مشاهد للحظة إطلاق النار على المسافرين في مأرب تكشف عن الطرف المعرقل لفتح الطرقات في اليمن
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
الجديد برس:
تعرضت مجموعة من المواطنين، أثناء توجههم بموكب سيارات إلى مدينة مأرب عبر طريق (البيضاء – الجوبة – مدينة مأرب)، يوم الثلاثاء، لإطلاق نار من قبل قوات تابعة لحزب الإصلاح، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان حكومة صنعاء فتح هذا الطريق أمام حركة المرور، في خطوة تهدف للتخفيف من معاناة المواطنين.
وأفادت وكالة “سبأ” الرسمية التابعة لحكومة صنعاء، يوم الثلاثاء بـ“تعرض موكب سيارات المواطنين لإطلاق نار من قبل قوى العدوان بعد مرورهم من النقاط الأمنية في طريق الجوبة – مدينة مأرب واقترابهم من مناطق سيطرة المرتزقة”.
وحمّل محافظ مأرب المُعين من قبل حكومة صنعاء، علي محمد طعيمان، في تصريحات نقلتها وكالة “سبأ” الرسمية، من وصفهم بـ”قوى العدوان مسؤولية سلامة أرواح المواطنين وممتلكاتهم بعد تعرضهم للاستهداف بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة خلال محاولتهم العبور إلى مدينة مأرب”.
وطالب طعيمان الطرف الآخر بالإيفاء بما أعلن عنه سابقاً بالموافقة على مبادرة صنعاء الإنسانية بشأن فتح طريق الجوبة – مأرب، وفق الوكالة.
وبثت وسائل إعلام تابعة لحكومة صنعاء مشاهد مصورة قالت إنها للحظة إطلاق النار على سيارات المواطنين من قبل قوات الإصلاح الموالية للتحالف السعودي أثناء محاولتهم العبور إلى مدينة مأرب.
إطلاق النار على سيارات المواطنين من قبل مرتزقة العدوان الأمريكي السعودي بعد فتح طريق الجوبة مأرب والعبور منها بسلام واقترابهم من مناطق سيطرة المرتزقة.. pic.twitter.com/rAyqCsVgzG
— نصر الدين عامر (@Nasr_Amer1) June 4, 2024
وكانت حكومة صنعاء أعلنت في وقت سابق الثلاثاء، استكمال كافة الترتيبات الأمنية اللازمة لفتح الطريق عبر اللجان الرسمية الميدانية ولجان الوساطة المكلفة بفتح الطرق.
ونقلت وكالة “سبأ” التابعة لحكومة صنعاء، عن محافظ مأرب المُعين من حكومة صنعاء، علي محمد طعيمان، تأكيده أن الطريق باتت سالكة بشكل تام أمام مرور المسافرين بعد تنظيفها من مخلفات الحرب وإزالة السواتر والحواجر الترابية.
ودعا المحافظ طعيمان- خلال زيارة لنقطة الأعيرف الفلج المؤدية إلى مدينة مأرب ومعه اللجنة العسكرية والأمنية المكلفة بفتح الطرق- الطرف الآخر إلى تحمل المسؤولية في رفع المعاناة عن المسافرين والالتزام بما أعلن به من القبول بالمبادرة السابقة في فتح الطريق وإزالة الألغام والسواتر الترابية في الطرق الواقعة تحت سيطرتهم.
ومن جانبه، أوضح رئيس مجلس إدارة وكالة “سبأ” التابعة لحكومة صنعاء، نصر الدين عامر، أن زيارة نقطة الأعيرف الفلج تأتي للاطلاع على الترتيبات النهائية لفتح الطريق أمام حركة مرور المسافرين.
وأشار إلى أن الطريق باتت مفتوحة لمرور الجميع ابتداء من ظهر (أمس) الثلاثاء.
وأكد عامر أن فتح الطريق يأتي كمبادرة إنسانية للتخفيف من معاناة المواطنين.
بدورهم، عبر عدد من مشايخ ووجهاء مراد عن الشكر والعرفان لكل الجهود المبذولة في فتح طريق الجوبة مدينة مأرب.
محافظ مأرب علي محمد طعيمان يؤكد أن طريق البيضاء الجوبة مدينة #مأرب أصبحت جاهزة لعبور المسافرين .. pic.twitter.com/EWG4jAMTr5
— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) June 4, 2024
وسبق أن أعلن رئيس اللجنة العسكرية بحكومة صنعاء اللواء الركن يحيى الرزامي، مساء الإثنين، استكمال الإجراءات العسكرية والأمنية وفتح خط البيضاء – الجوبة – مأرب بحسب الإجراءات المتخذة.
