أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري، تحليلا جديدا تناول من خلاله مخاطر المعلومات الخاطئة والمضللة على العالم.

إقرأ المزيد الحكومة المصرية تكذب شائعات مثيرة للجدل

وأشار المركز التابع للحكومة المصرية إلى أن الإنترنت أصبح في الوقت الحالي المصدر الرئيسي للأخبار والمعلومات للعديد من المواطنين في جميع أنحاء العالم، ومع تزايد التقنيات التكنولوجية الحديثة أصبح العالم معرضًا كل يوم لخطر أكبر من أي وقت مضى لمواجهة المعلومات الخاطئة والمعلومات المضللة.

وأفاد معلومات الوزراء، أنه تعد المعلومات الخاطئة المضللة من أهم المخاطر التي تهدد العالم خلال عام 2024، فوفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي تعتبر المعلومات المضللة المدعومة بالذكاء الاصطناعي الخطر الأكبر على مستوى العالم في العامين المقبلين، والخطر العالمي الخامس في السنوات العشر المقبلة، فلم تعد المعلومات المضللة تتطلب مجموعة من المهارات المتخصصة، فقد مكنت أدوات الذكاء الاصطناعي سهلة الاستخدام من زيادة المعلومات المزيفة وما يسمى بالمحتوى "الاصطناعي".

وأشار المركز إلى أن المعلومات الخاطئة معلومات غير دقيقة، في حين أن المعلومات المضللة هي محتوى كاذب عن عمد، يمكن استخدامها لنشر الدعاية وزرع الخوف والشك، وتعمل أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي على زيادة مشكلة المعلومات المضللة، حيث تسهل التقنيات الجديدة قيام أي شخص بإنشاء ونشر الصور ومقاطع الفيديو بشكل كبير أكثر من أي وقت مضى، وجعل من الصعب معرفة ما هو حقيقي أو ما هو غير حقيقي، لذا، تمثل هذه التكنولوجيا مخاطر جسيمة، بالإضافة إلى الفرص.

وأضاف التحليل أنه وفقا لبعض التقديرات، قد يمثل قريبًا المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي 99% أو أكثر من جميع المعلومات الموجودة على الإنترنت، حيث ظهرت بالفعل الكثير من "المواقع الإخبارية" المليئة بمحتوى تم إنشاؤه آليًّا عن طريق الذكاء الاصطناعي، وحدد موقع NewsGuard المتخصص في مواجهة المعلومات المضللة حتى منتصف مايو 2024 ما يقرب من 831 موقعًا إخباريًّا ومعلوماتيًّا تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي تعمل دون إشراف بشري، وتعمل هذه المواقع على نشر الأخبار غير الموثوق بها التي يُنشئها الذكاء الاصطناعي، والصور التي تنتجها مولدات الصور التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.

في السياق ذاته، عندما يتعلق الأمر بانتشار المعلومات الخاطئة والمعلومات المضللة، فإن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل سبب رئيس، فمع اتساع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي زاد هذا الخطر، فبدلًا من الصحف أو البرامج المتخصصة، تقوم وسائل التواصل الاجتماعي بخلط الآراء والحقائق معًا، وكلما كانت القصة أكثر غرابة، كانت أكثر جذبا للانتباه.

وعلى الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت مصدر الأخبار الأقل ثقة على مستوى العالم منذ عام 2016، كشفت دراسة أن أكثر من 50% من مستخدمي الإنترنت المستجيبين في 23 دولة مختلفة يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة لمواكبة آخر التطورات، وغالبًا ما يكون المستهلكون الأصغر سنًا أكثر عرضة لخطر التعرض للأخبار المزيفة من الأجيال الأكبر سنًا بسبب استخدامهم العالي لوسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار التحليل إلى أن الباحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجدوا أن الأخبار المزيفة يمكن أن تنتشر بسرعة تصل إلى 10 مرات أسرع من التقارير الحقيقية على وسائل التواصل الاجتماعي. وعلى العكس فعند انتشار الأخبار المزيفة والمضللة على نطاق واسع، لا يتم تصحيحها بنفس المستوى التي انتشرت به، في الوقت الذي تشير فيه التقديرات أن 8 أو أكثر من كل 10 أمريكيين يحصلون على أخبارهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بدلا من التلفزيون أو الراديو أو الأخبار الورقية.

بالإضافة إلى ذلك، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تكافئ الأشخاص الذين يشاركون المحتوى بشكل متكرر من خلال بث منشوراتهم على عدد أكبر من وسائل التواصل الاجتماعي، مما يكسبهم المزيد من المشاهدات والتعليقات والمشاركات.

وأظهرت دراسة أجرتها جامعة جنوب كاليفورنيا أن 15% من الأشخاص الذين يشاركون الأخبار بشكل متكرر على وسائل التواصل الاجتماعي كانوا وراء ما يصل إلى 40% من الأخبار المزيفة المتداولة على فيسبوك.

وأشار مركز المعلومات في تحليله إلى التقرير الصادر من شركة Adobe في أبريل 2024، والذي يتضمن نتائج استطلاع إجابات من 6 آلاف شخص في الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، حيث أظهر التقرير أن معظم المشاركين (حوالي 84% من الولايات المتحدة، 85% من المملكة المتحدة، 84% فرنسا، 80% ألمانيا) أعربوا عن قلقهم من أن المحتوى الذي يتصفحونه عبر الإنترنت عرضة للتزييف وأنه قد يحتوي على معلومات خاطئة. وقال عدد كبير (70% الولايات المتحدة، 76% المملكة المتحدة، 73% فرنسا، 70% ألمانيا) أنه أصبح من الصعب التحقق مما إذا كان المحتوى الذي يتصفحونه عبر الإنترنت جدير بالثقة.

واعتقد معظم الأشخاص (83% من الولايات المتحدة، و88% من المملكة المتحدة، و84% من فرنسا، و79% من ألمانيا) بأنه من الضروري أن تكون لديهم الأدوات المناسبة للتحقق مما إذا كان المحتوى عبر الإنترنت جديرًا بالثقة، بالإضافة إلى ذلك، وافقت نسبة عالية من المشاركين (76% من الولايات المتحدة، و82% من المملكة المتحدة، و77% من فرنسا، و74% من ألمانيا) على أنه من المهم معرفة ما إذا كان المحتوى الذي يتصفحونه قد تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي، كما أثرت المخاوف بشأن المعلومات الخاطئة أيضًا على استخدام الأفراد لمنصات التواصل الاجتماعي، حيث قال بعض المشاركين (39% في الولايات المتحدة، 29% في المملكة المتحدة، 37% في فرنسا، 24% في ألمانيا) أنهم أوقفوا أو قلصوا من استخدامهم لمنصة معينة من وسائل التواصل الاجتماعي بسبب كمية من المعلومات الخاطئة المتداولة عبره.

وأضاف تحليل مركز المعلومات أنه مع وجود انتخابات -ما بين رئاسية وتشريعية- في عدد من الدول هذا العام، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والهند وباكستان والعديد من الدول الأخرى، يمكن توقع زيادة المعلومات السياسية المضللة، التي يتم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل مقاطع الفيديو المزيفة التي أنشأها الذكاء الاصطناعي، حيث قُدرت عدد مقاطع الفيديو المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي بأكثر من 500 ألف في عام 2023 وحده.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة غوغل Google على وسائل التواصل الاجتماعی المعلومات المضللة المعلومات الخاطئة الذکاء الاصطناعی الولایات المتحدة المملکة المتحدة أکثر من

إقرأ أيضاً:

