قال الجهاز المركزي للإحصاء وسلطة جودة البيئة، اليوم الاربعاء 5 يونيو 2024 ، إن عدوان الاحتلال الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر الماضي خلق بيئة غير صالحة للحياة، نتيجة التدمير الواسع الذي طال كل شيء.

وأوضح البيان المشترك، لمناسبة يوم البيئة العالمي، أن إجمالي المياه المتوفرة في قطاع غزة تقدر بنحو 10-20% من مجمل المياه المتاحة قبل العدوان، كما أن هذه الكمية غير ثابتة وتخضع لتوفر الوقود.

ولفت إلى أن الاحتلال دمر 350 كم من أصل 700 كم من شبكات المياه أي حوالي 50%، و9 خزانات مياه من أصل 10 خزانات رئيسية، مما ترك السكان غير قادرين على الحصول على المياه النظيفة، إذ تعمل محطتي  تحلية مياه  بقدرة لا تتجاوز الـ20% من قدرتهما التشغيلية مما يفاقم خطورة الوضع، كما أن حوالي 83% من آبار المياه الجوفية في قطاع غزة متوقفة عن العمل حالياً، حيث أن زيادة الضغط على مصادر المياه المتاحة يؤدي إلى استنزافها وبالتالي المعاناة من ظاهرة الجفاف.

التدمير وشح الوقود يخرجان جميع محطات وأنظمة معالجة المياه العادمة في قطاع غزة عن العمل

ولفت البيان إلى أن التدمير الشامل للبنية التحتية في قطاع غزة وشح الوقود أدى إلى تعطيل جميع محطات وأنظمة معالجة المياه العادمة، والتي تشمل ست محطات، وتوقف حوالي 65 مضخة للصرف الصحي، وتدمير حوالي 70 كم من شبكات الصرف الصحي، ونتيجة لذلك، يتم التخلص من مياه الصرف الصحي، والتي تقدر بحوالي 130,000 متر مكعب يومياً، دون معالجة، إما إلى البحر أو في وادي غزة، بينما يتسرب جزء كبير منها الى الشوارع والطرقات، وأحياناً داخل المنازل بسبب تدمير أنابيب الصرف الصحي أو انسدادها، كما تشكلت برك في ساحات خيم النازحين، مما وفر بيئة خصبة لانتشار الأوبئة والأمراض.

 جبال من أطنان النفايات والركام في شوارع غزة ومراكز الإيواء... تهدد بحدوث كوارث صحية وبيئية

ومنذ العدوان الاسرائيلي وكميات النفايات الصلبة تتراكم يوماً بعد يوم بسبب نفاد الوقود ومنع الاحتلال طواقم البلدية من الوصول للمكبات الرئيسة في القطاع بالإضافة إلى تعرُّض سيارات جمع النفايات وحاوياتها للتلف والضرر، وتدمير الشوارع الذي أوقف حركة النقل، وهو ما جعل التعامل مع هذه الكميات الهائلة صعباً، فضلاً عن غياب إمكانات التخلص منها، حيث تم تدمير حوالي 100 مركبة وآلية لجمع ودفن النفايات، كما أن تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تشير إلى أن ما لا يقل عن 270,000 طن من النفايات (بواقع 170,000 طن في الجنوب، و 100,000 طن في الشمال)  قد تراكمت في مواقع المكبات المؤقتة التي أنشأتها البلديات مؤخراً على مقربة من المناطق السكنية بسبب عدم وجود خيارات قابلة للتنفيذ، حيث لا تجد هذه النفايات طريقاً الى مكبات النفايات الصحية، سوى الحرق او التراكم.

 

قدرت نسبة جمع النفايات في قطاع غزة قبل العدوان بحوالي 98% والتي كان يتم إرسالها الى مكبات النفايات، حيث يوجد في القطاع مكبين صحيين: مكب جحر الديك  يخدم محافظات غزة وشمال قطاع غزة، فيما يخدم مكب الفخاري جنوب ووسط القطاع، وفي الوقت الحالي لا تجد هذه النفايات الصلبة طريقاً الى مكبات النفايات الصحية، سوى الحرق او التراكم او إرسال جزء منها الى مكبات عشوائية.

