نيويورك تايمز: طلاب الجامعات يريدون إسقاط التهم ضدهم
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
طالب بعض طلاب الجامعات الأميركية -الذين شاركوا في المظاهرات المناهضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة– بإسقاط التهم الموجهة ضدهم بخرق قواعد السلوك وأحيانا القانون.
ومن بين من شاركوا في المظاهرات، طالب يُدعى يوسف حصوة حيث كان يتوقع أن يتسلم شهادة تخرجه من جامعة شيكاغو السبت، لكنه تلقى رسالة عبر البريد الإلكتروني من مساعد عميد شؤون الطلاب يبلغه فيها أنه بسبب خضوعه للتحقيق لمشاركته بمخيم احتجاجي في ساحة الحرم الجامعي "لن يمنح شهادته حتى يُبت في هذه المسألة" حسبما أفادت صحيفة نيويورك تايمز.
وذكر مراسل الصحيفة جيريمي بيترز، في تقريره أن حصوة -مثل عشرات آخرين من الطلاب المتظاهرين بجميع أنحاء البلاد- يواجه اليوم إجراء تأديبيا رغم السماح له بالمشاركة في حفل التخرج مع حجب شهادته إلى أن تقرر جامعته إذا كانت ستعاقبه على خرقه قواعد السلوك لرفضه مغادرة المخيم الذي أخلته الشرطة في 7 مايو/أيار الماضي.
الاعتقال والتأديبإن كيفية "تأديب" هؤلاء الطلاب تلحق ضررا بليغاً بالأوساط الأكاديمية في الجامعات، التي يفتخر العديد منها -وفق تقرير الصحيفة- بتاريخها الحافل بالنشاط الطلابي، في قضايا مثل الحقوق المدنية، وحرب فيتنام، والفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وعدم المساواة في الدخل.
بل إن بعض أعضاء هيئة التدريس أنفسهم يحتفون بمثل هذا النشاط ويشجعون الطلاب على المشاركة السياسية، وقد تعرضوا أيضا للاعتقال والتأديب بسبب ذلك، كما أورد المراسل في تقريره.
لكن اليوم، تقدم بعض الطلاب بمطلب لكلياتهم، قالت نيويورك تايمز إنه يثير حفيظة الإداريين والمخضرمين في الحركات الاجتماعية السابقة. فهم يريدون إسقاط جميع التهم الموجهة إليهم الأكاديمية والقانونية على حد سواء.
وأفادت الصحيفة الأميركية في تقريرها أن العديد من الطلاب اتُّهموا بارتكاب جنح جنائية، مثل التعدي على ممتلكات الغير. وواجه آخرون إجراءات تأديبية من جامعاتهم، والتي يمكن أن تتراوح بين مذكرات تحذير أُدرِجت في سجلاتهم إلى الإيقاف والطرد.
نشاط مخل بالنظاموعندما سُئل حصوة -وهو من أصول فلسطينية- عن العقوبة التي تتناسب مع مشاركته في "عصيان مدني" أجاب "لا شيء" معربا عن اعتقاده أنه "من النفاق أن يقولوا إننا نقوم بنشاط مُخِل بالنظام بينما هم منخرطون بفعالية في إبادة جماعية مزعجة جدا لعائلتي".
وذكرت الصحيفة أن العشرات من الطلاب -الذين شاركوا بحفل التخرج في شيكاغو- خرجوا للتعبير عن رفضهم لطريقة تعامل جامعتهم مع قضايا مثل تلك التي يواجهها حصوة. وأضافت أن أعداد الطلاب الذين اعتقلتهم السلطات من الجامعات، في جميع أنحاء الولايات المتحدة، تجاوزت 3 آلاف طالب.
ويواجه مديرو الجامعات معضلة مماثلة بشأن الإجراءات التأديبية الآن بعد أن اختفت معظم المخيمات، فإن تساهلت الجامعات أكثر من اللازم فإنها تخاطر بتشجيع المزيد من المخيمات عندما يعود الطلاب في الخريف، بحسب تقرير الصحيفة التي أشارت إلى أن بعض المؤسسات أقرت نهجا أخف لكن بشروط، مثل جامعة جونز هوبكنز، بينما رفضت أخرى (مثل جامعة براون) التساهل.
