قالت ليبراسيون إن "درع السماء" -المشروع الدفاعي الألماني المتعدد الطبقات فوق القارة الأوروبية، بتبنيه استخدام المعدات الأميركية والإسرائيلية- سيكون مكلفا ويمثل تحديا تقنيا، كما يشكل مصدرا للتوترات السياسية رغم انضمام 21 دولة إليه.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم لورانس ديفرانو- إن المشروع الذي أطلقته برلين بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا عام 2022، يقوم على فكرة تبدو بسيطة وفعالة، وهي مظلة منتشرة بشكل جيد فوق النمسا، قادرة على إيقاف المسيرات والصواريخ والطائرات القادمة من الشرق.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف أضرت المقاطعة المناهضة لإسرائيل بالأعمال الرئيسية؟كيف أضرت المقاطعة المناهضة لإسرائيل ...list 2 of 2عودة براود بويز.. هكذا يعيد التنظيم الأميركي المتطرف بناء نفسهعودة براود بويز.. هكذا يعيد التنظيم ...end of list

وقالت وزيرة الدفاع النمساوية كلوديا تانر التي وقعت بروتوكولا مع ألمانيا "نحن نفعل ذلك من أجل سلامتنا وسلامة أبنائنا وأحفادنا" وهذا يعني أنه "يمكننا الحصول على الدفاع الجوي اللازم بشكل أسرع وأرخص".

وتشتمل أنظمة الدفاع الجوي المتنقلة في "درع السماء" الألماني على أجهزة استشعار (رادارات) ومركز قيادة وسيطرة وقاعدة إطلاق ومقذوفات، ويهدف لشراء أنظمة متطورة للغاية لتشكيل دفاع "متعدد الطبقات" سيكون مسؤولا عن اكتشاف وتحديد واعتراض الأجسام المعادية التي تحلق على جميع الارتفاعات، باستثناء الأقمار الصناعية التي يمكن تدميرها بأنظمة أبسط، مثل الليزر.

ولاعتراض المقذوفات قصيرة المدى، مثل الصواريخ والمسيرات (الطبقة المنخفضة)، اختارت برلين صواريخ "إريس-تي إس إل إم" (Iris-T SLM) التي تنتجها شركة الصناعة ديهل، ويبلغ مداها 40 كيلومترا، وقد وافق البرلمان (البوندستاغ) بالفعل على شراء 6 بطاريات إضافية منها.

وبالنسبة للطبقة الوسطى، فقد وقع الاختيار على صاروخ "باتريوت بي إيه سي-3″ (PAC-3) الأميركي الذي يصل مداه إلى 100 كيلومتر، ولا بد من طلب وحدات إضافية منه. أما بالنسبة للارتفاعات العالية جدا، فقد التزمت ألمانيا بالحصول على نظام أرو 3 المضاد للصواريخ الذي طورته إسرائيل بمساعدة أميركية.

معدات باهظة الثمن

وأوضحت الصحيفة أن تكلفة بطارية "إريس- تي 145" (Iris-T145) تبلغ مليون يورو، ومليار يورو لبطارية باتريوت، ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة كل صاروخ من طراز أرو 3 مبلغ 10 ملايين يورو، في حين يبلغ إجمالي تكلفة النظام 3.5 مليارات يورو.

ولاعتراض الصواريخ الباليستية أو صواريخ كروز بعيدة المدى، لا تكفي رادارات الدفاع الجوي البسيطة، وسيكون من الضروري إنشاء طبقة من أجهزة استشعار الإنذار المبكر بالمدار. علما بأنه لا توجد الرادارات فوق الأفق في الغرب إلا لدى الولايات المتحدة.

وفي حين تبرر برلين اختيارها بالإلحاح الذي ولّدته الحرب في أوكرانيا، وحقيقة أنه من المفترض أن يتم تسليم "أرو 3" نهاية عام 2025، فإن الأنظمة لن تكون جاهزة للعمل في الواقع قبل 10 سنوات، حسب الكاتب.

وأشارت الصحيفة إلى أن صواريخ إريس وباتريوت التي تم تصميمها قبل 20 أو 30 عاما، لا تتكيف مع التقدم التكنولوجي لروسيا، وهي القوة الوحيدة التي أثبتت أن لديها صواريخ تفوق سرعة الصوت وقادرة على المناورة، وبالتالي سوف تجد هذه المنظومة صعوبة في اعتراض مئات من المسيرات الصغيرة.

أنظمة مماثلة

وتساءل الكاتب: لماذا هذا الاختيار إذن؟ ليرد بما احتج به ضابط فرنسي من أن "ألمانيا تفضل نموذج الأعمال الأميركي على حساب الصناعة الأوروبية" ومن وصف الرئيس البولندي أندريه دودا هذه الدرع بأنها "مشروع تجاري ألماني" خاصة أن كثيرين يرون أن اللجوء إلى الشركات الأجنبية سيمنع الاتحاد الأوروبي من تعزيز سيادته في المسائل الدفاعية.

ويبدو أن اختيار المعدات كان مدار الجدل أكثر، لأن صناعة الدفاع الأوروبية تقوم بتسويق أنظمة مماثلة، وقال مصدر عسكري فرنسي إن "نظام "إس إيه إم بي/تي" (SAMP/T) -وهو نظام فرنسي إيطالي مضاد للصواريخ طورته شركة Thales وMBDA وتم نشره في رومانيا وأوكرانيا- يقدم "أداء مكافئا لأداء صواريخ باتريوت الأميركية".

وقالت شركة MBDA للصناعات الأوروبية إنها "تقدم حلولا دفاعية كاملة متعددة الطبقات للحماية من مجموعة كاملة من التهديدات الجوية، بدءًا من المسيرات وحتى الصواريخ الباليستية".