ورحب اللواء الرزامي “بقبول الطرف الآخر المبادرة المعلن عنها سابقاً من قبل المجلس السياسي الأعلى والسلطة المحلية ممثلة بالمحافظ”.. مؤكداً أن ترحيب الطرف الآخر يجب أن يترجم في الميدان بدون مزايدات إعلامية، والكرة بملعب الطرف الآخر.
ودعا “الطرف الآخر إلى قبول المبادرات التي سبق وأعلنا عنها وتم فتحها من جانبنا سواء في تعز أو الضالع”.
وسبق أن أعلنت حكومة صنعاء، في مايو الماضي، فتح طريق البيضاء – الجوبة – مأرب، من طرف واحد واستكمال الترتيبات اللازمة، في حين أكدت الحكومة -الموالية للتحالف- أن جميع الطرقات مفتوحة من طرفها، إلا أن إطلاق النار على المواطنين يشكك في تصريحات مصدر مسؤول بالسلطة المحلية بمحافظة مأرب التابعة للحكومة اليمنية في الحادي عشر من مايو الماضي، أن جميع الطرقات من جانب محافظة مأرب مفتوحة من تاريخ 22 فبراير 2024م، والتي جاءت عقب قيام عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ مأرب، سلطان العرادة، ومعه رئيس هيئة الأركان العامة، صغير بن عزيز، بفتح طريق (مأرب – فرضة نهم – صنعاء) وتوجيهه بفتح “جميع الطرقات” الأخرى من ذلك التاريخ للتخفيف عن المواطنين من عناء الطرق البديلة والمرهقة.
مراقبون أكدوا أن تصريحات الحكومة الموالية للتحالف تأتي في إطار محاولاتها التهرب من جهود الوساطة المحلية لفتح الطرقات، خاصة وأن حكومة صنعاء ممثلة برئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط أعلنت بشكل “رسمي وواضح” في الـ 16 من مارس الماضي فتح طريقي (صنعاء – صرواح – مأرب) و(البيضاء – مراد- مأرب)، خلال لقاء المشاط مشايخ محافظة مأرب.
وأشار المراقبون إلى أن تعدد أطراف اتخاذ القرار ما بين (الحكومة وحزب الإصلاح والمجلس الانتقالي) هو من يصعب اتخاذ قرار الحكومة اليمنية التابعة للتحالف فتح الطرقات، خاصة وأن هذه الأطراف مرتبطة بدول التحالف (السعودية والإمارات).
ويأتي إطلاق النار على المواطنين عقب فتح طريق البيضاء – الجوبة – مدينة مأرب، أمس الثلاثاء، ليؤكد صعوبة اتخاذ الحكومة اليمنية قراراً بفتح الطرقات لارتباط الحكومة بدول التحالف، وهو ما أكدته سابقاً محاولة فتح طريق (الضالع – عدن) في منطقة دمت، في مارس الماضي، بعد تعرض اللجنتين العسكرية والرئاسية التابعتين لحكومة صنعاء والمعنية بفتح الطرقات إلى إطلاق نار فور وصولها إلى الطريق المراد فتحها.
وقد أظهر حينها مقطع فيديو نشرته وكالة “سبأ” التابعة لحكومة صنعاء، تعرض اللجنتين الرئاسية والعسكرية لإطلاق نار خلال قيامهما بفتح الطريق، مع حشد جماهيري كبير، وإزالة الحواجز الترابية والأحجار المنتشرة في الطريق، ووثق الفيديو أصوات إطلاق النار على اللجان والجموع الغفيرة من المواطنين، ما أدى إلى إصابة اثنين.
واعترفت القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً حينها بإطلاقها النار على اللجنتين الرئاسية والعسكرية المعنيتين بفتح طريق الضالع – عدن، والتابعتين لحكومة صنعاء، خلال إجراءات فتح الطريق.
مرتزقة العدوان يعتدون على لجنة الوساطة والمواطنين في منطقة مريس بـ #الضالع أثناء قيام اللجنة بفتح طريق #صنعاء – الضالع – #عدن pic.twitter.com/ldOK4BWtzU
— اخترنا لكم (@MediaBank21) March 12, 2024
https://www.aljadeedpress.net/wp-content/uploads/2024/03/ssstwitter.com_1710269873197.mp4المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: إطلاق النار على إلى مدینة مأرب حکومة صنعاء طریق الجوبة الطرف الآخر فتح الطرقات محافظ مأرب بفتح الطرق فتح الطریق إطلاق نار فتح طریق من قبل
إقرأ أيضاً:
نازحو اليمن في فصل الشتاء… معاناة مريرة ومناشدات عاجلة لإنقاذ الحياة! (تقرير خاص)
يمن مونيتور/ إفتخار عبده
تتجدد معاناة النازحين في اليمن؛ في ظل الأجواء شديدة البرودة التي شهدها فصل الشتاء هذا العام، ويحمل هذا البرد القارس معه تحديات قاسية تفوق قدرة النازحين على التحمل، لا سيما الأطفال منهم وكبار السن والمرضى الذين تزداد أعدادهم يومًا بعد آخر.
