رأي اليوم:
2025-01-24@23:59:35 GMT

روح الثورة.. والانقلاب في دولة النيجر

تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT

روح الثورة.. والانقلاب في دولة النيجر

 

د. محمد الطيب قويدري تشهد أفريقيا أحداثا تشد انتباه العالم، لعل أحدثها انقلاب النيجر الذي ليس حصوله بالصدفة العابرة، وإن كانت عواقبه ستتضح لاحقا، لأن الملاحظ الذي يعتمد على المواقف الرسمية للدول الكبرى، ودول الجوار المؤثرة لن يتأتى له في الوقت الراهن سوى صياغة استنتاجات قد يضطر إلى مراجعتها في ضوء ما ستؤول إليه الامور ان حدثت تدخلات عسكرية اجنبية خصوصا تدخل قوات فرنسية تبدو مرفوضة شعبيا ورسميا في أفريقيا مثلما ينطبق على مثيلا تها من دول الغرب.

موقف الشعب في النيجر يتضح من خلال الخروج إلى الشارع الذي سرعان ما اتجهت بوصلته كما يتوقع في مثل هذه الحالات إلى مناهضة الغرب وسياساته التقليدية القائمة على النهب والهيمنة على شؤون الدول غير الغربية سواء أكانت هذه الدول قوية وكبيرة ام كانت صغيرة وضعيفة. والحديث في الغرب عن الديمقراطية وحتى عن الإرهاب لم يعد كما كان في الماضي شعارا سياسيا لا يرد، فقد جرت تعرية التبريرات والذرائع التي طالما استعملت في استراتيجيات الهيمنة الأحادية القطب بعد نهاية الحرب الباردة. الجزائر رفضت وترفض التدخل العسكري الاجنبي استنادا الى مبادئها السياسية اولا، واستنادا إلى النتائج والانعكاسات الكارثية لتطبيق سياسات الغرب وحروبه في القارة كما حدث في ليبيا، وكما يوشك أن يحدث في السودان، لكن الغرب اليوم يطور استراتيجيات مختلفة لنشر الفوضى والاضطراب من خلال تدخل الاموال غير المشروعة التي مولت الإرهاب في السابق، وهي الآن إحدى الوسائل المفضلة لتغذية الصراعات وعدم الاستقرار داخل الدول بطرائق و بحجج جديدة من شأنها أن توظف كي تعيد صياغة معادلات قديمة. لقد هبت رياح شرقية على افريقيا، قبل وأثناء الحرب في أوكرانيا التي يتضح يوما بعد يوم أن أحد أهدافها واولوياتها هو ردع القوى الكبرى غير الاستعمارية، والقوى الصاعدة عن الاستمرار في تبني نهج الثورة السلمية الهادئة على القواعد القديمة للعلاقات الدولية، التي فرضها الغرب على الجميع، خارج إطار الأمم المتحدة ومجلس أمنها. لكننا لا ينبغي أن نهمل الحسابات الحساسة بين مكونات الغرب الانجلوساكسونية من جهة، وبين الاتحاد الأوروبي الذي كانت قد بدت عليه بوادر نزوع نحو الاستقلال والوحدة. بعد استقلا دول أفريقية كثيرة، تأجل مشروع التحرر الاقتصادي بسبب القصور الذاتي لبلدان القارة، وعدم قدرة القوى الناشئة فيها على قطر بقية الاقتصادات المحلية في القارة، ولكن الصين اضطلعت بدور رائد وبالغ الأهمية في مساعدة بلدان القارة على تغيير الذهنية السياسية السكونية التي سادت لعقود، وهكذا بدا فجر جديد يطل بإشعاعه على نواح عديدة في القارة البكر التي مازال في انتظارها الكثير لعمله من أجل أن يكون لها صوت في حركة بناء الثروة، وحل المشكلات خطيرة المستجدة على حياة الكوكب بأسره لا القارة الفقيرة/ الغنية وحدها.  ان تضامن البلدان الإفريقية فيما بينها سياسيا ليس كافيا اليوم ولكنه سبيل ملائم للبحث عن حلول اقتصادية ضرورية للتنمية  والتطوير في الأفق المتوسط والبعيد، وستبقى مشاريع البنية التحتية العالية الكلفة، لتنشيط التبدلات وتحسين التدفقات البينية بين دول القارة وبينها وبين بقية العالم، رهانا ملائما كما قد شرعت فيه الجزائر مع بعض أصدقائها وجيرانها، ومنهم النيجر ومالي وموريتانيا. فهل سيتوقف الغرب عن عاداته السيئة في عرقلة كل مجهود للتعاون والتنسيق بين الأفارقة؟ تبدو الحكومات والقوى الفاعلة في بلدان أفريقيا اليوم حريصة على تخطي العوائق المعارضة لتنشيط عملية إحياء تاريخية واسعة داخل القارة، في ظل بصيص الاستقلال الذي ابدته بعض دولها بمعونة الصين وروسيا احيانا، وبجهود من قوى محلية واعية بأهمية التواجد ضمن معادلات التغيير التي يمكن أن تمخض عنها أوضاع العالم اليوم، كما هو شان  الجزائر وجنوب أفريقيا ونيجيريا وغيرها، لأن من المهم الحيلولة دون مفاعيل محاولات اجهاضها التي لا تتوقف وأن فشل بعضها. وما الدور الصهيوني في القارة سوى واحد من مظاهر هذه الاستماتة في رفض ثورة الشعوب من قبل القوى الرجعية التي تخدم عودة الروح الاستعمارية من جديد. كاتب جزائري

