مبادرات رئاسية متتالية بانتظار نضوج التسويات.. ميقاتي ينفي تبلغ تحذيرات ويرد على السنيورة
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
تستمر المبادرات الرئاسية الخارجية والمحلية في دائرة المراوحة والتعقيد في انتظار نضوج التسويات التي عادة ما يليها "توافق سحري" ينهي الشغور الرئاسي.
وينتظر ان يكون الملف اللبناني من ضمن المحادثات التي ستتناولها القمة التي ستعقد بين الرئيسين جو بايدن وإيمانويل ماكرون في فرنسا في الايام القليلة المقبلة.
محليا، خرقت الجمود الرئاسي، الجولة التي بدأها الحزب التقدمي الاشتراكي على الكتل السياسية والنيابية لتحفيزها على الحوار والتشاور من أجل إنجاز الاستحقاقات الدستورية وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية، وتجاوز المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها لبنان في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.
في المقابل، لا يزال ملف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان في الصدارة في ظل التهديدات التي يطلقها قادة العدو الاسرائيلي.
وبعد يوم حافل بالتسريبات والبلبلة، كان لافتا ليلا صدور بيان عن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي جاء فيه: "يتم التداول بأخبار وتسريبات عن تحذيرات تلقاها دولة الرئيس نجيب ميقاتي من ان العدو الاسرائيلي قد يشن هجوما واسع النطاق على لبنان .
يؤكد دولة الرئيس ان لا صحة لهذه التسريبات والاخبار وهي تندرج في اطار الضغوط التي تمارس على لبنان.
كما يهم دولته أن يؤكد أنه يجري مروحة واسعة من الاتصالات الديبلوماسية في سبيل وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على جنوب لبنان، فاقتضى التوضيح"
وفي السياق ايضا، ومنعا للمزايدات، أصدر مكتب رئيس الحكومة بيانا ثانيا جاء فيه:
"أدلى رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة بتصريح تلفزيوني مساء اليوم قال فيه "ان دولة رئيس الحكومة سلّم ملف التفاوض باسم البلاد إلى الرئيس نبيه بري وهذا امر مخالف للدستور ".
يهم دولة الرئيس أن يؤكد ان ما قاله دولة الرئيس السنيورة مجاف للحقيقة، والصحيح أن هناك تشاورا وتنسيقا مستمرين بين دولة الرئيس وجميع المعنيين. كما ان التنسيق والتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ولا سيما مع دولة الرئيس بري امر مطلوب وواجب دستوريا ووطنيا، لا سيما في هذه الظروف الاستثنائية والخطيرة التي يمر بها الوطن.
والسؤال البديهي الموجَه الى دولة الرئيس السنيورة بالذات ألم تنسق مع دولة الرئيس بري في الفترة التي توليت فيها رئاسة الحكومة، لا سيما في فترة حرب تموز 2006؟ "
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: دولة الرئیس
إقرأ أيضاً:
اتصالات حكومية تسابق خطر تعثر اتفاق وقف النار.. ميقاتي: لانسحاب اسرائيل ووقف الخروق
لم تحجب عطلة عيد الميلاد التلازم المتصاعد بين أولويات إستحقاقيين متعاقبين ينتظرهما اللبنانيون بفارغ الصبر لتبيّن الوجهة التي سيفضي الاستحقاقان الى وضع لبنان على سكتها المقبلة. فالاستحقاق الاول يتصل بالاستعدادات لانعقاد الجلسة الانتخابية الرئاسية في 9 كانون الثاني المقبل، والاستحقاق الثاني يتمثل في ضرورة إنجاز الاجراءات التي تكفل انسحاب القوات الاسرائيلية من القرى والمواقع الحدودوية التي تحتلها في الجنوب قبل انتهاء مهلة الـ 60 يوما التي حددها اتفاق وقف الاعمال العدائية الموقع بين لبنان واسرائيل. ولكن بدا في الايام الاخيرة أن خطراً طارئاً وبالغ الجدية ارتسمت معالمه من خلال الوقائع التصعيدية التي تشهدها المنطقة الحدودوية حيث تضاعف اسرائيل انتهاكاتها لاتفاق وقف الاعمال العدائية وتتذرع ببطء انتشار الجيش في مجمل جنوب الليطاني في حين يعمد الجيش الاسرائيلي يوميا الى توجيه تحذيرات الى اهالي اكثر من ستين بلدة وقرية جنوبية يحظر عليهم عبرها العودة راهنا الى بلداتهم وقراهم.
وكتبت" النهار": وفق المعطيات المتوافرة في هذا السياق، فان ثمة ريبة وشبهات كبيرة تكتنف الجانب اللبناني الرسمي من امكان ان تكون هناك نيات مبيتة لدى اسرائيل لتمديد بقائها الاحتلالي لمواقع وقرى جنوبية وربما التخطيط لتوسيعها بعد 27 كانون الثاني وهو موعد انتهاء مهلة الشهرين اذا تذرعت بان الجانب اللبناني الرسمي اخفق في استكمال تنفيذ التزاماته لجهة الانسحاب التام الجذري لـ"حزب الله" من جنوب الليطاني وانتشار الجيش الى جانب "اليونيفيل" في كامل المنطقة. ولذا يسابق لبنان هذا الاستحقاق بتحرك نشط نحو الدولتين الراعيتين لاتفاق وقف النار اي الولايات المتحدة وفرنسا بحيث اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد ظهر امس بالضباط من فريقيهما العسكريين في لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف النار ووضع دولتيهما في موقع تحمل المسؤولية الكبرى عن عدم ردع اسرائيل عن عرقلة انتشار الجيش مشددا على الجاهزية الكاملة للجيش لاستكمال الانتشار ومؤكدا ان "حزب الله" يلتزم التزاما كاملا تنفيذ الاتفاق.
وينتظر لبنان بل ويرصد نتيجة تحركه الضاغط فيما ينسق ميقاتي أولاً بأول في هذا السياق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اجتمع معه قبل لقائه امس مع ممثلي الولايات المتحدة وفرنسا في لجنة مراقبة اتفاق وقف النار. ولم يتأكد بعد ما تردد عن احتمال قيام الموفد الاميركي الذي لعب دوراً كبيرا في التوصل الى اتفاق وقف النار آموس هوكشتاين بزيارة جديدة لبيروت ولكن مجرد اثارة هذا الاحتمال بدا بمثابة مؤشر الى خطورة ما يترتب على تعثر اتفاق وقف النار .
وكتبت" الشرق الاوسط":لجأ لبنان إلى مجلس الأمن الدولي، وإلى لجنة مراقبة وقف النار الدولية في محاولة للضغط على إسرائيل لوقف خروجاتها المتكررة لوقف إطلاق النار، في حين تثور شكوك في «النوايا الإسرائيلية» مع انقضاء الثلث الأول من فترة الهدنة التي يفترض أن تنسحب في نهايتها القوات الإسرائيلية من القرى الحدودية اللبنانية، التي كان يفترض خلالها أن تنسحب من القطاع الغربي الساحلي.
ويتخوف كثيرون من أن يكون وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل بخطر بسبب الخروق الإسرائيلية المتكررة، وفي هذا الإطار، يوضح المحلل العسكري اللبناني خليل الحلو لـ«الشرق الأوسط»، أن اتفاق وقف إطلاق النار «كان هشاً منذ البداية، والأطراف كانوا موافقين على الخروق من دون أن تكون مكتوبة»، في إشارة إلى شرط إسرائيل الاحتفاظ بحق أي أهداف لـ«حزب الله» تعتبر أنها تهدد أمنها.
ويشير الحلو إلى أنه كان من المفترض أن تبلغ إسرائيل اللجنة الخماسية بحال وجود أي أهداف لها في لبنان، وبالتالي اللجنة تبلغ قوات حفظ السلام في لبنان (يونيفيل) والجيش اللبناني، إلا أن إسرائيل تتجاوز كل ذلك وما زالت تنفذ خروق في الجنوب.
