عقدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع ورشة عمل في ديوانها بدبي مع الشركاء الاستراتيجيين من مختلف الجهات الصحية والمؤسسات الأكاديمية في الدولة، بالتعاون مع فريق استشاري من معهد ستانفورد للبحوث في الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف مراجعة استراتيجية استشراف مستقبل البحوث الصحية على المستوى الوطني.
وافتتح الورشة سعادة الدكتور سالم الدرمكي مستشار معالي وزير الصحة ووقاية المجتمع، بحضور خبراء وممثلون عن الهيئات الصحية الحكومية والخاصة، إلى جانب أساتذة وباحثين من عدد من المؤسسات الاكاديمية بالدولة.

وتمحورت المناقشات حول تقييم الوضع الراهن للبحوث الصحية في الدولة، ومدى تحقيقها للأهداف الاستراتيجية المرسومة، فضلاً عن استشراف التحديات والتوجهات المستقبلية في هذا المجال الحيوي.
تركزت جلسات العمل على مراجعة شاملة لدراسة استراتيجية استشراف المستقبل للبحوث الصحية، بما في ذلك الأولويات البحثية والسياسات والإجراءات التنظيمية، ودراسة تحليل الواقع الحالي بالدولة، عبر مناقشات تفاعلية لتقييم السيناريوهات المتعلقة بالاستراتيجية وترتيب أولوياتها، وذلك بهدف تحديثها وفقاً للمستجدات العلمية والتكنولوجية، ومواءمتها مع احتياجات المجتمع على المدى البعيد.
استراتيجية طموحة
وأكد سعادة الدكتور محمد سليم العلماء وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع حرص الوزارة على التشاور المستمر مع شركائها الاستراتيجيين من القطاعين الصحي والأكاديمي، انطلاقاً من أهمية العمل الجماعي والحوار البناء في صياغة استراتيجية طموحة للبحوث الصحية، تضمن الاستفادة من مخرجات البحوث لتطوير منظومة الرعاية الصحية الوطنية وفق أحدث المعايير العالمية.
وأشار سعادته إلى أن الاستراتيجية الجديدة للبحوث الصحية تتضمن الاتجاهات المستقبلية للبحوث واستخلاص نتائج مقارنات معيارية مع دول رائدة في هذا المجال، بهدف تحسين السياسات الصحية الفعالة، في مجموعة متنوعة من المواضيع الصحية المهمة، بدءًا من تعزيز البحوث المتصلة بالأمراض المزمنة والأوبئة، وصولاً إلى بحوث تطبيقات التكنولوجيا والابتكارات الطبية الحديثة. بما يعكس التزام الإمارات بتطوير استراتيجيات البحوث في القطاع الصحي، وتعزيز التعاون والتبادل المعرفي مع المؤسسات الأكاديمية والصحية مع القطاع الخاص في المنطقة والعالم.
إطار بحثي شامل ومتكامل
وأوضح الدكتور خليل قائد مدير مركز البحوث الصحية أن مراجعة استراتيجية استشراف مستقبل البحوث الصحية، يهدف إلى توحيد الجهود والآراء في الدولة لتطوير وتعزيز أهمية ثقافة البحوث الصحية وتوفير بيئة علمية جاذبة تعزز قدرات العلماء والباحثين وفق أرقى الممارسات العالمية. وأن الوزارة وشركائها من الجهات الصحية والأكاديمية تعمل في إطار شامل ومتكامل لتعزيز الجهود المشتركة وتبادل الخبرات في مجال البحوث، وتوفير بيئة داعمة للبحوث العلمية الطبية، وإيجاد الحلول المستدامة للتحديات الصحية في المجتمع، من خلال دعم مراكز البحوث الصحية الحالية وتطوير السياسات وقواعد أخلاقيات البحوث.
يذكر أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع أصدرت مؤخراً تقرير حال البحوث الصحية بالدولة من 2017 إلى 2022، حيث فاق معدل نمو البحوث الصحية في دولة الإمارات في خلال تلك الفترة بثلاثة أضعاف المعدل العالمي، وازدادت مخرجات هذه البحوث بنسبة 25.2%. كما كشف التقرير أن البحوث المشتركة في المجالات الصحية التي أجرتها الإمارات من الأفضل بين دول مجلس التعاون الخليجي، وأن 80% من البحوث الصحية المنشورة تمت بالتعاون مع مؤسسات دولية.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

«الإمارات الصحية» لـ«الاتحاد»: إطلاق أول مختبر بالشرق الأوسط للذكاء الاصطناعي للصحة النفسية

سامي عبد الرؤوف (دبي) 
أعلنت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، إطلاق أول مختبر للذكاء الاصطناعي للصحة النفسية، على مستوى منطقة الشرق الأوسط، خلال النصف الأول من العام الجاري، في مستشفى الأمل للصحة النفسية بدبي التابع للمؤسسة، بالشراكة مع جامعة دبي. وقالت الدكتورة نور المهيري، مديرة إدارة خدمات الصحة النفسية بمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، في تصريح لـ«الاتحاد»: «بدأت مرحلة التأسيس لهذا المختبر، ويتم العمل على دمج التقنيات الذكية في التشخيص والعلاج، تمهيداً لتقديم خدمات رائدة في الصحة النفسية ‏خلال النصف الأول من 2025».

