المشاط: مصر تلعب دورًا محوريًا للتعامل مع تحديات دول القارة لتعزيز الاستقرار والتنمية
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، كلمة جمهورية مصر العربية خلال فعاليات القمة الكورية الأفريقية، التي تُعقد بالعاصمة "سيول"، حيث تُشارك «المشاط» كرئيسة للوفد المصري نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ ويرأس فعاليات القمة الرئيس يون سوك يول، رئيس جمهورية كوريا الجنوبية، الرئيس محمد ولد الغزواني، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وبمشاركة 48 دولة أفريقية مُمثلة على مستوى رؤساء ورؤساء حكومات دول القارة.
وفي مستهل كلمتها، نقلت وزيرة التعاون الدولي، تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، للقادة والزعماء المشاركين في القمة، كما تقدمت بخالص الشكر لحكومة جمهورية كوريا على حفاوة الاستقبال، وهنأتهم على التنظيم الناجح لهذه القمة، والتي ترحب بها جمهورية مصر العربية كخطوة هامة نحو تعزيز التعاون الكوري الأفريقي.
وأوضحت وزيرة التعاون الدولي، أن العلاقات بين مصر وكوريا الجنوبية تعد مثالاً يحتذى به في قوة ومتانة الروابط الثنائية التي تمتد عبر الزمن، حيث قامت جمهورية كوريا بدور بارز في تنفيذ العديد من المشروعات الناجحة في مصر، خاصة بعد تصنيف الحكومة الكورية لمصر كدولة شريكة ذات أولوية في مجال التعاون الإنمائي وضخ مزيد من التمويلات المتنوعة لتعزيز فرص التعاون الاقتصادي والتنموي والاستثماري بين البلدين ووصل إجمالي محفظة التعاون الاقتصادي بين البلدين إلى 1.3 مليار دولار ، مؤكدة تطلع مصر لاستكشاف آفاق جديدة لتوسيع وتعزيز شراكتنا الاستراتيجية، مما يساهم في تحقيق التقدم والازدهار المشترك لشعوبنا.
القمة الكورية الأفريقية
وذكرت وزيرة التعاون الدولي، أن القمة الكورية الأفريقية الأولى تأتي في ظل منعطف مهم على مستوى العمل الأفريقي، سواء على مستوى الإنجازات التي تحققت أو التحديات التي تواجهها القارة. ففي الوقت الذى انتهت فيه القارة من إتخاذ الكثير من الخطوات لتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية ، وكذلك الانتهاء من الخطة العشرية الأولى لتنفيذ أجندة التنمية ٢٠٦٣ خلال العام الحالي، والتي تركز على الإسراع بمعدلات تنفيذ الرؤية الاستراتيجية للقارة الافريقية لتنفيذ أولويات التنمية، فإن القارة لا تزال تواجه العديد من التحديات السياسية والأمنية مثل النزاعات الداخلية، والإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وكذلك التحديات الاقتصادية والتنموية على رأسها تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على اقتصاديات دولها، وتداعيات تغير المناخ، والتصحر، والفقر المائي على الأمن الغذائي والاقتصادي في عدد كبير من الدول الأفريقية.
وأكدت أن مصر تحرص على لعب دور محوري في إطار التعامل مع التحديات التي تواجهها القارة الأفريقية على مختلف الأصعدة، سواء الاقتصادية التجارية منها أو السياسية والأمنية، لاسيما فيما يتعلق بمحور تحقيق التنمية والاستقرار وإعادة الإعمار، وهو ما انعكس في السياسات التي تتبعها مصر في إطار تولي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس رئاسة اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الافريقي للتنمية (African Union Development Agency (AUD- AEPAD) وريادة سيادته لملف إعادة الاعمار في القارة الافريقية.
