كتبت بولا مراد في" الديار": قد يعتقد اي متابع عن كثب للتطورات العسكرية المتسارعة جنوب البلاد، كما للمواقف السياسية والتهديدات "الاسرائيلية" التي تحولت شبه يومية، ان الحرب الموسعة باتت قاب قوسين او ادنى. الا ان من يدقق بمجمل المشهد وخلفياته، يدرك ان هناك ٣ سيناريوهات يمكن ان تنتهي الى احدها الامور خلال الاشهر الـ٣ المقبلة:
- السيناريو الاول: لا شك ان سيناريو الحرب الموسعة عاد يطرق الابواب اللبنانية بقوة، وليست التحذيرات والتهديدات التي نشطت بشكل غير مسبوق في الايام الماضية، الا دليلا عن ارتفاع احتمالات الحرب من دون ان تتجاوز حتى الساعة الـ50%، بحسب مصادر مطلعة على جو حزب الله.
وبحسب المصادر فانه "وبعد خطة الهدنة التي طرحها الرئيس الاميركي جو بايدن لغزة، والتي لن يستطيع نتنياهو رفضها لاعتبارات كثيرة، وان كان قد يعمد الى نسفها في مرحلتها الثانية، بات الخشية كبيرة من ان يلجأ رئيس حكومة العدو لتوسيع القتال في لبنان، خاصة ان الجميع يعي ان لا مصلحة له بوقف القتال على كل الجبهات لان ذلك سيعني انطلاق مرحلة محاسبته داخليا وصولا لمحاكمته".
وتضيف المصادر "بعد التصعيد الكبير لعمليات حزب الله ردا على عمليات العدو التصعيدية، بات نتنياهو يعتقد ان هناك مبررات وحجج يقدمها للولايات المتحدة الاميركية، لجهة ان حزب الله هو من يصعّد ومن يستهدف المستوطنات، ويدفع بعشرات آلاف المستوطنين الى الملاجئ... لذلك فاحتمال المغامرة "الاسرائيلية" جنوبا تبقى واردة".
- السيناريو الثاني: يقول باستمرار الوضع على ما هو عليه سواء في غزة او في الجنوب، فتكون موجة التهديدات والتحذيرات المستجدة مماثلة لما سبقها من موجات. وعن هذا تقول المصادر "اعتاد الحزب هذه الاستراتيجية في التعاطي، لكنه ادرك منذ انطلاق الحرب ان التهديدات "الإسرائيلية" هدفها الوحيد وقف القتال، وبالتالي وقف الدعم والمساندة عبر جبهة الجنوب، وان العدو يعي ان العبث مع حزب الله والقيام بمغامرة في لبنان، يعني تهديدا فعليا للكيان ككل في ظل الظروف الراهنة. لذلك ما لم يردع الحزب بالسابق لن يردعه اليوم".
- السيناريو الثالث: يقول بسير نتنياهو مجبرا بخطة بايدن للهدنة وبسريانها تلقائيا على لبنان، على ان يعود المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين فورا الى بيروت، مع اعلان سريان الهدنة في غزة، بمسعى لصياغة تفاهم نهائي على الوضع جنوبا، يلحظ العودة لتطبيق فعلي للقرار الدولي 1701 وانسحاب "اسرائيل" من أراض لبنانية لا تزال تحتلها، ما يؤدي لدخول لبنان في مرحلة طويلة نسبيا من الاستقرار على كل المستويات، بعدما بات واضحا ان الاستقرار الامني سيؤدي تلقائيا لاستقرار سياسي ولتدفق الاستثمارات، كما سبق ان وعد هوكشتاين.
بالمحصلة، يبدو ان شهر حزيران سيكون مفصليا في مسار الاحداث في لبنان والمنطقة، فهل نتجه الى الهدنة الطويلة الامد او الانفجار الكبير؟
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
مقتل جنديين من الجيش اللبناني بقصف إسرائيلي على موقعهم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قُتل جنديان من الجيش اللبناني وجُرح اثنان آخران على الأقل عندما قصفت إسرائيل موقعهم بالقرب من حاصبيا في جنوب لبنان.
يأتي ذلك في ظل أن أحد الحلول المطروحة لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله هو زيادة تواجد جنود الجيش اللبناني في جنوب لبنان.
وكان حزب الله اللبناني قد أكد أن غارة جوية إسرائيلية على بيروت أدت إلى مقتل مسؤول الإعلام فيها محمد عفيف اليوم الأحد.