سواليف:
2025-04-10@21:40:43 GMT

حسابات الأردن لما بعد الحرب

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

#حسابات_الأردن لما #بعد_الحرب _ #ماهر_أبوطير

سواء توقفت الحرب او لم تتوقف، فإننا في الحالتين أمام وضع مأساوي جدا في قطاع غزة، سوف تتكشف فصوله أكثر، بعد عودة الفلسطينيين إلى بيوتهم، وحصر الخسائر الإنسانية.

هذا الواقع لا تغطيه كاميرات التلفزة، ولا ترصده كاملا المنظمات الدولية، لان الوضع داخل القطاع أعقد بكثير من صورة، وقصة صحفية، أو فيديو عبر السوشال ميديا، وهذا يعني ان قطاع غزة في كل الأحوال سيكون أمام أطول عملية إغاثة إنسانية من حيث المدة الزمنية في حال توقفت الحرب، أو لم تتوقف، وقد تمتد لسنوات، وأمام أعقد عملية إغاثة إنسانية أيضا، نظرا لكون الاحتياجات لا تستثني شيئا، من حبة الدواء وصولا إلى رغيف الخبز، مرورا بكل ما يحتاجونه، على مستوى الخدمات والتعليم، ومستويات الحياة، وتعزيز الأمن والاستقرار.

الأردن وسط هذا المشهد ولاعتبارات أخلاقية، تتجاوز إخلاء المسؤولية من خلال إرسال المساعدات حاليا، ومنذ بدء الحرب، يحلل المشهد بطريقة مختلفة، خصوصا، مع احتياجات الغزيين، ومع تراجع المساعدات الدولية، وانسحاب بعض الأطراف على مستوى بعض الجهات الإغاثية، بسبب الواقع الميداني في القطاع، بما يعني أن المشهد الحالي مقلق، لنقص المساعدات، وهو مشهد سوف تتعاظم كلفته عند توقف الحرب، في ظل غياب أي جهد دولي عربي مشترك لإطلاق مبادرات كافية للتعامل مع احتياجات القطاع المختلفة.

مقالات ذات صلة ليلة اشتعال الشمال وحرائق مستوطنات الكيان 2024/06/04

لهذا كله جاء تنظيم الأردن لمؤتمر دولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في قطاع غزة، في الحادي عشر من هذا الشهر، وتكمن أهميته في مستوى الحضور من رؤساء دول، ووزراء خارجية، وعقد جلسات تبحث عناوين من ابرزها ادامة المساعدات وضمان تدفقها بشكل مرتفع، وعدم الوقوف فقط عند الإغلاقات الإسرائيلية الحالية التي تؤدي إلى خفض وصول المساعدات لكن بعد قليل في حال تم فتح باب دخول المساعدات، فسيكون القطاع أمام مشهد حساس، من حيث احتياجاته الكبرى، وقدرة كل الأطراف على تلبية هذه الاحتياجات، بما يعني هنا اهمية مضاعفة للتهيئة لهذه المرحلة المقبلة على الطريق.

المؤتمر الذي يأتي بالتنسيق مع المصريين والأمم المتحدة، مهم جدا، وهذه المبادرة الأردنية تعبر عن هواجس عروبية وأخلاقية وإنسانية، وليس محاولة لتعزيز مركزية الدور الأردني في ملف قطاع غزة، بما يعني أن الأردن يبحث عن توافقات في المؤتمر، وشراكات لإطلاق حملات إغاثة إنسانية كافية تتعامل مع احتياجات الغزيين والكارثة التي نراها، وتحديد الآليات والخطوات الفاعلة للاستجابة، والاحتياجات العملياتية واللوجستية اللازمة في هذا الإطار، والالتزام بتنسيق استجابة موحدة للوضع الإنساني في غزة، سواء استمرت الحرب أو توقفت، خصوصا، ان الإغلاقات الإسرائيلية الحالية قد تكون مبررا لحالة تراجع المساعدات أو نقصها، بسبب التعثر في ايصالها دوليا، لكن المشهد لا يمكن أن يبقى هكذا، سواء استمرت الحرب او توقفت، مع دخول فصل الصيف، ومشاكله البيئية، بما يؤشر على الاحتياجات الصحية، فوق الاحتياجات الغذائية، وصولا إلى ملف إعادة الإعمار، وهذا ملف آخر.

