بعد الكشف عن شكل فرعون قُتل قبل 3500 عام.. هل اقتربت الصورة من الحقيقة؟
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
فرعون مصري مخلص لوطنه، لقى حتفه دفاعًا عن وطنه قبل نحو 3500 عامًا، أطلقوا عليه لقب «الفرعون الشجاع»، بعدما كشف العلماء قبل نحو عامين أن سقنن رع- تاعا الثاني أُسر في ساحة المعركة، وقُيدت يديه خلف ظهره، مما منعه من صد الهجوم الشرس للهكسوس عن وجهه، لُيعيد العلماء إعادة بناء وجهه باستخدام التقنيات الحديثة ويكشفوا عن أقرب شكل للفرعون القديم.
الدكتور عماد مهدي، الباحث الأثري وعضو جمعية الأثريين المصريين، يقول في حديثه لـ«الوطن» إنّه على الرغم من استخدام التقنيات الحديثة التي تصل بشكل مومياوات القدماء المصريين إلى صور تبدو حقيقية، إلا أنّ أقرب شكل للفراعنة بشكلهم الحقيقي هي التماثيل والمنحوتات التي جرى صُنعها في عصرهم، وهي أكثر واقعية عن تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة لن تكون بنفس الشكل.
وأضاف الباحث الأثري أنّ تمثال الملك توت عنخ آمون تشابهت معظم منحوتاته وتماثيله ليصل لنا الشكل الأقرب إلى الحقيقة بسبب ما تركه لنا على جدران المعابد، وبالمثل الملك رمسيس الذي نمتلك له العديد من التماثيل في عمر الطفولة والصبى: «كل اللي بيقدمه الذكاء الاصطناعي بنعتبره مجرد اجتهادات، لكن لو عايز أعرف شكل المصري القديم بنعرفه من البورتريه اللي كان بيتعمل ساعتها وهو ده الشكل الحقيقي بتاعه لأنّه كان فيه أدق التفاصيل، زي ما أخناتون حطم التقاليد الفنية في المدرسة الطبيعية وعمل تماثيل بالهيئة الطبيعية فيها مثلًا ترهلات في الجسم وده كان بينافي فكرة المثالية، وأنّه بيخفي أي عيوب اللي كان بيعتمد عليها المصري القديم».
وبحسب الدكتور عماد مهدي، فإنّ الفرعون سقنن رع تاعا هو مؤسس الأسرة السابعة عشر وشهدت فترة حكمه الجهاد ضد الهكسوس، ومعه الملكة إياح حتب وكاموس الذين ضحوا بأنفسهم وأسسوا الدولة الحديثة وأطلق عليه العصر الذهبي، والذي نقل مصر من مرحلة استعمار الهكسوس إلى تأسيس الأسرة الثامنة عشر.
إعادة بناء وجه الفرعون سقنن رع تاووبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد قام فريق من علماء الآثار في جامعة فلندرز الأسترالية بتجميع وجه سقنن رع تاو الثاني، المعروف باسم «الشجاع» باستخدام الأشعة المقطعية والأشعة السينية لجمجمة الملك المشوهة، وأظهر الفرعون بعيون صغيرة وشفاه وعظام وجنتين عالية، كما كشفت عملية إعادة بناء الوجه أيضًا عن وجود ضربة في المنطقة العلوية من دماغه أدت على الأرجح إلى وفاته.
وتمت إعادة بناء وجه «تاو» باستخدام جمجمته التي عثر عليها علماء الآثار في مجمع المقابر المعروف باسم الدير البحري، داخل مقبرة طيبة، في عام 1886، وقاموا بمسح البقايا رقميًا، وتحميلها على جهاز كمبيوتر وملء الفراغات بجمجمة شخص آخر تم رقمنتها مسبقًا، وتعديل الجمجمة الأخرى حتى تطابقت مع جمجمة «تاو»، وهي عملية تسمى التشوه التشريحي.
وذهب الفريق إلى العمل من خلال رسم ملف تعريف رقمي لوجه الملك، وجعل لون البشرة مشابهًا لما كان شائعًا بين المصريين القدماء، وهو لا يعكس بالضرورة اللون الحقيقي للبشرة، كما جاء في الدراسة، كما أنّ شكل عين «تاو» ورموشه وحواجبه هي عناصر ذاتية أيضًا، لكن الباحثين قالوا إنها تضفي طابعًا إنسانيًا على الملك القديم.
واستخدم الفريق أيضًا علامات السُمك لتتناسب مع تلك الموجودة لدى المنحدرين من أصل أفريقي، ثم أضافوا جروحًا رقمية ليروا بالضبط كيف أصيب الملك، ثم جرى استخدام الجماجم الرقمية ذات الدماغ المكشوف لمعرفة الفأس الذي ربما قتل الملك، وكشف عن أكبر جرح قد اخترق دماغه من الجيب السهمي العلوي، مما تسبب على الأرجح في حدوث نزيف أدى إلى أنفاس «تاو» الأخيرة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الملك الشجاع المصريين القدماء القدماء المصريين الذكاء الاصطناعي إعادة بناء
إقرأ أيضاً:
انتخابات 2025: معركة الحقيقة في زمن الفبركة الرقمية
29 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: يشتعل النشاط السياسي في العراق مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 نوفمبر 2025، وتتحول منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة معارك إعلامية محمومة.
وتنتشر الأخبار المفبركة بسرعة مذهلة، مستغلة ضعف الثقافة الرقمية لدى شرائح واسعة من المجتمع، مما يهدد نزاهة العملية الانتخابية وثقة الناخبين.
وتتعدد أشكال التضليل من أخبار كاذبة عن المرشحين، ووثائق مزورة، وفيديوهات مفبركة بتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل “Deepfake”، إلى تسريبات صوتية بعضها حقيقي وأخرى مختلقة .
وتعتمد بعض الأحزاب والجهات السياسية على “جيوش إلكترونية” وحسابات وهمية لنشر محتوى مضلل، بهدف تشويه سمعة الخصوم أو إسقاط مرشحين واعدين.
وتستغل هذه الحملات الحساسيات الطائفية والعشائرية لتأجيج التوترات، مما يزيد من استقطاب المجتمع.
وأكد خبراء أن استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد نصوص وصور مزيفة أصبح شائعًا، مما يصعب كشف الفبركة.
وتشير تقارير إلى أن 60% من العراقيين يثقون بالمعلومات الواردة من أقاربهم أو مجموعات التواصل أكثر من الإعلام الرسمي، مما يعزز انتشار الشائعات.
ويبرز المال كأداة رئيسية لاستقطاب الناخبين، حيث تعتمد القوى التقليدية على نفوذها المالي لتقديم خدمات شخصية، مثل فرش الشوارع أو نصب محولات كهربائية، بدلاً من برامج وطنية.
وتتلاعب هذه القوى بمشاعر المواطنين عبر استغلال حاجاتهم الأساسية، مما يدفع الناخب لاختيار حزب دون قناعة سياسية.
كما تشهد الساحة انشقاقات داخل الأحزاب والمكونات، مدفوعة بالمصالح الشخصية، كما أشار سلام الزبيدي، المتحدث باسم ائتلاف النصر، مؤكدًا أن “المواطن ما زال فاقد الثقة بصناديق الاقتراع”.
وتؤكد تجارب الانتخابات السابقة (2018 و2021) تفاقم الظاهرة، حيث انتشرت مقاطع فيديو مزيفة تزعم تزويرًا، وصور مفبركة لمرشحين مع شخصيات مثيرة للجدل.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts