ديفيد هيرست: هل تسير إسرائيل على خطى الصليبيين؟
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
هل تسير إسرائيل على خطى الصليبيين؟ تحت هذا العنوان كتب الصحفي البريطاني ديفيد هيرست مقالا مطولا في موقع "ميدل إيست آي" الإخباري يقارن فيه بين حروب دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني وبين الحروب الصليبية ضد المسلمين التي استمرت نحو قرنين من الزمن من عام 1099 حتى 1291.
وقال هيرست، الذي يرأس تحرير الموقع، إن إسرائيل تثبت حقا يوما بعد يوم أنها أشبه بالمسيحيين الصليبيين، فهي لا تحذو حذوهم في حربها الدائمة فحسب، بل في التطلعات أيضا.
واستعرض باستفاضة النسخة الثالثة المحدثة من كتابه بعنوان "البندقية وغصن الزيتون: جذور العنف في الشرق الأوسط.. تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي".
وتطرق هيرست في الطبعة الجديدة من الكتاب لسلسلة حروب إسرائيل التي لا تنتهي على غزة، كان آخرها ما أطلق عليه الاحتلال عملية "جز العشب" العسكرية الحالية في مخيم جباليا وحي الزيتون شمال القطاع بهدف تدمير قدرات معقل حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأوضح أن إطلاق اسم "جز العشب" يوحي كما لو أن الحرب "عمل لا ينتهي أبدا بالنسبة لأمة، مثل إسرائيل، ستعيش إلى الأبد بالسيف، على الأقل بالنسبة لرئيس الوزراء الأطول خدمة بنيامين نتنياهو".
"أسلاف الإسرائيليين"وقال هيرست إن من المؤكد أن "أسلاف الإسرائيليين من الصليبيين" -حسب تعبيره- فعلوا مثل ذلك في القرن الــ11. ولذلك، يرى هيرست أنه لا مناص من المقارنة بين تلك المغامرة المسيحية المتمثلة في الحملات الصليبية بالقرون الوسطى وبين الصهيونية اليوم، ليس فقط في طبيعتها الأساسية وأهدافها ووسائل تحقيقها، ولكن في الطرق التي تكشفت بها صراعاتها مع دول وشعوب المنطقة في الواقع.
ووفق المقال، فإن الإسرائيليين يرفضون، بشكل عام، التهمة المتعارف عليها في العالم العربي والإسلامي بأنهم "صليبيو عصرنا".
إن ما يسميه الباحث الإسرائيلي ديفيد أوحانا "القلق الصليبي" أو "الخوف المستتر الصادم" من أن المشروع الصهيوني قد ينتهي بالدمار كما انتهى مشروع أسلافهم المسيحيين الصليبيين، بات مغروسا في نفوس الإسرائيليين، كما يقول هيرست.
وأعاد الكاتب إلى الذاكرة تصريحا كان قد أطلقه حاييم وايزمان، أول رئيس وزراء لإسرائيل رئيس المنظمة الصهيونية العالمية، زعم فيه أن شعرة من رؤوس الفلسطينيين والعرب لن تُمس، وذلك في أعقاب انتزاعه وعدا من وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917 بتأييد حكومة بلاده إقامة دولة لليهود في فلسطين.
ويرى هيرست أن إسرائيل استلهمت أفعالها مما يسميها "الخطيئة الأصلية" للصليبية المسيحية التي تدين لها بوجودها. ففي عام 1099، نشأت مملكة القدس المسيحية على أنقاض واحدة من "أعظم جرائم التاريخ" وهي مذبحة جميع سكان المدينة المقدسة من المسلمين واليهود.
وبعد 8 قرون ونصف القرن، وبالتحديد بين عامي 1947-1948، ولدت إسرائيل من رحم "جريمة مماثلة ضد الإنسانية" وفقا لتعبير الكاتب.
حذو النعل بالنعلوبحسب مقال الموقع البريطاني، ما يزال الإسرائيليون يقتفون أثر الصليبيين في أفعالهم حذو النعل بالنعل منذ 75 عاما وحتى الآن. فقد أمضى الصليبيون 192 عاما حقبة القرون الوسطى، في حروب متواصلة ممالك أو سلطنات الشرق الأوسط العربي الإسلامي "التي كانت في ذلك الوقت متناحرة ومتشرذمة داخليا مثلما يحدث اليوم".
ففي حرب الأيام الستة في يونيو/حزيران 1967، حقق الإسرائيليون "بضربة واحدة" أهدافهم الإقليمية والإستراتيجية التي تتطابق تقريبا مع الأهداف والخطط التي استغرقت -من بالدوين دي بويون (أول ملك للقدس) وأحد قادة الحملة الصليبية الأولى- 20 عاما لتحقيقها.
وانتقد الكاتب في مقاله المجتمع الدولي لأنه لم يحاسب إسرائيل على جرائمها، بل قد عمل العكس من ذلك حيث ظل يرفع "حبيبة الغرب" -في إشارة لدولة الاحتلال- إلى مكانة رفيعة غير مسبوقة.
وعلى الرغم من أن الصهيونية كانت ذاتية المنشأ على عكس الحملة الصليبية، إلا أن القوى العظمى (بريطانيا في ذلك الوقت ثم الولايات المتحدة حالياً) هي التي مكنتها وغرستها في أرض الغير (فلسطين) وساعدت في ترسيخ أقدامها واستمرارها بالبقاء في بيئة معادية من صنعها وصنعهم، على حد تعبير هيرست.
