دعوة إسرائيلية للسيطرة على كامل الضفة الغربية لمنع تصاعد المقاومة
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
مع تصاعد المزيد من الهجمات الفلسطينية المتمثلة بعمليات اطلاق النار باتجاه المستوطنات المركزية في الضفة الغربية، وانتقالها من مدينة لأخرى، يبدي الإسرائيليون تخوفاتهم من خطورة الواقع الماثل فيها، وقلق من إمكانية تكرار الواقع الذي نشأ في غزة، وتجاهله الاحتلال بفعل الإهمال والغرور.
شاي ألون الكاتب رئيس المجلس المحلي لمستوطنة "بيت إيل" قال إن "رصد جملة من الهجمات الأخيرة التي استهدفت التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية، تُظهر أننا أمام إطلاق نار متجدد باتجاه مستوطنات وسط الضفة الغربية، وهي تحمل إشارات غليظة على أننا أمام تصاعد جدي في مستوى هذه الهجمات، وحقيقة أخرى واضحة مفادها أن الواقع فيها ليس أقلّ، بل وأخطر مما نشأنا عليه، وتجاهلناه في غزة، كل شيء يشبه إعادة خطواتها بالضبط، لكن الاحتلال يرفض تغيير نمط سلوك المعتاد".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "الإسرائيليين استيقظوا بالفعل من أحلام أوسلو الكاذبة، وأدركوا أنهم سيعيشون على سيوفهم حتى ثبت العكس، فالفلسطينيون يضربوننا في كل فرصة، ومع ذلك فلا يتغير الرد الإسرائيلي، بل يواصلون التحرك الطبيعي وكأنهم ليسوا أمام واقع قاتل، حتى وصلوا أخيرا الى خيار الهروب، بدل التصرّف بشكل مختلف".
وأشار إلى أن "ما يُقلق الإسرائيليين فعلا أن مخزون السلاح لدى الفلسطينيين، وجرأة المقاومين في طولكرم ومحيطها يستمدان من بئر حماس الذي يروي كل المسلحين في الضفة الغربية، ومع مرور الوقت أيضاً، سيتم اتضاح الأمر أخطر فأخطر، وخلاصته أننا إذا لم نردّ وفقاً لذلك، فقد يكون هذا هو نفس الواقع الرهيب الذي حدث في السابع من أكتوبر، أي أن ما حصل في غزة من ذلك الهجوم سينتقل الى الضفة الغربية، مما يستدعي المبادرة لمواجهة الخلايا المسلحة، واقتلاعها، وتدميرها".
وزعم أن "تضاؤل التقارير عن تكثيف الدوريات العسكرية في الضفة الغربية، وتراجع الكمائن، لا يريح بال المستوطنين، ولا يمنحهم الطمأنينة، بل يزيد الأمر قلقاً وخوفاً أن شيئاً لم يتغير، وبالتالي فإن التاريخ يثبت بالدم أن تحذيرات معسكر اليمين، الذين عارضوا أوسلو، والانسحاب من غوش قطيف في غزة، ورفض رؤية الدولتين للشعبين، كانت حقيقة مؤلمة، وربما، على سبيل التغيير، حان الوقت للاستماع، للاعتقاد بأننا لا نتخيل كابوسًا، ولا نرى سوادًا، ولا نقلق عبثًا، لكننا نرى الواقع كما هو، ونعرف جيدًا عم نتحدث، وممّ نحذر".
وأوضح أنه "حان الوقت لنقرر مرة واحدة وإلى الأبد ملاحقة من يسعون لإيذائنا، لأن الواقع الأمني المتدهور في الضفة الغربية يتطلب تغييراً جوهرياً، على المستويين المفاهيمي والعسكري، ونحن ننتظر منذ سنوات عديدة تحركاً هاماً وحاسماً في غزة، من أجل تجريد القطاع من السلاح، وتصحيح الحماقة الإسرائيلية فيها، التي جلبت علينا اتفاقيات أوسلو اللعينة، والآن هو الوقت المناسب لمواجهة واقع متصاعد في الضفة الغربية، لأن المقاومة الفلسطينية تنتظر اختبار قوة الجيش الإسرائيلي، ومدى استجابته لعملياتها".
تكشف هذه المخاوف الإسرائيلية، وإن كان مبالغاً فيها، أن هناك توجهاً يجري تطبيقه رويدا رويدا لدى دولة الاحتلال يهدف في النهاية الى بسط السيطرة العسكرية على جميع أنحاء الضفة الغربية، بزعم أن القوات العسكرية الكبيرة التي تتمتع بحرية العمل الكاملة لدخول أي منطقة، وفي أي لحظة، وإفراغ المنطقة من مخزونات المسلحين، واعتقال أي منهم، هو الوحيد الذي من شأنه ألا يعرّض حياة المستوطنين للخطر، تمهيدا لـ"سحق" رؤية الدولتين، والردّ بعدوانية على الفلسطينيين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الضفة الاحتلال المقاومة السيطرة العسكرية الاحتلال المقاومة الضفة سيطرة عسكرية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
استشهاد وإصابة 72 فلسطينيا في 3 «مجازر» إسرائيلية جديدة بقطاع غزة
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلى عدوانه الغاشم على قطاع غزة، ضمن حرب الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطينى، حيث أقدم على ارتكاب 3 «مجازر» جديدة، أسفرت عن استشهاد 21 فلسطينياً على الأقل، وإصابة ما يزيد على 51 آخرين، فى وقت أعلنت فيه وزارة الصحة فى قطاع غزة ارتفاع حصيلة ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 45 ألفاً و338 شهيداً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 107 آلاف و764 آخرين، فى حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض لم تتمكن فرق الإنقاذ والإسعاف من الوصول إليهم.
وأكدت وزارة التربية والتعليم العالى بالحكومة الفلسطينية استشهاد أكثر من 12 ألفاً و820 طالباً، نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية، والتى أسفرت عن إصابة ما يزيد على 21 ألفاً و351 طالباً، وجاء فى بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، أمس، أن عدد الطلاب الذين ارتقوا شهداء فى قطاع غزة، منذ بداية العدوان الإسرائيلى، يصل إلى أكثر من 12 ألفاً و701 طالب، فيما استشهد 119 طالباً فى مناطق الضفة الغربية، فيما بلغ عدد الطلاب المصابين نتيجة القصف الإسرائيلى على غزة، 20 ألفاً و702 طالب، مقابل إصابة 649 طالباً فى الضفة الغربية.
وأشارت وزارة التعليم العالى، فى بيانها، إلى أنه تم تسجيل استشهاد 619 من المعلمين والإداريين فى قطاع غزة، وإصابة 3831 آخرين، بالإضافة إلى اعتقال 542 طالباً فى مداهمات شنها جيش الاحتلال فى عدة مناطق بقطاع غزة، واعتقال 158 آخرين فى الضفة، وأوضحت الوزارة أن أكثر من 77 مدرسة تعرضت للتدمير بشكل كامل فى قطاع غزة، وتعرضت 171 مدرسة لأضرار بالغة، فيما طال القصف الإسرائيلى 191 مدرسة، منها 65 مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، كما تعرضت 20 مؤسسة جامعية لأضرار بالغة، وتعرض 51 مبنى تابعاً للجامعات للتدمير بشكل كامل، و57 مبنى للتدمير بشكل جزئى.
وبالنسبة لوضع المدارس فى الضفة الغربية، أوضحت وزارة التربية والتعليم العالى أن 109 مدارس حكومية تعرضت للتخريب، و7 جامعات وكليات تعرضت لاقتحامات متكررة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى، وتم تخريب منشآتها والعبث بمحتوياتها، وشددت الوزارة على أن نحو 788 ألف طالب فى قطاع غزة، ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم، منذ بدء العدوان الإسرائيلى، فيما يعانى معظم الطلبة من صدمات نفسية، ويواجهون ظروفاً صحية بالغة الصعوبة.
فى غضون ذلك، نشرت هيئة شئون الأسرى والمحررين ونادى الأسير الفلسطينى بياناً يتضمن ملخص حملة الاعتقالات التى نفذها الاحتلال أمس الثلاثاء فى مناطق مختلفة من الضفة الغربية، حيث جرى اعتقال 15 مواطناً على الأقل، من بينهم مواطن من مخيم «بلاطة» بمحافظة نابلس، أصيب أثناء عملية اعتقاله، ولم تعرف طبيعة إصابته بعد، بالإضافة إلى أسرى سابقين، وأوضح البيان أن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات «نابلس والخليل ورام الله وبيت لحم وقلقيلية وطوباس وطولكرم وسلفيت»، رافقتها اعتداءات وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير فى منازل المواطنين.
من جانبها، أكدت وكالة «الأونروا» أن الاحتلال الإسرائيلى يقتل طفلاً على الأقل فى كل ساعة بقطاع غزة، وأضافت الوكالة الأممية فى بيان لها: «لا مكان للأطفال، فمنذ بداية الحرب، تم الإبلاغ عن مقتل 14500 طفل فى غزة»، وتابعت: «يُقتل طفل كل ساعة، هذه ليست مجرد أرقام، إنها حياة قُطعت»، واعتبرت «الأونروا» أنه لا وجود لمبررات لقتل الأطفال فى قطاع غزة، وأن «كل من نجا من الأطفال، أصيب بندوب جسدية ونفسية»، كما أن الأطفال محرومون من التعليم، حيث «يقضى الفتيان والفتيات فى غزة وقتهم فى البحث بين ركام الأنقاض»، وحذرت الوكالة من أن «الوقت ينفد بسرعة لهؤلاء الأطفال، إنهم يخسرون حياتهم ومستقبلهم ومعظم آمالهم».
وفى وقت سابق أمس الأول، طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية رسمياً، تقديم رأى استشارى بشأن التزامات إسرائيل المتعلقة بأنشطة الأمم المتحدة والدول الأخرى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، فى ظل تصاعد التوتر فى المنطقة، وزيادة التركيز الدولى على الاحتياجات الإنسانية والتنموية للفلسطينيين، وبموجب القانون الإنسانى الدولى، فإن القوى المحتلة ملزمة بالموافقة على جهود الإغاثة لمن هم فى حاجة إليها، وتسهيل مثل هذه البرامج بكافة الوسائل المتاحة لها، وضمان توفير الغذاء الكافى والرعاية الطبية والنظافة ومعايير الصحة العامة.
وبالنسبة للوضع فى جنوب لبنان، استشهد شخصان على الأقل، وأصيب ثالث، فى قصف إسرائيلى استهدف إحدى المدارس فى بلدة «الطيبة»، وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن القصف الإسرائيلى جاء رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار فى جنوب لبنان، مشيرةً إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلى انتهك ذلك الاتفاق عشرات المرات، منذ دخوله حيز التنفيذ فى 27 نوفمبر الماضى، ويمنح القرار القوات الإسرائيلية مهلة مدتها 60 يوماً، حتى 26 يناير، للانسحاب من جميع الأراضى اللبنانية.