سواليف:
2025-04-07@05:04:43 GMT

تعليلة

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

#تعليلة

#مصعب_البدور

سرعة الزمان لم تترك لنا مجالا للذاكرة، منذ سنوات -كنت أحسها قليلة- غير أن الواقع يخالفني ويكذب إحساسي، فلو نظرت اليوم إلى أحوالنا فهمت أن تعليلتنا تغيرت، بل لم تعد مظاهرها موجودة.

فأين جدتي تقص علينا قصص أيام زمان، وأين ذلك الرجل المسن الذي يقول القصيد في الغرفة القبلية عند أبي، وهمسات أشقائي الكبار الضاحكة تملأ المكان؟

مقالات ذات صلة ماذا…لو؟ 2024/06/05

وأين غناؤنا في أول السهرة ” ترابك طهر من صلى وماؤك من دمي أغلى”، أو “وطني الشمس بتفخر إنها تكتب اسمها فوق ترابك” أين كل هذه الأشياء؟

وأين حظر التجول الذي يفرضه والدي عندما يطل غالب الحديدي وسوسن تفاحة في نشرة أخبار الثامنة؟

وأين اجتماع العائلة على مسلسل السهرة تحت رعاية كؤوس الشاي (صيفي شتوي).

هل أبوح لكم بسر، أنني على كرهي للفيزياء أشتاق لذلك الحوار الذي يقوده شقيقي واصل عن النظرية النسبية، وأفتقد قوله ” أخذتوها بالصف الخامس”.

وأنني أشتاق للغناء الجماعي في الليالي، حتى نشاز أحدهم ” قتيبة” (بس لا تحكوا له إني حكيت لكم)

في تلك الزوايا كانت كل أخبار القرية تُناقش وتتداول، كنا نشعر بحياة البيت الأضواء والصخب وأصوات الحوارات ومحاولة السيطرة على الصغار، وصوت المبارزة الشعرية وعباراتها: محبوك، قيل قبل قليل.

ربما كبرنا بما فيه كفاية لتتبدل علينا الأيام، فإن تبدل الأشخاص بالصور على الجدار أو بصورة من وراء الهاتف يعني أنك لن تحظى بفرص كالسابق أن تكون جزءا من هذه التعليلة، لكن يبدو لي أن تحول التعليلة ليس على صعيدنا العائلي إنما على صعيد المجتمع والأفراد، تبدلت مفاهيم الترابط في حياتنا، وتبدلت البنود الأساسية للتعليلة فاستمع للشبان وهم يتنادون: تعليلتنا على (المباشر)، و(ال Guest) و) أحكام جلد( وصرع الكلمات )كَبْسوا، كَبْسوا( وروح التحدي في “نطلع جولة فاصلة”.

صارت تعليلتنا مع مستعرضي الأحكام من وراء الشاشات، يبدو أن بساطة الحياة التي كانت تحولت إلى مظاهر افتراضية يفصلنا عنها مدى صدق المختفين وراء الشاشات، يفصلنا عن العائلة جهاز شاشته سبع وحدات بمقياس الإنش، جميع من يمتلك كاميرا يطل علينا ليعرط ويسلينا، ثم نتساءل عن الحال التي وصلنا إليها.

خلاصة القول أسكت أحسن.

#ناي_الحياة

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

أمام وزير العمل .. شركة خاصة تتحدى القانون وتحرم موظفيها من شهادات الخبرة .. وتعلق: اشتكوا علينا

أمام وزير العمل .. شركة خاصة تتحدى القانون وتحرم موظفيها من شهادات الخبرة .. وتعلق: اشتكوا علينا

مقالات مشابهة

  • يجب استهداف الأماكن التي تنطلق منها المسيّرات المعادية في أي دولة كانت
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • أمام وزير العمل .. شركة خاصة تتحدى القانون وتحرم موظفيها من شهادات الخبرة .. وتعلق: اشتكوا علينا
  • اللهم هون علينا الصعاب.. دعاء الصباح اليوم الأحد 6 أبريل 2025
  • ماتياس: صعب علينا تقبل التعادل مع الاتحاد
  • مفيدة شيحة: مسلسلات الـ 15حلقة تشعل الشاشات
  • طلع البدر علينا من ثنيات الرياض
  • فارقت الحياة بعد والدتها بأيام قليلة.. السبب الحقيقي وراء وفاة زوجة نضال الشافعي
  • جوارديولا تعليقا على رحيل دي بروين: إنه ليوم حزين علينا
  • عاجل | السيد القائد: المنظمات الدولية تشهد على المجاعة في قطاع غزة ونفاد القمح والطحين من المخابز التي كانت توزع الخبر لأبناء الشعب الفلسطيني