“استثمر في الشارقة ” ينظم ملتقى أعمال مع مستثمرين صينيين من القطاع الصناعي
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
نظم مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر “استثمر في الشارقة” ملتقى أعمال مع مجموعة من قادة الأعمال ورواد الصناعات وأصحاب الشركات الرائدة في جمهورية الصين الشعبية وذلك بحضور الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، وسعادة أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وبحث المشاركون في الملتقى سبل التعاون وتعزيز الاستثمارات في القطاعات الحيوية ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب استعراض بيئة الاستثمار المتقدمة في الإمارة والفرص الواعدة التي تتيحها مسيرة النمو في القطاعات الحيوية والناشئة.
وتركزت المباحثات بين “استثمر في الشارقة” وقادة مجتمع الأعمال الصيني، على آفاق التعاون المستقبلي بين الطرفين، وكيفية تلبية احتياجات المستثمرين لتتلاءم مع متطلبات نمو قطاع الصناعة الرائد في الإمارة وتعزيز مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، وإنشاء شراكات في مجالات البحث والتطوير تدعم مسيرة التنمية في الشارقة بتنوعها وتميزها، إلى جانب تنفيذ مشاريع في تقنيات الطاقة الخضراء لتعزيز مساعي الاستدامة في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام.
وشهد الملتقى الذي نظمه مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر في الصين، لقاءات واجتماعات مع عدد من الجهات والشركات البارزة التي تمثل أهم وأبرز قطاعات الاقتصاد الصيني، وذلك على هامش الزيارة الرسمية لوفد الشارقة إلى الصين، والذي يضم 18 جهة ودائرة ومؤسسة، برئاسة دائرة العلاقات الحكومية، بهدف ترسيخ الروابط الثنائية بين البلدين في مجالات الثقافة والعلوم والبحوث والصحة والرياضة والبنية الرقمية.
7 قطاعات حيوية
وشمل لقاء “استثمر في الشارقة” مع مجتمع الأعمال في الصين، ممثلين عن قطاعات الثقافة والسياحة ، النقل والخدمات اللوجستية، الرعاية الصحية، التكنولوجيا الخضراء، رأس المال البشري والابتكار، الصناعات المتقدمة والتكنولوجيا الزراعية والغذائية ، حيث استعرض مسيرة التنوع في الإمارة التي تدعم التوزيع الاستراتيجي لرأس المال والاستثمارات على هذه القطاعات، إلى جانب الفرص الواعدة التي تتيحها هذه القطاعات للمستثمرين المحليين والأجانب وأصحاب الشركات الراغبين في إطلاق مشاريعهم أو افتتاح مقرات لشركاتهم في أسواق الإمارة ومناطقها الحرة.
بيئة حاضنة للاستثمارات الأجنبية
وخلال الملتقى ، تناول “استثمر في الشارقة” عناصر وعوامل تميز البيئة الاستثمارية ومناخ الأعمال في الإمارة، والتي تشمل، الموقع الاستراتيجي وسهولة الوصول إلى أسواق المنطقة، والسياسات والحوافز المخصصة لمجتمعات ورواد الأعمال، إلى جانب المناطق الحرة التي تحتضن أهم وكبرى الشركات العالمية، وسهولة التنقل بين الصين ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يصل عدد الرحلات بين البلدين إلى 10 رحلات يومياً. وتضم أسواق إمارة الشارقة ومناطقها الحرة ما يزيد على 700 شركة صينية موزعة على مختلف القطاعات، بينما وصل حجم التبادل بين الشارقة والصين لنحو 1,7 مليار دولار.
استقطاب الاستثمارات النوعية
ومن جانبه، قال سعادة أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير: ” يعد لقائنا مع قادة الأعمال في جمهورية الصين الشعبية خطوة هامة نحو تعزيز مساعي الشارقة نحو التنمية المستدامة وذلك من خلال استقطاب الاستثمارات التي تدعم الاستدامة البيئية وتساهم في بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
وأضاف القصير: “إن موقع الشارقة الاستراتيجي وبيئة الأعمال الحيوية جعلت من الإمارة وجهة مثالية للاستثمارات الأجنبية بشكل عام والصينية بشكل خاص؛ ونحن في “شروق” نحرص على توفير بيئة استثمارية تدعم نمو الشركات الصينية وتسهل وصولها إلى أسواق المنطقة. كما نؤمن بأن الشراكة مع قطاعات الأعمال الصينية تعزز من تنافسية الشارقة وترسخ مكانتها مركزاً إقليمياً للاستثمار والتجارة والصناعة.
وحول مستهدفات اللقاء مع مجتمع الأعمال الصيني، أكد محمد جمعة المشرخ المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر “استثمر في الشارقة” أن مستقبل التعاون بين الصين وإمارة الشارقة يبشر بالكثير من النتائج للطرفين، مشيراً إلى أن الاقتصاد الصيني ينمو بشكل متسارع ويحقق نجاحات في تنويع القطاعات واستحداث قطاعات اقتصاد المستقبل، الأمر الذي يلتقي مع توجهات إمارة الشارقة ورؤيتها التنموية”.
