لبنان ٢٤:
2024-11-27@09:21:12 GMT

قراءة موضوعية لكلام باسيل

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

قراءة موضوعية لكلام باسيل

لم يعتد اللبنانيون على سماع كلام بهذه المسؤولية كالكلام الذي سمعوه امس الاول من رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وهو كلام مبني على واقعية لافتة وبعد نظر غير مألوفين، سواء في الشكل أو في المضمون، إذ بدا للوهلة الأولى وكأن شخصًا آخر من يتكلم، أقّله من حيث الشكل قبل الغوص في المضمون، الذي ينمّ عن أن المتكلم قد وصل إلى مرحلة من النضج السياسي، الذي يتماهى مع صعوبة المرحلة التي يمرّ بها لبنان، وبالأخصّ في ظل ما يتعرّض له جنوب لبنان اليوم من اعتداءات إسرائيلية متواصلة، مع ما يخشاه كثيرون من أن تتطور الأمور إلى ما هو أسوأ، وأن تشمل هذه الاعتداءات بوحشيتها كل لبنان بعد التهديدات الأخيرة من قِبل صقور حكومة الحرب، الذين طالبوا بقصف بيروت ردًّا على قصف منطقة الجليل الأعلى في فلسطين المحتلة.

  قد يستغرب القارئ ما نورده عن النائب باسيل من كلام إيجابي، وهو، أي القارئ اعتاد على كاتب هذه السطور ألا يوفرّ مناسبة إلاّ ويفنّد فيها أي كلام له، في السياسة أو في غير السياسة، إلاّ ويكون له حصّة الأسد من الانتقاد، الذي غالبًا ما لامس الموضوعية، وهي تبقى نسبية حتى إثبات العكس. إلا أن ما قيل امس الاول كان فيه الكثير من استيعاب لما يُحاك للبنان من خلف الستائر وفي المطابخ الدولية لتمرير التسويات على حسابه، بدءًا بملف النازحين السوريين وصولًا إلى إدخاله في خضمّ الصراعات الإقليمية على وقع ما يمكن أن تسفر عنه الحرب، التي تُشّن ضد الفلسطينيين في قطاع غزة كمرحلة أولى، ومن ثم الانتقال إلى الضفة الغربية في سياق مخطّط تهجيري قد يعيد رسم الخارطة السياسية للمنطقة. وهذا ما يمكن استنتاجه من كلام الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان عن زوال لبنان السياسي.
وما يمكن أن يُقال عن كلام النائب باسيل إلى برنامج 2030 من على شاشة "الـ بي سي انترناشيونال" لخير دليل على أن انتقادنا له على مدى سنوات لم يكن لمجرد الانتقاد لشخصه، إذ لم نسمح لأنفسنا بأن نتعرّض له في الشخصي، بل كان انتقادنا له لمواقف كان يتخذها في أكثر من مناسبة، انطلاقًا من قراءة موضوعية لما كنا نراه مخالفًا لمنطق الأمور على عكس الذين يقولون "عنزة حتى ولو رأوها تطير".   فـ "لبنان 24"، ومنذ انطلاقته الأولى قبل اثنتي عشرة سنة، حاول أن يكون على مسافة واحدة من مختلف الشرائح السياسية بمقدار ما كان هؤلاء قريبين من نظرته إلى الأمور، من دون الادّعاء بأنه لامس الحقيقة المطلقة، وهي من الصفات غير البشرية، مع الاعتراف المسبق بأن من يسعى وراء هذه الحقيقة قد يصيب أحيانًا وقد يخطئ  أحيانًا أخرى، مع امتلاك الشجاعة الكافية للقول عن الأبيض أبيضَ، وعن الأسود أسودَ، وإن كان ما دونهما من عمل الشيطان، الذي يستغّل أدّق التفاصيل ليحاول تخريب ما يمكن تخريبه.
فما سمعناه امس الاول أدخلنا في حيرة من أمرنا، وإن كان لنا من قائله موقف مسبق، وذلك استنادًا إلى تجارب قديمة لم تكن مشجعة لكي تُخاض معه مناقشة موضوعية لجملة مواقف. وسبب هذه الحيرة قد يعود في الأساس إلى نوع من التشاوف، وهذا ما كنا نأخذه في الشكل على رئيس ثاني أكبر كتلة نيابية في مجلس النواب، وهذا ما كان يدفعنا إلى انتقاده نقلًا عمّن يعرفه حق المعرفة وعن قرب...
الكلام في السياسة إن لم يكن نابعًا من قراءة استشرافية للواقع يبقى مجرد كلام ومن دون أي تأثير، ولكن عندما يكون مستندًا إلى تحليل منطقي للأشياء يمكن عندها التوقف عنده، والتأسيس عليه لمرحلة متقدمة من الحوار البنّاء والمنتج، أقّله في مجال توحيد كلمة اللبنانيين في ما يمكن أن يكون مفيدًا لمستقبل البلد وأجياله الطالعة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ما یمکن

