تحت هذا العنوان نشرت "ذا هيل" مقالا للكاتب بنامين أيانيان يتناول فيه تدخلات السياسة الأمريكية الخارجية حول العالم، والتي تتسبب في زعزعة الاستقرار حول العالم.

وجاء في المقال المنشور على الموقع الإلكتروني:

تمتلك الحكومة الأمريكية أكثر من 750 قاعدة عسكرية في 80 دولة على الأقل، وتتورط بعمق في جميع الصراعات الكبرى في العالم، كان آخرها في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط.

ومع ذلك، فهناك دعوات ملحوظة مؤخرا تطالب الولايات المتحدة بفعل المزيد.

إقرأ المزيد أي مفاجأة يعدّها بايدن بدلا من الانتخابات: حرب نووية أم "تشيرنوبل" جديدة؟

ففي أعقاب وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية، ناقش كل من هيئة تحرير صحيفة "وول ستريت جورنال" والزميل الأقدم في معهد "يوركتاون" شاس خطيري، في مقالات منفصلة، وبفجاجة، أن الولايات المتحدة يجب أن تساعد في الإطاحة بالنظام الإيراني.

على الجبهة الأوروبية، شجعت الدبلوماسية الأمريكية فيكتوريا نولاند الحكومة على مساعدة أوكرانيا في ضرب الأراضي الروسية، وأعلن بايدن مؤخرا أنه سيفعل ذلك على وجه التحديد.

تتوافق هذه الدعوات للتصعيد في الصراعات الجيوسياسية الكبرى مع الوضع الراهن المتشدد في بلادنا. ولكن الولايات المتحدة تحتاج بشكل عاجل إلى إعادة الحسابات في سياساتها الخارجية قبل أن تعمل حكومتنا على تحفيز حالة أسوء من عدم الاستقرار الجيوسياسي.

إن سياساتنا الخارجية القائمة على التدخل لم تكن تاريخية قوة استقرار في مختلف أرجاء العالم، بل كانت في كثير من الأحيان بمثابة كرة مدمرة مزعزعة للاستقرار، ما أدى إلى إلحاق الضرر بالخارج والداخل معا.

ففي أواخر السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، قامت الولايات المتحدة بنقل الأموال إلى المتمردين في أفغانستان، بما في ذلك للمتطرفين الإسلاميين، لمحاربة الاتحاد السوفيتي. وبينما قام هؤلاء المقاتلون بطرد النفوذ الروسي، إلا أنهم انقلبوا فيما بعد على بعضهم البعض. وفي الصراع على السلطة، قام عدد من هؤلاء المتمردين في نهاية المطاف بتشكيل حركة طالبان وتنظيم القاعدة، اللذين نفذا هجمات 11 سبتمبر.

 وفي أعقاب أحداث 11 سبتمبر، أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 8 تريليون دولار من أموال دافعي الضرائب على الحروب في الشرق الأوسط، ما تسبب في خسارة آلاف الجنود وقتل مئات الآلاف من المدنيين، وتم انتهاك حقوق الأمريكيين بموجب التعديل الرابع من خلال التجسس على اتصالاتهم الإلكترونية.

ومن المثير للدهشة أن البعض لا يزال يرغب في أن تواصل الولايات المتحدة تدخلها في الشرق الأوسط. لقد لعبت بلادنا بالفعل دور صانع الحكام في إيران، ولا ينبغي علينا أن نسعى للقيام بذلك مرة أخرى.

في عام 1953، ساعدت الولايات المتحدة في الإطاحة بالزعيم الإيراني المنتخب محمد مصدق، الذي عارض شركات النفط البريطانية العاملة في البلاد. كان الغرب يخشى أن يكون لمصدق ميول شيوعية قد تدفعه إلى دعم السوفييت. وفي أعقاب الانقلاب، نصبت الولايات المتحدة الشاه، الديكتاتور الوحشي، لأنه كان مواليا للغرب.

إقرأ المزيد هل تصبح بريطانيا المرشح الأول لضربة روسيا للغرب؟ وهل يكون الشرق الأوسط مكان الضربة؟

لقد ألهمت عقود من حكم الشاه القمعي الكراهية تجاه الولايات المتحدة، التي بلغت ذروتها في أزمة الرهائن في إيران. وأدت انتفاضة عامة للمواطنين الإيرانيين إلى الإطاحة بالشاه، ثم استبدال الحكومة بالجمهورية الإسلامية الدينية التي يريد البعض من الولايات المتحدة اليوم الإطاحة بها.