ومع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة فإن ذلك يؤدي إلى تفاقم تأثير تراكم النفايات، حيث انتشرت الحشرات والقوارض، والتي تزيد من معاناة النازحين في القطاع، والمتمثلة في زيادة مخاطر الأمراض والتهديدات الصحية، فتحلُّل هذه النفايات يطلق غازات ضارة، كالميثان وثاني أكسيد الكربون، وهو ما يلوث الهواء ويسبب روائح كريهة وانتشار الأمراض المعدية لآلاف المواطنين، سيما الكبد الوبائي والأمراض الجلدية، علاوة على ذلك، ما يسببه من تلويث للأراضي الزراعية وطبقة المياه الجوفية حيث تتسرب الملوثات إلى التربة.

كما أن هذا العدوان نتج عنه كميات كبيرة من الركام والطمم، حيث قدر إجمالي الركام الذي تراكم حتى الآن في غزة إلى 37 مليون طن (بسبب تدمير نحو 89 ألف مبنى حتى اللحظة بشكل كلي او جزئي) وهذا الرقم يتصاعد يومياً.

حوالي 51% من الأراضي الزراعية تضررت في محافظة خانيونس

بناء على الصور الجوية والتي من خلالها تم اجراء تقييم للأضرار الزراعية الناتجة عن العدوان على قطاع غزة والذي أجرته يونستات والمتمثلة في تجريف الأراضي ونشاط المركبات الثقيلة إضافة الى القصف المستمر حتى تاريخ 23-04-2024، فقد أشارت البيانات إلى أن 46% من المساحات الزراعية في قطاع غزة قد تضررت، وقد كان الضرر المباشر والأكبر في محافظات خانيونس حيث أن الضرر قد طال 51% من المساحات الزراعية فيها، فيما بلغ الضرر حوالي 48% من الاراضي الزراعية في محافظة شمال غزة.

الاستعمار.. جرح عميق في جسد البيئة الفلسطينية

أما في الضفة، جاءت أبرز مظاهر التدمير البيئي الناجم عن الاستعمار بالاستيلاء على الأراضي الزراعية، وتدمير الموارد المائية، حيث تستولي إسرائيل على مصادر المياه في الضفة الغربية، مما يؤدي إلى حرمان الفلسطينيين من الحصول على المياه اللازمة لشربهم ولريّ أراضيهم. فيما تنفث المستعمرات سموم مصانعها على المواطنين، حيث قدر حجم المنبعثات الصادرة عن المستعمرات في الضفة الغربية بـ 6.040 مليون طن مكافئ ثاني اكسيد الكربون، وهذا الرقم يفوق ما تصدره فلسطين والذي قدر بحوالي 5.260 مليون طن مكافئ ثاني اكسيد الكربون سنوياً وذلك خلال العام 2021، ناهيك عن كميات المياه العادمة الناتجة عن هذه المستعمرات، والتي يتم التخلص منها في الأراضي الزراعية الفلسطينية والأودية، إّ قدرت بحوالي 35 مليون من 50 مستعمرة  وذلك خلال العام 2021، والذي يؤدي الى تلويث الاراضي الزراعية ومصادر المياه الجوفية.

تدمير مكونات التنوع البيولوجي

دمر العدوان المتواصل على قطاع غزة مكونات التنوع البيولوجي من خلال التدمير الشامل للبيئة الطبيعية ومكونات التنوع البيولوجي من تنوع نباتي وحيواني على اليابسة وفي عرض البحر المحاذي للقطاع وتدمير موائل الحيوانات البرية وتجريف الأراضي، وتلويث المياه والتربة والهواء وتحويل الأراضي إلى جبال من النفايات.

وفي الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، نشهد تدميراً متعمداً للموارد الطبيعية والبيئية، وتجريف الأراضي والحرائق المتعمدة للغابات والأراضي الزراعية، وإلقاء النفايات والمخلفات الصناعية وتلويث المياه والتربة والهواء، وانشاء المستعمرات الإسرائيلية وجدار الفصل العنصري.

جهود مستمرة في تخضير فلسطين

نفذت وزارة الزراعة العديد من الأنشطة في مجال تخضير فلسطين وذلك خلال الفترة الزمنية 2019-2024، حيث تم انشاء 34 حديقة مجتمعية و24 محمية رعوية، كما تم توزيع حوالي مليوني شتلة على المزارعين وإنشاء مشتل واحد خلال نفس الفترة الزمنية.

فيما بلغت مساحة الأراضي التي تم استصلاحها خلال الفترة الزمنية 2019- 2024 من خلال مشاريع تم تنفيذها بالتعاون مع وزارة الزراعة 10,378 دونماً، فيما تم تأهيل 14,821 دونماً من الأراضي.