وخلص إلى أنه كلما "نزعت إسرائيل الشرعية" عن نفسها في نظر العالم بسبب تصرفاتها في غزة الآن، بات مصيرها شبيهاً بمصير الصليبيين أنفسهم. ليس بإلقائها في البحر بالطبع، ولكن بطريقة أو بأخرى يتم التغلب عليها إستراتيجيا/عسكريا/دبلوماسيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات جز العشب
إقرأ أيضاً:
عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة توجه رسالة لترامب
قالت عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة، إنه :"كفى ضغطا عسكريا يقتل أبناءنا بدلا من إعادتهم"، وفقا لما ذكرته فضائية"القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل.
فصائل فلسطينية: قضينا على 3 جنود إسرائيليين وسط مخيم جباليا شمال غزة طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف مواطنين بمخيم الشاطئ غرب غزة (شاهد)
وطالبت عائلات المحتجزين بغزة، الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالضغط لإبرام صفقة شاملة.
وفي إطار آخر، أعلنت كتائب القسام عن تنفيذ عملية مركبة والإجهاز على 3 جنود صهاينة طعنًا بالسكاكين، واغتنموا سلاحهم الشخصي ثم اقتحموا منزلاً تحصنت به قوة راجلة وأجهزوا على جنديين مخيم جباليا شمال القطاع.
ونشرت القسام في بيانها: في عملية مركبة.. تمكن مجاهدو القسام من الإجهاز على 3 جنود صهاينة طعنًا بالسكاكين واغتنموا سلاحهم الشخصي ثم اقتحموا منزلاً تحصنت به قوة راجلة وأجهزوا على جنديين من أفرادها عند بوابة المنزل، واشتبكوا مع الآخرين من مسافة صفر وسط مخيم جباليا شمال القطاع.
حماس للسلطة الفلسطينية: سلاح المقاومة موجه للاحتلال أوقفوا التصعيد الأمني في جنين
كما أعلنت حركة حماس، مساء اليوم السبت، عن متابعة القوى الثلاث (حركة حماس، حركة الجهاد، الجبهة الشعبية) بألمٍ كبير وقلقٍ بالغ الأحداث التي تشهدها مدينة جنين ومخيمها عبر تصعيد الحملة الأمنية التي تنفذها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.
ونشرت حماس في بيان صحفي ثلاثي مشترك صادر عن (حركة حماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي) مايلي:
نؤكد حرصنا على ضرورة احتواء الأحداث الأخيرة في جنين بما يصون الدم الفلسطيني ويحمي المقاومة.
وإذ تؤكد القوى حرصها الشديد على احتواء هذه التطورات ومنع توسعها، فإنها تشدد على ما يلي:
1. صون الدم الفلسطيني أولوية قصوى وخط أحمر، وإن الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني وضمان عدم الانجرار نحو الفتنة الداخلية يُمثّل واجباً وطنياً ومسؤولية كبرى تقع على عاتق الجميع.
2. تؤكد القوى الثلاث أن سلاح المقاومة لجميع القوى هو لمواجهة حرب الإبادة في قطاع غزة وللتصدي للاقتحامات والاعتداءات الصهيونية المتكررة والمتصاعدة من جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين في الضفة المحتلة، وهو سلاح شرعي وطاهر، ولا يجوز المساس به أو استهداف حامليه من الأبطال والمقاومين، وعلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية وقيادة السلطة الفلسطينية أن تنأى بنفسها عن أي إجراءات قد تهدد وحدة الموقف الفلسطيني أو تمس السلم الأهلي.
3- تطالب القوى الثلاث قيادة السلطة الفلسطينية بالتراجع الفوري عن هذه الحملة الأمنية في جنين والتي لا تخدم إلا العدو الصهيوني، والعمل فورا على سحب قوات وعناصر الأجهزة الأمنية من المدينة والمخيم، ورفع الحصار المفروض عليهما.
4. تدعو القوى إلى تشكيل لجنة وطنية عليا تضم كافة مكونات المجتمع الفلسطيني لوضع حد لهذا الاعتداء الحالي في جنين ومخيمها، ومنع انتقال هذه الأحداث إلى مناطق أخرى، وحماية السلم الأهلي والمجتمعي، وتبدي القوى استعدادها لإنجاح عمل هذه اللجنة، وانفتاحها على أي خطوات تطوق الأزمة وتجنب الفتنة وتصون الدم الفلسطيني وتحمي المقاومة وسلاحها.
5. في ظل حرب الإبادة والمخططات الصهيونية المدعومة أمريكياً خاصة في الضفة المحتلة، يحتاج شعبنا الفلسطيني إلى موقف موحّد يعزز صموده ويفشل خطط الاحتلال، وهذا بحاجة لوقف التنسيق الأمني، ورفض المخططات الأمريكية، وتغليب لغة الحوار الوطني والالتزام بتنفيذ التوافقات الوطنية وربطها ببرنامج مقاومة شامل يحمي المشروع الوطني ويواجه تهديدات الاحتلال للأرض والوجود الفلسطيني.