ووفقا لنيويورك تايمز، يقول الطلاب ومؤيدوهم من أعضاء هيئة التدريس إن الإجراءات التأديبية ضد المتظاهرين في الحقيقة قمع لحرية التعبير.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إلغاء منح فيدرالية لجامعة كولومبيا بـ400 مليون دولار.. هذه البداية فقط
بدأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ إجراءات صارمة ضد الجامعات التي شهدت تظاهرات طلابية تضامنًا مع غزة العام الماضي، حيث أعلنت، الجمعة، عن إلغاء نحو 400 مليون دولار من المنح والعقود الفيدرالية لجامعة كولومبيا في نيويورك، متهمةً إياها بعدم حماية الطلاب اليهود من المضايقات.
وأوضحت وزارات العدل والتعليم والصحة، إلى جانب إدارة الخدمات العامة، أن تخفيض التمويل جاء بسبب "الاحتجاجات المستمرة والمضايقات المعادية للسامية" في الحرم الجامعي.
وستتخذ وزارتا الصحة والتعليم إجراءات فورية لتجميد وصول الجامعة إلى بعض الأموال، رغم أن القضايا المتعلقة بمعاداة السامية لا تزال قيد النزاع القضائي ولم تصدر فيها أحكام نهائية.
في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أعلنت الوزارات المعنية عن مراجعة شاملة لأكثر من 5 مليارات دولار من التمويل الفيدرالي المخصص لجامعة كولومبيا، في إطار تحقيقات حول "انتهاكات محتملة للمادة السادسة من قانون الحقوق المدنية" المتعلقة بمعاداة السامية. وتواجه الجامعة ثلاث تحقيقات فيدرالية أخرى في مزاعم مشابهة.
وكانت وزيرة التعليم، ليندا ماكماهون، قد صرحت بأن جامعة كولومبيا قد تخسر التمويل الفيدرالي ما لم تتخذ "إجراءات إضافية لمكافحة معاداة السامية في الحرم الجامعي"، وذلك بعد احتجاجات طلابية تضامنًا مع غزة.
وأعلنت وزارة العدل الأمريكية عن فتح تحقيقات جديدة في قضايا معاداة السامية داخل عشر جامعات أمريكية، جميعها شهدت احتجاجات منددة بالحرب في غزة، منها جامعات كولومبيا، وهارفارد، وجورج واشنطن، وجامعة نيويورك، وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وبيركلي، وجامعة مينيسوتا.
ترامب ينفذ وعوده
وفي هذا السياق، هدد ترامب في منشور على منصة "Truth Social" بوقف تمويل الجامعات التي تسمح بالاحتجاجات "غير القانونية"، مشيرًا إلى أن الطلاب المتورطين سيواجهون الترحيل أو الاحتجاز بناءً على نوع المخالفة.
SHALOM COLUMBIA: The Trump Admin, led by @USEDgov and the Task Force to Combat Antisemitism (@TheJusticeDept, @HHSGov, & @USGSA), has canceled ~$400M in federal grants to @Columbia over its failure to protect Jewish students from antisemitic harassment. pic.twitter.com/CavoXbhhvx — The White House (@WhiteHouse) March 7, 2025
وكانت لجنة التعليم والقوى العاملة في مجلس النواب الأمريكي قد انتقدت هذه الجامعات في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، متهمةً إياها بـ"التقاعس عن تأديب المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين"، واصفةً ذلك بأنه "انتهاك لسياسات الحرم الجامعي والقانون الفيدرالي".
وبدأت فرقة العمل الفيدرالية لمكافحة معاداة السامية، التابعة لوزارة العدل، زيارات ميدانية إلى هذه الجامعات، مؤكدةً أن الحوادث المعادية للسامية استمرت منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
من جانبه، قال مدير اتحاد الطلاب اليهود في جامعة كولومبيا وبرنارد، برايان كوهين: "تعاني جامعة كولومبيا من أزمة معاداة للسامية. وآمل أن يشكل هذا الإجراء الفيدرالي جرس إنذار لإدارة الجامعة وأمنائها لاتخاذ الأمر بجدية، بما يتيح استعادة التمويل ومواصلة العمل الأكاديمي الهام".
يُذكر أن جامعة كولومبيا شهدت أجواء مشحونة عقب تدخل الشرطة لفض احتجاجات الطلاب ضد زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت للجامعة. وتجمع طلاب داعمون لفلسطين في مبنى المكتبة بالجامعة، مرتدين الكوفية الفلسطينية ورافعين العلم الفلسطيني.
وشهدت عدة جامعات أمريكية مظاهرات سلمية استمرت أشهرًا في عام 2024، رافضة للإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وانتقدت الدعم الأمريكي اللامشروط لـ"تل أبيب".