ديما ياسين انا  من جيل الحرب والدمار، بس ولا مرة شفنا لبنان موجوع ولا شفنا دموع اهلنا، بالنسبة لالنا  كانت ايام حلوة لانو كنا نرجع من المدرسة وننبسط ما في درس وننزل عالملاجيء مع الجيران  ونلعب  ونضحك، ما كان عنا أحلام وخطط للمستقبل. ولا مرة شفنا لبنان تعبان، ورغم بشاعة الدمار كانت الناس تحب الحياة ويرجع لبنان ينبض بالحياة من جديد.

كل مرة كان يوقع كان يرجع يوقف عا اجريه، كنا نحب جيرانا  ونحب الغريب والناس تخاف على بعض وتساعد بعض. هيدا اكتر شي بتذكرو  من طفولتي، بالرغم من صور الصواريخ والدمار براسي بس يللي كان يقوينا هوي حبنا لبعض وللحياة يللي كانت نبض لبنان. ولا مرة  تاثر بالمشاكل، كان  عبارة عن حفلات وسهرات رغم كل مآسيه كبرنا وبعدها المشاكل بلبنان من حروب ومشاكل اقتصادية واجتماعية بس كمان ولا مرة ضعف  لانو نبضو  يللي هوي الناس ما كانو ضعاف. حبن للحياة  كان شريان القوة لبلد  الارز. كبرنا وكبرت احلامنا وبلشنا نرسم مستقبلنا. بس لبنان الكبير يللي بحب كل الناس وقلبو  الكبير يللي بساع كل العالم صار صغير علينا. ما استوعب احلامنا ولا طموحنا، بلشنا نشوف الجانب البشع فيه يللي مليان طائفية وحقد يللي هني أبشع من الحرب والدمار ومن دون ما نحس كانو قنبلة موقوتة عمنغذيها  كل يوم ونزيد النار تحتها. عبدنا  “أمراء الحرب” لدرجة العمى صدقنا كذبتن  انن  هني  بدن يحموا  طائفتنا بس ولا مرة سالنا  حالنا من مين؟؟. من اخواتي  السنة  يللي ربيت  معن  ببيت واحد واكلنا  من صحن  واحد هني  جزء  كبير من حياتنا و  طفولتنا، أو من اخواتي  الدروز  والمسيحية  يللي تعلمت  معن بمدرسة  وحدة  وقعدنا سنين على نفس الطاولة. من مين عمبيحمونا؟ مشينا وراهن  وصدقنا “زعما الحرب” يللي ما كانو عمبيحمو  الا مصالحن  لانن  خايفانين  من بعض. وتراكمت  سنين  الكره بقلوبنا وصرنا نمشي على مبدأ “بي اقوى  من بيك” لحد  ما راح مستقبلنا وبدل ما نلوم حالنا لمنا  لبنان وغضبنا  عليه  انو هوي السبب بفشلنا. قررت سافر وبلش حياة جديدة بالغربة، وكنت كتير مبسوطة  وقلت انو انا محظوظة انو تركت لبنان، بس ما حدا يصدقنا  انو نحنا هيك منحس، نحنا كذابين، ايه كذابين، لما وصلت على المطار بكيت من حرقة قلبي لانو تاركة  لبنان، شقفة  مني، من طفولتي وذكرياتي الحلوة والمرة. ٤ آب كان يوم مش عادي، بهيدا النهار بكيت على عدد سنين غربتي، بكيت على وطن غضبت منو يوم من الأيام ولمتو انو هوي السبب بفشل احلامنا ومستقبلنا. بكيت على ناس ما بعرفن، على ناس كانو لآخر نفس عمبحاربو ويقاومو مشين يضلن عايشين وكل واحد منن في ورا قصة والف حكاية وحكاية من تعب وذل  ومحاولة  العيش  بكرامة  ببلد بيلبقلو  الكرامة. صار لبنان تعبان بطل  متل الاول، كبر بالعمر  قبل اوانو  من كتر همومو.  لبنان المخنوء التعبان، لبنان يللي كانو  الناس  هني  نبضو ودقات  قلبو ضعفو  وانطفو  وتشتتو شي تحت الركام وشي استشهد  وشي انفقد. لبنان صار متل الانسان يللي عمبيلفظ  انفاسو  الاخيرة  قاعد على تلة و عمبيطلع  ورا  ويشوف حالو عمبيحترق. كلنا شركاء بهالجريمة، كلنا دبحنا  هالبلد  يللي كبرنا وعلمنا  واعطانا  هوية  وانتماء، وذنبو  الوحيد  انو خلف  ناس انانية حبو  حالن  وبس، مش من حقنا  نبكي  عليه الا دموع الندم على وطن حضن  اهلو  وأهل العالم كلها وما حدا حس بوجعو  لما كان كل مرة  ينزف  من الحروب والمؤامرات. نحنا ما منستاهل هالوطن لانو  ما عرفنا  قيمتو. ما بعرف اذا يوم من الأيام رح “يقوم من تحت الردم” أو “يرجع يتعمر” بس الاكيد انو هوي بنظري وبنظر  كل العالم ” قطعة من السما”.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: ولا مرة ما کان

إقرأ أيضاً:

ما جديد وضع جنوب لبنان؟ هذا آخر خبر

نفذ العدو الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، غارة جوية استهدفت بلدة عيتا الشعب بصاروخين من نوع جو - أرض.   كذلك، قصف الجيش الإسرائيلي بلدة الطيبة بصواريخ عديدة من دون أن يُسفر ذلك عن وقوع إصابات.   وكان "حزب الله" أعلن تنفيذ عملية واحدة، اليوم الأربعاء، طال خلالها مرابض مدفعية العدو الإسرائيلي في الزعورة بالجولان السوري المحتل بعشرات صواريخ الكاتيوشا.  

مقالات مشابهة

  • ولاد رزق 3 يفرض سيطرته على شباك التذاكر.. إيرادات آخر أسبوع
  • ما جديد وضع جنوب لبنان؟ هذا آخر خبر
  • الحدث: غارة إسرائيلية على طيرحرفا جنوب لبنان
  • إجمالي ضخم لفيلم ولاد رزق 3.. كسر حاجز الـ217 مليون
  • 218 مليون جنيه.. تعرف على إيرادات فيلم «ولاد رزق 3» خلال 4 أسابيع
  • فيلم ولاد رزق 3 يحقق أرقام خيالية بالسينمات منذ طرحه
  • مهارات في الحياة..
  • "ولاد رزق 3.. القاضية" يتخطى المليون جنيه بشباك التذاكر أمس
  • إيرادات الأفلام.. «ولاد رزق 3» يحقق 2 مليون جنيه خلال 24 ساعة
  • قصة زوجين تكسر قواعد «عاصمة الطلاق».. ما سر بقاؤهما معا 50 عاما؟