«يوروبول»: الذكاء الاصطناعي قد يشكل حافزاً للجريمة المنظمة

حذّرت وكالة إنفاذ القانون التابعة للاتحاد الأوروبي «يوروبول» من أن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى قد يشكل حافزًا للجريمة المنظمة التي تُقوّض أسس المجتمعات في جميع أنحاء الاتحاد إذ تتشابك مع حملات زعزعة الاستقرار التي ترعاها الدول.
جاء التحذير بالتزامن مع إطلاق النسخة الأخيرة من تقرير الجريمة المنظمة، الذي تُصدره وكالة «يوروبول» كل أربع سنوات، والذي يُجمع باستخدام بيانات من الشرطة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، وسيُسهم في صياغة سياسات إنفاذ القانون في الاتحاد خلال السنوات القادمة.
وقالت البلجيكية كاثرين دي بول، المديرة التنفيذية لـ «يوروبول»: «تتطور الجريمة الإلكترونية إلى سباق تسلح رقمي يستهدف الحكومات والشركات والأفراد وأصبحت الهجمات التي يُحركها الذكاء الاصطناعي أكثر دقةً وتدميرًا».
وأضافت: «تُظهر بعض الهجمات مزيجًا من دوافع الربح وزعزعة الاستقرار، حيث أصبحت أكثر انحيازًا للدول ومدفوعة بأيديولوجيات مُعينة».
ذكر تقرير «تقييم الاتحاد الأوروبي لتهديدات الجريمة المنظمة والخطيرة لعام 2025» أن الجرائم، التي تتراوح بين الاتجار بالمخدرات وتهريب البشر وغسل الأموال والهجمات الإلكترونية وعمليات الاحتيال عبر الإنترنت، تُقوّض المجتمع وسيادة القانون «من خلال توليد عائدات غير مشروعة، ونشر العنف، وتطبيع الفساد».
وأشار التقرير إلى أن حجم المواد المحظورة المتاحة على الإنترنت قد ازداد ازدياداً ملحوظاً بفضل الذكاء الاصطناعي، مما يُصعّب تحليل الصور وتحديد هوية الجناة.
وأضاف التقرير: «من خلال إنشاء وسائط اصطناعية عالية الواقعية، يتمكن المجرمون من خداع الضحايا وانتحال شخصيات الأفراد وتشويه سمعة الأهداف أو ابتزازها. كما أن إضافة استنساخ الأصوات المدعوم بالذكاء الاصطناعي ومقاطع الفيديو المُزيفة بعمق تُفاقم التهديد، مما يُتيح أشكالًا جديدة من الاحتيال والابتزاز وسرقة الهوية».
وأشار التقرير إلى أن الدول التي تسعى إلى تحقيق مكاسب جيوسياسية تستخدم المجرمين أيضًا كمتعاقدين، مشيرًا إلى هجمات إلكترونية ضد البنية التحتية الحيوية والمؤسسات العامة القادمة من بعض الدول.
وذكر التقرير أن «جهات الجريمة الإلكترونية الهجينة والتقليدية ستتشابك بشكل متزايد، حيث تتخفى الجهات التي ترعاها الدولة في صورة مجرمي الإنترنت لإخفاء أصولها ودوافعها الحقيقية للتخريب».
وأضاف التقرير أن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى «تُشكل حافزًا للجريمة، وتعزز كفاءة العمليات الإجرامية من خلال زيادة سرعتها ونطاقها وتطورها».
وبينما تستعد المفوضية الأوروبية في بروكسل لإطلاق سياسة جديدة للأمن الداخلي، أكدت كاثرين دي بول أن الدول في أوروبا بحاجة إلى معالجة هذه التهديدات بشكل عاجل.
وقال المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية والهجرة، ماغنوس برونر من جهته: «يجب أن ندمج الأمن في كل ما نقوم به». وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يهدف إلى توفير أموال كافية في السنوات المقبلة لمضاعفة عدد موظفي الـ «يوروبول».

أخبار ذات صلة الذكاء الاصطناعي يساعد في تقيّيم الأدوية الجديدة المجلس الرمضاني العلمي يناقش «الذكاء الاصطناعي إلى أين؟» المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • وزير الاتصالات: مبادرة الرواد الرقميون تهدف للتوظيف في مجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجة
  • بعد اعتقال عمدة إسطنبول.. تقييد وسائل التواصل الاجتماعي وانهيار الليرة التركية
  • «يوروبول»: الذكاء الاصطناعي قد يشكل حافزاً للجريمة المنظمة
  • وسائل التواصل الاجتماعي.. بصمة كربونية تتضخم بالتراكم
  • المجلس الرمضاني العلمي يناقش «الذكاء الاصطناعي إلى أين؟»
  • ناطق حكومة التغيير: نحث المواطنين على توخي الحيطة والحذر عند مشاركة المعلومات على وسائل التواصل والمنصات
  • «وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الفرد والمجتمع».. ندوة توعوية بشبراخيت في البحيرة
  • لاس فيغاس تستضيف قمة Zoom Growth Summit لتعزيز التواصل الإنساني عبر منصتها المعتمدة على الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي الصيني يهدد بيانات المستخدمين لشركة أمريكية
  • الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل القطاعات: من التجزئة والإنشاءات إلى التحليلات والبيانات