ولا تزال إيطاليا وفرنسا تقاومان المشروع، وإن كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطا خطوة باتجاه قبوله عندما قال "يجب على أوروبا أن تعرف كيف تدافع عما هو عزيز عليها. ومن أجل ذلك، هل نحتاج إلى درع مضاد للصواريخ؟ ربما".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

مؤرخ بريطاني: أقول لبوتين وترامب تحيا أوروبا وتحيا التشرشلية الديغولية!

أكد المؤرخ البريطاني تيموثي غارتون آش أن على أوروبا الاستعداد للدفاع عن نفسها في مواجهة تهديد تقارب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وطرح ردا على ذلك رؤية تُوازن بين الاستقلالية الدفاعية والوحدة الأوروبية.

ويرى الكاتب في مقاله لصحيفة غارديان أن أوروبا تواجه اليوم "رئيسا أميركيا مارقا" يهدد وعدا أميركيا دام 80 عاما بالدفاع عن أوروبا ضد روسيا، ويرى أن الحل هو تبني رؤية تشرتشلية ديغولية، نسبة لرئيس الوزراء البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل والرئيس الفرنسي مهندس الجمهورية الخامسة شارل ديغول.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: "لا تخدع نفسك".. جامعة كولومبيا لن تكون النهايةlist 2 of 2الصحافة الإسرائيلية: خفايا إقالة رئيس الشاباك وسيناريوهات المستقبلend of list

ومن شأن هذا النهج الدمج بين الواقعية الإستراتيجية التي اشتهر بها تشرشل، والرؤية الأوروبية المستقلة التي حارب من أجلها ديغول، بهدف بناء أوروبا قوية ومستقلة وقادرة على الدفاع عن نفسها.

الحل المرجو

ويشير المؤرخ إلى أنه من شأن رؤية تشرشلية ديغولية حل 3 معضلات رئيسية تحول دون تحقيق استقلالية أوروبا، وهي الاختلافات العميقة بين الدول الأوروبية في عقيدتها الدفاعية، وهيمنة المصالح الوطنية على إستراتيجيات الدفاع الجماعي، والصعوبات السياسية في إعطاء الأولوية للإنفاق الدفاعي على حساب الرعاية الاجتماعية، خصوصا في ظل شيخوخة السكان.

إعلان

ويتصور آش عبر دمج هاتين المدرستين أن تحافظ أوروبا على حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأن تسرّع في الوقت ذاته جهودها نحو تحقيق استقلاليتها من الولايات المتحدة، مؤكدا أن هذا التوازن سيمكن القارة من الدفاع عن نفسها دون الاعتماد على قوة مهيمنة واحدة.

ويرفض آش تبني نهج ديغوليّ بحت يقوم على إعطاء السيادة الوطنية الأولوية على حساب الدفاع الجماعي، أو يسعى إلى جعل أوروبا قوة موازية للولايات المتحدة، ويؤكد بدلا من ذلك أن أي إستراتيجية دفاعية أوروبية واقعية يجب أن تُبنى على حلف الناتو، باعتباره الهيكل العسكري الوحيد القادر على ضمان أمن القارة.

ورغم أن الحلف له دور أساسي في رؤية آش، فإن المؤرخ يدعو كذلك إلى تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية، لا سيما في مجال الردع النووي وإنتاج الأسلحة والتنسيق العسكري.

لحظة حاسمة

ويشير إلى أن الاتحاد الأوروبي قد اتخذ بعض الخطوات في هذا الاتجاه، خاصة في دعمه لأوكرانيا، ولكن جهوده لا تزال مفككة ومنقسمة. ولمواجهة هذه التحديات يقترح آش تشكيل "تحالفات الراغبين"، وهي ائتلافات مرنة للدول المستعدة للمشاركة في مبادرات أوروبا الدفاعية الرئيسية.

ويؤكد آش تأييده لتحذيرات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المتكررة بشأن ضرورة استقلال أوروبا، لا سيما في ظل رئاسة ترامب غير المتوقعة، والتي أثارت تساؤلات حول موثوقية الولايات المتحدة كضامن أمني لأوروبا.

وخلص آش في مقاله إلى أن أوروبا تمر بلحظة حاسمة، وهي عالقة بين الحرب والسلام، ولذا على القادة الأوروبيين تهيئة مواطنيهم لمعركة طويلة الأمد، وحذر من أن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا عبر العسكرية والوحدة، وأعلن بحماس "تحيا أوروبا! تحيا التشرشلية الديغولية!".

مقالات مشابهة

  • رئيسة المفوضية الأوروبية: الاتحاد الأوروبي تعهد بتقديم 5ر2 مليار يورو لدعم سوريا
  • أوروبا تتعهد بتقديم 2.5 مليار يورو لدعم سوريا
  • المغرب يضع مشروع قانون إطار جديد لحماية حقوق الأطفال
  • مؤرخ بريطاني: أقول لبوتين وترامب تحيا أوروبا وتحيا التشرشلية الديغولية!
  • ما الذي قاله وزير الدفاع الأمريكي لرئيس الوزراء العراقي خلال اتصال بينهما؟
  • المعارضة في نيوزلندا تقود مشروع قانون لفرض عقوبات على الكيان الصهيوني
  • رئيس الوزراء الإسباني: على أوروبا زيادة إنفاقها الدفاعي لحماية نفسها
  • صحيفة إيطالية: صواريخ الدفاع الجوي سامب-تي على وشك النفاد في أوكرانيا
  • «المقاعد الأوروبية» تشعل المنافسة في «البريميرليج»
  • فوكس: ما الذي يعنيه فعلا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها؟