إن مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية لا تهتم كثيرا بالديمقراطية في الخارج، بينما يفوق الولاء للغرب، في نظرهم، كل ما عداه.

وبدلا من السعي إلى أحداث المزيد من تغيير الأنظمة في الشرق الأوسط، يتعين على زعمائنا أن ينتبهوا إلى كلمات النائب السابق رون بول الذي قال، في عام 2008، إن الإرهابيين "لا يأتون إلى هنا ويهاجموننا لأننا أغنياء أو أحرار، بل يأتون ويهاجموننا لأننا نتواجد هناك".

وقد لعبت الولايات المتحدة أيضا دورا أساسيا في الأحداث التي أدت إلى الحرب المدمرة بين روسيا وأوكرانيا. وبرغم سقوط الاتحاد السوفيتي، فقد رسخ حلف "الناتو" وجوده وتمدد باتجاه الشرق، وهو الأمر الذي حذر منه جورج كينان، أحد واضعي سياسة الحرب الباردة الأمريكية، من أنه سيكون "خطأ مأساويا"، من شأنه أن يثير "رد فعل سيئا من روسيا".

ولأكثر من عقد من الزمان، وفي مواجهة السفير السابق لدى روسيا ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الحالي ويليام بيرنز، دعت الولايات المتحدة علنا إلى انضمام أوكرانيا إلى حلف "الناتو" وهو خط أحمر متشدد بالنسبة لروسيا.

وعلى الرغم من أن التدخل في أوكرانيا كان غير مقبول بالنسبة للروس، فقد ذهبت الولايات المتحدة إلى حد دعم انقلاب للإطاحة بالرئيس الأوكراني المنتخب فيكتور يانوكوفيتش، في عام 2014، بعد أن أعلن أنه سيوقع اتفاقا اقتصاديا مع روسيا بدلا من الاتحاد الأوروبي، ما أدى بشكل مباشر إلى الحرب بين دولتي أوروبا الشرقية.

بعد ذلك، ووفقا للأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرغ، أرسلت روسيا إلى "الناتو" مسودة معاهدة في عام 2021، تطلب فيها من الحلف التعهد بالتخلي عن أي خطط مستقبلية للتوسع كشرط مسبق لعدم غزو أوكرانيا. رفض الغرب، وعندها فقط غزت روسيا أوكرانيا، ومن المؤكد أن الغزو، رغم كونه مستهجنا، لم يأت من العدم.

وبدلا من الاستمرار في إرسال مليارات أخرى إلى أوكرانيا ومساعدتها في ضرب الأراضي الروسية، يتعين على الولايات المتحدة أن تعيد النظر في مشاركتها بأوروبا الشرقية بالكامل. ومن دون التدخل الأمريكي، فإن الحرب الراهنة، وكل ما جلبته من موت ودمار، لم تكن لتحدث على الإطلاق.

إقرأ المزيد اقتصاد الولايات المتحدة على وشك الانهيار.. فهل يصمد بايدن حتى الانتخابات؟

وتحاول الولايات المتحدة كل يوم أن تقوم بدور الشرطي في العالم. وأثناء قيامها بذلك، تخبر الحكومة المواطنين الأمريكيين بأن بلادنا قوة خالصة من أجل الخير على الساحة الدولية، وتناضل من أجل الديمقراطية، ولجعل الحياة أفضل لمواطني الدول الأجنبية، وتؤمن عالما أكثر أمانا للجميع. وقيل لنا إن هذا يبرر موقفنا المتشدد وميلنا إلى التدخل في الشؤون الخارجية.

لكن سجلنا يتعارض مع هذه التصريحات. لقد أدى التدخل الأمريكي إلى الموت والدمار وعدم الاستقرار الجيوسياسي بلاد داع، وزيادة العداء تجاه الغرب، وإهدار أموال دافعي الضرائب، وتآكل الحقوق الدستورية لمواطنينا.

يتعين على الولايات المتحدة أن تعكس مسارها على الفور وأن تتبنى سياسة خارجية بلا تدخل.

المصدر: The Hill

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الاستخبارات المركزية الأمريكية البيت الأبيض الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا رجال المخابرات وزارة الخارجية الأمريكية وزارة الخارجية الروسية وزارة الدفاع الروسية الولایات المتحدة الشرق الأوسط فی عام

إقرأ أيضاً:

استقرار سعر النفط مع توقعات بارتفاع الطلب وخفض أسعار الفائدة

استقرت أسعار النفط اليوم الثلاثاء الموافق 2 يوليو، حيث لم يطرأ على أسعارها تغير واضح، لتظل قرب أعلى مستوياتها في شهرين التي بلغتها في الجلسة السابقة، بسبب توقعات بارتفاع الطلب على الوقود خلال موسم السفر الصيفي وخفض محتمل لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة والذي يعزز النمو الاقتصادي.

