"كان انتصارا، لكنه بطعم الهزيمة". هكذا استهلت تايمز افتتاحيتها اليوم حول انتخابات الهند التي فاز فيها حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

وقالت الصحيفة البريطانية إنه رغم فوز حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بمقاعد أكثر من أي حزب آخر، إلا أن فوزه جاء بمقاعد أقل بكثير من المرة السابقة، وعدد أقل بكثير مما كان متوقعا، وهذا العدد القليل من المقاعد لا يسمح له بتشكيل حكومة بدون ائتلاف.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف فرنسية: فاز ناريندرا مودي وخابت آمالهصحف فرنسية: فاز ناريندرا مودي وخابت ...list 2 of 2نيويورك تايمز: طلاب الجامعات يريدون إسقاط التهم ضدهمنيويورك تايمز: طلاب الجامعات يريدون ...end of list

وألقت الصحيفة اللوم بشكل مباشر على عاتق زعيم الحزب الحالي مودي، الذي هيمن على المشهد السياسي في الهند لعقد من الزمن، وقالت إن غطرسته جعلت أداءه يبدو أسوأ مما هو عليه الآن.

وترى تايمز أن مودي أخطأ في تقدير ما يريده الناخبون من الحكومة. وكان برنامجه يتلخص في وضع القومية الهندوسية في قلب سياسة البلاد.

وكان هدم مسجد مهم بالنسبة للمسلمين وإعادة بناء معبد هندوسي ضخم على أطلاله أقوى رمز مثير للجدل لهذه النية. وكان قمع حرية الصحافة أيضا بمثابة سوء تقدير.

وأضافت أن فقراء الهند لم يستفيدوا بشكل كاف تقريبا من سياسات الحكومة، وقد عاقبوا الحزب الحاكم وفقا لذلك.

مراسم بناء معبد رام الهندوسي على أطلال مسجد بابري في الهند (غيتي)

ونظرا لأن نصف السكان تحت سن 25 عاما، فإن "تسونامي" من الشباب الفقراء يشعرون أنه ليس لديهم أي آفاق. وأقرب ما وصلوا إليه من ازدهار الهند هو مشاهدة الأغنياء وهم يتباهون بأموالهم، كما حدث في حفل زفاف أنانت أمباني، سليل أغنى عائلة في البلاد، والذي احتفل به في جميع أنحاء العالم على مدى 3 أشهر، وقدرت تكلفة إحدى حفلتين قبل الزفاف بـ120 مليون جنيه إسترليني.

ومع أنه يُحسب للهند أن فقراءها ليسوا عاجزين، كما هي الحال في العديد من البلدان. ومع وجود 968 مليون شخص مؤهلين للتصويت، فقد كانت انتخاباتها أكبر ممارسة ديمقراطية، وفقا لتايمز.

لكن الصدمة التي تعرض لها مودي تلقاها في الأساس من قبل الداليت، المنبوذين، الذين يُنظر إليهم بازدراء شديد لدرجة أنهم ليسوا حتى أعضاء في النظام الطبقي في الهند.

وقد أحبطت أصواتهم مودي، خاصة في معقل الحزب الشمالي. وهكذا حرمت الجماهير المحبطة الحزب الحاكم من السلطة التي أصبح يعتبرها حقا له، كما حدث في جنوب أفريقيا حيث صدر "توبيخ" مماثل لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في الانتخابات الأخيرة.

وختمت الصحيفة بأن هناك درسا لمودي في نتيجة الانتخابات، وهو أن التنمر على المسلمين وجعل الأغنياء أكثر ثراء ليس بالأمر الجيد، وأن فقراء الهند يريدون أن يروا تحسنا ماديا في حياتهم، ويتعين على مودي تحقيق ذلك لهم الآن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: أمريكا غارقة في حالة ضارة من الهوس بنظريات المؤامرة

يمن مونيتور/وكالات

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالا للصحفي الأمريكي ديفيد والاس ويلز أكد فيه أن الأميركيين عالقون في شبكة واسعة من التفكير التآمري، وأن الولايات المتحدة باتت مهووسة بنظرية المؤامرة في التعامل مع الواقع السياسي.

وشدد على أن الهوس والارتياب السياسي السائد في البلاد يشي بحالة ضارة من انعدام الثقة على مستوى القاعدة الشعبية، ناهيك عن العلل الهيكلية التي أصابت بيئة المعلومات الجديدة.

وتساءل “هل نظرية المؤامرة نابعة من ثقافة المجتمع، أم موروثة من التاريخ؟ وهل هي مسألة متعلقة بتدفق المعلومات، أم أنها سقط متاع وجد طريقه إلينا؟”.

ومن الأمثلة التي أوردها الكاتب للاستدلال على ما ذهب إليه، ما عُرف في الإعلام بملفات الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي، التي أفرجت عنها إدارة الأرشيف الوطني الأميركية الأسبوع الماضي.

