هنا مرت العائلة المقدسة.. 25 محطة بمصر عاش فيها المسيح
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
وهب الله مصر حضارة كبيرة وتراثًا عظيمًا، وجعلها غوث العباد ومحطة السلام التي احتضنت مخافة العائلة المقدسة من بطش هيرودس الملك وفرت وسط الصحراء خوفًا أن يطول الطفل يسوع المسيح سهم العداء ويتمكن هذا الحاكم تنفيذ خططته في قتل الأمل.
دخول العائلة المقدسة أرض مصر.. رحلة الهروب من الخوف إلى الأمان القديس توما السائح.. صاحب الأثر الباقي بالكنيسة القبطية أحداث خالدة بالكنيسة.. ذكرى وصول القديس إبيفانيوس إلى قبرص
أرسل هيرودس جنوده إلى بيت لحم لقتل جميع الأطفال من المهد حتى عاميين، خوفًا منه على عرشة المهزوز بعدما وصل إلى نبأ مود ملك جديد لليهود قد رصده المجوس مع سطوع نجمًا كان معروفًا أن وجوده في السماء يخبر عن وجوده.
عجز هيرودس وجيشه من البحث عن هذا الملك وبات يقتل الاطفال الابرياء، ولكن العناية الإلهية قد منحت فرصة لعائلة المقدسة حتى تتمكن من الفرار فظهر الملاك للقديس يوسف يخبره :"قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ".
هرعت العائلة المقدسة إلى مصر قبل أن تطول هذه المذبحة الطفل يسوع، وكانت رحلة شاقه مروا خلالها بشتى أنواع المخاطر واللصوص وظروف الطقس القاسية، فى 25 محطة تمتد المسافة 3500 ذهابًا وعودة، واستغرقت 3 سنوات وعدة أشهر ارتحلوا خلالها من مكان إلى آخر، بدأت العائلة رحلة الهروب من الخوف إلى الأمان من جهة العريش ثم دخلت إلى مدينة الفرما شرق بورسعيد.
انتقلت فيما بعد إلى مدنية تل بسطا بالشرقية المحطة البارزة فى هذه الرحلة، حيث كانت مليئة بالأوثان وعند دخول العائلة المقدسة نبعت عيون الماء سقطت جميع الأوثان فأساء أهلها معاملة العذراء وطفلها يوسف القديس الأمر الذى دفهعم لترك المدينة، ارتحلت بعد ذلك جنوبًا واستقرت فى مدينة مسطرد التابعة لمحافظة المحلة الكبرى واشتهرت هذه المنطقة بـ"المحمة" لأن السيدة العذراء حمّت المسيح هناك وغسلت ملابسه فيها، انتقلت نحو الشمال لمحافظة الشرقية واستظلت عند شجرة عرفت باسم "شجرة السيدة العذراء مريم" ومرت العائلة على بلبيس أيضًا فى رجوعهم، ومن هذه النقطة ذهبوا نحو سمنود بالغربية التى استقبلهم فيها شعبها استقبالًا حسنًا فباركهم السيد المسيح حسب ماورد فى المراجع المسيحية، ويوجد بها "ماجور" كبير من حجر الجرانيت يقال إن السيدة العذراء عجنت به أثناء وجودها كما يوجد بئر ماء باركة المسيح.
انتقلت العائلة المقدسة إلى نقطة ومحطة جديدة حيث الشمال الغربى بمنطقة البرلس بإقليم الدلتا حتى وصلت مدينة سخا فى محافظة كفر الشيخ، وقد ظهرت قدم المسيح على حجر هناك ومن هذه الواقعة أخذت المدينة اسمها بالقبطية "بيخا إيسوس".
عبرت العائلة المقدسة نهر النيل فرع برشيد تحديدًا، إلى غرب الدلتا وتحركت جنوبًا إلى وادى النطرون «الإسقيط»، حيث بارك المسيح وأمه هذا المكان الذى صار منبع الرهبنة فيما بعد على يد القديس أنطونيوس وأصبح مقرًا لتجمعات رهبانية كثيرة منذ القرن الرابع وحتى الآن.
ارتحلت العائلة جنوبًا نحو مدينة القاهرة وعبرت نهر النيل إلى الجهة الشرقية حيث منطقة المطرية وعين شمس، وفى المطرية استظلت العائلة المقدسة تحت الشجرة المعروفة بـ"شجرة مريم" وأنبع المسيح هناك بئر ماء شرب منها وباركها ثم غسلت فيه العذراء ملابس طفلها يسوع وصبت منه الماء على الأرض فنبتت تلك البقعة نباتًا عطريًا ذا رائحة هو "نبات البلسم أو البلسان"، ويضاف إلى أنواع كثيرة من العطور والأطياب التى يصنع منها زيت الميرون المقدس.
