هل يستعد الحوثيون لغزو “إسرائيل”؟ تدريبات عسكرية مكثفة تُثير تساؤلات ومخاوف الإعلام العبري حول نواياهم
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
الجديد برس:
أبدت وسائل إعلام عبرية مخاوف كيان الاحتلال من تحضيرات الحوثيين لغزو محتمل لـ”إسرائيل”، من خلال التدريبات التي يجرونها خلال الأشهر الأخيرة الماضية، والتي قالت إنها تدريبات يتم تنفيذها بجدية.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية في تقرير، عن قناة “كان” التابعة لهيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، أن صحفياً يمنياً (لم تكشف هويته) أشار في حديث للقناة العبرية، إلى أن التدريبات التي يجريها الحوثيون يتم تنفيذها على محمل الجد، موضحاً أنه تحدث إلى بعض المشاركين في التدريبات، وأفادوا أنهم منخرطون في استعدادات جدية.
وذكر التقرير أن الصحفي اليمني قال إن “التدريبات تهدف أيضاً إلى الاستعداد لأي مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو الإمارات العربية المتحدة أو إسرائيل أو أي قوة عسكرية أخرى يعتقدون أنها قد تهاجمهم”.
وقالت الصحيفة إن قناة “كان” الإسرائيلية بثت لقطات لقوات الحوثيين خلال مناورة بالذخيرة الحية، قالت إنها تتدرب على احتلال مدينة ديمونا الجنوبية في “إسرائيل”، مضيفةً أنه شوهد رجال مسلحون وهم يركضون من منزل إلى منزل في نموذج كبير لمنطقة حضرية، يضم أكثر من اثني عشر مبنىً من طابقين، وهو ما يمثل على ما يبدو نوع المباني السكنية التي يتصور الحوثيون مهاجمتها، وفق الصحيفة العبرية.
وأوضحت أن الصحفي اليمني قال في حديثه للقناة الإسرائيلية، إن التدريبات الهجومية للحوثيين باستخدام نموذج بالحجم الطبيعي لمدينة ديمونا الإسرائيلية خطيرة للغاية، وتهدف أيضاً إلى الاستعداد للدفاع المحتمل ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
كما قال التقرير، إن الحوثيين أجروا الكثير من التدريبات المماثلة في الأشهر الأخيرة “على خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة”.
وقالت الصحيفة إن تقرير قناة “كان” الإسرائيلية تضمن تسجيلاً غير مؤرخ لقائد أنصار الله الحوثيين، عبد الملك الحوثي، يقول إن 296 ألف شخص خضعوا للتدريب وأن جيش الحوثيين قادر على حشد 350 ألف مقاتل. كما قال إن الحوثيين نفذوا 719 تدريباً، لكنه لم يحدد في التسجيل الغرض منها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحوثيين يشنون هجمات متكررة بطائرات بدون طيار وصواريخ ضد “إسرائيل” وفي البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن منذ نوفمبر، فيما يقولون إنه تضامن مع سكان غزة.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
الإعلام الأمريكي يستعد لمواجهة ترامب "المرعب"
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، سيتوجّب على الإعلام الأمريكي التعامل مجدّداً مع رئيس خارج عن الأنماط المتعارف عليها، ومثير للانقسام ساهم في توسيع جمهور الوسائل الإخبارية، لكن أيضاً بحسب خبراء، في تنامي التهديدات المحدقة بحرّية الإعلام، في سياق اقتصادي يشتدّ صعوبة.
واعتبر آدم بينينبرغ، الأستاذ المحاضر في الصحافة في جامعة نيويورك، أن "المسألة لا تقضي بمعرفة إن كان ترامب سيهاجم الإعلام، فهو سيقوم بذلك، بل بالأحرى إن كانت الوسائل الإعلامية ستصمد في وجه هذه الهجمات". وشدّد على "جسامة هذا الرهان، إذ عندما تترنّح الصحافة، تدفع الديمقراطية الثمن".
"The Art of the Image: Trump as His Own Executive Producer" by Shane Goldmacher via NYT New York Times https://t.co/AlBa13zUdR
— Rimond Poon (@Addbirdpoon) January 18, 2025ودعت صحيفة "نيويورك تايمز"، التي نشرت وابلاً من الأخبار الحصرية عن البيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى، أمس الجمعة، في افتتاحية إلى "التصدّي لتكتيكات التخويف، التي يعتمدها دونالد ترامب".
