السعودية ليست مادة انتخابية او قطعة “جاتو” تهديها واشنطن لنتنياهو لترويض حكومته الفاشية
تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT
سمير البرغوثي جرت العادة لدى قرب موسم الانتخابات الامريكية ان يجلس الرئيس الأمريكي مع مستشاريه في مجلس الامن القومي يبحثون او يخططون لحدث يكون رصيدا انتخابيا لإعادة انتخاب سيد البيت الأبيض لدورة رئاسية ثانية. وللأسف غالبا ما كان يختار الحدث في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في البلدان العربية، أما بقصف اهداف كما جرى في ليبيا واليمن والصومال والسودان وسوريا والعراق او اغتيال شخصيات قيادية محسوبة على التيارات الإسلامية او بجلب دول عربية وإسلامية لإقامة علاقات او فتح سفارات وتطبيع مع إسرائيل يجري خلالها تصوير الزعماء يتوسطهم الرئيس الأمريكي في حديقة البيت الأبيض مع ضجيج اعلامي كبير.
بايدن ليس استثناءا خاصة وهو يواجه خصما شرسا فها هو يقترب من الانتخابات الرئاسية ورصيده صفر ففي الداخل لم يستطع بعد من كبح جماح التضخم ولم يستطع الوفاء بوعوده لذوي الدخل المحدود والطبقة الوسطى بحزم مساعدات واعفاء أبنائهم من القروض الجامعية وتطوير نظام التأمين الصحي. وخارجيا خرج من أفغانستان هروبا وسلم المعارضة الفنزويلية الى قدرها المحتوم وفشل في اجبار ايران على التوقيع على صفقة نووية بالشروط الامريكية، وسوريا التي يحاصرها لأكثر من 12 عاما بدأت تخرج من عزلتها العربية والعالمية. والأخطر من ذلك هزيمته في أوكرانيا التي وضع فيها ” دم قلبه” باتت وشيكة، فخلافا لما تبثه وسائل الاعلام المتماهية مع رغبات الساسة الغربيين يتوقع الكثير من الخبراء ومنهم من عمل في البنتاغون وأجهزة الاستخبارات الغربية بانهيار الجيش الاوكراني مع نهاية العام الحالي بعد فشل الهجوم المضاد هذا ناهيك عن وضعه الذهني والصحي الذي بات مجال تندر. “بنك الأهداف” لحدث انتخابي يضيق امام بايدن فلا مجال لقصف او احتلال او اغتيال او حشد قوات او تحقيق انتصارات عسكرية ولم يبقى أمامه سوى مهرجانات تطبيع مع إسرائيل في حديقة البيت الأبيض ولكي يكون مردود الحدث ضخما وذو تأثير كبير على الرصيد الانتخابي لا بد من دولة “دسمة” بحجم المملكة السعودية من حق القادة السعوديين انتهاز الفرص والتفاوض لانتزاع مكاسب من الولايات المتحدة في المجال الأمني والبرامج النووية السلمية ولكن يجب ان يستند التفاوض على حقيقة بان السعودية دولة إقليمية كبرى لها عمق عربي واسلامي وحضور دولي ومقتدرة ماليا وليس كونها قطعة “جاتو” حلوة المذاق على لسان نتنياهو تقدمها واشنطن له من اجل ترويض حكومته الفاشية المتطرفة السعودية ضمن نادي العشرين الذي يقود العالم وناتجها المحلي البالغ 1.1 تريليون ضعف مثيله في إسرائيل وسكانها أربع اضعاف سكان إسرائيل ومساحتها مائة ضعف ومن غير اللائق لدولة بهذا النفوذ والحجم ان ترهن برامجها في تطوير الطاقة والتسلح بموافقة دولة مأرومة كإسرائيل. العالم يتجه بتسارع نحو التعددية القطبية في أسواق عالمية مفتوحة توفر بدائل عديدة خاصة إذا كان الدفع نقدي، فان لم تكن الفانتوم هناك سوخوي وان لم يكن الباتريوت هناك أس أس 400 و500 والمفاعلات النووية المتطورة متاحة في الصين وروسيا وليس بحاجة لاذن من أحد ومحطات الضبعة في مصر خير مثال. لقد جن جنون العواصم الغربية عندما حطت طائرة الرئيس الصيني في الرياض وما تبعها من اعلان تطبيع للعلاقات السعودية -الإيرانية ولاحقا ترميم العلاقات السورية – السعودية والتفاهمات بشأن الطاقة مع روسيا والتلويح باستخدام الليوان الصيني في صفقات النفط وأخيرا ابداء الرغبة في الانضمام الى مجموعة البريكس. هكذا تتعامل الدول الإقليمية الكبرى وليس بتقليل شأنها الى مستوى قطعة “جاتو”. هذه اللغة التي يفهمها الغرب أصلا.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
بعد الملاسنة الحادة بينه وترامب في البيت الأبيض.. زيلينسكي يتراجع: مستعد لتوقيع اتفاق المعادن
البلاد – جدة
منذ “اللقاء الصعب” المتضمن مشادة كلامية على الهواء بين الرئيس الأمريكي ترامب ونظيره الأوكراني زيلينسكي، يجري تداول تساؤلات بشأن المرحلة المقبلة، ومصير صفقة المعادن الأوكرانية، بل ومآلات دعم واشنطن لكييف والحرب الروسية الأوكرانية، خاصة مع ما ذكرته “وول ستريت جورنال” أمس (السبت)، عن طلب ترامب من مسؤولي الأمن القومي دراسة إمكانية وقف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.