هذا جهد أردني عربي دولي يحدث للمرة الأولى منذ بدء الحرب، واهميته تكمن في التوافق على شراكة كبرى في الجهود، بحيث تكون حملات الاستجابة الإنسانية منسقة ومؤثرة أيضا، كما أن هذه المبادرة أردنية الجوهر، لاتتجاوز أهمية تعزيز الشراكات في هذا الملف، كون الواقع داخل القطاع اصعب بكثير مما يتوقعه كثيرون، وما يخشاه الأردن هنا كلفة الأضرار المتواصلة على حياة الغزيين، في ظل هذه المناخات التي لم تعشها أي منطقة عربية، وفي ظل اشكالات لوجستية تبدأ بإيصال المساعدات، وتمر بتوزيعها، وتصل إلى نوعيتها وكميتها.

وتبقى الأهمية الفعلية هنا، لما سينتج عن هذا المؤتمر من قرارات، وهذا هو دور أساسي للأردن بالتنسيق مع بقية الشركاء الذي سيشاركون في هذا المؤتمر، في ظل حسابات الأردن الدقيقة لفترة ما بعد الحرب، وربما أيضا تعقيدات الفترة الحالية وما سبقها من شهور.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: حسابات الأردن بعد الحرب قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

المخابز أغلقت والنظام الصحي يتداعى والناس بلا مأوى.. تحذيرات أممية: القطاع ينهار تحت القصف والحصار

البلاد – وكالات
في تحذير أممي هو الأشد منذ أسابيع، قال عدد من كبار مسؤولي الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، إن قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية خانقة، بعد مرور أكثر من شهر دون دخول أي إمدادات تجارية أو إنسانية، ما ترك أكثر من 2.4 مليون فلسطيني يواجهون الجوع والقصف والحصار.
وفي بيان مشترك، أعرب رؤساء مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، واليونيسف، ومكتب خدمات المشاريع، و”الأونروا”، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، عن صدمتهم من استمرار الحصار ومنع تدفق المساعدات، رغم تراكم المواد الغذائية والأدوية والوقود في نقاط العبور.
وأشار البيان إلى أن أسبوعًا واحدًا بعد انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار شهد استشهاد أو إصابة أكثر من ألف طفل فلسطيني، في رقم صادم يكشف عمق المأساة.
وأُجبرت المخابز الـ 25 المدعومة من برنامج الأغذية العالمي على الإغلاق بسبب نفاد الدقيق وغاز الطهي، ما ينذر بانقطاع شبه كامل للخبز، الغذاء الأساسي في القطاع.
وأكد مسؤولو الأمم المتحدة أن النظام الصحي يتداعى تحت ضغط غير مسبوق، مع نفاد سريع في الإمدادات الطبية ومستلزمات علاج الإصابات البليغة، محذرين من انهيار تام.
وكشف البيان أن وقف إطلاق النار المؤقت مكّن المنظمات من تحقيق نتائج خلال 60 يومًا، لم تكن ممكنة طوال 470 يومًا من القصف، بما في ذلك إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى معظم مناطق القطاع، قبل أن يُمنع ذلك مجددًا.
ونفى المسؤولون بشدة الادعاءات بأن غزة تملك ما يكفي من الغذاء، مؤكدين أن السلع الأساسية تتناقص بشكل خطير، وأن الأوضاع تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وأدانوا الأوامر الإسرائيلية الأخيرة بتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين دون أي ملاذ آمن، معتبرين أن ما يجري “استخفاف صارخ بحياة البشر”.
وأكد البيان استشهاد ما لا يقل عن 408 من العاملين في المجال الإنساني منذ أكتوبر 2023، منهم أكثر من 280 من موظفي الأونروا، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ المنظمة.
ودعا مسؤولو الأمم المتحدة قادة العالم إلى تحرك عاجل لحماية المدنيين، وضمان دخول المساعدات، وتجديد وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • غيبريسوس: 75% من عمليات الأمم المتحدة في غزة مرفوضة أو معيقة بسبب الحصار الإسرائيلي
  • الأمم المتحدة تحذر من استمرار إسرائيل في محاصرة وصول المساعدات إلى غزة
  • آخر التطورات في غزة - شهداء وإصابات في غارات إسرائيلية على القطاع
  • المخابز أغلقت والنظام الصحي يتداعى والناس بلا مأوى.. تحذيرات أممية: القطاع ينهار تحت القصف والحصار
  • السيسي وماكرون: ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار بغزة
  • الأمم المتحدة: إسرائيل حولت غزة لـ «ساحة قتل»
  • ماذا قدمت القمة الثلاثية بين زعماء مصر والأردن وفرنسا لغزة؟
  • الأردن والولايات المتحدة: شراكة تتصدع تحت ضربات ترامب.
  • واشنطن تتعهد للقاهرة بإدخال المساعدات إلى غزة
  • شاهد.. حراك جماهيري عالمي تنديدا باستمرار الإبادة على غزة