وذكرت أن اهتمام مصر بالتعاون الاقتصادي بين دول الجنوب بصفة عامة وأفريقيا بصفة خاصة، ينبع من إيمان راسخ بأن الدول التي تتشابه ظروفها الاقتصادية والاجتماعية، تكون أكثر قدرة على تعزيز التعاون فيما بينها من خلال مشاركة أنجح السياسات والممارسات التي أثبتت فعاليتها في مواجهة التحديات التي تواجهها وعل رأسها التغير المناخ وتداعياته، وتراجع البقعة الزراعية، الأمر الذي يؤكد ضرورة العمل سوياً علي دعم آليات التعاون لتحقيق الأمن الغذائي وتوفير المياه والتكنولوجيا الحديثة للري والزراعة، وهو ما يعتبر مجال حيوي للتعاون المشترك ما بين الجانبين الكوري والأفريقي.
كما لفتت إلى أن الحكومة المصرية عازمة على مواصلة تبادل الخبرات مع الدول الأفريقية على صعيد مجال البنية التحتية من خلال القطاع الخاص، إذ انخرطت مصر في تجربة تنموية رائدة في بناء بنية تحتية حديثة، على مدار الأعوام الثمانية الماضية. والمثال الأبرز في هذا الصدد هو سد "جوليوس نيريري" في تنزانيا، الذي يعد نموذجًا يحتذى به، للتعاون بين الدول الأفريقية في المجال التنموي، ويتم تنفيذه بأيادٍ مصرية وتنزانية.
فضلًا عن التوسع في إقامة برامج وورش عمل للمسئولين رفيعي المستوى والتنفيذين الأفارقة وذلك بهدف تبادل المعرفة والخبرات بين الدول الأفريقية في مجالات حيوية مثل صياغة السياسات والاستراتيجيات الاقتصادية الرامية نحو التحول الأخضر وتدعيم ابتكار التقنيات لمكافحة التغير المناخي.
التعاون جنوب جنوب
وشددت على أن التعاون الجنوب - الجنوب يعد بمثابة إطار واسع للتعاون بين الدول الناشئة والنامية في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والتقنية. كما يعبر عن قدرة ورغبة الدول الناشئة والنامية في تجاوز النمط التقليدي لتلقي المساعدات الإنمائية الرسمية من الدول المتقدمة. ولكنه في الوقت ذاته لا يعد بديلاً للتعاون بين الشمال والجنوب وإنما مكملاً لهذا التعاون، الذي يعد أمراً أساسياً لسد الفجوة التكنولوجية والمعرفية بين دول الشمال والجنوب.
ونوهت بأن الشراكات الدولية سواء بين بلدان الجنوب وبعضها البعض أو من خلال التعاون الثلاثي بين دول الجنوب ودول الشمال من أهم آليات التعافي الاقتصادي العالمي، لاسيما في إطار التوجه العالمي نحو التعافي الأخضر.
وتطرقت في كلمتها إلى ما قامت به وزارة التعاون الدولي من خلال الشراكة مع "النيباد" بإطلاق "استراتيجية التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي لتعزيز التكامل الاقتصادي" خلال شهر مايو 2023 على هامش الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الأفريقي.
واتصالًا، قالت وزيرة التعاون الدولي إن مصر تؤكد على ما يلي في إطار الشراكة الكورية – الافريقية:
أولاً: أهمية دعم جهود القارة الأفريقية في تنفيذ الخطة العشرية الثانية وتحقيق أهداف أجندة التنمية للاتحاد الأفريقي ٢٠٦٣، وتعزيز جهود تعبئة الموارد لتحقيق التنمية الشاملة في القارة الأفريقية، ودعم وكالة الاتحاد الافريقي للتنمية – النيباد المساعدة الدول الأفريقية من أجل تحقيق التنمية وتعزيز التعاون في المجالات ذات الأولوية في القارة الافريقية.
