سواليف:
2025-02-07@09:28:35 GMT

حسابات الأردن لما بعد الحرب

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

#حسابات_الأردن لما #بعد_الحرب _ #ماهر_أبوطير

سواء توقفت الحرب او لم تتوقف، فإننا في الحالتين أمام وضع مأساوي جدا في قطاع غزة، سوف تتكشف فصوله أكثر، بعد عودة الفلسطينيين إلى بيوتهم، وحصر الخسائر الإنسانية.

هذا الواقع لا تغطيه كاميرات التلفزة، ولا ترصده كاملا المنظمات الدولية، لان الوضع داخل القطاع أعقد بكثير من صورة، وقصة صحفية، أو فيديو عبر السوشال ميديا، وهذا يعني ان قطاع غزة في كل الأحوال سيكون أمام أطول عملية إغاثة إنسانية من حيث المدة الزمنية في حال توقفت الحرب، أو لم تتوقف، وقد تمتد لسنوات، وأمام أعقد عملية إغاثة إنسانية أيضا، نظرا لكون الاحتياجات لا تستثني شيئا، من حبة الدواء وصولا إلى رغيف الخبز، مرورا بكل ما يحتاجونه، على مستوى الخدمات والتعليم، ومستويات الحياة، وتعزيز الأمن والاستقرار.

الأردن وسط هذا المشهد ولاعتبارات أخلاقية، تتجاوز إخلاء المسؤولية من خلال إرسال المساعدات حاليا، ومنذ بدء الحرب، يحلل المشهد بطريقة مختلفة، خصوصا، مع احتياجات الغزيين، ومع تراجع المساعدات الدولية، وانسحاب بعض الأطراف على مستوى بعض الجهات الإغاثية، بسبب الواقع الميداني في القطاع، بما يعني أن المشهد الحالي مقلق، لنقص المساعدات، وهو مشهد سوف تتعاظم كلفته عند توقف الحرب، في ظل غياب أي جهد دولي عربي مشترك لإطلاق مبادرات كافية للتعامل مع احتياجات القطاع المختلفة.

مقالات ذات صلة ليلة اشتعال الشمال وحرائق مستوطنات الكيان 2024/06/04

لهذا كله جاء تنظيم الأردن لمؤتمر دولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في قطاع غزة، في الحادي عشر من هذا الشهر، وتكمن أهميته في مستوى الحضور من رؤساء دول، ووزراء خارجية، وعقد جلسات تبحث عناوين من ابرزها ادامة المساعدات وضمان تدفقها بشكل مرتفع، وعدم الوقوف فقط عند الإغلاقات الإسرائيلية الحالية التي تؤدي إلى خفض وصول المساعدات لكن بعد قليل في حال تم فتح باب دخول المساعدات، فسيكون القطاع أمام مشهد حساس، من حيث احتياجاته الكبرى، وقدرة كل الأطراف على تلبية هذه الاحتياجات، بما يعني هنا اهمية مضاعفة للتهيئة لهذه المرحلة المقبلة على الطريق.

المؤتمر الذي يأتي بالتنسيق مع المصريين والأمم المتحدة، مهم جدا، وهذه المبادرة الأردنية تعبر عن هواجس عروبية وأخلاقية وإنسانية، وليس محاولة لتعزيز مركزية الدور الأردني في ملف قطاع غزة، بما يعني أن الأردن يبحث عن توافقات في المؤتمر، وشراكات لإطلاق حملات إغاثة إنسانية كافية تتعامل مع احتياجات الغزيين والكارثة التي نراها، وتحديد الآليات والخطوات الفاعلة للاستجابة، والاحتياجات العملياتية واللوجستية اللازمة في هذا الإطار، والالتزام بتنسيق استجابة موحدة للوضع الإنساني في غزة، سواء استمرت الحرب أو توقفت، خصوصا، ان الإغلاقات الإسرائيلية الحالية قد تكون مبررا لحالة تراجع المساعدات أو نقصها، بسبب التعثر في ايصالها دوليا، لكن المشهد لا يمكن أن يبقى هكذا، سواء استمرت الحرب او توقفت، مع دخول فصل الصيف، ومشاكله البيئية، بما يؤشر على الاحتياجات الصحية، فوق الاحتياجات الغذائية، وصولا إلى ملف إعادة الإعمار، وهذا ملف آخر.

هذا جهد أردني عربي دولي يحدث للمرة الأولى منذ بدء الحرب، واهميته تكمن في التوافق على شراكة كبرى في الجهود، بحيث تكون حملات الاستجابة الإنسانية منسقة ومؤثرة أيضا، كما أن هذه المبادرة أردنية الجوهر، لاتتجاوز أهمية تعزيز الشراكات في هذا الملف، كون الواقع داخل القطاع اصعب بكثير مما يتوقعه كثيرون، وما يخشاه الأردن هنا كلفة الأضرار المتواصلة على حياة الغزيين، في ظل هذه المناخات التي لم تعشها أي منطقة عربية، وفي ظل اشكالات لوجستية تبدأ بإيصال المساعدات، وتمر بتوزيعها، وتصل إلى نوعيتها وكميتها.

وتبقى الأهمية الفعلية هنا، لما سينتج عن هذا المؤتمر من قرارات، وهذا هو دور أساسي للأردن بالتنسيق مع بقية الشركاء الذي سيشاركون في هذا المؤتمر، في ظل حسابات الأردن الدقيقة لفترة ما بعد الحرب، وربما أيضا تعقيدات الفترة الحالية وما سبقها من شهور.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: حسابات الأردن بعد الحرب قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

هل التزمت إسرائيل بإدخال المساعدات الضرورية إلى غزة؟

غزة- ينص البروتوكول الخاص بزيادة المساعدات الواردة إلى قطاع غزة خلال اتفاق وقف إطلاق النار على دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والوقود بشكل كاف، والمقدرة بـ600 شاحنة يوميا، منها 50 شاحنة وقود، على أن تذهب 300 شاحنة منها إلى شمال غزة بناء على الاحتياجات العامة للسكان.

بدأ سريان تنفيذ البروتوكول الإنساني يوم 19 يناير/كانون الثاني 2025 مع دخول المرحلة الأولى للاتفاق بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال بوساطة قطرية مصرية، حيز التنفيذ. فهل التزمت إسرائيل بتنفيذ بنود البروتوكول؟

حصلت الجزيرة نت على إحصائية خاصة صادرة عن الجهات الحكومية في قطاع غزة، تكشف عدد الشاحنات التي تدخل يوميا إلى القطاع.

شاحنات مساعدات تدخل مدينة رفح جنوبي قطاع غزة (رويترز) عجز

تُظهر أولى الملاحظات دمج قوات الاحتلال بين عدد الشاحنات المخصصة للمساعدات والأخرى التجارية الواردة للقطاع الخاص.

وينص الاتفاق على إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميا دون احتساب التجارية، إلا أن عددها خلال 15 يوما (من 19 يناير/كانون الثاني الماضي حتى الثاني من فبراير/شباط الجاري) بلغ 6089 شاحنة فقط، في حين كان من المفترض أن يرتفع عددها إلى 9000، أي أن مجموع ما وصل من شاحنات مساعدات في هذه الفترة بلغ 67.6% فقط، بنسبة عجز بلغت 32.4%.

وتشير الإحصائية ذاتها إلى أن قوات الاحتلال سمحت بإدخال 178 شاحنة سولار فقط و122 شاحنة غاز خلال الفترة المذكورة، بمجموع 300 شاحنة من مجمل 850 كان يفترض أن تصل للسكان في تلك الفترة، أي بمعدل 50 شاحنة يوميا، وذلك حسب نص الاتفاق.

إعلان

ويشكل مجموع ما وصل من شاحنات السولار والغاز 35% من إجمالي الكمية، في الوقت الذي يتعطش فيه قطاع غزة لمشتقات الوقود بعد انقطاع دام لأشهر.

وبلغ عدد الشاحنات التجارية الخاصة التي وصلت القطاع خلال الفترة المذكورة 1052 بمتوسط 70 شاحنة يوميا، في حين كان يدخل القطاع قبل الحرب ما بين 350 و400 شاحنة يوميا، رغم أن أكثر من مليوني فلسطيني فيه يحتاجون 700 شاحنة يوميا.

مصادر بغزة تؤكد منع الاحتلال إدخال كرفانات والسماح بإدخال عدد محدود من الخيام (رويترز) انتهاك البروتوكول

وحسب المادة 4 من البروتوكول الإنساني، الذي اطلعت الجزيرة نت على نسخة منه والموقع بتاريخ 15 يناير/كانون الثاني الماضي، فإن المساعدات تشمل الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد كهرباء غزة، وإدخال معدات الدفاع المدني، وأخرى مخصصة لإزالة الأنقاض وصيانة البنية التحتية.

ويضمن الاتفاق إدخال 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة لاستيعاب النازحين داخل القطاع، لاسيما العائدين إلى منازلهم في محافظتي غزة وشمالها.

وقال مسؤول حكومي في غزة إن قوات الاحتلال لم تسمح بدخول الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء رغم مرور 18 يوما على سريان المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار. وأكد للجزيرة نت أن جهاز الدفاع المدني لم يتلق أي معدات إنقاذ بهدف انتشال آلاف جثث الشهداء تحت الأنقاض، في حين لم تصل معدات ثقيلة لإزالة الأنقاض وصيانة البنية التحتية.

وشدد على أنه لم يدخل أي كرفان للمواطنين الذين فقدوا منازلهم، في حين اقتصر عدد الخيام التي وصلت القطاع على 3 آلاف فقط من بين 200 ألف خيمة ينص البروتوكول الإنساني على إدخالها.

ووفق المسؤول ذاته، فإن محافظتي غزة والشمال فقط بحاجة إلى 135 ألف خيمة وكرفان بشكل عاجل، بعدما بلغت نسبة الدمار الذي خلفته قوات الاحتلال الاسرائيلي فيهما أكثر من 90%.

مصادر بغزة تتهم الاحتلال بتعمد إغراق السوق بالكماليات دون السلع الأساسية (رويترز) تداعيات خطيرة

وفيما يتعلق بالقطاع التجاري الخاص، أشار مسؤول حكومي إلى أن الاحتلال يتعمد حاليا إغراق السوق الفلسطيني بالكماليات دون السلع الأساسية، ويحرص على أن يظهر وكأنه يسمح بدخول عدد أكبر من الشاحنات دون عراقيل.

إعلان

من جهته، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من التداعيات الخطيرة الناجمة عن عدم التزام الاحتلال بتعهداته، ومماطلته في تنفيذ البروتوكول الإنساني، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين في قطاع غزة. ودعا الدول والجهات الدولية الضامنة للاتفاق إلى تحمل مسؤوليتها، والضغط على الاحتلال لإدخال المساعدات دون قيد أو شرط.

كما دعا الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية إلى إعطاء أولوية لإرسال الخيام ومستلزمات الإيواء ضمن قوافلهم الإغاثية القادمة.

وكان المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم قال في تصريح له إن الاحتلال "يواصل مراوغته في تنفيذ المسار الإنساني ويتعمد تأخير دخول المتطلبات الأكثر أهمية وإلحاحا، وإن ما تم تنفيذه في هذه الجوانب أقل بكثير من الحد الأدنى المتفق عليه".

مقالات مشابهة

  • تحذيرات جديدة من مصر والأردن بشأن مخطط تهجير سكان غزة
  • عاجل.. الأردن تعلن الحرب على كيان العدو الصهيوني
  • هل التزمت إسرائيل بإدخال المساعدات الضرورية إلى غزة؟
  • الصفدي يتحدث عن حالة الحرب.. بهذه الحالة الأردن سيقاتل (شاهد)
  • صفقة تبادل الأسرى وتحولات المشهد الإسرائيلي
  • عاجل.. ترامب: لا بديل للفلسطينيين سوى مغادرة غزة
  • ألمانيا تقدم مساعدات طبية عاجلة لغزة بالتعاون مع الأردن
  • وزير الخارجية التركي: احتمال بدء الحرب مجددا على قطاع غزة يقلق كل من يقف إلى جانب السلام
  • فيدان: احتمال عودة الحرب بغزة يقلق من يقفون إلى جانب السلام
  • وزير الخارجية التركي: احتمال بدء الحرب من جديد على غزة يقلق كل من يقف إلى جانب السلام