نظمت مسيرة الأعلام في القدس أول مرة عام 1968، على يد الحاخام يهودا حزاني من المدرسة الدينية المعروفة باسم ميركاز هراف-مركز الحاخام، وتحولت إلى تقليد سنوي.

وتنظم المسيرة في ما يعرف بـ"يوم القدس" الذي تحيي فيه إسرائيل -بحسب التقويم العبري- ذكرى احتلال الشطر الشرقي من القدس عام 1967 والذي تسميه يوم توحيد القدس وإحلال السيادة الاسرائيلية واليهودية على المدينة والأماكن الدينية اليهودية فيها.

ازداد عدد المشاركين في المسيرة من عام إلى عام، ويقدر عددهم حاليا بعشرات الآلاف، معظمهم ممن يطلقون على أنفسهم الوطنيين المتدينين من القدس ومستوطنات الضفة الغربية المحتلة وكافة أنحاء إسرائيل.

وتجبر قوات الاحتلال الفلسطينيين على إغلاق محالهم التجارية بالتزامن مع مرور المسيرة من البلدة القديمة حيث يعتدي المشاركون فيها بشكل استفزازي على بيوت ومحال الفلسطينيين ويطلقون شعارات "الموت للعرب" ويرقصون حاملين الأعلام الإسرائيلية.

يمول المسيرة جمعية "عام كالبيا" الدينية الاستيطانية وبلدية القدس ووزارة التربية والتعليم الإسرائيلية وشركة تطوير وإعادة تأهيل الحي اليهودي، ووصل حجم التمويل عام 2018 إلى نحو 300 ألف دولار.

وبين الأعوام 2010 و2016 منعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي المشاركين في المسيرة من الدخول إلى البلدة القديمة عبر باب الأسباط.

وفي عام 2011 حولت شرطة الاحتلال الإسرائيلي مسار المسيرة ليمر من حي الشيخ جراح مرورا بشارع رقم 1 الذي يفصل شطري القدس الغربي والشرقي، وسمحت للمشاركين فيها بدخول البلدة القديمة من أبواب عدة.

وعام 2017 في الذكرى الـ50 لاحتلال القدس، سمح للمشاركين في المسيرة بالطواف حول أسوار البلدة القديمة والدخول إليها أيضا من باب المغاربة.

وبين عامي 2015 و2016 رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية التماسات قدمتها جمعيات يسارية وحقوقية إسرائيلية لمنع مرور المسيرة من الحي الاسلامي.

وفي عام 2021 وتحت تهديد المقاومة الفلسطينية، منعت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو مرور المسيرة عبر باب العامود وحولتها إلى باب الخليل، لكن المقاومة الفلسطينية أطلقت دفعة من الصواريخ صوب القدس، وهو ما أجبر أجهزة الأمن الإسرائيلية على تفريق المسيرة على الفور، واندلعت على إثر ذلك عملية سيف القدس حسب التسمية الفلسطينية، "حارس الأسوار" حسب التسمية الإسرائيلية.

وعقب انتهاء الحرب على غزة أعيد تنظيم مسيرة الأعلام في 15 يونيو/حزيران 2021 ضمن المسار التقليدي، واعتبر ذلك أول قرار مهم للحكومة الجديدة في إسرائيل برئاسة نفتالي بينت؛ حيث مرت من باب العامود وسط حالة توتر وترقب شديدين.

وفي 2022 و2023 أقرت قيادة شرطة الاحتلال تنظيم المسيرة ضمن مسارها التقليدي، حيث قدر عدد المشاركين فيها بنحو 70 ألفا وقد مر السواد الأعظم منهم من باب العامود وصولا إلى حائط البراق.

وتحشد شرطة الاحتلال الإسرائيلي نحو 3 آلاف عنصر لتأمين مسار المسيرة، وفي سنوات سابقة كما في 2022، استدعت 3 كتائب تابعة لحرس الحدود من صفوف الاحتياط فضلا عن نشر آلاف من أفراد الشرطة في كافة أنحاء إسرائيل مخافة حدوث أي تدهور أمني، وأعلن عن انتقال الشرطة إلى حالة التأهب القصوى.