ثانياً: التعاون لإيجاد موارد تمويلية جديدة وغير تقليدية في ظل ما يشهده العالم من أزمة اقتصادية تؤثر سلباً على جهود التنمية، وكذلك العمل على تحقيق إصلاح شامل للنظام المالي العالمي لمساعدة النامية في كفاحها من أجل سد الفجوة التمويلية وتلبية احتياجاتها لتحقيق التنمية المستدامة، والسعي لإيجاد حلول لأزمة الديون المتراكمة في أفريقيا، بما يمكن القارة من استعادة وتيرة التعافي الاقتصادي، وتشمل برامج مبادلة الديون من أجل التنمية والتحول الأخضر.
ثالثاً: دعم تمويل مشروعات القارة التنموية، وأهمية مواصلة تطوير مشروعات البنية التحتية في أفريقيا باعتبارها العامل الرئيسي نحو تحقيق التكامل القاري الاقتصادي والتجاري، والاستفادة من تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية لدفع عجلة التبادل التجاري بين الدول الأفريقية. ونتطلع في هذا الإطار إلي تصميم المزيد من برامج المشاركة المعرفية Knowledge sharing بين كوريا والدول الأفريقية لما لها من مردود إيجابي لرفع القدرات الفنية لموظفي الدول المتلقية لهذه البرامج.
رابعاً: أهمية دعم القطاع الصحي في القارة، وإيجاد آليات للعمل الجماعي لتحسين الوصول الي اللقاحات وتحقيق الأمن الصحي في أفريقيا، والعمل على توطين الصناعات الطبية في أفريقيا وتحفيز مجالات البحث العلمي بها.
خامساً: تهيئة المناخ اللازم لجذب المزيد من الاستثمارات في أفريقيا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير فرص عمل مستدامة، والعمل علي زيادة معدلات النمو في الدول الافريقية.
سادساً: فيما يتعلق بقضايا السلم والأمن، فإنه يتعين علينا العمل على تعزيز وتفعيل الرابط بين السلام والتنمية ودعم مركز إعادة الإعمار التابع للاتحاد الأفريقي، مع ضرورة احتواء أي آثار سلبية نتيجة التوترات والنزاعات الدولية على القارة الافريقية، وتحجيم الانعكاسات السلبية الاقتصادية، بما في ذلك معدلات التضخم وارتفاع الأسعار في قطاع الطاقة والآثار السلبية على منظومة الأمن الغذائي.
سابعاً: تقديم الدعم لمراكز الخبرة والتميز القارية لمساعدة الدول الأفريقية على اجتياز العقبات ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وتمدد الجماعات المتطرفة.
ثامناً: العمل على نقل التكنولوجيا الحديثة للقارة، خاصة في مجال الصناعات المتطورة والتحول إلى الطاقة النظيفة، ومجال علوم الفضاء، والاهتمام بتجاوز آثار تغير المناخ والتي كان لها انعكاساتها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وتطوير منظومة التعليم في الدول الافريقية.
واخيراً: أهمية توفير آلية متابعة تنفيذ مخرجات القمة، وكذا توفير الموارد اللازمة لتنفيذ المخرجات ذات الأولوية للطرفين.
وفي سياق آخر، أشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى تأكيد مصر على ضرورة العمل على ضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره عبر إنفاذ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، وذلك للحيلولة دون تفاقم الصراع، وإرساءً للاستقرار والتعايش بين شعوب المنطقة، كما أكدت على تحذير مصر من العواقب الإنسانية الهائلة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، حيث أن هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطينياً يعتمدون اعتماداً أساسياً على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة.
كما وجهت الشكر لحكومة جمهورية كوريا علي تقديم مساعدات إنسانية لضحايا غزة من خلال الهلال الأحمر المصري، ونتطلع للمزيد من الدعم، وإيجاد آلية لإعادة الإعمار في اليوم التالي لوقف الاعتداءات.
وفي ختام كلمتها، أكدت "المشاط" أن القارة الأفريقية بما تملكه من ثروات وأيادي عاملة شابة قادرة على تحقيق تقدم تنموي ومواجهة التحديات المختلفة بمساعدة الدول الشريكة، حيث أن ٦٠% من اجمالي سكان القارة تحت سن ٢٥ عاما. ومع تدشين منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية في عام ۲۰۱۹، تتطور أفريقيا بسرعة لتكون سوق واحدة يبلغ تعداد سكنها ١,٤ مليار وناتجها المحلي الإجمالي ٣,٤ تريليون دولار.