ويلفت الحلو إلى أن إسرائيل تعهدت بالانسحاب من الجنوب خلال مهلة الـ60 يوماً، ولم تنسحب إلا من بلدة الخيام الحدودية رغم مرور 30 يوماً على اتفاق وقف إطلاق النار، ويقول: «لا شيء يمنع الإسرائيلي من خرق الاتفاق، خصوصاً أن الأراضي التي احتلها في سوريا ضعف مساحة الجولان».
وإذ ينبّه: «تمركز القوات الإسرائيلية هذا يثير القلق لأن منطقة البقاع أصبحت مطوقة»، يوضح الحلو أن «حزب الله» لم ينسحب من الجنوب اللبناني، ويضيف: «وقف إطلاق النار بخطر ليس فقط جراء الخروق الإسرائيلية بل نتيجة كل الظروف المذكورة».
إلى ذلك، يؤكد الحلو أن «ميقاتي يدفع بكل قواه للحفاظ على الاتفاق رغم أن اللجنة الخماسية قد لا يكون لديها قوة ضغط كافية مع إسرائيل... لكن ميقاتي يتأمل خيراً».
واشارت صحيفة "جيروزاليم بوست نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، الى "أن انسحابنا من جنوب لبنان قد يكون أبطأ بسبب الانتشار البطيء للجيش اللبناني".
واتت هذه المعلومات بالتزامن مع اجتماع ترأسه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي الحكومي، ضم قائد الجيش العماد جوزيف عون واللجنة التقنية لمراقبة وقف اطلاق النار في الجنوب، إلى جانب رئيس اللجنة الجنرال الاميركي جاسبر جيفرز والأعضاء الجنرال الفرنسي غيوم بونشان، قائد قطاع جنوب الليطاني في الجيش العميد الركن إدغار لاوندس وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ارولدو لاثارو.
وخلال الاجتماع، طلب ميقاتي "وقف الخروق الإسرائيلية والانسحاب الفوري من المناطق الحدودية التي توغل فيها الجيش الإسرائيلي"، وقال: "إن لبنان ملتزم بنود التفاهم، فيما إسرائيل تواصل خروقها، وهذا أمر غير مقبول".
وشدد ميقاتي على أن "جولته في الجنوب أظهرت مدى الحاجة إلى تعزيز الاستقرار لتمكين الجنوبيين من العودة إلى قراهم".
ودعا اللجنة إلى "الضغط على إسرائيل لتنفيذ بنود التفاهم، وأبرزها الانسحاب من المناطق المحتلة ووقف الخروق".
ومن المقرّر أن تعقد اللجنة اجتماعات متتالية مع الجيش للبحث في المسائل المطروحة على أن تعقد اجتماعها الدوري مطلع العام الجديد.
قدّمت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، تتضمن احتجاجاً شديداً على الخروق المتكررة التي ترتكبها إسرائيل لإعلان وقف الأعمال العدائية.
وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان، أنها قدّمت «بواسطة بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، تتضمن احتجاجاً شديداً على الخروق المتكررة التي ترتكبها إسرائيل لإعلان وقف الأعمال العدائية».
وأشار لبنان في الشكوى إلى أن «الخروق الإسرائيلية من قصفٍ للقرى الحدودية اللبنانية، وتفخيخ للمنازل، وتدمير للأحياء السكنية، وقطع للطرق تقوّض مساعي التهدئة، وتُجنب التصعيد العسكري، وتُمثل تهديداً خطيراً للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، كما أنها تُعقد جهود لبنان في تنفيذ بنود القرار (1701)، وتضع العراقيل أمام انتشار الجيش اللبناني في الجنوب».
ودعا لبنان في شكواه «مجلس الأمن، لا سيما الدول الراعية لهذه الترتيبات، إلى اتخاذ موقف حازم وواضح إزاء خروق إسرائيل، والعمل على إلزامها باحترام التزاماتها بموجب إعلان وقف الأعمال العدائية، والقرارات الدولية ذات الصلة».
وطالب «بتعزيز الدعم لقوات (يونيفيل) والجيش اللبناني، لضمان حماية سيادته، وتوفير الظروف الأمنية التي تتيح له استعادة استقراره وعودة الحياة الطبيعية إلى جنوبه».