ووسع الجيش الإسرائيلي عام 2022 من دائرة انتشار منظومة القبة الحديدية حول القدس وفي مناطق عدة وسط وجنوب إسرائيل تحسبا من إطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ في توقيت تنظيم المسيرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات البلدة القدیمة شرطة الاحتلال المسیرة من

إقرأ أيضاً:

القوات الإسرائيلية تهدم سبعة منازل لفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة  

 

 

القدس المحتلة- هدمت آليات بلدية القدس الثلاثاء 5نوفمبر2024، سبعة منازل على الأقل لفلسطينيين في حي البستان في بلدة سلوان شمال القدس الشرقية المحتلة وفق ما أكد نشطاء ومنظمات حقوقية والبلدية الإسرائيلية التي زعمت أن المباني "غير قانونية".

وقالت بلدية القدس في بيان إنها "بدأت بمرافقة أمنية عمليات تطبيق (القانون) ضد المباني غير القانونية في حي البستان (حديقة الملوك) في سلوان".

وبحسب البلدية "هناك أوامر قضائية تأمر بهدم المباني ... بعد استنفاد العملية القانونية" مشيرة إلى أن المباني تقع في منطقة مصنفة "خضراء أي منطقة عامة مفتوحة".

وأكد الناشط فخري أبو دياب وهو أحد المتضررين من الهدم إن "سبعة منازل على الأقل هدمت والعملية مستمرة".

وأضاف لوكالة فرانس برس "هدموا منزلي الذي رممته بعد أن هدموه أوائل العام الجاري، ومنزل ابني ومنزل لعائلة هيثم عايد وأربعة منازل لعائلة الرويضي".

ووفقا لأبو دياب فإن نحو "40 فردا بينهم أطفال تضرروا من عمليات الهدم" في الحي و"باتوا في العراء".

من جهتها، أكدت منظمة "عير عميم" الإسرائيلية الحقوقية في بيان الثلاثاء عمليات الهدم من دون تحديد عدد المنازل المتضررة كون "الهدم مستمر".

وبحسب المنظمة فإن خطر الهدم الذي "يحظى بتشجيع من الحكومة" اليمينية في إسرائيل من المتوقع أن يطال "115 منزلا يسكنها نحو 1500 نسمة" في الحي.

ورأت المنظمة أن "هدم حي البستان وتشريد سكانه ... يشكل جزءا لا يتجزأ من جهود الاستيطان الرامية إلى تهويد سلوان وتحويل المنطقة إلى حديقة عامة من شأنه أن يسهل الاتصال بين التجمعات الاستيطانية الصغيرة المعزولة في سلوان ويربطها بالقدس الغربية".

ورأى أبو دياب أن "الاحتلال فوق القانون الدولي، وقد أمِن العقوبة واستغل انشغال العالم بالحرب في غزة وفي لبنان وفي الانتخابات الأميركية وقام بمجزرته".

وأضاف "الاحتلال مصمم على تقليل نسبة العرب وتغيير التركيبة السكانية في القدس لصالح المستوطنين".

ورصد مصور فرانس برس أربع جرافات على الأقل تعمل في مواقع الهدم في الحي الذي فرضت عليه الشرطة الإسرائيلية إغلاقا محكما.

احتلت إسرائيل القدس الشرقية في العام 1967 قبل أن تعلن ضمها في خطوة لم يعترف بها معظم المجتمع الدولي.

ويعيش في القدس الشرقية نحو 362 ألف فلسطيني بالإضافة إلى 234 ألف مستوطن إسرائيلي.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • عن الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.. إليكم تقرير لجنة الطوارئ
  • الاحتلال ينفذ عملية هدم واسعة لمساكن فلسطينية بالقدس
  • القوات الإسرائيلية تهدم سبعة منازل لفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة  
  • سلطات الاحتلال تهدم 3 أبنية سكنية بالقدس الشرقية
  • عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى والاحتلال يداهم بلدات بالقدس المحتلة (شاهد)
  • حماس: الإخطار بهدم مسجد "الشيّاح" بالقدس إمعان في الحرب الدينية على شعبنا
  • سوق العطارين.. معلم بالقدس من عهد الرومان
  • عاجل - انفجار ضخم يهز إسرائيل بعد رصد مسيرة من جنوب لبنان
  • 80 شهيدا ومئات الجرحى والمعتقلين بالقدس منذ طوفان الأقصى
  • إجبار مقدسي على هدم غرفة سكنية ومنشأة زراعية ذاتيا بالقدس