المسلة:
2024-11-25@00:58:05 GMT

إيران: الأرجحية لرئيس متشدد

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

إيران: الأرجحية لرئيس متشدد

5 يونيو، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

محمد صالح صدقيان

نجحت إيران في تأمين انتقال سلسٍ للسلطة السياسية بعد رحيل رئيس جمهوريتها ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وعدد آخر من المسؤولين المحليين جرّاء تحطم الطائرة المروحية الرئاسية التي أقلّتهم لافتتاح سد مشترك مع أذربيجان في 19 مايو/أيار الماضي.

لم تجد طهران، إثر فاجعة المروحية الرئاسية، صعوبة في انتهاج الآليات الدستورية الضامنة لاستمرارية مؤسساتها والتزام الاستحقاقات الدستورية، بدءاً بمنح الصلاحيات الكاملة للنائب الأول لرئيس الجمهورية (محمد مُخبر) وتنصيبه رئيساً للجمهورية بالوكالة لفترة دستورية محدّدة، مروراً بتشكيل اللجنة الثلاثية التي يرئسها رئيس الجمهورية بالوكالة ويتمثل فيها كلٌ من رئيس مجلس الشوری (البرلمان) ورئيس مجلس القضاء الأعلی، علی أن تكون مهمة هذه اللجنة الإشراف علی الاستحقاق الثالث، وهو اجراء الإنتخابات الرئاسية في المهلة الدستورية التي اشترط الدستور ألا تزيد عن 50 يوماً.

وقد قامت هذه اللجنة في اجتماعها الأول الذي عُقد في 20 مايو/أيار الفائت، أي في اليوم ذاته الذي تم الاعلان فيه عن وفاة الرئيس، بتحديد يوم 28 حزيران/يونيو الحالي موعداً لإجراء الانتخابات الرئاسية.

ويُسجل للنظام السياسي الإيراني أنه استطاع أن ينتهج أطراً دستورية تُوفّر انتقالاً سلساً للسلطة تحت سقف المواعيد والاستحقاقات التي حدّدها الدستور، وهو الأمر الذي يعكس حالة من الاستقرار في الإنتظام العام، برغم ما يُعاني منه البلد من حصار خارجي وعقوبات دولية أو من مشاكل اقتصادية داخلية لها أسبابها العديدة.

وعلی خلفية ذلك، ثمة حيوية لافتة للانتباه رصدها الخبراء والمتابعون للمشهد السياسي الإيراني في ضوء الرغبة التي أبداها التيار الاصلاحي بتقديم مرشح أو أكثر للانتخابات الرئاسية المقررة بعد أكثر من ثلاثة أسابيع.

وتدل المؤشرات المستقاة من الانتخابات السابقة أن التنافس سيكون متمحوراً بين مرشحي التيار الأصولي بأجنحته المتعددة (المتشدد والوسطي والمعتدل) اللهم إلا إذا اتخذ النظام، من خلال مجلس صيانة الدستور، مساراً أكثر اعتدالاً لإفساح الفرصة أمام الشخصيات الإصلاحية في الترشح للدورة الـ 14 من الانتخابات الرئاسية.

وفي الوقت الذي حسم التيار الأصولي بأجنحته وأحزابه أمر المشاركة في الانتخابات، تبقی الأنظار متجهة للتيار الإصلاحي الذي يتزعمه الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي الذي أعلن أنه لن يدعم أياً من المرشحين إذا ما فشل بالحصول علی الضوء الأخضر من مجلس صيانة الدستور علی مرشحيه، حيث تم ترشيح أسماء مثل اسحاق جهانغيري النائب الأول للرئيس الإيراني السابق حسن روحاني والنائب مسعود بزشكيان والنائب السابق مصطفى كواكبيان.