إقرأ أيضاً:

مصر: اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان يجب أن يكون توطئة لوقف إسرائيل عدوانها على غزة

مصر – أعربت مصر عن ترحيبها بدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في لبنان اليوم، في خطوة من شأنها أن تسهم في بدء مرحلة إزالة التصعيد بالمنطقة.
وأوضحت الخارجية المصرية أن ذلك من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 بعناصره كافة، وتمكين الجيش اللبناني من الانتشار في جنوب لبنان وبسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية.

وجددت مصر تأكيدها على الأهمية البالغة لاحترام سيادة لبنان وعدم التدخل في شأنه الداخلي وضرورة العمل على استكمال باقي مؤسسات الدولة وبينها الاستحقاق الرئاسي، دون أي إملاءات خارجية، وفي ظل الملكية الوطنية اللبنانية والتوافق الداخلي.

وأكدت مصر أنّ الاتفاق ينبغي وأن يكون توطئة لوقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة الذي تجاوز أكثر من عام، وضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية دون عراقيل، في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع فضلا عن وقف الانتهاكات غير المبررة في الضفة الغربية.

وشددت مصر على الأهمية البالغة لوقف التصعيد بالمنطقة، وأنّه لا يوجد أي حلول عسكرية للأزمات في الإقليم وإنما من خلال التفاوض والحوار وإعادة الحقوق لأصحابها والالتزام بمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها من خلال عملية سياسية جادة وفي إطار زمني محدد يقود إلى اقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وإنهاء الاحتلال.

ومع حلول الساعة الرابعة من فجر اليوم الأربعاء، بتوقيت لبنان المحلي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيز التنفيذ، بعد أكثر من سنة على القتال بين الطرفين.

وأعلن جو بايدن امس الثلاثاء، أن إسرائيل ولبنان وافقا على وقف إطلاق النار في نزاع هو الأكثر دموية بين الجانبين.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • مصر: اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان يجب أن يكون توطئة لوقف إسرائيل عدوانها على غزة
  • تصعيد غير مسبوق.. ما الذي يمكن توقعه من أمريكا بعد الرد الروسي؟
  • وقف النار في لبنان لن يكون «نصراً إلهيّاً»
  • ‌‏بايدن: لن يكون هناك قوات أمريكية جنوب لبنان
  • الكشف بالاسم عن القيادي الحوثي الذي قام باغتيال شيخ قبلي بارز وسط صنعاء وهذا ما فعله بعد الجريمة
  • كلام عن المغرب.. ما الذي قاله صنصال وأغضب الجزائر؟
  • كلام عن المغرب.. ما الذي قاله صنصال وأغضب سلطات الجزائر؟
  • كلام عن المغرب.. ما الذي قاله صنصال وأزعج سلطات الجزائر؟
  • باسيل التقى الشاهين في زيارة وداعية
  • باسيل: لا جمهورية من دون رئيس