ونوهت بأن مصر تثمن الشراكة الكورية الافريقية وترى فيها آفاقًا رحبة للتعاون وتحقيق الآمال المشتركة، وفي ذات الوقت تؤكد الحاجة إلى تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه من أولويات وأنشطة مشتركة لتحقيق الرفاهة والاستقرار في ربوع الجانبين وأهمية متابعة ذلك التنفيذ ورفع تقارير وتوصيات بشأنها إلى القمة المقبلة حتى يمكن تطوير تلك الشراكة المهمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المشاط الدكتورة رانيا المشاط مصر القمة الكورية الأفريقية سيول الرئيس عبدالفتاح السيسي الرئيس يون سوك يول الاقتصادیة والاجتماعیة وزیرة التعاون الدولی القارة الأفریقیة الدول الأفریقیة جمهوریة کوریا تحقیق التنمیة الأفریقیة فی فی أفریقیا العمل على بین الدول فی القارة فی إطار من خلال
إقرأ أيضاً:
مدبولى: الطاقة النووية واستخداماتها السلمية تلعب دوراً محورياً في تنفيذ أهداف التنمية
شهد اليوم، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الاحتفالية التي أقامتها هيئة المحطات النووية لتوليد الكهربـاء، في العاصمة الإدارية الجديدة؛ بمناسبة العيد السنوي الرابع ليوم الطاقة النووية، وذلك نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وحضر الحفل كل من المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، و محمد جبران، وزير العمل، والمهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور أمجد الوكيل، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، والدكتور حامد ميره، رئيس هيئة المواد النووية، وعدد من وزراء الكهرباء السابقين، ومن الجانب الروسي السيد "أليكسي جوكوف"، النائب الأول لرئيس شركة "أتوم ستروي إكسبورت" الروسية.
وشهد الحفل عرض فيلم تسجيليّ حول جهود هيئة المحطات النووية لتوليد الكهربـاء في مجال الطاقة النووية، ولا سيما فيما يخص مشروع محطة الضبعة النووية مع الجانب الروسي، وعقب ذلك تم عرض وقائع حية لتركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الرابعة، الذي تم في وقت سابق اليوم، والتي يكتمل بها تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدات الأربع بمحطة الضبعة النووية، كأولى المعدات النووية طويلة الأجل تركيباً بوحدات المحطة.
وخلال فعاليات الحفل، ألقى رئيس مجلس الوزراء كلمة، استهلها بنقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتقدير سيادته للجهود المبذولة في سبيل إنجاز وتنفيذ البرنامج النووي المصري.
وعبر الدكتور مصطفى مدبولي عن سعادته للمشاركة نيابة عن فخامة الرئيس في فعالية العيد السنوي الرابع للطاقة النووية، موجها خالص الشكر والتقدير لرئيس الجمهورية، رئيس المجلس الأعلى للاستخدامات السلمية للطاقة النووية، على رعايته الكريمة للعيد السنوي الرابع للطاقة النووية، وعلى متابعته الحثيثة والدعم اللامحدود الذي يوليه لمشروع محطة الضبعة النووية.
كما توجه رئيس الوزراء بالشكر والتقدير للمهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، على ما يوليه من اهتمام للطاقة النووية واستخداماتها السلمية ولجميع العاملين بها.
ورحب الدكتور مصطفى مدبولي بالحضور، كما تقدم بخالص التهنئة بصفة خاصة لجميع العاملين بالقطاع النووي بالدولة المصرية والقائمين عليه ولجموع الشعب المصري العظيم بصفة عامة.