اللافت للانتباه في هذه الانتخابات تبلور تيار معتدل كان محسوباً في السابق على فريق المحافظين الأصوليين لكنه مع مرور الوقت، راح يتخذ مواقف معتدلة تندرج في خانة “الواقعية السياسية”؛ فصار يتم التدليل على هؤلاء باسم “التيار المعتدل”، ومن أبرز شخصياته التي رشحت للانتخابات محمد باقر قاليباف رئيس مجلس الشورى الحالي، وعلي لاريجاني رئيس مجلس الشورى السابق.
وفي مقابل هؤلاء، يقف الأصوليون المتشددون بقوة مستفيدين من سيطرتهم علی معظم مراكز القرار؛ (“الخبراء” و”تشخيص مصلحة النظام” والقضاء والبرلمان إلخ..) لكن ذلك لا يمنع من حصول تنافس داخلي داخل هذا الفريق نفسه، وهو الأمر الذي تبدّت ملامحه خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس/آذار الماضي، وبرزت خلالها أسماء مهمة تتميز بطريقة تفكيرها وبرنامج عملها أمثال سعيد جليلي، مندوب المرشد في المجلس الأعلی للأمن القومي علماً أنه كان أميناً عاماً للمجلس في عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد (رشّح نفسه للانتخابات)، ومهرداد بذرباش وزير النقل الحالي.

هذا المشهد الانتخابي الذي تعيشه الساحة الإيرانية راهناً لم يُبلور الصورة الانتخابية في انتظار أن يقول مجلس صيانة الدستور كلمته في أسماء المرشحين الـ80 لرئاسة الجمهورية، حسب أرقام وزارة الداخلية. ويُفترض بهذا المجلس المؤلف من إثني عشر عضواً، أن يُصادق، خلال فترة لا تتجاوز السبعة أيام، اعتباراً من الإثنين الماضي، على أهلية المرشحين لخوض الانتخابات أو عدم خوضها، وفق معايير محددة، على أن ينشر في 11 الجاري قائمة بالمرشحين المؤهلين خوض المنافسة الرئاسية، لتنطلق بعد ذلك حملات المرشحين بما ستتضمنه من تصورات اجتماعية واقتصادية وأمنية وسياسية لإدارة البلد، فيما ترسم هذه الأسماء مستقبل العلاقات الخارجية الإيرانية وتحديداً مع الدول الغربية وبالذات كيفية التعامل مع ملف المفاوضات النووية. أما العلاقات مع دول الجوار وخصوصاً مع الدول العربية، فقد بات بحكم المؤكد أن النظام السياسي اتخذ قراره بفتح صفحة جديدة من العلاقات وصولاً إلى تعزيز الثقة والتعاون والتنسيق في مجالات عديدة. وهذا الأمر يمكن تلمسه من خلال مسار إعادة العلاقات مع السعودية وبقية الدول الخليجية وأيضاً التحرك لتطبيع العلاقات مع بقية الدول العربية.

وفي التكهنات أن المشهد الانتخابي لن يشهد أية اثارة إذا تكرّرت تجربة 2021 واقتصر الترشح علی الأصوليين، وأن هناك نافذة مفتوحة للتوصل إلى اتفاق بين التيار الاصلاحي والتيار المعتدل (المحافظ) علی شخصية تحظی بقبولهما في مواجهة المرشح الأصولي؛ عندها ربما تتكرر تجربة انتخابات عام 1997 التي فاز فيها الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي.

وحتی موعد اعلان أسماء من يحق لهم الدخول في السباق الانتخابي الرئاسي في 11 حزيران/يونيو الجاري، ستشهد طهران حيوية سياسية يُفترض أن تُتوج بانتخاب رئيس جديد يُراد له أن أن يُواجه الاستحقاق الانتخابي الأمريكي لما للأمر من صلة وثيقة بالمفاوضات النووية التي تهدف إلى رفع الحظر المفروض منذ عقود علی الاقتصاد الإيراني ومن خلاله على كل الشعب الإيراني.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: رئیس مجلس

إقرأ أيضاً:

ردا على دعمه الكبير فى سباق الانتخابات الرئاسية.. مخاوف أمريكية من إهداء ترامب منصبًا كبيرًا لإيلون ماسك

فى عالم السياسة الأمريكية اليوم، يمكن القول دون تردد إن إيلون ماسك، الأغنى فى العالم ورائد الأعمال المتعدد المجالات، قد تحول إلى شخصية مؤثرة فى الساحة السياسية الأمريكية. بعد فوز دونالد ترامب المفاجئ فى الانتخابات الرئاسية، أصبح ماسك القوة الجديدة التى تؤثر على مجريات الأمور الداخلية بشكل ملحوظ.

بدراما سياسية غير متوقعة، اتجه ماسك الذى كان يدعم حزب الديمقراطيين على مدى عشرين عاما، لتبنى موقف قوى لصالح ترامب وقام بدعمه بكل ما أوتى من قوة بعد محاولة اغتيال الأخير خلال تجمع انتخابى فى بنسلفانيا. هذا التحول المفاجئ لم يقتصر فقط على الكلمات، بل تجسد عبر استثمار ماسك أكثر من ١٠٠ مليون دولار فى دعم حملة ترامب الانتخابية، مما جعله أحد أبرز الداعمين. ومن خلال تعزيزه لوجوده على منصة «إكس» تويتر سابقا، أصبح ماسك واحدًا من الشخصيات المؤثرة فى الانتخابات. وبحسب شبكة سى إن إن لم تقتصر مساهمات ماسك على الدعم المالى والجماهيرى فحسب، بل أصبح أيضا مستشارا موثوقا فى القضايا السياسية الكبرى إثر مشاركته فى مكالمة جمعت بين ترامب والرئيس الأوكرانى بعد الانتخابات، الأمر الذى جعل منه شخصية محورية.

ترامب، الذى أظهر إشادة بقدرات ماسك ووصفه بأنه ولد ليكون نجما، أعرب عن نية تكليف ماسك إدارة وزارة الكفاءة الحكومية الأمريكية إلى جانب رجل الأعمال فيفيك راماسوامى، لإحداث تحول جذرى فى كيفية إدارة الحكومة الفيدرالية وتمهيد الطريق لإدارة ترامب من خلال السعى لتفكيك البيروقراطية الحكومية وتقليص الإجراءات التنظيمية المفرطة، وإعادة هيكلة الوكالات الحكومية والحد من الهدر المالى. فى إشارة إلى جهود ماسك الساعية لتقليص ٢ تريليون دولار من الإنفاق الحكومى. وبحسب وكالة رويترز، أكد ترامب أن هذه الجهود تسعى إلى تحقيق نتائج ملموسة بحلول ٤ يوليو ٢٠٢٦، لتكون بمثابة هدية تزامنا مع الذكرى الـ٢٥٠ لتوقيع إعلان الاستقلال الأمريكى.

أثار ماسك لأول مرة فكرة بذل جهود جادة لخفض التكاليف، فى منتصف أغسطس الماضى، خلال استضافته المرشح الرئاسى وقتها دونالد ترامب فى حوار سياسى على منصة «إكس»، والذى حقق أرقاما قياسية فى المشاهدات تجاوزت المليار مشاهدة حسب تصريحات ماسك. على الرغم من التأكيدات بأن دور الإدارة الجديدة فى الحكومة الأمريكية سوف يقتصر على تقديم المشورة والتوجيه، إلا أن إريك جوردان الأستاذ فى كلية روس للأعمال بجامعة ميشيجان، حسب صحيفة «يو إس إيه توداى»، عبر عن مخاوفه من أن تمنح هذه السلطة الجديدة إيلون ماسك نفوذا كبيرا على السياسات الحكومية والوكالات الفيدرالية التى تشرف على مجموعته الاستثمارية. خاصة بعد حصول هذه المجموعة المكونة من ست شركات على ١٥.٤ مليار دولار فى عقود حكومية على مدار العقد الماضى، وفقا لموقع Open Secrets. كما أضافت كاثلين كلارك، أستاذة القانون بجامعة واشنطن، أن ماسك قد يكون له تأثير على اختيار رؤساء الهيئات التنظيمية التى تشرف على شركاته، مما قد يتيح له القدرة فى تشكيل السياسات والقرارات للهيئات التى سبق له انتقادها، ما يعنى حدوث تداخل بين مصالحه الخاصة وأدوار الحكومة التنظيمية.

