رأي اليوم:
2025-02-07@09:17:09 GMT

شوقية عروق منصور: الجزيرة والكلب وبينهما رصاص

تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT

شوقية عروق منصور: الجزيرة والكلب وبينهما رصاص

شوقية عروق منصور سأل شاعرنا محمود درويش ” ماذا تُسمى الجزيرة إذا جف البحر؟ ” بصراحة لم أجد الجواب، فالجزيرة ستبقى جزيرة مهما جفت المياه، ولكن عندما رأيت ذلك الياباني الذي أنفق 2 مليون دولار لكي يتحول إلى كلب ويعتبر تحوله إلى كلب هو تحقيق حلم كان يراوده منذ زمن، والآن تحقق حلمه وأصبح يخرج إلى الحدائق والطرقات بحرية حيث يقوم الجميع  بالطبطبة عليه ولمس شعره والتحديق بأطرافه ومشيته – قلت الجنون فنون –  .

  ولا نعرف السر وراء إصرار هذا الشاب الياباني الذي تخلى عن كونه الانسان القوي الخارق الذي احتل الأرض والسماء ويفرض نفوذه على الضعفاء ويحاول الهيمنة على كل شيء في هذا الوجود ، لكي يتحول إلى كلب ولكن الذي نعرفه يجوز أنه قد سئم حياة الانسان وأراد أن يعيش حياة الكلاب، فحياة الكلاب أفضل في هذا الزمن . وإذا أرادنا أن ننظر إلى العالم من فوق ،  ونتأمل ما يجري عليه  من أحداث دامية واقتتال وحروب وخراب ودمار ومعاناة وشقاء الانسان قد نغفر لهذا للشاب الياباني هروبه من جنة الانسان  ونقول أنه على حق، لأن الكرة الأرضية  دخلت إلى مستشفى الامراض العقلية ولم يعد العلاج بأقراص الإنسانية والدينية ينفع الأرواح التي أصبحت تائهة في وديان ومستنقعات وصحاري المصالح والمناصب والجشع المادي والقوى التي تريد السيطرة وسرقة ما تبقى من إنسانية الانسان . قديماً كنت معجبة  بأدب المهجر خاصة أدب وأدباء الرابطة القلمية ، من شعر ونثر وقصص وكان الكتاب والشعراء جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وايليا أبو ماضي وغيرهم قد شكلوا في داخلي مساحات من النور والقيمة والفضيلة والرقة والجمال الإنساني ، حيث كانت كلماتهم تخترق دمي و عظامي وتفتت ما يتبقى من الانانية وحب الذات وتقوم بصهري في نار الإنسانية . ولكن بعد سنوات حين بدأت تأخذنا زلازل السياسة ورياح القهر الاجتماعي وصواعق القادة والزعماء الذين يمتلكون الخطابات النارية ويعبثون بالسلاح كأنه من العاب الكراهية والسيطرة النفوذ  ، أصبحت أشعر أن كلمات وعبارات هؤلاء الكُتاب والأدباء والشعراء وغيرهم  مثل العصافير الخشبية في الساعات التي كانت تفتح فيخرج العصفور ويقول ” كوكو” دون إحساس ومشاعر . بعيداً عن العالم الذي يتوارث القسوة   والياباني الذي فرح واحتفل لأنه تحول إلى كلب ، قريباً منا هنا مجتمعنا الذي يرقص يومياً على ازيز الرصاص وينصب المشانق لمجتمع يطوي جسده في حقائب الاحتلال والخوف واللجوء والتشتت . لن أكتب عن الاقتتال  في مخيم ” عين الحلوة ” في لبنان ، ولن أكتب عن عارنا في الانقسام الفلسطيني الذي تحول إلى مأساة تضاف إلى مآسي  الشعب الفلسطيني وعلى قضيته التي أصبحت مثل قصة ” ابريق الزيت ”  ولا على الاتفاقيات والمفاوضات التي تدخل سنة بعد إلى أجواء الكرنفالات وقد احترفت الثرثرة واتقان الوعود التي سئم منها الشعب الفلسطيني . ولكن سأكتب عن أزقة قرانا ومدنا الفلسطينية عام 1948 التي سُلبت أراضيها والآن تُسلب أروح أولادها ، اليوم وأمام ” كورس” الوزراء والمسؤولين والقادة في الحكومة الإسرائيلية يعلنون أنهم لا يستطيعون السيطرة والقبض على رجال الاجرام الذين يطلقون الرصاص علناً دون خوف حتى وصل عدد القتلى الى 136- حتى هذه اللحظة –  قتيل منذ بداية العام 2023 ، و أصبح المواطن الفلسطيني  يعيش بين الرصاصة والرصاصة، لا يعرف من أي جهة تأتي وفي أي ساعة وفي أي مكان  . من يصدق أن الحكومة  الإسرائيلية لا تعرف من يطلق الرصاص، يرفع اصبعه … !! كلنا نعرف أن الحكومة  تعرف دبة النملة في المجتمع العربي،  وتعرف كل الزوايا والخبايا ، ولكن بما أن شعبنا مرصود للمذابح فلماذا لا تشجع وتطلق أصابع من يريد أن يصبح فارساً وقائداً  في مجموعة تنشر الرعب والخوف وتوقف مسيرة الحياة . لم نكن ندري أن جرحنا نحن البقية الباقية في الوطن 48 سيخط بأصابع ملعونة وأننا سنتحول من قضايا الصراع حول وجودنا وتشبثنا بالأرض والحفاظ على مقدساتنا وعلى جذورنا ورفضنا لسلب أرضنا ورفع شأن أولادنا والتحدي بالعلم والعمل رافضين مقولة ” بن غوريون ” سيكون العرب حطابين وسقاة ماء ، تقلص شعارنا إلى ” بدنا نعيش ” هل اختصرنا الشهداء والأسرى في السجون و500 قرية اختفت عن وجه الأرض وتحول سكانها إلى لاجئين في العالم وفي الداخل الفلسطيني إلى مقولة يتيمة ، بائسة ” بدنا نعيش ” ، لا نريد أن يسيطر الرصاص الأعمى على حياتنا وأصبح ” العيش ” هدفنا .. لا يهم كيف ..؟؟!!  المهم أن نبقى نتنفس الهواء . ذلك الياباني الذي أصر أن يتحول إلى ” كلب ” لو جاء الى مجتمعنا ورأى الدماء والاحزان واليتم اليومي لأصر أن يتحول إلى قط يخرمش ويضع أظافره في عيون رئيس الوزراء والوزراء ، هؤلاء الذين يرددون لا نستطيع معرفة عصابات الاجرام في الوسط العربي، سيقول لهم القط ”  يكفي كذباً وخداعاً ” . بصراحة وجدت أن الياباني أشجع و أصدق واحد على الكرة الأرضية .. اختصر الطريق واعترف بأنه ” كلب ” ولكن نحن غداً ماذا سنكون في ظل هذه الحكومات والأنظمة السياسية . فلسطين