وبما يخص قطاع الطرق الزراعية، فقد بلغت أطوالها والتي تم شقها خلال نفس الفترة الزمنية 1,047 كم، بينما بلغت أطوال الطرق التي تم تأهيلها 361 كم.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الأراضی الزراعیة الفترة الزمنیة فی قطاع غزة الى مکبات فی الضفة کما أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

"جهاز تحسين الأراضي" يقدم روشتة لاستخدام الوسائل الحديثة لتحسين خواص التربة الزراعية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قدم الجهاز التنفيذي لتحسين الأراضي التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، روشتة زراعية لإستخدام الوسائل الحديثة لتحسين خواص التربة الزراعية.
وقال الدكتور هاني درويش رئيس الجهاز التنفيذي لتحسين الأراضي، إن ذلك يأتي طبقًا لتوجيهات وزير الزراعة واستصلاح الأراضي علاء فاروق بتوعية المزارعين باستخدام أحدث الأساليب التكنولوجية لتحسين جودة التربة الزراعية.

وأشار درويش، إلى أن الأراضي القديمة بالوادي والدلتا فى مصر والتي تروى بالغمر تواجه عوامل تدهور تؤثر على قدرتها الإنتاجية وخاصة للمحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والفول والأرز والذرة والقطن وقصب السكر، ومن أهم هذه العوامل التي تعاني منها هذه الأراضي هو تمليح التربة وصوديتها.

 وأوضح درويش، أن تمليح التربة يرجع الى الإسراف في استخدام مياه الري مما يؤدي الي إرتفاع مستوي الماء الارضي ومع حدوث عمليات النمو يزداد تركيز الأملاح علي سطح التربة مما يستلزم نظاماً كفؤ للصرف لغسيل هذه الاملاح، حيث يقوم المزارعون بادارة ماكينات الري في حقولهم لساعات تكفي وزيادة لري المساحة المستهدفة مما يؤدي لارتفاع مستوى الماء الارضي الذي يعيق تنفس جذور النباتات مما ينعكس على انتاجية المحاصيل المنزرعة وقلة انتاجيتها.

وأضاف درويش، أن الري بمياه المصارف الزراعية والآبار الارتوازية ذات التركيز العالي من الأملاح وخاصة فى المساحات عند نهاية الترع، يؤدي إلى تمليح التربة، مشيرا إلى أن نظام الري في الوادي والدلتا يقوم على نظام المناوبات لعدم وجود كميات كافية من المياه لري جميع مساحات الزمام المنزرع ولذلك قد يلجأ بعض المزارعين للبحث عن وسائل اخرى للري التكميلى للمحاصيل في الفترات البطالة من مياه الصرف الزراعي او قد يقوم المزارعون الذين تقع اراضيهم عند بدايات المساقي بتدبير احتياجاتهم من مياه الري دون النظر للمزارعين اصحاب الحيازات الاخرى في نهايات الزمام مما يؤدي لعدم قدرة هؤلاء المزارعون من ري اراضيهم واللجوء للري بمياه ذات تركيز عال من الاملاح مما ينعكس بدوره على انتاجية المحاصيل وتدهور خواص التربة.

وأشار رئيس جهاز تحسين الأراضي، إلي أن عدم تطهير المصارف الحقلية وسوء حالة المصارف الفرعية والعمومية، تهمل الجمعيات الزراعية القيام بالتعاون مع جهاز تحسين الاراضي للتغلب على هذه المشكلة حيث ترفض بعض الجمعيات تحرير محاضر مجلس ادارة بالموافقة على اعمال تطهير المصارف الفرعية، كذلك فان وزارة الموارد المائية والري من خلال الجهات المعنية فيها مسئولة عن تطهير المصارف العمومية وشبكات الصرف المغطى، كما أن اهالي القرى يقومون بالقاء المخلفات والقمامة والحيوانات النافقة في المجاري المائية مما يعمل على اعاقة حركة وسريات المياه الامر الذي يؤدى لظهور الامراض وتكاثر ونمو الحشرات مع الاثر البيئي السيئ.
ولفت الى أن سوء تسوية الارض التي تروي بالغمر ولعل هذه المشكلة قد تقلصت بقدر كبير في الاونة الاخير حيث اولت وزارة الزراعة واستصلاح الاراضي متمثلة في الهيئة العامة للجهاز التنفيذي لمشروعات تحسين الاراضي من خلال المشاريع التي تنفذها مثل المشاركة في دعم مشروع النهوض بالمحاصيل السكرية، والمرونة المناخية، ومشروع ترشيد المياه في الانشطة الزراعية في اراضي الوادي والدلتا لنشر الممارسات الزراعية الموفرة للمياه ومنها التسوية بالليزر التي تمثل ركيزة اساسية في زيادة الانتاج الزراعي وتوفير المياه والطاقة.