سارت العائلة متجهة إلى مصر القديمة وارتاحت لفترة بمنطقة الزيتون ومرت فى طريقها على محارة زويلة التاريخية التى تقبع فيها حاليًا كنيسة العذراء وتشتهر بكنيسة زويلة الأثرية، وكذلك على العزباوية بكلوت بك،
وصلت إلى مصر القديمة التى تعتبر من أهم محطات الرحلة ويود بها العديد من الكنائس والأديرة ولكن لم تستطع العائلة المقدسة البقاء فيها إلا أيامًا قليلة بسبب تكرار معجز تحطيم الأوثان بمجرد أن تطأ قدم السيد المسيح كانت جميع الأوثان تنهال أرضًا الامر الذى أضغب شعب تلك المنطقة من وجودهم وهو السبب فى ترحال العائلة كل هذه المحطات، وذهبوا بعد ذلك نحو الفسطاط التى تضم كنيسة القديس سرجيوس المشهورة بـ"أبى سرجة" وتحتوى على المغارة التى لجأت إليها العائلة خلال مكوثها بمصر القديمة.
ارتحلت بعد ذلك نحو الجنوب حيث وصلت إلى منطقة المعادى إحدى ضواحى منف "عاصمة مصر قديمًا"، وهناك كنيسة العذراء المُطلة على النيل والشاهدة على وجود العائلة التى استظلت فيها 3 أيام ومرت من خلال سلم أسفل الكنيسة نحو النيل حتى تركب مركبًا حتى تتجه نحو الصعيد، ويذكر التاريخ الحديث ظهور كتاب مقدس مفتوح على آية "مبارك شعبى مصر".
تبدأ رحلة العائلة المقدسة فى مصر، منحى جديدًا فى أولى محطاتها فى الصعيد كانت فى قرية بمركز مغاغة بمحافظة المنيا وبجوار الحائط الغربى لكنيسة السيدة العذراء هناك، يوجد بئر عميق يقول التقليد إن العائلة المقدسة شربت منه.
مرت العائلة المقدسة على بقعة تسمى «اباى إيسوس»، أبى بيت يسوع شرقى البهسنا ومكانها الآن قرية صندفا فى بنى مزار وقرية البهنسا حاليًا، ثم رحلت نجو الجنوب حتى سمالوط ومنها عبرت النيل إلى الشرق حيث يقع الآن دير السيدة العذراء مريم بجبل الطير شرق سمالوط، حيث استقرت العائلة فى المغارة الموجودة بالكنيسة الأثرية ويسمى أيضًا بـ"جبل الكف"، حيث يذكر التقليد القبطى أن صخرة كبيرة كادت تسقط من الجبل عليهم واستطاع الطفل يسوع بمعجزة إلهيه أن يمنعها من السقوط وانطبعت معالم يده عليها.
غادرت بعد ذلك منطقة جبل الطير وعبرت النيل إلى الغربية واتجهت نحو الأشمونين، حيث حدثت عجائب ومعجزات كثيرة ورد ذكرها فى الكتب المسيحية التاريخية وظلت الأوثان تسقط بمجرد أن يدخل السيد المسيح أى بلده، وتحركت إلى ديروط ومنها إلى قرية قسقام "قوست أوقوصيا كما تشتهر حاليًا"، حيث سقط وتحطم فطردهم أهلها إلى خارج المدينة وأصبحت هذه المدينة خرابًا.
اتجهت فيما بعد نحو بلدة مير التى تقع على بعد 7 كيلومترات غرب القوصية المعروفة حاليًا بـ"أسيوط" وقد أكرمهم أهلها وباركتهم العائلة المقدسة تقديرًا لما عاشته فيها من محبة وسلام وسط أهل بلدة مير.
دخلت العائلة محطة جديدة حيث المستقر الأخير فى جبل قسقام حيث يوجد الأن دير المحرق ويعد أبرز وأهم محطات هذه الرحلة حتى سمى بـ"القدس الثانية" و"بيت لحم الثاني"، بسبب المدة التى عاشتها العائلة فى هذه الرقعة باعتبارها أكبر فترة استقرت فيها خلال تواجدهم بمصر وتقدر بـ6 أشهر و5 أيام حتى عادوا إلى فلسطين مرة أخرى بعد موت هيرودس.
