رأي اليوم:
2024-10-06@08:59:11 GMT

روح الثورة.. والانقلاب في دولة النيجر

تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT

روح الثورة.. والانقلاب في دولة النيجر

 

د. محمد الطيب قويدري تشهد أفريقيا أحداثا تشد انتباه العالم، لعل أحدثها انقلاب النيجر الذي ليس حصوله بالصدفة العابرة، وإن كانت عواقبه ستتضح لاحقا، لأن الملاحظ الذي يعتمد على المواقف الرسمية للدول الكبرى، ودول الجوار المؤثرة لن يتأتى له في الوقت الراهن سوى صياغة استنتاجات قد يضطر إلى مراجعتها في ضوء ما ستؤول إليه الامور ان حدثت تدخلات عسكرية اجنبية خصوصا تدخل قوات فرنسية تبدو مرفوضة شعبيا ورسميا في أفريقيا مثلما ينطبق على مثيلا تها من دول الغرب.

موقف الشعب في النيجر يتضح من خلال الخروج إلى الشارع الذي سرعان ما اتجهت بوصلته كما يتوقع في مثل هذه الحالات إلى مناهضة الغرب وسياساته التقليدية القائمة على النهب والهيمنة على شؤون الدول غير الغربية سواء أكانت هذه الدول قوية وكبيرة ام كانت صغيرة وضعيفة. والحديث في الغرب عن الديمقراطية وحتى عن الإرهاب لم يعد كما كان في الماضي شعارا سياسيا لا يرد، فقد جرت تعرية التبريرات والذرائع التي طالما استعملت في استراتيجيات الهيمنة الأحادية القطب بعد نهاية الحرب الباردة. الجزائر رفضت وترفض التدخل العسكري الاجنبي استنادا الى مبادئها السياسية اولا، واستنادا إلى النتائج والانعكاسات الكارثية لتطبيق سياسات الغرب وحروبه في القارة كما حدث في ليبيا، وكما يوشك أن يحدث في السودان، لكن الغرب اليوم يطور استراتيجيات مختلفة لنشر الفوضى والاضطراب من خلال تدخل الاموال غير المشروعة التي مولت الإرهاب في السابق، وهي الآن إحدى الوسائل المفضلة لتغذية الصراعات وعدم الاستقرار داخل الدول بطرائق و بحجج جديدة من شأنها أن توظف كي تعيد صياغة معادلات قديمة. لقد هبت رياح شرقية على افريقيا، قبل وأثناء الحرب في أوكرانيا التي يتضح يوما بعد يوم أن أحد أهدافها واولوياتها هو ردع القوى الكبرى غير الاستعمارية، والقوى الصاعدة عن الاستمرار في تبني نهج الثورة السلمية الهادئة على القواعد القديمة للعلاقات الدولية، التي فرضها الغرب على الجميع، خارج إطار الأمم المتحدة ومجلس أمنها. لكننا لا ينبغي أن نهمل الحسابات الحساسة بين مكونات الغرب الانجلوساكسونية من جهة، وبين الاتحاد الأوروبي الذي كانت قد بدت عليه بوادر نزوع نحو الاستقلال والوحدة. بعد استقلا دول أفريقية كثيرة، تأجل مشروع التحرر الاقتصادي بسبب القصور الذاتي لبلدان القارة، وعدم قدرة القوى الناشئة فيها على قطر بقية الاقتصادات المحلية في القارة، ولكن الصين اضطلعت بدور رائد وبالغ الأهمية في مساعدة بلدان القارة على تغيير الذهنية السياسية السكونية التي سادت لعقود، وهكذا بدا فجر جديد يطل بإشعاعه على نواح عديدة في القارة البكر التي مازال في انتظارها الكثير لعمله من أجل أن يكون لها صوت في حركة بناء الثروة، وحل المشكلات خطيرة المستجدة على حياة الكوكب بأسره لا القارة الفقيرة/ الغنية وحدها.  ان تضامن البلدان الإفريقية فيما بينها سياسيا ليس كافيا اليوم ولكنه سبيل ملائم للبحث عن حلول اقتصادية ضرورية للتنمية  والتطوير في الأفق المتوسط والبعيد، وستبقى مشاريع البنية التحتية العالية الكلفة، لتنشيط التبدلات وتحسين التدفقات البينية بين دول القارة وبينها وبين بقية العالم، رهانا ملائما كما قد شرعت فيه الجزائر مع بعض أصدقائها وجيرانها، ومنهم النيجر ومالي وموريتانيا. فهل سيتوقف الغرب عن عاداته السيئة في عرقلة كل مجهود للتعاون والتنسيق بين الأفارقة؟ تبدو الحكومات والقوى الفاعلة في بلدان أفريقيا اليوم حريصة على تخطي العوائق المعارضة لتنشيط عملية إحياء تاريخية واسعة داخل القارة، في ظل بصيص الاستقلال الذي ابدته بعض دولها بمعونة الصين وروسيا احيانا، وبجهود من قوى محلية واعية بأهمية التواجد ضمن معادلات التغيير التي يمكن أن تمخض عنها أوضاع العالم اليوم، كما هو شان  الجزائر وجنوب أفريقيا ونيجيريا وغيرها، لأن من المهم الحيلولة دون مفاعيل محاولات اجهاضها التي لا تتوقف وأن فشل بعضها. وما الدور الصهيوني في القارة سوى واحد من مظاهر هذه الاستماتة في رفض ثورة الشعوب من قبل القوى الرجعية التي تخدم عودة الروح الاستعمارية من جديد. كاتب جزائري