ورغم أن الرئيس دونالد ترامب كان قد وعد بالإفراج عن 80 ألف صفحة من السجلات المتعلقة باغتيال الرئيس كينيدي في 1963، فإن ما نُشر منها لم يتجاوز 64 ألف صفحة.

ووصف الكاتب الصفحات التي رُفعت عنها السرية في قضية كينيدي بأنها عديمة القيمة.

وأوضح أن المؤرخ آرثر شليزنغر كتب مذكرة عام 1961 يحذر فيها الرئيس كينيدي من أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) قد بلغت درجة من التطور والنفوذ بحيث أصبحت لاعبا دبلوماسيا -في عديد من أرجاء العالم- يفوق وزارة الخارجية أهمية.

ووفقا لمقال نيويورك تايمز، فلربما كانت تلك المذكرة تثير فيما مضى كثيرا من علامات الدهشة، وهي تتضمن اعترافا لا لبس فيه آنذاك بأن الإمبراطورية الأمريكية الصاعدة كانت موبوءة بالسرية والدسائس بالطول والعرض.

وأكد كاتب المقال أن الأمريكيين يعيشون الآن العصر الذهبي لنظرية المؤامرة التي شاعت في البلاد منذ اغتيال كينيدي قبل أكثر من 60 سنة، وليس أدل على ذلك من شيوع منظمات مثل حركة “كيو أنون”، وصيغ نمطية من قبيل “الدولة العميقة” و”روسيا غيت”.

وبرأيه يبدو أن الكشف عن الأعمال السرية للسلطة لم يعد يُحدث صدمة دائمة كما كان يحدث في السابق، وربما يرجع ذلك إلى أن الواقع خلال السنوات الأخيرة اتخذ منحى صريحا من الارتياب والهوس بالمؤامرة.

وضرب الكاتب مثلا على ذلك بتفشي فيروس كوفيد-19، الذي قلب الحياة اليومية لمليارات البشر في جميع أنحاء العالم، والذي قيل إن علماء صينيين اختلقوه في مختبر قبل أن يتسرب إلى الخارج.

وأشار إلى أنه مع مرور الوقت، أصبحت نظرية التسرب المختبري لأصول الجائحة أقرب إلى الإجماع ليس فقط في الولايات المتحدة، بل حتى وكالة المخابرات الألمانية، على سبيل المثال، تعتقد الآن أن الفيروس ربما خرج من المختبر، وهو رأي يتماشى إلى حد كبير مع ما استنتجته الاستخبارات الأمريكية.

ولفت الكاتب إلى أن القصة الأكبر ربما تتمثل في ما يقوم به الملياردير إيلون ماسك، الذي عُين في الحكومة الأمريكية الحالية ولم يُنتخب.

فقد أمضى أغنى رجل في العالم الشهرين الأولين من ولاية ترامب الرئاسية الثانية في محاولة إعادة تحجيم وإعادة برمجة آليات عمل البيروقراطية الفدرالية بأكملها، معتمدا على فريق من العملاء الخفيين الذين يعملون في سرية ويخفون هوياتهم، لدرجة أن ماسك يتهم كل من يتعرف عليهم بالتحرش الجنائي.

وفي حين أن المقولة التقليدية تضع نظرية المؤامرة على الهامش السياسي، تشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أن المكان المناسب لها هو بين أصحاب المعتقدات الاقتصادية اليسارية والأيديولوجيات الثقافية اليمينية.

ويفسر الكاتب ما يجري بأن الناس تخلوا عن القراءة والكتابة، التي أرست إحدى سمات التفكير النقدي، وحل محلها اليوم ما يشبه الثقافة الشفهية.

 

 

مقالات مشابهة

  • أحمد حسن: جوزيه مدرب عنيد.. وكان المحرك الرئيسي للقرارات داخل الأهلي
  • قبل العيد.. كيف عاقب القانون من يمارس عنف أو تهديد في احتفال ديني؟
  • تحقيق لنيويورك تايمز: يد أميركا الخفية في الحرب الأوكرانية
  • يديعوت أحرونوت: نتنياهو يخشى انهيار ائتلافه الحاكم مقابل صفقة تبادل الأسرى
  • هؤلاء لا يريدون الانتخابات البلدية
  • كيف عاقب القانون المتورطين ببيع الآثار؟
  • نيويورك تايمز: أمريكا غارقة في حالة ضارة من الهوس بنظريات المؤامرة
  • نتائج مفاجئة: استطلاع رأي حول الانتخابات في تركيا يكشف عن الحزب المتصدر
  • الميز القداسي بين رئيسي حزب الأمة اللواء والإمام (5)
  • خلاف عون وسلام على الحاكم...أول الغيث ام محطة عابرة؟