهيد الإسلام والإنسانية رمزًا للكرامة والقوة، رجل استطاع أن يجمع الأُمَّــة حول الحق والدفاع عن الأرض والعرض، هو الرجل الوحيد في هذه الأُمَّــة الذي احتضن المقاومة الفلسطينية داخل أراضية في جنوب لبنان وأمدها بالسلاح والقدرات العسكرية، حَيثُ أغلق الجميع أبوابه وتآمر عليها، والوحيد الذي كان معها خطوة بخطوة منذ الصفر حتى وصلت إلى القوة التي امتلكتها في غزة بعد الله، استجاب لنداء الطوفان دون تردّد وخاض المعركة حتى لقي الله شهيداً كما يحب ويرضى، كان شهيد الإسلام والإنسانية رمزًا للمقاومة والصمود، وبفقدانه تفتقد الأُمَّــة العربية والإسلامية قائدًا حكيماً ثبت في وجه الظلم بشجاعة نادرة وعزم لا يلين، تاريخه الحافل بالإنجازات والبطولات جعل منه هدفًا للعدو الذي لم يتوانَ عن استخدام كُـلّ الوسائل لمحاولة النيل منه ومن حركة المقاومة التي يقودها، لكن حتى في غيابه، يستمر شهيد الإسلام والإنسانية في تشكيل كابوس يؤرق العدوّ، ويجعلهم يدركون أن رحيله لن يكون نهاية المطاف، وإنما مثل فرصة لإعادة التأكيد على المبادئ التي عاش؛ مِن أجلِها شهيد الأُمَّــة، إنه بمثابة بيان ممزوج بالدم وتصريح مفعم بالتضحية بأن المقاومة مُستمرّة وأن المشاريع الاستيطانية والعدوانية التي يروج لها الكيان الصهيوني المحتلّ لن تمر دون مواجهة.
الرسالة التي بعثها المشيعون واضحة ولا لبس فيها: المقاومة لن تتوقف، وستبقى تمثل الحصن المنيع وبوابة الدفاع الأولى عن الأُمَّــة ما دام في أجسادنا نفس وفي عروقنا دماء، وبكل فخر واعتزاز سيتذكر الجميع ما حقّقه شهيد الإنسانية من إنجازات تمتد آثارها لتصل إلى أبعد من الحدود اللبنانية، لتشمل قضايا إقليمية ودولية.
فقد كان له دور بارز في مقارعة الاحتلال وفي دعم حركات المقاومة في فلسطين، مؤكّـدًا دومًا على أهميّة الوحدة والقوة في مواجهة التحديات، في يوم تشييع شهيد الإنسانية حسن نصر الله كنداء صارخ تردّده الأُمَّــة بأسرها ضد الظلم والعدوان الذي يستهدف الأُمَّــة العربية والإسلامية دون استثناء.
إن هذا الحدث الجلل لا يعبر فقط عن الحزن والأسى لفقدان قائد كبير، بل هو رسالة قوية ومدوية يوجهها أحرار الأُمَّــة للعدو الصهيوني الجبان ولكل من يسانده مفادها أننا على العهد باقون وأن مسيرتنا الجهادية مُستمرّة، ولا يمكن للعدو الصهيوني أن يغفل عن المعاني الرمزية الكبيرة المرتبطة بهذا التشييع، الذي له مكانته الخَاصَّة في قلوب الكثيرين؛ فالحشود الجماهيرية في تشييع قائد الشهداء حسن نصر الله، ليس مُجَـرّد تعبير عن الحزن، بل هو تعبير عن وحدة الصف والتضامن بين أبناء الأُمَّــة ضد الظلم والطغيان؛ فبينما يسعى الكيان الصهيوني إلى تفريق الصفوف وبث الفرقة، يأتي مشهد هذا التشييع ليبطل هذه المحاولات البائسة ويبرهن على أن الأعداء لن يستطيعوا كسر إرادَة الأحرار.
وفي النهاية، قد يظن العدوّ أنه باغتيال القادة يمكنه كسر إرادَة الشعوب المحبة للسلام والحرية، لكنهم مخطئون؛ فالوجود القوي والحضور الكبير في يوم تشييعه كان بمثابة جرس إنذار أضيف لصوت المقاومة، ليعلن للعالم أجمع أن قضية الصمود والتحدي لا يمكن أن تندثر، وأن ذكراه ستؤجج الأمل في نفوس الأحرار دومًا، ولن ينال العدوّ الصهيوني من عزيمتنا، وسيتحول صرخة مدوية يصدح بها كُـلّ حر في وجه الصهيونية وداعميها من دول الاستكبار العالمي لتقول سنكون دائمًا هنا ندافع عن كرامتنا وحقوقنا، ومستعدين لتقديم الأرواح فداءً لما نؤمن به.