توقيع تفاهمات وتعاون في مجالات التجارة والتعليم والسياحة والثقافة خلال زيارة وفد الشارقة مقاطعة شاندونغ الصينية
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
تكللت زيارة الشارقة إلى مقاطعة شاندونغ الصينية، التي تم تنظيمها بالتنسيق مع حكومة شاندونغ يومي 4 و5 يونيو، بتوقيع مذكرة تفاهم بين “دائرة العلاقات الحكومية” و”مكتب الشؤون الخارجية للحكومة الإقليمية لمقاطعة شاندونغ في جمهورية الصين الشعبية”، بهدف تسهيل التبادلات والتعاون بين الجانبين في كافة المجالات لمدة 5 سنوات، إلى جانب اتفاقية تعاون بين جامعتي الشارقة وشاندونغ، لتعزيز العلاقات الثنائية والشراكات وإطلاق المبادرات المشتركة بين الجانبين.
مذكرة تفاهم لترسيخ التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز قطاعات التعليم والثقافة والسياحة
وتنص المذكرة التي وقعها الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، رئيس وفد الإمارة المشارك في الزيارة، وكاي شيانجين، المدير العام لمكتب الشؤون الخارجية للحكومة الإقليمية لمقاطعة شاندونغ في جمهورية الصين الشعبية، بحضور دينغ يون فنغ، نائب حاكم مقاطعة شاندونغ، على ترسيخ الاتصال مع المؤسسات المعنية بالاقتصاد والتجارة والتعليم والثقافة والسياحة، بهدف تعزيز التعاون في هذه المجالات، وإنشاء آلية اتصال لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، على أن يتولى كل من دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة ومكتب الشؤون الخارجية للحكومة الإقليمية لمقاطعة شاندونغ، مهمة الإشراف على تواصل كافة الجهات المعنية.
وفي هذا الإطار، أشار الشيخ فاهم القاسمي إلى أن المذكرة تترجم التزام دائرة العلاقات الحكومية بتسهيل اللقاءات والاجتماعات والتعاون المشترك بين مختلف مؤسسات إمارة الشارقة ونظيراتها في آسيا بشكل عام، والصين بشكل خاص، تماشياً مع رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يؤمن إيماناً راسخاً بأهمية الحوار والتفاهم مع جميع دول وثقافات العالم، ودور التعاون والعمل المشترك في الارتقاء بالحضارة الإنسانية وتحقيق التنمية الشاملة المستدامة في جميع القطاعات على الصعيد العالمي.
اتفاقية بين جامعة الشارقة وجامعة شاندونغ لتطوير التبادل الأكاديمي
وعلى صعيد متصل، وقّعت جامعة الشارقة اتفاقية مع جامعة شاندونغ، بهدف تطوير التبادل الأكاديمي والثقافي بين الجانبين وتعزيز التعاون في مجال التعليم والبحث وبناء القدرات، بما يشمل البرامج المقدمة في كلتا المؤسستين، والتدريس، والبحث العلمي، وتبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وتطوير الموظفين، إلى جانب المشاركة في الندوات واللقاءات الأكاديمية الدولية، وتبادل المواد الأكاديمية والعلمية، والبرامج الأكاديمية الخاصة.
بحث آليات افتتاح معهد كونفوشبيوس كمركز مستقل بالشارقة
وبموجب الاتفاقية التي وقعها سعادة الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، وسعادة الدكتور شيان شانغ، رئيس جامعة شاندونغ، بحضور دينغ يون فنغ، نائب حاكم مقاطعة شاندونغ، يتم بحث آليات تسهيل افتتاح “معهد كونفوشيوس” كمركز مستقل في الشارقة، بدءاً من العام الدراسي 2025-2026، لتعليم اللغة والثقافة الصينية، وتقديم برامج تعليمية وثقافية عامة بهدف دعم تدريس اللغة الصينية وتسهيل التبادل الثقافي.
وفي هذا الشأن، أكد سعادة الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، أهمية الزيارة، قائلاً: “إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن تكون جامعة الشارقة ضمن الوفد رفيع المستوى الذي يمثل إمارة الشارقة في زيارته إلى جمهورية الصين، وتوقيع اتفاقية تعاون علمي وأكاديمي مع جامعة شاندونغ، فجامعة الشارقة تربطها علاقات أكاديمية وبحثية وعلمية وثيقة مع عدد كبير من الجامعات الصينية، حيث تشهد تلك العلاقات المتبادلة تطوراً مستمراً، وهناك العديد من الزيارات المتبادلة بين الجانبين، ويوجد عدد كبير من اتفاقيات التعاون الموقعة في هذا الشأن، كما شهدنا أخيراً في جامعة الشارقة تخريج 30 من طلبة الدفعة الثانية من برنامج اللغة العربية والثقافة ضمن إطار برنامج طريق الحرير، الذي نظمه معهد اللغات بالتعاون مع مكتب العلاقات الدولية بالجامعة للطلاب الصينيين من جامعتي جيجون للعلوم الصناعِية والتجارية، وجامعة بكين للغة والثقافة”.
