قصيدة في رِثاءِ الأستاذ/ عبد الحفيظ صالح علي
ِلا يعزُّ عليك دمعي أبا الأجيال أستاذَ الدُّنا
ولكنْ تجمّدَ في المحاجرِ من هول الفجيعة والونَى
َولقد وددتُ تقبيل
َالمفرِقِ الوضّاحِ منك
ينضحُ بالسَّنا
كم كنتَ معلِّمآ أخآ صديقآ وأبآ عزَّ في وقتِ الهَنا
كنتَ غُرَّةً بيضاءَ كالصُّبح في وسطِ العشيرةِ ما ونَى
حمَلُوك في أحداقِهم شرَفآ لهم وكنتَ النَّفيسَ المعْدِنا
أحبُّوا فيك سماحةَ النّفسِ في بهاءِ الرُّوح طِيبَآ سوْسَنا
أبا سامي عزَّ الفراقُ ولكنْ سبيلَ الموتِ لا يُجِبِ المُنَى
وعزاؤنا أنّك ذاهبٌ إلى ربٍّ رحيمٍ وكنتَ المؤمِنا
ولكَمْ فاضتْ الأنفُسُ المفجوعةُ بالدُّعاء تَيَمُّنآ وتيقُّنا
اَنَّ الذي اصطفاكَ لقُرْبِه داعِيكَ للفردوسِ نُزُلآ أيْمَنا
وحصائدُ الأحبابِ منْ دعَواتِهِم برْدآ يُعيي الألسُنا
فالحمدُ للهِ أنْ اسْتَفَقْنا وعُدنا بعد أن دارتْ بنا
هواجسُ الأحزانَ وِسواسآ تنوءُ به أثقالُنا
نَمْ أبا سامي فأنتَ موعودٌ بإذنِ الله فردوسَ المٌنى
إحسانُ عِلمِكَ في كلِّ البِقاعِ بالصَّاعِ والأطنانِ لا يُوزَنا
*****
يا أمةً مغلولةَ الابْدَاعِ منْ فرطِ التَّوجُّسِ والعَنا
هلّا تَشَرّفْتُمْ بِتكريمِ آباءٍ أساتذةٍ هناكَ وهاهُنا
بَيْدَ أنّ تكريمآ يجئُ بعد الموتِ يبدو ضعيفآ واهِنا
محمد عمر الشريف عبد الوهاب
الدمام في : 22/10/2019
m.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
رجال في معركة السلام.. أبطال "عودة طابا" الذين لم يحملوا السلاح ولكن استعادوا الأرض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ذكرى تحرير سيناء، تتجه الأنظار دائمًا إلى مشهد رفع العلم على أرض الفيروز في 25 أبريل 1982، لكن قليلون يعرفون أن معركة التحرير لم تنتهِ عند هذا الحد، بل تواصلت حتى استعادت مصر آخر شبر من أرضها وهو "طابا"، التي عادت بالحكمة والعلم والقانون، لا بالدبابات والسلاح.
وراء هذا الإنجاز يقف فريق مصري خالص، خاض معركة دبلوماسية وقانونية استمرت سنوات، وانتهت بانتصار جديد في سجل السيادة الوطنية، ورفع العلم المصري فوق طابا في 19 مارس 1989.
أبرز أعضاء فريق عودة طابا1. الدكتور مفيد شهاب – أستاذ القانون الدولي وعضو الفريق القانوني المصري: كان أحد العقول القانونية البارزة التي قادت التفاوض والتحكيم، وقدم مرافعات تاريخية أمام هيئة التحكيم الدولية دعمتها وثائق لا تُدحض.
2. السفير نبيل العربي – عضو الفريق الدبلوماسي: الذي أصبح لاحقًا وزيرًا للخارجية وأمينًا عامًا لجامعة الدول العربية، وكان له دور محوري في إعداد الملف المصري من خلال العمل الدبلوماسي والميداني الدقيق.
3. السفير أحمد أبوالغيط – أحد أعضاء وزارة الخارجية في حينها: شارك في الجهود الدبلوماسية والتفاوضية، ويُعرف بدوره في التنسيق مع الجهات الدولية وتقديم الأدلة السياسية والتاريخية التي عززت الموقف المصري.
4. المستشار عوض المر – قاضٍ ومستشار قانوني بارز: ساهم في المراجعة القانونية الدقيقة للوثائق والمستندات المقدمة في القضية، والتي أثبتت أن طابا أرض مصرية لا جدال فيها.
5. اللواء صلاح سليم – ممثل القوات المسلحة في اللجنة: عُرف بدوره في تقديم الخرائط العسكرية والتقارير الميدانية التي دعمت الادعاء المصري، وشكلت عنصرًا حاسمًا في قرار هيئة التحكيم.
معركة العقل والقانون
لم تكن معركة طابا مجرد خلاف حدودي، بل كانت اختبارًا لإرادة دولة تحترم القانون الدولي وتؤمن بقوة الوثيقة والحجة.
وقد خاض الفريق المصري المفاوض معركة من نوع خاص، استخدموا فيها أدوات القانون، ووثائق التاريخ، وشهادات الجغرافيا لإثبات حق مصر في طابا.
في كل عام نحتفل بعيد تحرير سيناء، لا يجب أن ننسى أن بعض الأبطال لا يظهرون في المعارك، بل في قاعات التفاوض، وأن استعادة الأرض لا تكون دائمًا بالبندقية، بل أحيانًا بالقلم، والوثيقة، والإصرار.