وقال رئيس مجلس الوزراء: إن "رؤية مصر ٢٠٣٠" تستند على مبادئ "التنمية المستدامة الشاملة" التي تعكس أبعادها الثلاثة المتمثلة في البعد الاقتصادي، والبعد الاجتماعي، والبعد البيئي، مشيرا إلى أن الطاقة تعد الركيزة الأساسية لتحقيق رؤية مصر 2030 وإحداث التنمية الشاملة في مختلف المجتمعات، كما تعد شريان التنمية في مختلف مجالات الحياة؛ الاقتصادية، والاجتماعية، فضلاً عن كونها من أهم ركائز الأمن القومي المصري؛ حيث ترتبط خطط التنمية في جميع المجالات بقدرة الدولة على توفير موارد الطاقة اللازمة لتنفيذ تلك الخطط.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: لعل أزمة الطاقة التي يشهدها العالم حاليًا تؤكد صحة رؤية مصر واستراتيجيتها بشأن الطاقة وتنويع مصادرها، وأن مؤسساتها وبتوجيهات من القيادة السياسية الحكيمة لديها القدرة على استقراء مستقبل الطاقة في العالم، بما يعزز مكانتها عالمياً ونفوذها الإقليمي والدولي، حيث تُعطي رؤية مصر ٢٠٣٠ أهمية لمواجهة الآثار المترتبة على التغيرات المناخية، من خلال وجود نظام بيئي متكامل ومستدام يعزز المرونة والقدرة على مواجهة المخاطر الطبيعية.
وأوضح رئيس الوزراء أن "رؤية مصر ٢٠٣٠" تسعى أيضا إلى الحفاظ على التنمية والبيئة معاً، من خلال الاستخدام الرشيد للموارد بما يحفظ حقوق الأجيال القادمة في مستقبل أكثر أمناً وكفاية، ويتحقق ذلك بمواجهة الآثار المترتبة على التغيرات المناخية وتعزيز قدرة الأنظمة البيئية على التكيف، والقدرة على مواجهة المخاطر والكوارث الطبيعية، وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، وتبني أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة.
وقال رئيس الوزراء: انطلاقا مما سبق، فإن الطاقة النووية واستخداماتها السلمية تلعب دوراً محورياً في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتُعتبر من أهم مكونات توفير الطاقة والمياه اللازمتين لضمان التنمية المستدامة في مصر، كما تُعد إحدى الركائز الأساسية لتحقيق الاستدامة البيئية، حيث إنها طاقة نظيفة لا ينشأ عنها أي انبعاثات كربونية وتسهم بصورة فاعلة في التغلب على ظاهرة الاحتباس الحراري والحد من ظاهرة التغير المناخي تلك المشكلة التي تؤرق العالم كله حالياً.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى ان مشروع المحطة النووية بالضبعة يقع في قلب الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة؛ بدءاً من جودة حياة المواطن المصري وانتهاءً بالوصول بالدولة المصرية للمكانة الريادية، لافتا إلى أن محطة الضبعة النووية بجانب كونها مشروعاً لتوليد الكهرباء فهي أساس لتحقيق رؤية الدولة للتنمية المستدامة وأهدافها ومختلف أبعادها.
وتوجه رئيس الوزراء لجميع العاملين بهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء بالشكر على ما تشهده الدولة من إنجازات ملموسة يتم تحقيها يوماً بعد الآخر على مسار تنفيذ مشروع الضبعة النووي، مشيرا إلى أنه في بداية العام كانت القيادة السياسية شاهدة على تحقيق الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة وذلك بتشريف ومشاركة كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، و الرئيس فلاديمير بوتين، رئيس دولة روسيا الاتحادية، وذلك عبر تقنية فيديو كونفرانس، كما شرفتُ بالحضور من أرض موقع المحطة النووية بالضبعة، واليوم يكتمل تركيب مصيدة المفاعل للوحدات النووية الأربع بمحطة الضبعة النووية، فكل الشكر والتقدير لجميع العاملين بهيئة المحطات النووية على عملهم الجاد والمتواصل؛ من أجل تحقيق الحلم المصري بامتلاك محطة طاقة نووية