وهناك سبب آخر يحتل دير المحرق مكانة كبيرة حيث ورد ذكر مصرفى إصحاح (إش19:19 ) بنبوءة عن وجود مذبح وسط أرضها، وكانت حينها أرض الكنانة تتبع الوثانية ولم يكن هناك هيكل سوى "هيكل سليمان" بفلسطين، وكانت هذه نبوءة تحمل جانبين أحدهما يبشر بنشر المسيحية فى مصر وآخر يعنى وجود مذبح بيد يسوع فى وسط أرضها، وهو ما حدث فى "المحرق"وهى منطقة تتوسط مصر جغرافيًا.
ويسجل التاريخ المسيحى هذه المنطقة أثريًا واحدة من أقدس المناطق، حيث أثبتت الشواهد أن السيد المسيح لم يسكن فى أى بلد خارج فلسطين سوى مصر ولم يستقر فى منطقة أكثر من مدة استقرارة فى منطقة دير المحرق التى تضم حاليًا الكنيسة الأثرية حيث المغارة التى عاش فيها المسيح وأصبحت فيما بعد هيكلًا للكنيسة فى الجهة الغربية من الذير والمذبح عبارة عن حجر كبير كان يجلس عليه السيد المسيح بحسب المراجع المسيحية، ثم شيد داخل الدير فيما بعد كنيسة مارجرجس الحديثة، بالإضافة إلى الحصن الأثري، وبعدما غادرت العائلة المقدسة أخذ المكان شهره وزاره القديس مرقس الرسول مبشر المسيحية فى مصر منتصف القرن الأول.
ومن هذا الدير ظهر الملاك مرة أخرى إلى القديس يوسف يبشره بانتهاء غمة هيرودس وموته وأرشده للعودة إلى فلسطين "لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ".
كثيرًا ما تتناول المراجع التاريخية دير المحرق أنه آخر محطات العائلة المقدسة فى مصر، بينما يوجد رأى آخر يضع دير درنكة كنقطة نهاية لمسار الرحلة، وحسب التاريخ المسحى كان الدير المذكور أخيرًا هو نقطة العودة، حيث سلكوا طريقًا آخر انحرف بهم إلى الجنوب قليلًا حتى جبل أسيوط وباركته العائلة ثم وصلوا إلى مصر القديمة، ثم المطرية ثم المحمة ومنها إلى سيناء وصولًا إلى فلسطين، حيث سكنت العائلة فى قرية الناصر بمنطقة الجليل بعد عودتهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر العائلة المقدسة العائلة المقدسة إلى مصر العائلة المقدسة السیدة العذراء السید المسیح مصر القدیمة دیر المحرق فیما بعد بعد ذلک إلى مصر حالی ا فى مصر
إقرأ أيضاً:
كيف غير حادث مسار حياة بشار الأسد وأوصله إلى رأس السلطة؟
قال الإعلامي عادل حمودة، إنه حسب العرف السائد في العائلات السامية العربية واليهوديةـ يتولى الابن الأكبر إدارة أعمال العائلة، حتى لو كان ذلك العمل حكم البلاد، ويتبع الأبن الثاني مهنة علمية «الطب أو القانون»، ويحصل الابن الثالث على وظيفة حكومية مؤمنة «خاصة في الجيش»، وغالبا ما يكون الابن الرابع بلا فائدة، فيما اختار حافظ الأسد ابنه الأكبر باسل ليخلفه.
وفاة باسل تجعل بشار وريث عرش الأسدوأوضح «حمودة» خلال برنامجه «واجه الحقيقة» المذاع على شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن باسل الأسد كان مهندسًا مدنيًا مظليًا وفارسا رياضيًا، وكان أول دفعته في الكلية الحربية وقيادة الأركان والقفز بالمظلة، وتسلم قيادة الحرس الجمهوري، وكل مواصفاته كانت ترشحه لخلافة أبيه، ولكن في 21 يناير 1994 فقدته العائلة.
وذكر حمودة، أنا باسل كان يقود سيارته من نوع مرسيدس بسرعة عالية وسط ضباب كثيف، حين كان يتجه إلى مطار دمشق ليستقل رحلة خاصة مستأجرة إلى فرانكفورت في طريقه الى عطلة تزلج على الجليد في جبال الألب، ولكن السيارة اصطدمت بحاجز، وبسبب عدم وضع حزام الأمان توفى على الفور، وفقدت عائلة الأسد الوريث الأول، وجاء الدور إجباريًا على الوريث الثاني «بشار الأسد».