ايقاف الحرب او دويلات السودان المريضة.
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
بشير عبدالقادر
ظللت وكثيرون غيري ندعو لوقف الحرب منذ عشرات السنين؛ بل دعونا لوقف كل انواع العنف بما فيها العنف اللفظي من شاكلة "الحس كوعك " ولم نتوقف عن الدعوة السلمية لإرجاع الامر لأهله بمعنى تسليم الحكم للمدنيين ورجوع العسكر للثكنات.
بالطبع ظن الكثيرون ان دعوتنا السلمية هي نوع من "اليوتوبيا" ولن تتشكل في دفعات من المد الثوري السلمي وايقاظ الهمم وبناء وعي ثوري سلمي ساهم بصورة فعالى في تشكيل انتفاضة سبتمبر 2013م وتمدد حتى المساهمة في ثورة ديسمبر 2018م.
نعم ان المؤمنين بالحكم المدني هم الذين دفعوا السياسيين والاحزاب السياسية والنقابات والحركات الثورية دفعا للوصول للاتفاق الإطاري كمرحلة اولية في ايجاد توافق جمعي حول الحد الأدنى من اهداف الحكم المدني.
جاءت تحذيراتنا صريحة وواضحة منذ عدة سنوات ان وجود جهات عديدة ومتعددة تحمل السلاح حتما سيغرق مركب البلاد يوما ما في بحار من الدماء بسبب «الحرب"!!! وهو ما دفع اصحاب الغرض والذين في قلوبهم مرض الى لوي عنق الشعار التنبيهي او التحذيري "رفض الاتفاق الاطاري قد يؤدي الى اشتعال الحرب" وجعلوه "الاطاري او الحرب"!!!
لا يختلف موقفي وموقف أخرين كثر اليوم عن رفض العنف بكل أشكاله. ومن باب اولى رفض الحرب جملة وتفصيلا.
بكل اسف؛ هاهي الحرب العبثية تدخل عامها الثاني وتمسي وتصبح كل يوم على ازهاق مزيد من الارواح وتشريد الملايين من المواطنين وتدمير ما تبقى من البنية التحتية للبلاد .
فهل سأل أحدهم نفسه وماذا بعد ان يقتل الالاف المؤلفة من الشعب ويشرد الملايين منه. هل تنتهي الحرب بانتصار طرف على أخر وسحقه تماما؟ ام سيجمع المنهزم شمله ويعود للحرب مرة أخرى اي استمرارية الحرب في تقطعات وتقاطع لا نهائي.
ام ستنهك قوى الطرفين ومن ثم يلجؤون للتفاوض والتنازلات والحل السلمي. كتب الاديب صلاح شعيب
)اعتقد ان هدفنا جميعا هو ايقاف الحرب وعدم الوقوع في خطاب الكراهية ...وعلى النخب الواعية تقع المسؤولية في محاربة خطاب الكراهية والبحث عن حلول قومية توقف نزيف الدم السوداني)
إن كل صاحب عقل يدرك ان أفضل الحلول يتمثل في ايقاف الحرب اليوم قبل الغد؛ وان استمرار الحرب لا نتيجة له سوى تفكيك السودان الى دويلات ضعيفة منهارة. بل لاستمرار الحرب القبلية والاثنية داخل تلك الدويلات حتى تفنى الحياة فيها بكاملها؛ او يفيق من تبقى على قيد الحياة ويقبل التفاوض والحل السلمي.
اذن دعونا نقبل بالحل السلمي ورجوع العسكر للثكنات وحل قوات الدعم السريع وعودة الحكم المدني قبل فوات الاوان.
wadrawda@hotmail.fr
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
ثورة الكرامة.. ثورة مائة الف شهيد
بمناسبة الحديث عن الثورة و كأن ثورة ديسمبر هي آخر الثورات المقدسة!! لا يا عزيزي.. ما يحدث الان هو ثورة وهي من أهم اسباب التغيير الذي طرأ على الميدان العسكري في السودان و زيادة رقعة الامن للمواطنين السودانيين. ثورة قدمت حتى الآن في تقديراتها الدنيا ما يفوق مائة الف شهيد منهم ١٥ الف في غرب دارفور لوحدها الذين قاوموا مجرمي الحرب والابادة في الجنينة بالسكاكين امام جحافل تاتشراتهم و الالاف من أبناء الجزيرة الذين قاوموا جحافل تتار العصر بالعصي و الطوب و الأحجار و الالاف في كادوقلي و الدلنج و ضواحي النهود الذين قاوموا باسلحتهم الشخصية البسيطة امام ثنائي ورباعي مضادات الطيران.
هذا التغيير الكبير لصالح الدولة السودانية هو نتيجة لتدافع السودانيين جميعهم في سوح القتال. تدافع المقاومة الشعبية و المستنفرين و الكتائب المتعددة في البراء و الفرقان و البرق الخاطف و الثورية و غاضبون و القوة المشتركة و درع السودان و الزبير بن العوام و القبائل من ابناء شرق السودان و قبائل الحمر في النهود و الكبابيش و دار حامد في شمال كردفان و ابناء النوبة في جنوب كردفان و استنفار ابناء السودان مع إخوانهم في بابنوسة و الأبيض و الاف المفصولين و المسرحين و المعاشيين من الأجهزة الامنية و الشرطة الموحدة
هذا التدافع غير المسبوق لجميع ابناء السودان هو ثورة شاملة لاستعادة كرامتهم وحقهم في السيادة على وطنهم و طرد مجرمي الحرب و مرتكبي الابادة الجماعية، ثورة شاملة ضد ظلم الميليشيا و بغيها و طغيانها. ثورة من اجل حقوقهم الاساسية المشروعة في الحياة و الامن و ان يعيشوا مكرمين في منازلهم ، ثورة من أجل حقهم في ان يذهبوا إلى اشغالهم و من أجل أن يتعلموا في مدارسهم و جامعاتهم التي حرقتها الميليشيا. حقهم في العلاج في مستشفياتهم التي دمرتها و احتلتها الميليشيا ، حقهم في ان يسافروا من طوكر الى الجنينة لا يخشون من قطاع الطرق و العصابات اذا لم تكن هذه ثورة فماذا يكون اسمها اذا !؟ كيف نعبر عن هذا الوعي الكبير بمفهوم السيادة الوطنية و رفض الوصاية الاجنبية الذي تشاهده و تسمعه في كل مكان و على شبكات التواصل بعد ان قام القحاتة بتدميره خلال فترة وجودهم على المشهد السياسي، أليس ذلك ثورة؟ هي ثورة من أسمى ثورات السودانيين من بعد الاستقلال لأنها بكل بساطة تطالب في ان تكون لنا دولة بها مستشفيات و مدارس و جامعات تعمل و بها بيوت يأمن المواطن ان يرجع إليها لينام و خالية من العصابات و قطاع الطرق ومجرمي الحرب
انها ليست معركة الكرامة بل هي ثورة الكرامة
الدكتور امين بانقا:
إنضم لقناة النيلين على واتساب