 وتبذل الدولة متمثلة فى وزارة الزراعة جهود مضنية دون توقف لمنع تدهور الاراضي في الوادي والدلتا من خلال اجهزتها التنفيذية (الهيئة العامة للجهاز التنفيذي لمشروعات تحسين الاراضي) بمناطقها الرئيسية والفرعية المنتشرة في جميع انحاء الجمهورية لإجراء انشطتها المتعددة مثل التسوية بالليزر وإضافة الجبس الزراعي والحرث العميق بمحراث تحت التربة واجراء عملية تطهير المصارف الفرعية والمساقي الخصوصية وتقوم بمتابعة تنفيذها.
كذلك تقوم الهيئة بإعداد خطة سنوية لاجراء الحرث تحت التربة، وتقدر المساحة التي تستهدفها الهيئة حوالي 150 الف فدان، كما تقوم الهيئة ايضا بعمل العديد من الندوات الارشادية بالتعاون مع الادارة المركزية للارشاد الزراعي ومديريات الزراعة لابراز الدور الذي تلعبه الهيئة في خدمة المزارعين وتوفير الجرارات الزراعية المزودة بالمحاريث تحت التربة اللازمة لاعمال تحسين وصيانة التربة والحد من العوامل التي من شأنها تعمل على تدهور وسوء خواص الاراضي الزراعية.

الحرث تحت التربة:-
الحرث هو عملية اساسية لتجهيز الأرض وتحسين صفات وخواص الطبيعية للتربة واعداد مهد جيد لنمو البذور، كما يستخدم الحرث لصيانة التربة من الجفاف والرطوبة حمايتها من التجريف. وينقسم الي حرث سطحي او عميق باستخدام محراث تحت التربة، ويتم حرث الارض بمحراث تحت التربة ذو سلاح واحد او سلاحين ليصل الي عمق اكثر من نصف متر (60 سم).
وعملية حرث تحت التربة لها اهميتها كإحدي عمليات تحسين الأراضي الطينية والطينية الثقيلة حيث يتم تكسير الطبقة المندمجة (الطبقة الصماء) التي غالباً ما توجد في الطبقة تحت السطحية، علاوه علي عمل شقوق في جميع الاتجاهات مع عمل تجويف تحت الأرض يساعد علي تصريف المياه الزائدة، كما يؤدى إلى زيادة كفاءة استخدام الوحدة من مياه الري بزيادة عمق الحرث وتقليل الفترة بين الريات مع مراعاة العوامل التالية:-

أن تكون المسافة بين كل خطين لا تزيد عن متر ونصف.أن تتم عملية الحرث عندما تكون رطوبة التربة في رطوبة الاستحراث.أن تتم عملية الحرث علي عمق لا يقل عن 50 سم من سطح التربة.أن يتم الحرث في خطوط متعامدة علي المصارف الحقلية سواء كانت مكشوفة او مغطاة.إجراء أعمال الحرث تحت التربة من خلال جرارات عالية القدرة بمناطق جهاز تحسين الأراضي بالمحافظات المختلفة

مقالات مشابهة

  • إزالة 6 حالات تعدٍ على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالشرقية
  • إزالة 7 حالات تعد علي الأراضي الزراعية بالشرقية
  • أوكسفام: إسرائيل دمرت 80% من شبكات المياه والصرف الصحي في قطاع غزة
  • نائب وزير البيئة يتوّج الفائزين في “هاكاثون المياه” لدعم الابتكار في استدامة الموارد
  • إزالة 8 حالات تعد على الأراضي الزراعية بالشرقية
  • عقب توجيه السوداني.. محافظ كركوك يستقبل لجنة حكومية لحل مشاكل الأراضي الزراعية
  • إزالة 7 حالات تعدٍ على الأراضي الزراعية بالشرقية
  • إزالة 5 حالات تعد على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالشرقية
  • "جهاز تحسين الأراضي" يقدم روشتة لاستخدام الوسائل الحديثة لتحسين خواص التربة الزراعية
  • أزمة سكن.. الرمادي تبحث تمليك الأراضي الزراعية