ورود متناثرة وتذكارات مختلفة تحيط بها ويعلوها لافتة بسيطة محفور عليها الاسم وتاريخ الميلاد والوفاة فيما يعرف باسم «شاهد القبر»، هكذا تبدو المقابر في مختلف أنحاء العالم وتظل مكانًا يعتاد زيارته الأهل والأصدقاء ويتذكرون من رحلوا عنهم وفارقوا الحياة، لتقرر مدينة إسبانية تحويل المقابر إلى مشروع «R.I.P»، بهدف إعادة استخدامها في توليد الطاقة المتجددة والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.

مشروع «R.I.P» لتوليد الكهرباء من المقابر

خوسيه دونوسو، مدير الاتحاد الكهروضوئي الإسباني «UNEF»، شرح في حديثه لصحيفة «science»، أنّ مدينة فالنسيا الإسبانية تسعى إلى الاستفادة من المقابر في توليد الكهرباء النظيفة من خلال مشروع يحمل اسم «Requiem in Power» أو «R.I.P»، حيث حددت عدة مقابر يمكنها استيعاب نحو 6658 لوحًا شمسيًا جرى تركيب 810 منها بالفعل، مشيرًًا إلى أنّه عند اكتمال المشروع سيجري توليد أكثر من 440 ألف كيلو وات من الطاقة وتوفير 140 طنًا من انبعاثات الكربون سنويًا.

 

الاستخدام الأمثل لموارد الأرض

«دونوسو» أوضح أنّه بعد اكتمال المشروع، يمكن استخدام معظم الطاقة الناتجة لتشغيل المباني البلدية، وتُخصيص 25% منها للأسر من غير القادرين ماديًا على تسديد فواتير الكهرباء: «فكرة تحويل المقبرة إلى محطة طاقة شمسية تدعم الاستخدام الأمثل لموارد الأرض، لا تؤثر على رفات الموتى ولا حق ذويهم في زيارتهم، فهي لا تزال متاحة للجمهور كما كانت دوما باختلاف أنها تنتج الطاقة الشمسية والكهرباء الآن».

وبحسب مدير الاتحاد الكهروضوئي الإسباني، فإن مشروع «R.I.P» يعد جزءًا من خطة فالنسيا للمناخ لعام 2030، التي بموجبها تعتزم تلبية 27% من الطلب على الطاقة من خلال المصادر المتجددة واستخدامها في البنية التحتية العامة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فالنسيا المقابر القبور البيئة الطاقة النظيفة الطاقة المتجددة الشمس الألواح الشمسية إسبانيا توليد الطاقة

إقرأ أيضاً:

وزارة الكهرباء: نسبة اعتماد محطات الكهرباء على الغاز المستورد تصل إلى ثلث المنظومة

الاقتصاد نيوز _ بغداد

مع اقتراب موسم الصيف، تكثف الحكومة جهودها لتنفيذ خطط بديلة لضمان استقرار إمدادات الطاقة في البلاد، وذلك في أعقاب إلغاء الولايات المتحدة للإعفاءات التي كانت تسمح للعراق باستيراد الغاز والكهرباء من إيران. هذه الخطوة، التي جاءت ضمن حزمة عقوبات أميركية ضد طهران، تضع العراق أمام تحديات كبيرة، لكن وزارة الكهرباء تسعى إلى التخفيف من وطأة الأزمة، من خلال إيجاد بدائل يمكن أن تسهم في التقليل من آثار القرار.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أصدر مؤخراً، قراراً يقضي بإلغاء الإعفاء الممنوح للعراق لاستيراد الكهرباء والغاز من إيران، ضمن حزمة جديدة من العقوبات تستهدف الضغط على طهران.

وبحسب المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء، أحمد موسى، فإن نسبة اعتماد محطات الكهرباء على الغاز المستورد تصل إلى ثلث المنظومة، أي ما يعادل بين ( 8 – 9) آلاف ميغاواط، وذلك بسبب عدم كفاية الغاز الوطني لتلبية احتياجات قطاع الكهرباء."

وأشار إلى أن "الحكومة ووزارة النفط تعملان على خطوات متسارعة لاستثمار حقول الغاز الوطني، ولكن الحاجة الملحة اليوم هي للغاز المستورد، ولذلك، قامت الحكومة بتوقيع اتفاقية مع تركمانستان كخطوة لتنويع مصادر الغاز، ويجري الآن استكمال الإجراءات المالية، إضافة إلى تدقيق الشركة المسؤولة عن نقل الغاز من الأراضي التركمانستانية إلى العراق عبر الأراضي الإيرانية."

وأكد موسى أن "أي تقليل في إمدادات الغاز، سواء كان مستوردًا أو وطنياً، سيؤثر بشكل كبير في محطات الكهرباء، إذ تتوزع المحطات بين مصادر متنوعة، تشمل الغاز الوطني والوقود والغاز المستورد".

وبين أن الطاقة المستوردة من إيران تمر عبر أربعة خطوط رئيسة، هي: (ميرساد - ديالى)، (سربين - خانقين)، (خرمشهر - خور الزبير)، (كرخة - عمارة)، وهذه الخطوط توفر طاقة تصل إلى 1000 ميغاواط."