وأضافت: «هذه الخطوة الرائدة، تهدف إلى تعزيز الابتكار في مجال الصحة وتطوير التعاون البحثي والتكنولوجي في مجال الذكاء الاصطناعي للصحة النفسية، وسيكون هذا المختبر مركزاً وطنياً للابتكار والبحث العلمي». وأوضحت أن المختبر يتميز بتركيزه على تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لتحسين التشخيص والعلاج المبكر للاضطرابات النفسية، مما يعزز مكانة الدولة كمركز إقليمي للابتكار في الصحة النفسية الرقمية، من خلال دمج الخبرات الطبية المتقدمة مع أحدث التطورات التكنولوجية». 
ولفتت إلى أن المختبر يسهم في تطوير أدوات وتقنيات قائمة على الذكاء الاصطناعي لتحسين التشخيص والعلاج المبكر للاضطرابات النفسية، مؤكدة أن هذه المبادرة تعكس التزام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، بتوظيف التكنولوجيا الحديثة لتحسين خدمات الصحة النفسية، وتوفير بيئة داعمة للابتكار العلمي والتقني في الإمارات. 
وأشارت إلى أن التعاون مع جامعة دبي، سيركز على تطوير خوارزميات متقدمة تساعد في الكشف المبكر عن الاضطرابات النفسية (التوحد، الخرف) وتحسين دقة التشخيص، إلى جانب تمكين الكوادر البحثية من خلال إتاحة فرص بحثية للطلاب والباحثين وتنظيم ورش عمل متخصصة لتعزيز المعرفة والابتكار. 
وذكرت أن المختبر سيكون متطوراً ومجهزاً بأحدث التقنيات لدعم الأبحاث والمشاريع المشتركة، مع العمل على تعزيز تبادل المعرفة والخبرات بين الأطباء النفسيين، الباحثين، وخبراء الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في تسريع وتيرة الابتكار في المجال.

أخبار ذات صلة الذكاء الاصطناعي يتنبأ بدقة بتعافي المرضى من اضطراب القلق كارل.. ذكاء اصطناعي يكتب أبحاثاً معترف بها

وحول تركز المختبر على علاج اضطرابات التوحد والخرف، أجاب الدكتور عمار البنا، مدير مستشفى الأمل للصحة النفسية بدبي، التابعة لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية: « تعتبر اضطرابات التوحد والخرف من التحديات الصحية والنفسية التي تؤثر على الأفراد وأسرهم والمجتمع ككل». 
وتابع: «لذلك فالتدخل المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يحسن جودة حياة ‏الأفراد وذويهم بشكل كبير. بالنسبة للتوحد، فإن التشخيص المبكر يساعد في تقديم الدعم المناسب للأطفال وأسرهم، مما يعزز فرصهم في التحسن. أما بالنسبة للخرف، فالكشف المبكر يمكن أن يساهم في ‏تعزيز جودة حياتهم، مما يقلل العبء على الأسر والأنظمة الصحية». 
وعن آلية استخدام الذكاء الاصطناعي في المختبر المزمع إطلاقه، أفاد أنه سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي في المختبر من خلال تطوير خوارزميات متقدمة قادرة على تحليل البيانات الضخمة المتعلقة بالصحة النفسية، كما سيتم توظيف تقنيات تعلم الآلة والتشخيص الذكي لتحليل أنماط السلوك والتفاعل الاجتماعي، مما يساعد الأطباء في اتخاذ قرارات دقيقة وسريعة. 
الدماغ البشري
يعمل الابتكار الجديد على استدعاء الذكريات الطبيعية المُخزنة في الدماغ البشري، من خلال خوارزميات متقدمة تقوم بتحويل الأوصاف، سواء كانت شفهية أو مكتوبة إلى صور نابضة بالحياة أو مقاطع فيديو قصيرة، مما يتيح للأفراد استرجاع لحظاتهم الثمينة بطريقة جديدة ومبتكرة. والمشروع ثمرة تعاون بين مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية ومركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، ويتم إجراء أبحاث تطوير الذكريات الاصطناعية من قبل العلماء والباحثين في مستشفى الأمل للصحة النفسية التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية لضمان قاعدة قوية تستند إلى الخبرة العلمية في الصحة النفسية.
الذكريات
تعمل مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، على مشروع رائد، هو «الذكريات الاصطناعية»، وهي ابتكار رائد يعيد إحياء الذكريات الشخصية باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي المتطور وعلم النفس المعرفي والعلوم الإنسانية الرقمية، لإعادة بناء التجارب البصرية والحسية التي تكون قد تلاشت أو فُقدت مع مرور الوقت.

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة: مصر سباقة في إطلاق استراتيجية مكافحة مقاومة المضادات الحيوية
  • وزير الصحة يقف على سير العمل بالمراكز الصحية بقرى المناصير الجديدة
  • أستاذ بالقومي للبحوث يكشف التأثيرات الصحية الهامة للصيام على خلايا الجسم
  • «الإمارات الصحية» لـ«الاتحاد»: إطلاق أول مختبر بالشرق الأوسط للذكاء الاصطناعي للصحة النفسية
  • «تريندز» يحتفي بباحثاته وموظفاته
  • في أول أسبوع برمضان.. 11 ألف مستفيد من الخدمات الصحية بالمسجد النبوي
  • 11 ألف مستفيد من الخدمات الصحية لزوار المسجد النبوي خلال الأسبوع الأول من رمضان
  • الزين: نستكمل في وزارة البيئة معالجة ملف الركام
  • القومي للبحوث يقدم نصائح يومية للصحة العلاجية في رمضان
  • القومي للبحوث يطلق حملة توعوية جديدة حول الصحة العلاجية في رمضان