ووفق لوكالة "رويترز"، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 20 سنتا إلى 86.80 دولار للبرميل بحلول الساعة 0142 بتوقيت جرينتش بعد أن ارتفعت 1.9 % في الجلسة السابقة إلى أعلى مستوى إغلاق منذ 30 أبريل.

فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 13 سنتا إلى 83.51 دولار للبرميل، بعد أن صعد 2.3% إلى أعلى مستوياته منذ 26 أبريل.

ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على البنزين في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، مع انتعاش موسم السفر الصيفي مع عطلة يوم الاستقلال هذا الأسبوع.

كما توقعت جمعية السيارات الأمريكية أن يكون السفر خلال فترة العطلة أعلى بنسبة 5.2% مقارنة بعام 2023، مع ارتفاع السفر بالسيارات وحدها بنسبة 4.8% عن العام السابق.

وكتب محللون في بنك ANZ في مذكرة قالوا فيها: "قد يساعد هذا في تعافي الطلب على البنزين بعد النصف الأول الضعيف من العام الجاري 2024".

اضطرابات بمصافي النفط الأميركية والإنتاج البحري بسبب إعصار بيريل

وعلى جانب العرض، كانت الأسواق تخطط لاحتمال حدوث اضطرابات في مصافي النفط الأميركية والإنتاج البحري بسبب إعصار بيريل، ومع ذلك، تشير التوقعات حالياً إلى أنه من المرجح أن تتحرك العاصفة إلى خليج كامبيتشي بالمكسيك وتتسبب في مشاكل لإنتاج النفط هناك.

يذكر أن الإعصار بيريل ضرب منطقة البحر الكاريبي كعاصفة من الفئة الرابعة أمس الاثنين مع تحذيرات من المركز الوطني الأمريكي للأعاصير من الوضع بعد أن قفز من عاصفة من الفئة الأولى في غضون 10 ساعات.

 تراجع التضخم في الولايات المتحدة مع توقعات بخفض أسعار الفائدة

وعلى صعيد أخر اظهرت المؤشرات تراجع التضخم في الولايات المتحدة مع تجدد الأمل في أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر.

وأظهر تقرير صدر أمس، انكماش نشاط التصنيع في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي، كما انخفضت الأسعار التي يدفعها المصنعون مقابل بعض المدخلات إلى أدنى مستوى في ستة أشهر، بالإضافة إلى تقرير وزارة التجارة الصادر يوم الجمعة والذي أظهر أن بيانات التضخم في الولايات المتحدة ظلت دون تغيير في مايو، فإن ذلك قد يعزز من الحجة لخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وهي خطوة من شأنها أن تعزز النشاط الاقتصادي والطلب على النفط، ولكن أدت المؤشرات على قلة الطلب بشكل غير متوقع إلى الحد من المكاسب في أسعار النفط.

وتشير بعض البيانات إلى أن واردات الخام إلى آسيا ، أكبر منطقة مستهلكة للنفط في العالم، في النصف الأول من عام 2024، كانت أقل من العام الماضي، ويرجع هذا في الأساس إلى انخفاض الواردات إلى الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم وثاني أكبر مستهلك له.

مقالات مشابهة

  • مسئول فلسطيني: الولايات المتحدة شريك رئيسي لدولة الاحتلال على مدار تاريخ الصراع الفلسطيني
  • الخارجية الأمريكية: نبحث مع شركائنا في مصر وقطر سد الفجوة بين حماس وإسرائيل
  • البنتاجون: سياسة واشنطن بشأن استخدام أسلحة بعيدة المدى داخل روسيا لم تتغير
  • بيان مشترك لـ12 مسؤولاً أمريكياً استقالوا بسبب سياسة بايدن تجاه "حرب غزة"
  • ريتر: ضربة قوات كييف على سيفاستوبول هجوم أمريكي على روسيا
  • واشنطن: خروج روسيا الحل الوحيد لوقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • مستشار أمريكي سابق: واشنطن ستضطر للتخلي عن الهيمنة على العالم
  • أمريكا وإسرائيل.. حكاية حبّ يجب أن تُروى.. في السياسة لا بدّ من الإيضاح
  • استقرار سعر النفط مع توقعات بارتفاع الطلب وخفض أسعار الفائدة
  • كيف ستتغير سياسة طهران تجاه موسكو؟