وفي ما يخص الاتفاقية مع إيران، أوضح موسى، أن "الاتفاقية الموقعة مع شركة الغاز الإيرانية تنص على توريد 50 مليون متر مكعب من الغاز شهريا، وأن الكمية تختلف بحسب الشهور"، لافتا إلى "توقف الغاز الإيراني عن تغذية بغداد والفرات الأوسط، ما أدى إلى خسارة 8000 ميغاواط من الطاقة".

في المقابل، يقول موسى: إنه "تم توزيع الغاز المدفوع إلى المناطق الجنوبية بواقع 8.5 مليون متر مكعب، وقد تم الاتفاق مع وزارة الكهرباء على نقل هذه الكمية إلى بغداد لتشغيل بعض الوحدات التوليدية في محطة بسماية، بهدف تحسين واقع التجهيز في العاصمة".

أما بالنسبة للاستعدادات لصيف 2025، فقد أكد موسى، أن "وزارة الكهرباء تعمل على تنفيذ استعدادات كبيرة لمواكبة ذروة الصيف، من خلال تهيئة محطات الإنتاج وإجراء الصيانة الدورية والاضطرارية للوحدات التوليدية، كما يتم توسيع المحطات التحويلية وإنشاء خطوط ناقلة جديدة، إضافة إلى تحويل الخطوط القديمة إلى دوائر مزدوجة لزيادة السعة والقدرة على التكيف مع الأحمال بين المحافظات".

واختتم موسى حديثه مؤكدًا أن "هناك خطة لمعالجة الاختناقات في شبكات التوزيع واستحداث المغذيات، إضافة إلى معالجة الكهرباء في المناطق الطرفية"، موضحا أن الخطة ستكون جاهزة قبل بداية موسم الأحمال الصيفية، وستعلن وزارة الكهرباء عن خطتها الكاملة لاستقبال ذروة الأحمال الصيفية في الأول من أيار المقبل.

وكان رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني قد وجه خلال ترؤسه مؤخراً اجتماعاً لفريق الطاقة المتجددة ولجنة ملف الكهرباء، بأن تنطلق المحافظات بمشاريع ريادية في إنتاج الطاقة الشمسية لتحقق نتائج على الصعيد الفني، وتعمل على تقليل الفاقد من الطاقة، على أن يتم إعمام التجربة في باقي المحافظات، مع متابعة جانب الجدوى الاقتصادية من أجل إسناد الشبكة الكهربائية الوطنية.

في غضون ذلك، أوضحت وزارة النفط، أنها تقوم حالياً بتأمين 1500 مقمق للمحطات، بينما تبلغ الحاجة الإجمالية بين (6759 - 7500) متر مكعب يومياً.

وقالت الوزارة ، إن "حاجة محطات الكهرباء تبلغ نحو 7 آلاف متر مكعب من الغاز".

بدوره، أكد الخبير في مجال الطاقة الدكتور فرات الموسوي، أن "قرار إلغاء الإعفاءات الحالية من العقوبات المفروضة على استيراد الكهرباء والغاز الإيراني، سيكون له تأثير مباشر في العراق". وأوضح الموسوي أن "منع استيراد الغاز الإيراني يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الطاقة في البلاد، إذ يُمثل الغاز الإيراني نحو 40 % من الوقود اللازم لإنتاج الكهرباء في العراق."

وقدم الموسوي عدة حلول لمواجهة الأزمة، منها: شراء محطات طاقة متنقلة في مختلف محافظات العراق، التي يمكن أن تعمل بمشتقات النفط الخام، وتوفر طاقة تتراوح بين 500-800 ميغاواط، لحين الانتهاء من مشاريع استثمار الغاز الوطني، ونشر ثقافة استخدام منظومات الطاقة الشمسية مع دعم حكومي مباشر، مما يساعد في توفير جزء من الطاقة بشكل مستدام.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • الكهرباء: تدقيق إجراءات الشركة الوسيطة لنقل الغاز التركمانستاني إلى العراق
  • معلومات عن أغلى مادة على وجه الأرض.. الجرام منها بـ62 مليار دولار
  • السفير حازم خيرت: حماس هاجس دائم لإسرائيل.. والتخلص منها غير واقعي
  • وزير الكهرباء يشهد توقيع اتفاقية مشروع انشاء محطة طاقة رياح بقدرة "2000 "ميجاوات
  • وزير الكهرباء يبحث مع هيئة خليجية تسريع إنجاز مشروع الربط مع العراق
  • «سبيس 42» و«إيدج»: تأسيس مشروع لتعزيز قدرات تكنولوجيا الفضاء
  • قطع الكهرباء عن عدة مناطق بدمياط للصيانة الدورية غدا.. الأماكن والمواعيد
  • الكهرباء العراقية تحول البوصلة إلى تركيا لتوفير الطاقة وتكشف نتائج اجتماع مثمر
  • وزير الطاقة الإسرائيلي يحرض على وقف المساعدات الإنسانية وقطع الكهرباء عن غزة
  • وزارة الكهرباء: نسبة اعتماد محطات الكهرباء على الغاز المستورد تصل إلى ثلث المنظومة