أحمد الغزاوي.. عندما تحول أهوال الحرب طفلا إلى رجل
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعيش الطفل الفلسطيني أحمد أيامه متقلبا بين الخوف والرعب، وأصوات القصف والدمار داخل خيمة نزح إليها في دير البلح، يبحث عن أحضان أمه لاجئا باكيا يحتمي به من أصوات الانفجارات التي تحاصر خيمته من كل جانب.
وتجسد قصة هذا الطفل الفلسطيني، حياة أطفال غزة العالقين وسط الدمار والخراب يفتقدون حياتهم قبل السابع من أكتوبر، وينتظرون بشوق للعودة إلى منازلهم وألعابهم، حيث غادر أحمد منزله في مدينة غزة، مع عائلته نازحا إلى دير البلح، بحثا عن الأمن ولكنه يشتاق إلى غرفته التي دمرت بين ما دمر في المربع السكني الذي كان يقطن فيه.
وفي غياب والده الذي غادر القطاع قبل اندلاع الحرب، يبدأ أحمد يومه بمساعدة والدته بتحضير بعض الطعام لوجبة الفطور على الحطب، وكأن سنوات الطفولة مرت مسرعة وأصبح رجلا لا يملك رفاهية اللهو واللعب، إلا أنه يتذكر أنه طفل فيبحث عن أقرانه ليلعب معهم بعض الوقت، ثم يفتقد أباه فيعود ليسأل عنه حينما يشاهد أصدقاءه بصحبة آبائهم، حيث يفتقده مثلما يفتقر إلى الأمان والسلام والطمأنينة، ولكن جده وجدته في خيمتهما المجاورة يحاولان دائما أن يعوضاه ويخرجاه من حالة الحزن باللعب معه والاعتناء به قدر المستطاع.
يقف أحمد أمام خيمته ملوحا بعلامة النصر، والحطة الفلسطينية على كتفيه تخبر الجميع أنه إبن الشعب الأبي الصامد في وجه الطغيان والعدوان الغاشم، والابتسامة تملأ وجهه وتزيده جمالا وتنتقل منه إلى عائلته وكأنهم يستمدون منه الطاقة والأمل في غد أفضل من اليوم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الطفل الفلسطيني أصوات الانفجارات اطفال غزة السابع من أكتوبر العدوان الإسرائيلي دير البلح
إقرأ أيضاً:
مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
(في أمر جلل يهز العالم والإنسانية: 93,3% نعم و 6,7% لا. فنطبق على العالم حكم %6,7 !!!)
هل عرف العالم إفلاسا أكثر من هذا للمنظومة الدولية، أخلاقيا وفكريا وديمقراطيا وقانونيا، عندما يعارض طرف واحد إجماع 14 عضوا في مجلس "الأمن" قرارا إنسانيا بالدرجة الأولى لوقف الإبادة الجماعية لشعب أعزل، إلا من قوة إرادته على الصمود والثبات في أرضه ومنازلته للمحتل بأقصى مما جاد الله عليه من ذكاء ووسائل إصرار وتوفيق في التصويب والتنكيل بالعدو!؟
يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم هذه الفظائع من الإجرام تطال النساء والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي والداعم المستمر للإبادة في غزة، الإدارة الأمريكية.
إذن سموه ما شئتم إلا أن يكون مجلس "أمن" ! أين الأمن للضعفاء وللمحرومين وللمضطهدين! هذا مجلس تواطؤ ومجلس شرعنة قانون الغاب ومجلس تكريس منطق دوس القيم وكل المثل الانسانية من أجل شهوة متعطشين لسفك الدماء! ينبغي لأحرار العالم من دول ومنظمات وهيآت دولية ومجتمعية الثورة على هذا المنطق الاستعماري الذي تكوى به الانسانية منذ عقود من الزمن!
يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم هذه الفظائع من الإجرام تطال النساء والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي والداعم المستمر للإبادة في غزة، الإدارة الأمريكية.ويدل هذا التصويت على الإفلاس الفكري للمنظومة الحداثية الغربية التي صدعت العالم لعشرات السنين، بعد الحرب العالمية الثانية بمشروعها "المبشر" بإنقاذ البشرية من التخلف ومن الكراهية ومن القمع والاستبداد ومن الإرهاب، فإذا هي تكشف عن حقيقتها بالدوس على ذلك كله، وإستدعاء عمقها الصليبي الاستعماري بتوظيف القوة، كل أنواع القوة المادية والاستخباراتية والابتزازية وغيرها من أجل التنكيل الممنهج بكل مطالب بحقه في الحرية وفي الانعتاق من الظلم والاستغلال والاحتلال.
كما يدل هذا التصويت على الإفلاس الديمقراطي السياسي، إذ كيف تتحكم نسبة 6,7% تمثلها الإدارة الأميركية في مصير شعب بأكمله تحت الإبادة الجماعية المستمرة وترفض إيقاف الحرب ونتجاهل 93,3% من أصوات ممثلي باقي دول العالم التي صوتت لإيقاف الحرب!!
كما يعبر هذا التصويت عن الإفلاس القانوني للمنظومة الدولية حين تعطل المحاكم الدولية كالمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية ومهام المقررين الأمميين من أجل نزوات استعلائية تسلطية استعمارية موروثة من عهد بائد سيء الذكر، لخمسة من دول العالم، ويتم تجاهل رأي 188 دولة أخرى من بين 193 دولة عضوة الآن في الأمم المتحدة.
وإنك لتعجب أشد العجب وأنت تفتح الموقع الرئيس للأمم المتحدة على الأنترنيت وتجد التقديم التالي بالأحرف الكبيرة:
"الأمم المتحدة: السلام والكرامة والمساواة على كوكب ينعم بالصحة.
تعريف بنا: مكان واحد حيث يمكن لدول العالم أن تجتمع معا، وتناقش المشكلات الشائعة
و تجد حلولا مشتركة".
﴿أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ٦ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ٧ ٱلَّتِی لَمۡ یُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ٨ وَثَمُودَ ٱلَّذِینَ جَابُوا۟ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ ٩ وَفِرۡعَوۡنَ ذِی ٱلۡأَوۡتَادِ ١٠ ٱلَّذِینَ طَغَوۡا۟ فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ١١ فَأَكۡثَرُوا۟ فِیهَا ٱلۡفَسَادَ ١٢ فَصَبَّ عَلَیۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ ١٣ إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ ١٤﴾ [الفجر ]
*مسؤول مكتب العلاقات الخارجية بجماعة العدل والإحسان/ المغرب