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

وفد التنسيقية يبحث مع سفيرة النيجر سبل التعاون الثنائي

التقى وفد من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، سفيرة جمهورية النيجر لدى القاهرة "ثاني نانا عائشة أنديا" لبحث سبل التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

وأعرب وفد التنسيقية، خلال اللقاء، عن عمق العلاقات التاريخية التي تجمع مصر والنيجر، وتمتد لعقود من الزمن، وأشار الوفد إلى حجم التعاون الكبير بين الدولتين على كافة المستويات والمجالات.

وأكد وفد التنسيقية على الأهمية التي توليها مصر لترسيخ العلاقات الثنائية مع النيجر، في إطار بروتوكولات التعاون الاستراتيجية بين البلدين في المجالات المختلفة، وأشار الوفد إلى أهمية هذه الزيارة كخطوة نحو تعزيز التعاون مع دول القارة الأفريقية.

من جانبها، رحّبت السفيرة بوفد التنسيقية، مشيدة بدور التنسيقية في دعم الشباب وتعزيز المشاركة السياسية، مؤكدة على أهمية ومحورية التعاون بين مصر والنيجر في كافة المجالات، وضرورة توطيد العلاقات في المستقبل.

كما تناول الجانبان دور الأزهر الشريف في نشر تعاليم وعلوم الإسلام ومكافحة الأفكار المتطرفة في مختلف بلدان أفريقيا، وفي هذا السياق عبرت السفيرة عن امتنان بلادها الشديد لدور الأزهر في النيجر ولما لبعثة الأزهر من ائمة ودعاة من دور بالغ الأهمية في نشر علوم الدين وتعاليمه الصحيحة.

ضمّ وفد تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين كلا من النائب طارق الخولي وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، والنائب محمد السباعي عضو مجلس الشيوخ، ومحمد هندي، ومحمد طه أعضاء التنسيقية.

مقالات مشابهة

  • الشامسي يبحث التعاون مع قائد القوات الجوية في النيجر
  • سكرتير مجلس الأمن الروسي يحذر من ارتفاع مخاطر التصادم النووي
  • الإمارات تجدد الشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة
  • المشاط: توسيع نطاق الشراكة بين قارة أفريقيا والمؤسسات الدولية يُدعم جهود التنمية
  • المشاط في منتدى دافوس: توسيع نطاق الشراكة بين قارة أفريقيا والمؤسسات الدولية يُدعم جهود التنمية الاقتصادية
  • سعر الذهب اليوم الخميس 23 يناير 2025 في الجزائر
  • وفد «التنسيقية» يبحث مع سفيرة النيجر سبل التعاون الثنائي
  • وفد التنسيقية يبحث مع سفيرة النيجر سبل التعاون الثنائي
  • تأجيل محاكمة صاحب مجمع “إفرساي” الذي نصب على المواطنين قرابة 100 مليار
  • الإمارات تدعو إلى تعزيز القدرات الوطنية لمكافحة الإرهاب في أفريقيا