فعاليات ثقافية وتجارية تسلط الضوء على الإمارة في “يوم الشارقة”
وشمل برنامج الزيارة إلى مقاطعة شاندونغ تنظيم فعالية “يوم الشارقة”، بدعم من الدوائر والمؤسسات المشاركة في وفد الإمارة، برئاسة دائرة العلاقات الحكومية، وتضمنت مجموعة واسعة من الفعاليات الترويجية الثقافية والتجارية لتسليط الضوء على مقومات الإمارة والمزايا التي تقدمها للمستثمرين ورجال الأعمال والسياح، كالموقع الاستراتيجي الذي يشكّل بوابة إلى أسواق منطقة الشرق الأوسط، والبنية التحتية المتطورة، والقوانين والتشريعات الداعمة للأعمال والاستثمار، بالإضافة إلى استعراض مشروع الإمارة الثقافي والحضاري الذي يجسد دورها ومكانتها كعاصمة للثقافة العربية والإسلامية.
التعرف على آفاق الثقافة والتراث والسياحة
وزار أعضاء الوفد “مركز شاندونغ الثقافي”، و”متحف شانونغ”، “ومعهد البحوث الأثرية”، بالإضافة إلى لقاء عمل جمع بعض أعضاء الوفد مع “دائرة الثقافة والسياحة الإقليمية في شاندونغ”، وشارك الوفد في جولة على منطقة بايهاتشو الطبيعية، وبحيرة دامينغ، ومنطقة لاوشان ذات المناظر الطبيعية الجبلية الساحلية، كما عقد ممثلو إمارة الشارقة ومقاطعة شاندونغ لقاء عمل، تلاه حفل عشاء لأعضاء الوفد.
وحول اللقاءات الثقافية التي شهدتها الزيارة، قال سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث: “تنبع هذه الزيارة من متانة العلاقات الإماراتية الصينية وتنوعها في العديد من المجالات، حيث استطاعت دولة الإمارات صياغة علاقات متكاملة ومتوازنة مع شرق العالم وغربه، منطلقة في ذلك من أهمية التواصل الخلاق ما بين الشعوب والثقافات والدول، ووحدة المشترك الإنساني الذي يسعى للانفتاح على الآخر، ويحترم قيمه وعاداته وتقاليده، ويحقق الاستفادة المتبادلة من عناصر المنجز الحضاري العالمي”.
زيارات ولقاءات عمل لاستكشاف فرص التعاون في الاقتصاد والأعمال والابتكار
وضمت الجهات المعنية بالاقتصاد والاستثمار والابتكار، المشاركة في الوفد، كلاً من “دائرة التنمية الاقتصادية”، و”هيئة الإنماء التجاري والسياحي”، و”الشارقة لإدارة الأصول”، و”هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير” (شروق)، و”مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر” (استثمر في الشارقة)، و”مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار”، و”مطار الشارقة الدولي”، و”شركة وقاية” التابعة لـ”مجموعة بيئة”.
وتضمن البرنامج زيارات ممثلي هذه الجهات إلى نخبة من الشركات الصينية، منها مجموعة “إنسبور”، لتكنولوجيا المعلومات و”مجموعة لينو” لصناعات الزجاج المتخصصة، بالإضافة إلى زيارتين إلى “مجموعة هاير” و”مجموعة هيسنس”، إلى جانب زيارة ولقاء عمل جمع أعضاء الوفد مع ممثلي مدينة زيبو، كما زار عدد من أعضاء الوفد بصحبة الشيخ فاهم القاسمي “مجمع تشيلو للبرمجيات”، و”مجموعة شاندونغ للصناعة الثقيلة”.
وفي هذا الإطار، قال سعادة حمد علي عبدالله المحمود، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية بالشارقة: “إن مشاركة الدائرة فرصة مثالية لتسليط الضوء على أهم ما تمتلكه الدولة بشكل عام وإمارة الشارقة بشكل خاص من مقومات اقتصادية واستثمارية فريدة وبنية تحتية متطورة وثبات اقتصادي، تسهم في جذب المستثمرين من مختلف القطاعات الاقتصادية، وهذا بدوره ينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد، ويسهم في تعزيز مكانة الشارقة على الخريطة الاقتصادية، كما تهدف هذه المشاركة إلى الاطلاع على الفرص الاستثمارية العديدة بين الشارقة والصين من أجل اكتشاف أوجه التعاون، وتطوير العلاقات الاقتصادية، خاصة في القطاعات ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين”.