وقال المشرخ: “تحرص الشارقة على استقطاب الاستثمارات النوعية التي تشكل قيمة مضافة لاقتصاد الإمارة الوطني، وهذا هو محور لقاءاتنا مع ممثلي الشركات وقطاعات الأعمال في الصين، حيث شكلت هذه اللقاءات أرضية راسخة تنطلق منها آفاق التعاون المشترك في المجالات التي تمثل أولوية للطرفين وبشكل خاص القطاعات الحديثة التي تدعم التنمية والاستدامة والتطوير والابتكار”.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
القوة الخفية التي هزمت “حميدتي”
منذ انطلاق الرصاصة الأولى في الخرطوم يوم 15 أبريل 2023، كان واضحاً أن محمد حمدان دقلو (حميدتي) لم يقرأ المشهد العسكري والسياسي جيداً، أو قرأه بعين الوهم لا ببصيرة الواقع وبواطن الحقائق.
راهن الرجل على انقلاب خاطف وسريع يمكنه من وضع السودان في قبضته، لكنه لم يدرك طبيعة القوة الخفية في الدولة السودانية، تلك الدولة التي تبدو في ظاهرها ضعيفة ومفككة وآيلة للزوال، وذات مؤسسات هشة قابلة للانهيار السريع، لكنها أثبتت مراراً أن لديها عناصر قوة خفية لا تظهر إلا في مواجهة التحديات الكبرى.
عناصر القوة الخفية في الدولة السودانية:
• قوة المجتمع في التناصر والتعاضد ومقاومة الظلم والعدوان.
• قوة المؤسسات العسكرية والأمنية في تراكم خبراتها، وعمق تأهيلها المهني ، وروح الثبات والصبر على تحقيق الأهداف، وهي سمات تميز ضباطها وجنودها.
• قوة وجسارة الشباب بمختلف انتماءاتهم السياسية في مواجهة التحديات والمخاطر، سواء في الحروب أو التظاهرات.
• مستوى الوعي السياسي القادر على فضح النوايا الشريرة المغطاة بالشعارات التجميلية.
• العمق التاريخي لنضالات الشعب السوداني، الممتد منذ الممالك المسيحية، مروراً بمملكة الفونج، والثورة المهدية، واللواء الأبيض.ما فعلته قوات حميدتي أنها استفزت مكامن القوة الخفية في الدولة السودانية، فوجدت نفسها في مواجهة مختلف الطيف القبلي والجهوي والثقافي والسياسي والعسكري. ونتيجة لذلك، تشكّل تيار وطني عريض وغير مسبوق، عابر للانتماءات.
هذا التيار الوطني ضمّ:
• شيوخ ورجال الدين والطرق الصوفية مثل عبد الحي يوسف، شيخ الزين محمد أحمد، شيخ الكباشي، والمكاشفية، والختمية، وقساوسة كنيسة ماري جرجس وغيرهم.
• الفنانات مثل ندى القلعة، إيمان الشريف، ميادة قمر الدين وغيرهن.
• المفكرين من مختلف التيارات، من الإسلاميين مثل أمين حسن عمر، عبد الوهاب الأفندي، التجاني عبد القادر، وحسن مكي، إلى اليساريين والليبراليين مثل البروفيسور عبد الله علي إبراهيم، د. محمد جلال هاشم، د. عشاري أحمد محمود، د. معتصم الأقرع، د. صلاح بندر، والروائي عبد العزيز بركة ساكن وغيرهم.
• المقاتلين من الحركات المسلحة في دارفور، وقوات “كيكل”، و”برأوون”، و”غاضبون”، و”المستنفرين”، وشباب الأقباط، و”ميارم الفاشر”، و”مرابطات الشمالية ونهر النيل”، والشيخ موسى هلال.
كل هؤلاء وغيرهم تصدوا لحماية الدولة السودانية والدفاع عن وجودها.
حميدتي، الذي كان بالأمس شريكاً في السلطة، متمتعاً بقوتها ونفوذها، ظن أنه قادر على اختطاف الدولة، لكنه نسي أن القوة وحدها لا تكفي، وأن شرعية البندقية لا تدوم طويلاً. فالرهان على الدعم الخارجي، والتحالفات المصلحية، واستراتيجية “الأرض المحروقة”، لن يحقق له أهدافه، بل سيؤدي إلى عزله وإنهاء وجوده في الفضاء العام.
فشل مشروع انقلاب حميدتي على الدولة السودانية لم يكن مفاجئاً، بل كان حتمياً، لأن أي انقلاب يفتقر إلى عمق سياسي، ورؤية استراتيجية، وحاضنة شعبية، لا يعدو كونه مغامرة متهورة باهظة التكلفة.
منذ اللحظة الأولى، كان واضحاً أن حميدتي يخوض معركة بلا غطاء وطني، وبلا ظهير سياسي يمتلك الخبرة والذكاء، وبلا أفق بعيد. اعتمد على القوة اللحظية العارية، لكنه واجه الحقيقة القاسية: القوة الخفية في المجتمع كانت أكبر من قوته العسكرية.
اليوم، وبعد ما يقارب العامين من الحرب، لم يبقَ لحميدتي سوى أطلال مشروع متهالك، وتحالفات تتآكل، وساحة تتسع لنهاية مأساوية.
فالتاريخ لا يرحم من ظنوا أن البنادق تصنع شرعية، ولا يغفر لمن توهموا أن الدعم الخارجي وحده يمكنهم من حكم الأوطان.