سفن مكدسة ونقص الحاويات.. هل تتحول اضطرابات البحر الأحمر لأزمة عالمية؟
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
تسود التجارة العالمية حالة من الفوضى مع استمرار ارتفاع أسعار الشحن البحري وتكدس السفن في الموانئ ونقص الحاويات الفارغة جرّاء هجمات تشنها جماعة الحوثي اليمنية على سفن في البحر الأحمر نصرة لقطاع عزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ 8 أشهر.
وقالت مجموعة ميرسك الدانماركية للشحن، أمس، إنها تواجه ازدحاما كبيرا في موانئ البحر المتوسط والموانئ الآسيوية، ما يتسبب في تأخيرات كبيرة لرحلاتها.
وأضافت ثاني أكبر شركة حاويات في العالم، في بيان، أنها لن تسيّر رحلتين كانتا من المقرر أن تتجها غربا من الصين وكوريا الجنوبية في أوائل يوليو/تموز المقبل نتيجة لهذا الازدحام.
وتحرص شركات كبرى في مجال نقل الحاويات، مثل "ميرسك" و"إم إس سي" و"هاباغ لويد"، على تغيير مسار سفنها من البحر الأحمر واتخاذ طريق أطول عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب قارة أفريقيا لأغراض السلامة.
وفي سنغافورة ثاني أكبر ميناء بحري للحاويات في العالم، تشير بيانات شركة لاينرليتيكا إلى أنها أحدث الدول معاناة من الازدحام، وأظهرت بيانات الشركة، كذلك، ازدحاما في موانئ في الصين ودبي وإسبانيا والولايات المتحدة، وفي وقت سابق ذكرت جيبوتي تكدس سفن الشحن بالقرب من أراضيها عند مدخل البحر الأحمر.
ونقلت رويترز عن خبراء ملاحيين قولهم إن الموانئ في الصين تعرضت لرياح عاتية وأحوال جوية أخرى أثرت على تدفق البضائع.
وقالت شركة لاينرليتيكا إن الازدحام المتفاقم في موانئ سنغافورة وجبل علي في دبي يرجع إلى الاضطرابات المستمرة الناجمة عن تحويل مسار السفن بعيدا عن البحر الأحمر إلى جانب الارتفاع المفاجئ في الطلب على البضائع.
وتفرغ السفن الكبيرة للغاية من الشرق الأقصى الحاويات بموانئ في غرب البحر المتوسط مثل برشلونة ثم تعاود تحميلها على سفن صغرى متجهة إلى الوجهات النهائية في موانئ وسط البحر المتوسط وشرقه، مما يضغط على العمليات في الموانئ المتضررة، وفق منصة التسعير "زينيتا".
ضبابية وارتباك
وقال كبير المحللين لدى منصة "زينيتا" بيتر ساند إن ثمة خليطا من الضبابية والارتباك في سلاسل إمداد الشحن البحري عالميا. وأضاف: "سرعة وحجم هذا الارتفاع الحديث (في الأسعار) أخذا السوق على غرة".
وذكر ساند أن سعر الشحن الفوري لإرسال شاحنة بطول 40 قدما (12 مترا) من الصين إلى شمال أوروبا سجل الجمعة الماضي 4615 دولارا، وهو أعلى تقريبا بمقدار 3.5 أمثال من سعر أول مايو/أيار الماضي، لكنه دون أعلى سعر على الإطلاق الذي بلغ 14407 دولارات في يناير/كانون الثاني 2022.
وذكر موقع (لاينرليتيكا) لتقديم التحليلات، في تقرير حديث، أن تكدس الموانئ في الصين ودول آسيوية أخرى يضغط على سوق شحن حاويات منهكة وتئن بالفعل تحت وطأة نقص المساحات داخل السفن ونقص المعدات.
قناة السويس
وتراجع عدد السفن المارة عبر قناة السويس 85% في الأشهر الستة الماضية جراء الاضطرابات، في حين زاد عدد السفن المارة عبر مسار رأس الرجاء الصالح (جنوب قارة أفريقيا) بأكثر من الضعف، وفقا لبيانات مارين ترافيك التي جمعتها وكالة الأناضول، أواخر الشهر الماضي.
وتحولت أغلب شركات الشحن التي تستخدم قناة السويس -أقصر طريق بحري بين آسيا وأوروبا والذي يمثل نحو 15% من حجم التجارة البحرية العالمية- إلى الطريق الأطول حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.
وقال مدير المبيعات في شركة "ويست باوند" للخدمات اللوجستية، ومقرها المملكة المتحدة، توم ستاينر "كان البديل هو الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح. قدمت الكثير من خطوط الشحن خدمة مؤقتة لسد الفجوة التي اعتقدوا أنها ستستغرق بضعة أشهر، وكان من المفترض أن يكون هذا حلا مؤقتا فقط".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر الملاحة الدولية الحوثي رأس الرجاء الصالح البحر الأحمر موانئ فی فی موانئ
إقرأ أيضاً:
إغلاق ميناء الغردقة البحري لسوء الأحوال الجوية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن المركز الاعلامي لهيئة موانئ البحر الأحمر، إغلاق ميناء الغردقة البحري بمحافظة البحر الأحمر صباح اليوم الخميس الموافق 23 يناير 2025 في تمام الساعة الواحدة والنصف ؛ نظراً لسوء الأحوال الجوية، حيث تتراوح شدة الرياح ما بين 20- 25 عقدة شمالية غربية، وارتفاع الأمواج ما بين 3-4 أمتار، وحالة البحر مضطربة جداً. وتم إيقاف حركة الملاحة البحرية وكافة الأنشطة البحرية على الوحدات البحرية الصغيرة والكبيرة حفاظاً على سلامة الملاحة البحرية.
وأصدر اللواء مهندس محمد عبدالرحيم رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر، تعليمات صارمة لمديري الموانئ باتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة نحو التأكد من سلامة العلامات الملاحية بمداخل ومخارج الموانئ، والمتابعة مع الهيئة العامة للأرصاد الجوية للخريطة المناخية لضمان سلامة الملاحة البحرية، وتفعيل غرف العمليات بالموانئ لمواجهة المخاطر المحتملة، ومنع الأنشطة البحرية حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة.