في خطوة غير مسبوقة… مدينة هامترامك الأمريكية تقر قانوناً لمقاطعة كيان الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
ميشيغان-سانا
في خطوة تاريخية أعلنت مدينة هامترامك الواقعة في ضواحي ديترويت بولاية ميشيغان الأمريكية دعمها الكامل لحملة المقاطعة ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي، وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات عليه لتصبح بذلك أول مدينة أمريكية تتخذ هذا الموقف لدعم حقوق الفلسطينيين.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة (ميترو تايمز) باتت هامترامك أول مدينة يعلن مجلسها المحلي مقاطعة وفرض عقوبات على الكيان الإسرائيلي، إذ قررت دعمها الكامل لحركة المقاطعة، وسحب الاستثمارات من الشركات الداعمة للاحتلال بسبب عدوانه الوحشي المتواصل على الفلسطينيين في قطاع غزة.
مجلس المدينة وافق بالإجماع على هذا القرار في رسالة دعم قوية للفلسطينيين ولإنهاء الإبادة الجماعية التي ينتهجها كيان الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ما يعكس تأييداً قوياً للدعوات الفلسطينية لمقاطعة كيان الاحتلال حتى يلتزم بالقانون الدولي.
مدينتا (هايوارد) و(ريتشموند) في كاليفورنيا أصدرتا قرارات مماثلة في كانون الأول وأيار الماضيين، إلا أن تلك المدن استهدفت شركات محددة للمقاطعة، بينما دعم قرار مدينة هامترامك حركة المقاطعة برمتها.
رئاسة المجلس البلدي في هامترامك أكدت أن “معظم الشعب الأمريكي يعارض الحرب لكن حكومتنا بالطبع لا تستمع إلى مخاوف الشعب، ويبدو أننا نحكم من قبل أقلية في هذا البلد وهذه مشكلة صوت الشعب لا يسمع”.
حركة (بي دي اس) لمقاطعة كيان الاحتلال رحبت بالتشريع الجديد ودعت المزيد من المدن الأمريكية إلى تبني خطوات مماثلة من أجل تجنب التواطؤ في الإبادة الجماعية مع كيان الاحتلال.
حركة المقاطعة (بي دي اس) التي انطلقت عام 2005 كانت تستهدف الشركات والمؤسسات المتهمة بالمساهمة في انتهاكات الحقوق الفلسطينية، احتجاجاً على الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
صحيفة (ميدل ايست آي) البريطانية تناولت أيضاً نبأ قرار مدينة هامترامك دعمها الكامل لحملة المقاطعة ضد الاحتلال الإسرائيلي، موضحة أن “قرار هامترامك يقضي بالامتناع عن شراء السلع والخدمات من أي شركة مستهدفة من قبل حملة المقاطعة، إضافة إلى الامتناع عن الاستثمار في الأراضي الفلسطينية المحتلة والشركات التي تدعم نظام الفصل العنصري الإسرائيلي”.
القرار أيضاً شجع السكان على المشاركة في حملة المقاطعة ودعم النشاط الطلابي في الجامعات.
وحسب أعضاء في المجلس البلدي فإن “القرار تم اتخاذه بهدف توجيه رسالة قوية لدعم الشعب الفلسطيني وجهودهم لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم”، مؤكدين على “الحاجة إلى كل زاوية يمكننا استخدامها لمساعدة الفلسطينيين وأنه لا يمكن أن نستخدم أموال دافعي الضرائب لدينا لقتل الناس”.
عمدة مدينة هامترامك قال لصحيفة (فري برس) المحلية: إن “التصويت يعني أنه في الوقت الحالي ستبذل المدينة قصارى جهدها للامتناع عن الشراء أو الاستثمار أو التعاقد مع الشركات التي تدعم الإبادة الجماعية الإسرائيلية”.
يذكر أن مدينة هامترامك التي تضم أعلى نسبة من المهاجرين بين مدن ميشيغان لها سجل حافل بالنشاط الحقوقي، وفي تشرين الأول الماضي دعا مجلس المدينة إلى وقف إطلاق النار وأعاد تسمية أحد شوارع المدينة الرئيسية بـ (شارع فلسطين) كجزء من تضامن رمزي مع الفلسطينيين في غزة.
وتصر الإدارة الأمريكية على دعم كيان الاحتلال الإسرائيلي مهما بلغ عدد الشهداء جراء العدوان ومهما علت الأصوات المنددة بجرائم الاحتلال.
قبس صراميجو
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: کیان الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
قطاع غزة.. معاناة غير مسبوقة من تفاقم أزمة الجوع بسبب الحصار الإسرائيلي
في كل يوم جديد، تتعالى الصرخات من قطاع غزة، بعضها يخرج من تحت الأنقاض بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل، وأخرى تصرخ من وجع الجوع والحصار، في مشهد يرقى إلى حرب إبادة لم يشهد التاريخ الحديث بشاعتها.
وسط الدمار، تتفاقم أزمة المجاعة بصورة متسارعة، إذ أصبح سكان القطاع المحاصر محاصرين بين آلة قتل لا تتوقف، وسلاح التجويع الذي يهدد أرواح الملايين.
وعرض برنامج "من مصر"، الذي يقدمه الإعلامي عمرو خليل، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان "قطاع غزة.. معاناة غير مسبوقة من تفاقم أزمة الجوع بسبب الحصار الإسرائيلي".
وفي شهادات موجعة من داخل غزة، أكد عدد من السكان والنازحين أنهم بالكاد يجدون ما يسد رمقهم، وأن المعابر المغلقة تمنع وصول أي إمدادات حيوية.
يقول أحد المواطنين: "إذا استمر هذا الحصار لأيام قليلة فقط، فسنشهد مجاعة لا تُطاق، الوضع لم يعد يحتمل، الناس لا تجد طعاماً، والأسعار ترتفع بشكل يومي. لا نقدر أن نعيش هكذا".
أصحاب المطابخ الخيرية، الذين كانوا يقدمون آخر ما تبقى من دعم غذائي، حذروا من أن الأزمة على وشك الوصول إلى ذروتها خلال أيام، فقد بدأت المواد الغذائية تختفي من الأسواق، ومع الغلاء الفاحش، أصبح استمرارية تقديم الطعام مهددة بالتوقف التام، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.
الحصار الإسرائيلي الشامل المفروض على غزة، لا يهدد الحياة اليومية للفلسطينيين فحسب، بل يمثل انتهاكًا صارخًا لكافة المواثيق الدولية والقوانين الإنسانية. ويصف مراقبون ما يحدث بأنه عملية "خنق جماعي" لشعب بأكمله، أمام أنظار العالم الصامت.
في صمت يخترق الضمير الإنساني، تسير غزة نحو كارثة إنسانية موثقة، لن تُمحى من ذاكرة التاريخ، ستبقى البيوت المهدمة، والأطفال الجوعى، والوجوه الهزيلة، شاهدة على مأساة شعب يُباد، بينما لا يزال الاحتلال يكرر مشهد الحرب دون حساب أو رادع.