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: یتحول إلى إلى کلب

إقرأ أيضاً:

الناس تموت دون رصاص.. صحة غزة تناشد العالم إدخال طواقم طبية مجهزة للقطاع

طالب مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور منير البرش بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي وإجباره على السماح بإدخال الطواقم والطبية لإنقاذ سكان الشمال، مؤكدا موت عشرات الآلاف بسبب تدمير المستشفيات.

وقال البرش، في مقابلة مع الجزيرة، إن الاحتلال ما زال يماطل بشدة في تنفيذ الجوانب الإنسانية التي تضمنها اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصا إدخال الأدوية والأجهزة الطبية ومولدات الكهرباء.

ويرفض الاحتلال -حسب البرش- نقل معدات ومستشفيات ميدانية من جنوب القطاع إلى شماله الذي يعيش توقفا شبه كامل للخدمات الصحية.

دعوة لإدخال طواقم طبية

كما طالب البرش بإدخال الوفود الطبية للمشاركة في إجراء العمليات النوعية التي أجروا الكثير منها خلال الحرب، ولتعليم الكوادر المحلية القيام بهذه الجراحات.

وقال إن إدخال هذه الوفود أهم من إخراج الجرحى بكثير شريطة أن يسمح لها باصطحاب كامل تجهيزاتها التي يتطلبها إجراء العمليات اللازمة، لأنها غير متوفرة بالقطاع.

وأكد البرش ضرورة إجبار الاحتلال على فتح ممر آمن لإخراج الجرحى الذين لم يخرج منهم إلا عدد قليل جدا حتى الآن. وأضاف أن "هناك قائمة بأسماء 400 طفل دون سن السادسة تم تسليمها، لكن الاحتلال يعيد العشرات منهم لأسباب أمنية".

إعلان

وشدد على ضرورة "تفويج أكثر من 12 ألفا و500 مريض يحتاجون خروجا عاجلا بشهادة منظمة الصحة العالمية"، مشيرا إلى أن 100 طفل ماتوا خلال الفترة الماضية بسبب تعنت الاحتلال في إخراجهم، رغم أنهم حصلوا على حق العبور بعد تطبيق وقف إطلاق النار.

وينص الاتفاق على خروج 300 جريح يوميا لكن من يخرجون لا يتجاوزون 38 شخصا، غالبيتهم من الأطفال وليس من الجرحى، كما قال البرش.

