السعودية اختارت المكون الشيعي لمد الجسور بين الرياض وبغداد
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
5 يونيو، 2024
بغداد/المسلة الحدث: تشير تقارير إلى أن السعودية تبدو بصدد التسليم بدور الشيعة ومكانتهم في حكم العراق حالياً، والتعامل مع ذلك كأمر واقع والعمل في ضوئه على ترسيخ الهدوء والاستقرار في المنطقة بالتعاون مع بلدانها.
تستفيد السعودية من هذا التوجه في تهدئة الصراعات الإقليمية والتوترات الطائفية، سواء داخل المملكة أو في اليمن ومع إيران.
شملت زيارات السفير السعودي العتبة الحسينية في كربلاء والعتبة العلوية في النجف، حيث مرقد الإمام علي بن أبي طالب، الشخصية التاريخية الأكثر قداسة لدى الشيعة. ولتعزيز حسن النوايا تجاه شيعة العراق، سمحت السعودية بتسيير رحلات جوية تجارية من الدمام، حيث تتركز الأقلية الشيعية بشرق المملكة، إلى النجف التي تستقطب سنوياً الملايين من الحجاج الشيعة القادمين من المنطقة وخارجها.
تحتضن النجف، حيث التقى السفير السعودي باثنين من كبار مراجع الشيعة، واحدة من أهم الحوزات العلمية التي تمثّل مدارس للعلوم الدينية الجعفرية. وعلق حسن المصطفى، المحلل السياسي السعودي المتخصص في الشؤون الشيعية، على تحركات الشمري وتصريحاته، قائلاً إنها تمثل “تعبيراً عن جدية الرياض في بناء علاقات حسنة مع بغداد، والانفتاح على مختلف مكونات الشعب العراقي”. وأضاف المصطفى أن “السعودية لا تقف عند حدود مذهبية بل يهمها المصلحة العامة للشعبين السعودي والعراقي” في تصريحاته لموقع قناة الحرة الأميركية على شبكة الإنترنت.
وتسعى السعودية في الآونة الأخيرة إلى إعادة تشكيل سياستها الخارجية تجاه العراق، مع التركيز على التعامل مع المكون الشيعي باعتباره جزءاً أساسياً من البنية السياسية والاجتماعية العراقية.
وهذا التحول في السياسة السعودية يعكس رغبة في تحقيق الاستقرار الإقليمي من خلال تقليل التوترات الطائفية والعمل على بناء جسور مع مختلف الأطراف العراقية.
وتمثل التحركات الدبلوماسية الأخيرة جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة، بما في ذلك الصراعات مع إيران والتوترات الداخلية في اليمن.
وتعزيز العلاقات مع الشيعة العراقيين يمكن أن يساعد في تحسين الوضع الداخلي للسعودية من خلال تقليل التوترات الطائفية، خاصة في المناطق الشرقية حيث تتركز الأقلية الشيعية.
زيارة السفير السعودي عبدالعزيز الشمري إلى الأماكن المقدسة لدى الشيعة في العراق والتواصل مع مراجعهم الدينية تعكس سياسة “اليد الممدودة”، والتي تهدف إلى بناء علاقات مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون. كما أن السماح برحلات جوية مباشرة من الدمام إلى النجف هو خطوة إضافية تؤكد هذا النهج.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: السفیر السعودی
إقرأ أيضاً:
ما هي رؤية وزير الخارجية السعودي عن زيارة نظيره السوري للمملكة؟ وما انطباع الرياض عن دمشق؟
السعودية – تحدث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عن مرئياته وانطباعاته من زيارة وفد سوري من الإدارة الجديدة إلى المملكة في وقت سابق من هذا الشهر.
وخلال تواجده في جلسة حوارية بمنتدى “دافوس”، أجاب الأمير بن فيصل بن فرحان على سؤال حول مرئياته وانطباعاته من زيارة وزير الخارجية السوري والوفد المرافق له إلى المملكة، وعما إذا كان إيجابيا بحذر وما هي وجهة نظره.