وتأتي هذه المحطة ضمن زيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية تستمر سبعة أيام من 2-8 يونيو الجاري، وتشمل ثلاثاً من كبرى المدن الصينية، وهي العاصمة بكين، ومقاطعة شاندونغ، وشنغهاي، بهدف تعزيز العلاقات الحكومية، وبحث سبل التعاون والعمل المشترك في القطاعات الاقتصادية والثقافية والسياحية، إلى جانب ترسيخ الروابط الثنائية في مجال التعليم والصحة والرياضة والتكنولوجيا والابتكار.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: دائرة العلاقات الحکومیة مقاطعة شاندونغ جمهوریة الصین جامعة الشارقة سعادة الدکتور بین الجانبین أعضاء الوفد إلى جانب فی هذا
إقرأ أيضاً:
"السينما الفرنكوفونية" يثمن زيارة ماكرون لمصر: رسائل مهمة وإعلاء لقيم الفن والثقافة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ثمن الدكتور ياسر محب رئيس مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية، زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر فى هذا التوقيت المهم.
وأضاف ان العلاقات المصرية الفرنسية فى تصاعد دائم، والعلاقات الاستراتيجية للدولتين قائمة ومزدهرة منذ قديم الأزل، لكن تواجد الرئيس الفرنسى فى هذا التوقيت له العديد من الرسائل الهامة على كافة المستويات.
وأشاد محب، بزيارة الرئيس ماكرون للمتحف المصرى الكبير قبل افتتاحه والترويج له سياحيا، فى لفتة تاريخية مهمة من رئيس فرنسا، بلد متحف اللوفر، وكذا اصطحاب الرئيس عبد الفتاح السيسى لماكرون فى زيارة لمنطقة الحسين السياحية، وخان الخليلى .. وهو ما يمثل لحظات نادرة تجتمع فيها السياسة مع القوة الناعمة ، حيث إختار كذلك الرئيس الفرنسى إبمانويل ماكرون أن يأتى إلى القاهرة على متن الطائرة رافال الفرنسية الصنع، محملاً برسائل مهمة جعلت من زيارته الرسمية الى مصر حدثا استراتيجياً بامتياز.
وتابع: خلف المصافحات الرئاسية واتفاقيات التعاون كانت هناك رؤية تحمل رمزية تاريخية وهى اختيار مقهى نجيب محفوظ إعلاءا لقيم الفن والثقافة، وكإشارة ذكية إلى ان الثقافة قد تكون جسرا عندما تعجز السياسة.
وقال د. ياسر محب، إن مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية، منذ انطلاقه يؤكد على أن الثقافة دائما تستطيع ان تقوم بما لا تقوى عليه السياسة، لأن هدف المهرجان بشكل اساسى هو تقوية الروابط واستغلال القوة الناعمة المصرية لخدمة صناعة السينما المصرية والفرنكوفونية وإثراء الوسط الثقافى المصرى والعالمى من خلال السينما، وهو مايتناسب مع الرؤية العامة للدولة المصرية، وذلك بفتح افق دولية امام العالم تنطلق من مصر، حيث يهتم المهرجان بعرض الأفلام المنتجة من الدول الأعضاء بمنظمة الدول الفرنكوفونية، والتى يصل عددها إلى 88 دولة، وتجمعهم لغات عدة تحت مظلة الثقافة الفرنكوفونية، مما يمزج العديد من الرؤى الثقافية والمدارس السينمائية المختلفة.
ويؤكد محب، على أن المهرجان الذى يسيطر علي أفلامه التنوع الثقافى الفرنكوفونى يستهدف تحقيق قيمة مضافة للساحة السينمائية والثقافية والإبداعية فى مصر، من خلال خلق مساحة للتعلم والنقاش والإطلاع والمشاركة، عبر تنمية وتنشيط تذوق الجمهور بمختلف اهتماماته لأشكال وإبداعات وموضوعات سينما الدول الفرنكوفونية.. مع إحداث حالة من الحراك الفنى والثقافى والتنويرى، من خلال جذب أشكال من السينما والأدب غير منتشرة بالضرورة فى دور العرض السينمائية والساحة الثقافية المصرية، وهى الثقافة الفرنكوفونية.
وأكد محب أن دورات المهرجان المختلفة تسهم بدورها فى دعم جهود الدولة لتنشيط حالة الوعى الفنى ودعم القوى الناعمة المصرية وإثراء الحركة السينمائية والإبداعية والثقافية فى مصر.. فضلاً عن السعى إلى جذب أنظار العالم إلى مصر بوصفها دولة مؤسسة ورائدة فى منظمة الفرنكوفونية ومتصلة بمختلف أنشطتها، من خلال التنافس المحمود بين نخبة من كبار الفنانين وصناع السينما بمصر والعالم من خلال المهرجان، وهو مايتناسب أيضا مع تاسيس الجمهورية الجديدة التى يسعى الرئيس عبد الفتاح السيسى لتأسيسها بخطوات عريضة وواسعة نحو التنمية المستدامة.