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

حجم المياه الذي وصل لبحيرة ناصر من حصة السودان حتى اليوم ومنذ بداية الحرب في إبريل 2023 يزيد عن (25 مليار متر مكعب)

ليه يا سويلم ليه تفتح توشكي ليه .. بتهدر الخير ثم تبكي عليه!!..
1- أحزني جدا قرار وزير الري الدكتور/ هاني سويلم فتح مفيض توشكي قبل يومان في وقت فيه منسوب بحيرة ناصر لازال عند منسوب أقل من (180.5 فوق سطح البحر)

2- على مدار السنوات الماضية تكرر وصول منسوب بحيرة ناصر حتى (181.98 فوق سطح البحر) عدة مرات خلال الفترة بين عام (2019- 2022). فلماذا تسرعت يا حاج سويلم في فتح بوابات مفيض توشكي وأنت لازال عندك قرابة (1.5 فرغ) لتصل للمنسوب الأعلى لبحيرة ناصر.
3- الإتحاد السوفيتي عامل لك (36 بوابة للمفيض العلوي) فوق السد العالي عند منسوب (182 فوق سطح البحر) عشان تسيطر على أي فيضان بعد أمتلاء بحيرة ناصر. ليه لا تستغل تلك البوابات الــ (36) بدلا من مفيض توشكي.

4- أو على الأقل أوصل أولا لمنسوب (181.9) ثم إفتح مفيض توشكي مافيش مشكلة , إنما تبدأ ترمي مياه الشعب المصري والسوداني في رمال توشكي عشان تروح تشحن الطبقات الجوفية لنهر القذافي العظيم. (فلا و 1000 لا).

5- هناك فرق كبير بين فتح مفيض توشكي عند منسوب (180.5 أو 181.9) هناك فرق في التخزين يعادل قرابة (7.0 مليار متر مكعب). يعني أكبر من كل المياه التي تعالجها في مشروع (الدلتا الجديدة) بقرابة (250%). فلماذا ترميها في نهر القذافي العظيم ثم ترجع تسحب من الميزانية المصرية لمعالجة مياه الصرف الصحي لمحطات الصرف الصناعي والصحي المستخدمة في مشروع الدلتا الجديدة.

6- أنا معك أن كل تلك المياه هي مياه (حصة السودان) ولكنها وصلت إلينا تقريبا ببلاش فليس معني هذا أن نرميها في توشكي.

7- بوابات الري لسد مروي والذي يعتبر أخر نقطة على مجري النيل داخل السودان مفتوحة حتى اليوم ولم تخزن نقطة مياه واحدة بأي من السدود السودانية مثلما كان يحدث سنويا قبل الحرب الأهلية حيث يبدأ تخزين السدود السودانية في الإسبوع الأول من سبتمبر. وصلنا لأكتوبر وبوابات مروي لازالت مفتوحة.

8- حجم المياه الذي وصل لبحيرة ناصر من حصة السودان حتى اليوم ومنذ بداية الحرب الأهلية في إبريل 2023 يزيد عن (25 مليار متر مكعب) أي ما يعادل قرابة (7.5 متر) من إرتفاع المياه أمام السد العالي , بمعني لولا حصة السودان لكان المنسوب الحقيقي لبحيرة ناصر اليوم قرابة (173 فقط).

9- بكل صدق لا أري أي حكمة في قرار الدكتور/ سويلم والتسرع بفتح توشكي. أعلم من بعض (أصدقائي) بوزارة الري المصرية أن قرار (فتح مفيض توشكي) ليس بالضرورة أن يكون قرار وزير الري المصري وفي أحيانا كثيرة يكون اللؤاء مقاتل بحبح الثالث عشر قائد سلاح (المياه) هو صاحب القرار وبغض النظر عن موافقة الدكتور سويلم .

10- 7.0 مليار متر مكعب تهدر عمدا في مفيض توشكي في وقت لانعلم ماذا سيحدث لمستقبل المياه في مصر هو (رفض لنعمة ربنا) سنحاسب جميعا عليه يوم يبدأ فيه (الجفاف).
د. محمد حافظ

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • "القارة السمراء" تترقب قرعة دوري أبطال أفريقيا والكونفدرالية
  • القارة السمراء تترقب قرعة مرحلة المجموعات لدوري أبطال أفريقيا والكونفيدرالية
  • حليف الأمس عدو اليوم | ما الذي يحصل في إقليم أمهرة الإثيوبي؟.. نشرح لك القصة
  • الأولمبية الجزائرية: الشائعات التي تطارد إيمان خليف لا أساس لها من الصحة
  • وفاة 866 شخصًا بجدري القرود في أفريقيا
  • وفاة 866 شخصًا بمرض جدري القردة في أفريقيا
  • أفريقيا في القمة الأممية.. حضور بحجم هموم وتطلعات القارة
  • حجم المياه الذي وصل لبحيرة ناصر من حصة السودان حتى اليوم ومنذ بداية الحرب في إبريل 2023 يزيد عن (25 مليار متر مكعب)
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة