طريق التغيير في المؤسسات التعليمية: تحديات وحلول
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
#طريق #التغيير في #المؤسسات_التعليمية: تحديات وحلول
#عبد_البصير_عيد
لا شك في أن جميع المؤسسات التعليمية الخاصة والحكومية، تسعى نحو تطبيق أفضل الممارسات التعليمية، ورفع كفاءة التلاميذ وتطويرهم، رافعين شعارات متعددة على رأسها مواكبة المستقبل و التطور في المجالات التقنية المختلفة و مشاريع الاستدامة والابتكار.
من بين هذه التحديات هي “الرغبة في التغيير”، ليس من السهل أن تفرض نظاماً جديداً بين ليلة وضحاها إن لم يكن الجميع مستعداً، ويملك نفس الرؤية والهدف الذي يسعى إليه القادة في أي مؤسسة تعليمية. فالمواجهة الأولى تأتي بأن نتحدى أنفسنا أولاً! فالتغيير يتطلب محو سنوات من الممارسات الخاطئة وخلق أخرى جديدة. لذلك تبادر بعض المؤسسات إلى إعادة هيكلة شاملة وكاملة، يبنى على أثرها نظام جديد بوجوه جديدة، يتشارك فيها الجميع الهدف والرؤية والرسالة، ضمن خطة عمل متناسقة ومتناغمة.
مقالات ذات صلة تهنئة وتبريك 2024/06/05وحتى نكون أكثر إيجابية وواقعية، فإن التغيير ممكن حتى في أحلك الظروف، وذلك يحتاج إلى قادة يملكون الوعي والتخطيط الفعال والصبر الكافي لإنشاء خطة عمل متكاملة نحو التغيير الذي تريده المؤسسة التعليمية.
وتأتي عملية التدريب والتطوير المهني في أعلى هرم هذه الخطة، فعدم رغبة العاملين بالتغيير في الغالب يكون سببه قلة الخبرة والشعور بالعجز أو الضعف. ولا بد هنا من توفير دورات تفتح الأمل أمام الجميع ليكونوا أكثر كفاءة وقدرة لمواجهة التحديات المستقبلية.
كما أن قيادة التغيير تحتاج إلى الشمولية ومشاركة الجميع بلا استثناء، فأي عملية إقصاء من شأنها خلق ثغرة تغرق جهوداً مضنية وتعكر الرؤية. فالقائد الناجح يسعى دائماً لوحدة الفريق نحو تحقيق الأهداف المشتركة ضمن رؤية وفلسفة واضحة، ليكون القائد دائماً جزءًا من الحل لا جزءًا من المشكلة.
وتعتبر المرونة والتكيف عاملان مهمان يحتاج إليه القادة والعاملون في الميدان على حدٍ سواء. فأي تغيير في الخطة التي تأتي من القائد يجب ألا تواجه بتأفف، بل هي تصحيح للمسار من خلال المحاولة والخطأ. وفي هذه الحالة يكون القائد أحوج ما يكون لوقوف ودعم الفريق له. وبما أن المرونة مطلب مهم، فإن إشراك الجميع في التعديل بناءً على المعطيات الجديدة يخلق جواً من المرونة وسعياً نحو التكيف مع التغيرات.
ولا بد لهذا التغيير أن يكلل بجو من الإيجابية، فدائماً ما نواجه أفراداً يسيرون عكس التيار، وهنا تكون المسؤولية على الجميع في وقف السلبية وتحويل المكان إلى جو تسوده الإيجابية. وأيضاً؛ على القائد أن يتحلى بالوعي الكافي لتهدئة أي صراع من شأنه أن يعكر المزاج العام، فالإيجابية هي الهدف والمطلب، من أجل دعم عملية تغيير ناجحة.
وختاماً؛ فإن المشاركة الفاعلة وتذليل العقبات وتعزيز روح الفريق الواحد، وفتح أبواب التواصل المستمر والحوارات البناءة وتقبل الحلول المبتكرة والشعور بالمسؤولية؛ كلها تؤدي دوراً محورياً في مسيرة تغيير ناجحة ومستدامة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: التغيير المؤسسات التعليمية
إقرأ أيضاً:
محمد عثام يكتب: رئيس الوزراء ورجال الأعمال.. وطن يسع الجميع
استمع وشاهد الجميع لقاء دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي مع رجال الأعمال المصريين...
اللقاء جاء ضمن سلسلة لقاءات دورية يجريها باستمرار الدكتور مصطفي مدبولي مع كافة أطياف وفئات المجتمع بدأ من البيان الأسبوعي الموجه للمواطن البسيط في الشارع، والذي يشرح له أهم القرارات الحكومية، ليضعه أمام الصورة الحقيقة؛ لموقف البلاد على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى لا يترك عقله لقمة صائغة للإعلام المعادي...
ومرورا باجتماعاته مع طبقة المثقفة من كتاب وصحفيين ونخبة سياسية؛ ليستمع لي آرائهم فيما يمر به الوطن من تحديات.
والأمس تجدد لقاءات مدبولي هذه المرة برجال الأعمال المصريين، في وقت يعلم فيه الجميع بحجم التحديات الاقتصادية الملقاة على الاقتصاد المصري، وأنه لا رفاهية لإضاعة الوقت في عمليات الإصلاح وإعادة الهيكلة.
ولست هنا بصدد أن أناقش ما دار في اجتماع رئيس الوزراء مع رجال الأعمال وما أثير خلاله من أفكار ومقترحات لإعادة بناء الاقتصاد المصري واستعادة معدلات نموه المرتفعة مرة أخرى، ومعظمها كانت مناقشات مثمرة …وهذا لا يمنع أن هناك بعض ما تم طرحه يحتاج الوقوف أمامه ومراجعة جيدا قبل اتخاذ أي قرار فيه.
وكل ما يهمني في هذا اللقاء أو ما قبلها من لقاءات أخرى.
أن الوطن أصبح يسع الجميع بمختلف فئاتهم واطيافهم وطبقاتهم ويتقبل أفكارهم، وينصت ويستمع ويحلل لما يدور في أذهانهم بلا يراجع نفسه في كثير من الأحيان إذ تطلب الأمر المراجعة.
فالجميع غرضه البناء والتعمير، والدولة بتلك اللقاءات أرست مبدأ كان غائبا عنها منذ سنوات "اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية".
وما يعجبني في تلك اللقاءات.. اتساع صدر رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي؛ واستماعه فيه لجميع الآراء، وتقبله بصدر رحب الانتقادات التي توجه للحكومة، وحتى وإن كانت مبنية على معلومات وبيانات خاطئة فهو يصححها بكل بساطة دون ثور أو غضب.
في النهاية نشكر الدكتور مصطفي مدبولي، على تلك اللافتة الطبية، ولكن يبقى الأهم أن تسفر تلك اللقاءات عن نتائج حقيقية وتغيرات ملموسة على أرض الواقع يشعر بها المواطن.
فما يهم المواطن ليس أن تسمع الحكومة لما يدور في ذهنه فقط.. ولكن أن تسمع وأن تتغير معا.
حفظ الله مصر ووقاها شر الفتن.