وقال بن فرحان: “أنا حذر ومتفائل بحذر بسبب أنه أولا لدينا إدارة جديدة قالت الأمور الصحيحة في العلن والخفاء.. وقامت بالكثير من الأمور الصحيحة.. وكذلك لدينا الشعب السوري القادر والذي لديه حيلة واسعة ومصادر متنوعة.. ولديهم الفرصة ليأخذوا سوريا إلى مسار إيجابي”.
وأضاف وزير الخارجية السعودي: “أعتقد أنه يجب أن نتفاعل ونشارك وأن نظهر بعض الصبر لدمشق.. إذا ما أردنا أن نقدم يد المساعدة، لأن الواقع أنهم ورثوا دولة معطلة.. دولة منهارة ويجب أن يبنوها من الصفر .. هذه ليست عملية سهلة وليست مهمة سهلة، خصوصا أننا لا نتوقع أن يكونوا ما كانوا عليه في الماضي، لذلك أنا أشعر بالمنطقة أولا، وكذلك دور المجتمع الدولي للمشاركة وللبناء على هذه التطورات الإيجابية ومساعدة سوريا والشعب السوري لينظروا إلى مستقبل أفضل وزاهر”.
وأردف: “وبالتوجه الذي رأيناه من الزيارة الثنائية التي قام به الوزير والمؤتمر الذي استضفناه مع عدد من الدول العربية لأجل المجتمع السوري، رأينا رغبة ملحة من الإدارة في سوريا مع المجتمع الدولي.. وكذلك لأن تشارك بطريقة مسؤولة، فهم منفتحون على الاستماع للتعليقات والعمل مع المجتمع الدولي حتى يتجهوا بالمسار الصحيح، وهنا نحتاج إلى أن نتفاعل، أن نظهر بعض الصبر وأن نساعد عن طريق إزالة العقوبات.. هناك عقوبات كثيرة فرضت على سوريا بسبب أفعال النظام السابق، لذلك أشعر أنه يجب أن نبذل الكثير. فلدينا دولة منهارة ودولة نحتاج أن ننتشلها، وهناك مصاعب إذا ما تفاعلنا مبكرا سنحصد فوائد ذلك مبكرا وممكن أن تكون فعالة ومنطقية”.
وتشارك المملكة بوفد رفيع المستوى في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2025 بمدينة دافوس السويسرية برئاسة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان.
وكان قد كشف وزير الخارجية في الإدارة السورية المؤقتة أسعد الشيباني أن الوفد السوري الذي زار السعودية في بداية يناير، نقل إليها الرؤية الوطنية للإدارة السورية حول الحكومة المقبلة، والاقتصاد السوري.
وكتب الشيباني على منصة “إكس”: “نشكر المملكة العربية السعودية وأصحاب المعالي والسمو وزيري الدفاع والخارجية ورئيس الاستخبارات العامة على حفاوة الاستقبال والترحيب لأول زيارة تاريخية لوفد سوريا الجديدة”، مضيفا: “نقلنا – من خلال زيارتنا – رؤيتنا الوطنية المتمثلة بتأسيس حكومة تقوم على التشاركية والكفاءة تضم كافة المكونات السورية، والعمل على إطلاق خطة تنموية اقتصادية تفسح المجال للاستثمار وتعقد الشراكات الاستراتيجية وتنهض بالواقع المعيشي والخدمي”.
وأردف: “عبرنا عن أهمية سوريا في لعب دور إيجابي في المنطقة، ونسج سياسات مشتركة تدعم الأمن والاستقرار وتحقق الازدهار إلى جانب الدول العربية”.
وأشار إلى أن السعودية عبرت عن دعمها للشعب السوري والإدارة السورية الجديدة، وأكدت استعدادها للمشاركة بنهضة سوريا ودعم وحدتها وسلامة أراضيها.
وقام الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس الاستخبارات أنس خطاب بزيارة رسمية إلى الرياض مؤخرا، التقوا خلالها زير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان.
المصدر: RT + “الإخبارية”