كارثة أكبر من الحرب

ويعيش الشمال كارثة تفوق ما كان عليه الوضع خلال الحرب، وذلك بسبب غياب الخدمات الطبية بشكل كامل، خصوصا لمن يعانون الفشل الكلوي وأمراض القلب وغيرها من الأمور التي تتطلب رعاية دقيقة، حسب البرش.

ولم يعد المستشفى الإندونيسي قادرا على العمل بسبب عدم وجود وحدة أكسجين أو مولد كهرباء، وهي أمور يقول البرش إنها أساسية لتشغيل المستشفيات، وينص الاتفاق على إدخالها بشكل عاجل وهو ما لم يحدث.

ونص الاتفاق أيضا على إدخال الوقود وألواح الطاقة الشمسية ومستشفيات ميدانية، بعضها موجود فعليا في الجنوب، لكن الاحتلال لا يسمح بنقله للشمال، وفق ما أكده مدير عام وزارة الصحة.

وكان يفترض أن يتم نقل مستشفى ميداني قطري من 600 سرير وآخر تابع لمنظمة أطباء بلا حدود الفرنسية، غير أن البرش أكد منع الاحتلال نقل هذه المستشفيات للشمال حتى الآن.

ويعاني الشمال -حسب المتحدث- من أزمة في التعامل مع مرضى الغسيل الكلوي، حيث يتسع مستشفى الشفاء لسبعين حالة فقط، في حين أن 200 حالة جديدة وصلت بعد السماح للنازحين للعودة.

مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة (أرشيفية-الجزيرة)

وأدى تدمير المستشفيات في القطاع لوفاة أضعاف من ماتوا برصاص الاحتلال، وفق تعبير البرش الذي أكد أن غياب الخدمات الصحية كان سببا في موت عدد كبير جدا من المرضي الذين كانوا بحاجة لخدمات عاجلة ودقيقة.

وحاليا يعاني الناس بسبب المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع، حيث لجأ الناس للمستشفيات، في حين لا يوجد أي مستشفى أطفال في الشمال، ولا يوجد أي مكان لإجراء عمليات الغسيل الكلوي.

إعلان

وخاطب القائمون على قطاع الصحة المنظمات الأممية والدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية بكل ما هو مطلوب لتشغيل المستشفيات وإنقاذ حياة الناس، لكن الاحتلال يعطل وصول هذه الطلبات، وفق ما أكده البرش.

وقال مدير عام الصحة في القطاع "لقد تكشفت لنا حقائق وصعوبات ومشاهد تفوق ما كنا نعيشه خلال الحرب نفسها، فمن مات بسبب نقص الخدمة الصحية أكثر بكثير ممن استشهدوا برصاص الاحتلال".

وأضاف "على سبيل المثال، وجدنا أن 40% من مرضى الغسيل الكلوي وحدهم ماتوا بسبب عدم تقديم الخدمة لهم خلال الحرب"، مؤكدا أن "عشرات آلاف السكان ماتوا بسبب تدمير المستشفيات وإخراجها من الخدمة".

وتم إطلاع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة للمناطق المحتلة وممثل مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) على الأوضاع في مستشفى الشفاء اليوم الخميس، سعيا لحل هذه المشكلة التي يقول البرش إنها ترجع في جزء منها إلى البيروقراطية التي تخضع لها المنظمات الأممية والدولية والتي تعطل القيام بالأمور العاجلة انتظارا لموافقة الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • الناس تموت دون رصاص.. صحة غزة تناشد العالم إدخال طواقم طبية مجهزة للقطاع
  • هدية من “أم الإمارات” إلى الشعب الفلسطيني .. وصول سفينة المساعدات الإماراتية السادسة لميناء العريش وصلت اليوم سفينة المساعدات الإماراتية السادسة إلى مدينة العريش المصرية تحمل على متنها هدية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”
  • مؤشر نيكي الياباني يرتفع مقتفيا أثر وول ستريت
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يدعو واشنطن للسماح بعودة أهل غزة للأرض التي خرجوا منها 
  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • أصوات من غزة.. العائدون لبيت حانون في مواجهة رصاص الاحتلال
  • خلافات تتحول إلى رصاص ودم في بغداد
  • البروتين المُخمر: كيف من المنتظر أن يحدث هذا الابتكار الياباني ثورة في قطاع صناعة الموضة المستدامة
  • منصور يجدد دعوة مجلس الأمن للتحرك السريع لحماية الشعب الفلسطيني ومحاسبة إسرائيل
  • اعتقال جانح في خنيفرة بعد مواجهة استخدم فيها الرصاص