وتوقّع آدم بينينبرغ "ملاحقات قضائية ومضايقات وحملات تشهير، في حقّ غرف التحرير" أكثر شدّة مما كانت عليه الحال في الولاية الأولى، مشيراً إلى ضرورة أن تعزّز المجموعات الإعلامية "فرقها القانونية وميزانياتها، لمواجهة إجراءات تكميمية"، فضلاً عن أمنها السيبراني.
رقابة ذاتيةولم ينتظر ترامب البداية الرسمية لولايته الجديدة كي يخوض هذه المعركة. ففي منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أطلق ملاحقات قضائية في حقّ الصحيفة المحلية في آيوا "دي موين ريجستر"، ومجموعة محلية لاستطلاع الآراء، إثر نشر استطلاع يشير إلى فوز كامالا هاريس في الولاية، التي كانت من نصيب ترامب في نهاية المطاف.
وقبل أيّام، وافقت قناة "إيه بي سي" على دفع 15 مليون دولار، لإنهاء ملاحقات ضدّها، على خلفية التشهير بالرئيس المنتخب.
وبحسب "وول ستريت جورنال" التي كشفت عن الأمر، أمس الجمعة، تدرس "سي بي إس" أيضاً احتمال التفاوض على اتفاق لوضع حدّ لملاحقات قضائية، أطلقها دونالد ترامب متّهماً إياها بمحاباة كامالا هاريس في أحد برامجها الرئيسية.
This is the #GoodTimes.
An Illustrated Guide to Trump’s Conflict of Interest Risks https://t.co/VcFhWx7z8v
وسبق للجنة التحرير في "نيويورك تايمز"، أن أشارت إلى أنه "بالنسبة إلى خدمات إعلامية أصغر وأقلّ استدامة مالياً، قد تكون كلفة الدفاع في حال تقدّم ترامب وحلفاؤه بدعوى وحدها كافية للتشجيع على الرقابة الذاتية".
وقبل حتّى تنصيب الملياردير الجمهوري رئيساً، كثّفت شخصيات أمريكية كبيرة مؤثّرة في المشهد الإعلامي المبادرات تجاهه، ولعلّ أبرزها كان إعلان مارك زوكربيرغ رئيس "ميتا" التي تضمّ "فيس بوك" و"انستغرام"، التخلّي عن برنامج تقصّي الحقائق في الولايات المتحدة، ما يشكّل انتكاسة كبيرة لجهود احتواء التضليل الإعلامي.
ورأى مارك فيلدستين، الأستاذ المحاضر في الصحافة في جامعة ماريلاند، أن "قيام مدراء وسائل إعلام تقليدية وشركات تكنولوجية كبيرة، بخطب ودّ إدارة ترامب المقبلة من خلال التحبّب إليها مصدر قلق كبير".
عملة ذات وجهينوليست العلاقات المشحونة بين رئيس والإعلام بالجديدة في المشهد الأمريكي، بحسب ما أكّد آدم بينينبرغ. وهو ضرب مثل ريتشارد نيكسون (1969-1974) الذي "بلغت به البارانويا حدّاً" جعله "يجيِّش كلّ الماكينة الحكومية ضدّ الصحافيين".
وفي ظلّ احتدام المنافسة مع شبكات التواصل الاجتماعي وانتشار المعلومات المضلّلة، تعاني وسائل الإعلام من تراجع عائداتها الإعلانية وثقة الجمهور على السواء.
وتمرّ "واشنطن بوست" المملوكة لمؤسس "أمازون" جيف بيزوس، والتي نشرت الكثير من الأخبار الحصرية عن سيّد البيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى، بمرحلة حرجة بعد مغادرة عدّة أسماء فيها، إثر رفض الإدارة الدعوة في الصحيفة إلى انتخاب كامالا هاريس خلال الحملة الانتخابية.
ومنذ دخوله معترك السياسة وخصوصاً خلال حملته الأولى وولايته الأولى في البيت الأبيض، ساهم ترامب الذي فجّر الفضائح والجدالات في زيادة عدد متابعي بعض وسائل الإعلام والمشتركين فيها. لكنها عملة ذات وجهين، "عندما تُركز وسائل الإعلام على إثارة مشاعر الغضب والرفض، فإن هذا قد يسهم في نشر معلومات مضللة"، بحسب بينينبرغ.
وصرّح الأستاذ الجامعي أن "فترة ترامب الثانية ستختبر ليس فقط قدرة وسائل الإعلام التقليدية على التحمل أو التعامل مع الظروف الصعبة، ولكن أيضاً مدى جدواها".