من جهة أخرى، هناك اعتقاد بأن ترامب يسعى إلى استخدام هذه الإدارة كوسيلة للضغط على أعضاء الكونجرس بإثارة مخاوفهم بشأن الاستقرار التنظيمى والمالى ليدفعهم فى النهاية إلى إعادة توجيه المخصصات المالية فى الموازنات نحو الأهداف التى يدعمها، هذا التكتيك يشير إلى أن الإدارة الجديدة قد تسعى لدور أكبر من كونها مجرد أداة تنظيمية، من خلال استخدامها كوسيلة لتحقيق أهداف، كما يخشى البعض من عواقب التخفيضات التى ينوى إيلون ماسك تنفيذها فى وقت قصير، وقد أقر ماسك بالمخاطر، داعيا الأمريكيين إلى التحلى بالصبر لتحمل صعوبات مؤقتة من أجل تحقيق مكاسب طويلة الأجل. كما أشار إلى أن البيروقراطية الفيدرالية والإنفاق الحكومى يدفعان البلاد نحو الإفلاس خاصة بعد أن تجاوزت مدفوعات فوائد الدين الوطنى ميزانية وزارة الدفاع. تجدر الإشارة إلى أن ماسك بعد استحواذه على منصة تويتر فى أكتوبر ٢٠٢٢، قام بإجراء تغييرات جذرية، شملت تقليص عدد العاملين من ٨٠٠٠ إلى ١٥٠٠ فى غضون أسابيع. وبحسب صحيفة بوليتيكو يخطط ماسك لتقديم إحاطات أسبوعية عبر البث المباشر بشأن جهوده فى الإدارة الجديدة.

ماسك الملقب بالرابح الأكبر من الانتخابات الأمريكية بدأ يجنى ثمار استثماراته الضخمة فى حملة ترامب، محققا أرباحا بمليارات الدولارات عقب إعلان فوز الأخير، بعد أن شهدت أسهم شركاته ارتفاعا كبيرا فى قيمتها السوقية. ورغم أن ماسك المولود فى جنوب إفريقيا ليس مواطنا أمريكيا بالولادة، وبالتالى لن تكون له طموحات سياسية شخصية، إلا أنه مع ثروة صافية تقدر بأكثر من ٣٠٠ مليار دولار وسيطرته على إحدى أكبر منصات التواصل الاجتماعى، أصبح يتملك القدرة على إحداث تأثير كبير فى الساحة السياسية الأمريكية والدولية.

مقالات مشابهة

  • التواتي ساخراً: الانتخابات البلدية حلال.. والانتخابات الرئاسية والبرلمانية “حرام”
  • الناخبون الرومانيون يدلون بأصواتهم بالانتخابات الرئاسية وسط منافسة بين 13 مرشحا
  • الرومانيون يدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية
  • رومانيا تبدأ التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وسط منافسة بين 13 مرشحاً
  • عاجل | رئيس البرلمان الإيراني: تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة ردا على قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية
  • الأوروجواي تشهد جولة إعادة للانتخابات الرئاسية
  • الرومانيون يتوجهون إلى مراكز الاقتراع للتصويت في الانتخابات الرئاسية
  • ردا على دعمه الكبير فى سباق الانتخابات الرئاسية.. مخاوف أمريكية من إهداء ترامب منصبًا كبيرًا لإيلون ماسك
  • الرومانيون في الخارج يدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية
  • دغيم: على المجلس الرئاسي ممارسة اختصاصه بتغيير رئيس مفوضية الانتخابات