هؤلاء النازحون، الذين أُجبروا على ترك منازلهم بسبب الحرب والصراعات، يعيشون اليوم في ظروف لا يمكن وصفها إلا بالمأساوية، في مخيمات مهترئة أو مساكن مؤقتة لا تقي من برد الشتاء ولا تحمي من تقلبات الطقس.
ويكافح الملايين من اليمنيين من أجل مواجهة هذه الظروف القاسية، مع غياب وسائل التدفئة، وانتشار الأمراض الجلدية والتنفسية بشكل مقلق، الأمر الذي جعل العديد من الأسر تقف عاجزة عن حماية أفرادها، أو توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة.
وسط هذه الأوضاع المأساوية، تُطلق الوحدات التنفيذية للنازحين نداءات استغاثة عاجلة، مطالبة المجتمع الدولي والجهات الإنسانية بضرورة التدخل السريع لإنقاذ حياة آلاف الأسر، وتقديم الدعم اللازم لتخفيف معاناتهم خلال هذه المرحلة الصعبة.
وضعٌ لا يسر العدو
بهذا الشأن يقول مفيد السامعي( نازح في مخيم الروضة- محافظة مأرب)” إننا نعيش هذه الأيام في وضع لا يسر العدو، وضع مؤسف جدا مع اشتداد من موجات البرد القارس، وخاصة أثناء الليل، في الوقت الذي لا نجد فيه وسائل التدفئة من بطانيات وملابس ثقيلة، لا لنا ولا لأطفالنا”.
وأضاف السامعي لموقع” يمن مونيتور” المخيمات التي نعيش فيها مهترئة جدًا لا تقينا من البرد، حتى الكنتيرات التي يعيش فيها بعض النازحين يكون فيها البرد بشكل كبير؛ كون المكان الذي نعيش فيها عبارة عن صحراء مفتوحة تلعب بها الرياح كيف تشاء”.
وأردف” النزول الميداني للمنظمات أصبح نادرًا وشبه منعدم، هناك من النازحين حتى الآن حصل على حقيبة شتوية صغيرة ومنهم من لم يحصل على شيء وبقي هو وأفراد أسرته عرضة للبرد القارس والأمراض الشتوية التي لا ترحم”.
وتابع” نحن بحاجة ماسة وعاجلة لوسائل تدفئة، وترميم للمخيمات التي تضررت إثر تقلبات الطقس والتضاريس التي تشهدها محافظة مأرب، كما أننا بحاجة إلى مرافق صحية يكون العلاج فيها أقل ثمنا من المستشفيات فالوضع المعيشي لم يعد يحتمل، ومع اشتداد البرد ظهرت الأمراض بكثرة “.
وواصل” نناشد المعنيين من السلطة المحلية وغيرها بالنزول الميداني وتفقد أحوال المواطنين وتلمس احتياجاتهم، فنحن نعيش في ظل وضع أشبه بالكارثة الكبرى، إن لم يكن كذلك”.
مناشدات عاجلة
في السياق ذاته يقول سيف مثنى رئيس الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين- مأرب” في ظل موجات البرد القارس والصقيع الذي يضرب محافظة مأرب، تتفاقم مأساة عشرات الآلاف من الأسر النازحة التي تواجه أوضاعًا إنسانية كارثية تهدد حياتها في 208 مخيمات في المحافظة”.
وأضاف مثنى” تأوي هذه المخيمات أكثر من 68 ألف أسرة نازحة، تعيش تحت وطأة البرد القارس في مأوى متهالك لا يوفر أدنى درجات الحماية، إلى جانب ذلك، تعيش عشرات الآلاف من الأسر الأخرى خارج المخيمات في أوضاع أكثر مأساوية؛ إذ يضطر بعضهم للعيش في مساكن مزدحمة، وعلى أسطح المباني، وفي أزقة الشوارع، دون أي مقومات للتدفئة أو العيش الكريم”.
مخاوف من تفشي أمراض الشتاء
وأردف” هناك مخاوف حقيقية من تفشي أمراض الشتاء الناتجة عن البرد الشديد، خاصة بين الأطفال وحالات الضعف وكبار السن الذين يعدون الأكثر عرضة للخطر، وقد شهدت الأعوام الماضية وفاة عدد من الأطفال وكبار السن بسبب اشتداد البرد وتجاهل الاحتياجات الإنسانية الملحة، ما ينذر بتكرار الكارثة هذا العام إذا لم يتم التدخل السريع”.
وأشار مثنى إلى أن” معاناة النازحين تتفاقم يومًا بعد يوم؛ بسبب الانعدام شبه التام لمواد التدفئة والمستلزمات الشتوية الأساسية، وسط غياب مأوى آمن يحميهم من قسوة البرد وغياب الخدمات الأساسية من غذاء، ومياه، وصحة”.
ووجه مثنى” نداء إنساني عاجل إلى وكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، وكافة الشركاء في العمل الإنساني، للتدخل السريع وتقديم المساعدات الطارئة لإنقاذ آلاف الأسر النازحة من مخاطر البرد والصقيع، والتي تتطلب، توفير مستلزمات الشتاء الأساسية (أغطية، ملابس شتوية، دفايات كهربائية)”.
وواصل” كما تتطلب الأسر النازحة سرعة توفير صيانة وتحسين أوضاع المآوي المتضررة، وتقديم مساعدات غذائية عاجلة ومياه صالحة للشرب، بالإضافة إلى تعزيز الخدمات الصحية لمواجهة أمراض الشتاء وإنقاذ الفئات الأكثر ضعفًا”.
وأكد أن” حياة الآلاف من الأطفال، وكبار السن، والنساء مهددة بالخطر في هذه الظروف القاسية، وكل تأخير في الاستجابة يعني المزيد من الألم والمعاناة وربما الفقدان؛ لذا نحن نناشد بسرعة الاستجابة، فالوقت ينفد ومعاناة الأسر تزداد يومًا بعد آخر”.
أعداد مهولة تحتاج لمزيد من الدعم
من جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي، عبد ربه عثمان” التقيت بالكثير من النازحين في محافظة مأرب، وتفاجأت بالوضع السيئ الذي يعيشه غالبيتهم، خاصة في فصل الشتاء القارس والذي جعل من الهم الغذائي وتوفير قوت اليوم للأبناء لديهم أمرًا مؤجلًا، حتى يتم إيجاد حل للصقيع وتبعاته من الأمراض التي تصيب النساء والأطفال وكبار السن بشكل كبير”.
وأضاف عثمان” لموقع” يمن مونيتور” صحيح أنه هناك حركة دؤوبة ونشيطة تعمل من أجل النازحين، مثل الوحدة التنفيذية بمأرب ومديرها المجتهد وبعض المخلصين من موظفيها لكن هذا لا يعني عدم وجود ثغرات كثيرة بها تحتاج إلى إعادة النظر في كثير من واجباتها، علما بأن الوضع المعيشي الذي تشهده البلاد قد يكون عائقا أمام هذه الوحدات في توفير احتياجات النازحين”.
وأردف” أعداد النازحين مهولة وتحتاج إلى دعم أكبر، وما يقدم من دعم لا يكفي لآلاف الأسر التي انتقلت اليوم من حرارة الصيف القاتلة إلى برد الشتاء المميت وهي تعيش في تلك المخيمات التي لا تستطيع أن تكون لهم وقاء من تقلبات الطقس والتضاريس المتعبة”.
وتابع” جميعنا يعرف ما معنى البرد في هذا الموسم لكن البرد الذي يعيشه النازحون يفوق كل التخيلات علما بأن البعض منهم من ينام أمام المخيمات نظرا للازدحام الكبير الحاصل في المخيمات ومنهم من لا يجد ما يغطي به نفسه”.
وواصل” النازحون اليوم سواء كانوا في مأرب أو غيرها من المحافظات هم بحاجة ماسة للفتة إنسانية من جميع الجهات سواء كانت السلطات المحلية أو من المنظمات المحلية والدولية كما أنهم يحتاجون أكثر إلى الاستمرارية في الإيواء وإيجاد المأوى الآمن”.
وأشار عثمان إلى أنه” لا شك أن بقية النازحين في المحافظات الأخرى يعانون ما يعانيه نازحو مأرب وربما أن وضعهم قد يكون أكثر سوءًا من نازحي محافظة مأرب”.
واختتم” ينبغي الالتفات لحالة النازحين ومتابعتهم فيما يحتاجونه من وسائل تدفئة، وأدوية لازمة قبل أن يفقد النازحون فلذات أكبادهم؛ علمًا بأنه في الأعوام السابقة حدثت حالات موت عديدة نتيجة البرد القارس والأمراض الشتوية المفاجئة”.