وعقب حديث ترامب عن “عدم امتنان” أوكرانيا لأمريكا، ليّن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موقفه بتأكيده أمس أن الحوار في واشنطن كان صعباً، لكنه أضاف: “مستعد لتوقيع اتفاقية المعادن”. وقال في بيان نشره عبر سلسلة منشورات عبر حسابه الرسمي على “إكس”، “نحن ممتنون للغاية للولايات المتحدة على كل الدعم”، معبراً عن امتنانه لترامب وللكونغرس وللشعب الأمريكي خاصة خلال السنوات الثلاث من الغزو الروسي.
اعتبر زيلينسكي أن مساعدة واشنطن كانت حاسمة في مساعدة أوكرانيا على البقاء على قيد الحياة، وطالب الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب كييف بشكل أقوى، مضيفاً: “على الرغم من أن الحوار في واشنطن كان صعباً، فإننا لا نزال شركاء استراتيجيين. ولكننا بحاجة إلى أن نكون صادقين ومباشرين مع بعضنا البعض لفهم أهدافنا المشتركة بشكل حقيقي”.واقتبس زيلينسكي مقولة الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، قائلاً: “السلام العادل ليس مجرد صمت للحرب”. واستطرد: “نحن نتحدث عن سلام عادل ودائم للجميع”.
وشدد على أن توقيع اتفاقية المعادن سيكون مرهوناً بضمانات أمنية، موضحاً: “لا يمكننا وقف القتال إلا عندما نعلم أن لدينا ضمانات أمنية وسيكون ذلك صعباً من دون الدعم الأمريكي”.
ويخشى زيلينسكي، كما حلفاؤه الأوروبيون، دفع ثمن التقارب المتسارع بين ترامب وبوتين، فيما يسعى بشدة للحصول على ضمانات أمنية في حال وقف الحرب الروسية – الأوكرانية، وهو ما ترفض الولايات المتحدة منحه إياه حتى الآن، بصورة مباشرة على الأقل، إذ تتحدث فقط عن الرغبة في أوكرانيا آمنة.
وهناك معادلة تحكم الحرب الروسية الأوكرانية وهي: لا حرب بلا دعم أمريكي ولا سلام دون موافقة أوكرانيا، فاستمرار أوكرانيا في الحرب دون الدعم الأمريكي غير ممكن، أيضًا السلام يتطلب موافقتها.
وبحسب بيانات صادرة عن “متتبع دعم أوكرانيا”، فإن الولايات المتحدة تصدرت قائمة الدول الأكثر تقديمًا للمساعدات لأوكرانيا خلال الفترة من 24 يناير 2022 إلى 31 ديسمبر 2024، بإجمالي 119.2 مليار دولار. وقد شكلت المساعدات العسكرية الجزء الأكبر من هذا الدعم، تلتها المساعدات المالية والإنسانية.
وجاءت مؤسسات الاتحاد الأوروبي في المرتبة الثانية بإجمالي 52.1 مليار دولار، وركزت بشكل أساسي على المساعدات المالية، مع مساهمات أقل في الجانبين العسكري والإنساني، وجاءت ألمانيا في المركز الثالث بمساعدات بلغت 18.1 مليار دولار، أغلبها عسكرية، وقدمت المملكة المتحدة 15.4 مليار دولار، أغلبها معدات عسكرية، وقدمت فرنسا مساعدات بقيمة 5.1 مليار دولار.
ويقدر الرئيس ترامب أن بلاده قدمت مساعدات إلى أوكرانيا بقيمة 350 مليار دولار. وتُظهر تلك البيانات التزام واشنطن في عهد بايدن بدعم كييف عسكريًا، لتعزيز موقفها الدفاعي، في الوقت الذي تركز فيه أوروبا على الدعم المالي بشكل أوسع.
وينتهج الرئيس ترامب سياسة رفع السقف للوصول إلى أفضل صفقة، لذلك جعل الباب مواربًا لزيلينسكي، بالقول إنه يمكن أن يعود للقائه في البيت الأبيض عندما يعتزم المضي في طريق السلام، وبالطبع عندها سيوقع صفقة المعادن، في شكلها الجديد المتمثل في صندوق استثماري مشترك لاستخراج واستغلال المعادن الأوكرانية.