عربي21:
2024-09-29@08:03:31 GMT

انتخابات «لا أحد يدري» في تونس!

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

أشهر قليلة أقل من عدد أصابع اليد الواحدة ما زالت تفصل التونسيين عن انتخابات رئاسية، المجهول منها أكثر من المعلوم.

بداية، لا أحد يدري التاريخ المحدد لهذه الانتخابات بحيث تٌرك الأمر لتكهنات المراقبين والقانونيين، وكأن في الأمر سرا يحول دون الإفصاح من الآن عن موعد من حق الجميع معرفته ليستعد له السياسيون والمواطنون على حد سواء.

وعوض أن تكون «الهيئة العليا المستقلة» للانتخابات هي المبادرة بالإعلان عن هذا التاريخ نراها اليوم وكأنها تنتظر من يهمس به في أذنها.

لا أحد يدري كذلك بشكل قاطع شروط الترشح لهذه الانتخابات، فبعد أخذ ورد وتوقعات من هنا وهناك، خرج المتحدث باسم هيئة الانتخابات مؤخرا بجملة من الشروط بعضها قديم وبعضها الآخر جديد لكنه مثير للجدل، وهذا أمر مربك لنزاهة عملية ما كان يفترض أن تتغير فيها قواعد اللعبة قبل فترة وجيزة من موعد الانتخابات، ما يحيل لتفسيرات مريبة سيتضح صدقها من زيفها عند الصدور النهائي والرسمي لهذه الشروط.

لا أحد يدري أيضا ما إذا كان الرئيس سعيّد مستعد أم لا لتسليم السلطة إذا ما فشل في كسب هذه الانتخاباتلا أحد يدري كذلك ما إذا كان الرئيس الحالي قيس سعيّد سيمضي قدما ويعلن بوضوح رغبته في إعادة ترشيح نفسه للمنصب، وما إذا كان سيتوجه للشعب بما يراه حصيلة إنجازات تشفع له في هذه الخطوة، مع وعود محددة للعهدة المقبلة، أم أنه سيخيّر الإبقاء على نفس خطابه المعتاد الذي يعتبر فيه نفسه قائد «معركة تحرّر وطني» عليه أن يواصلها، حتى وإن كان من غير الواضح ضد من بالتحديد، حتى وإن كان لا يٌعرف من ملامحها سوى محارب فساد اتضح إلى حد الآن الانتقائية الواضحة في فتح ملفاته.

لا أحد يدري أيضا ما إذا كان الرئيس سعيّد مستعد أم لا لتسليم السلطة إذا ما فشل في كسب هذه الانتخابات. سؤال لا علاقة له بقراءة سيئة للنوايا لكنه مرتبط بما صرّح به الرئيس نفسه في أبريل / نيسان العام الماضي من أنه «ليس مستعدا لأن يسلّم الوطن لمن لا وطنية له» مضيفا وقتها بالقول «أشعر أنني أتحمل المسؤولية ولن أتخلى عن المسؤولية».

لا أحد يدري أيضا بين من ومن سيكون النزال الرئاسي طالما أن من أعلنوا عن نيتهم في خوضه لم يتقدموا بعد رسميا ولم يجر بعد قبول أي طلب، بما أن باب الترشحات لم يفتح بعد أصلا، علما أن من بينهم من هو في السجن أو في الخارج. هذا دون أن ننسى أن الرئيس اتهم في أبريل/ نيسان الماضي أطرافا لم يسمها بـ«الارتماء في أحضان الخارج» مشيرا إلى أن «هذه الأطراف لا يمكن لها أن تترشح للانتخابات الرئاسية في تونس» بما يعني أن لديه اعتراضا مسبقا على بعض الأسماء المتداولة. أما المعارضة، وأساسا «جبهة الخلاص الوطني» المكوّنة من 6 أحزاب أبرزها حركة «النهضة» فقد أعلنت أنها لن تشارك في الانتخابات الرئاسية مبرّرة ذلك بغياب شروط التنافس، لكنها تركت الباب مواربا لإمكانية تغيير موقفها ذلك أن «الانتخابات استحقاق نتمسك به، لكن الشروط منعدمة، إلا أننا سنعمل على تغييرها، وإذا لم تتطور الأمور لن نكون جزءا من المسرحية الانتخابية» وفق ما قاله زعيم هذه الجبهة أحمد نجيب الشابي.


لا أحد يدري كذلك ما يمكن أن تكون عليه نزاهة الانتخابات في ظل احتكار الرئيس لكل السلطات، والشك الذي يعرب عنه عديدون في مدى حيادية هيئة الانتخابات، وفي ظل عودة أجواء الخوف وتكميم الأفواه، بشهادة جميع منظمات حقوق الإنسان الوطنية والدولية، مع ما تعانية قطاعات عديدة من علاقات متوترة للغاية مع السلطة التي يبدو أنها استمرأت العودة إلى المعالجات الأمنية الصرفة والمقاربات الكيدية في التعامل مع أي نفس احتجاجي ما قاد إلى عزل قضاة وملاحقة محامين والزج بعدد من الصحافيين وراء القضبان.

لا أحد يدري أيضا ما إذا كانت البلاد قد تشهد أم لا قبل الانتخابات الرئاسية أجواء انفراج معينة قد يقدم عليها الرئيس لجعل هذه الانتخابات تجري في ظروف أقل احتقانا مما هي عليه الآن، ذلك أن المزاج الاجتماعي الحالي شديد التوتر لأسباب عديدة لعل أهمّها حاليا الشكوى المريرة من غلاء المعيشة وتردّي الخدمات العامة، أما المزاج السياسي فقلق وغاضب يسوده إلى حد كبير خطاب الكراهية والإقصاء بشكل ينذر بأخطر التداعيات على السلم في البلاد، فضلا عن قضايا عديدة أخرى كملف اللاجئين الأفارقة وأجواء العنف في الملاعب وكلها أعادت كابوس الخوف في البلاد وعليها.

أخيرا، لا أحد يدري ما الذي يمكن أن يحل بالبلاد إذا لم يتغيّر شيء في المشهد السياسي الحالي، وتواصل نفس النهج لخمس سنوات أخرى، في وقت ستزداد فيه حتما مشاكل البلاد الاقتصادية والاجتماعية استفحالا، وهي التي لم تجد من ينكبّ على معالجتها بعقل ورؤية رصينة وعلمية. هذا هو السيناريو المخيف حقا، الذي لا أحد أيضا، يريد أن يتخيّله أو يفكّر فيه، مع أن كثيرا يرجّحونه.

المصدر: القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه التونسيين تونس الانتخابات التونسية قيس سعيد مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة رياضة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه الانتخابات ما إذا کان

إقرأ أيضاً:

الرئيس التونسي يستقبل السفير المصري بمناسبة انتهاء مهامه في تونس

استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد، بمقر قصر قرطاج الرئاسي، سفير مصر لدى تونس إيهاب فهمي، وذلك للتوديع بمُناسبة انتهاء مهامه في تونس، حيث نقل الرئيس التونسي خالص تحياته وتقديره البالغ لأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأشاد الرئيس التونسي، خلال اللقاء، بالمستوى المتميز الذي بلغته علاقات التعاون الثنائي المُثمر بين مصر وتونس على مدار السنوات الأربع الماضية في شتى المجالات، وكذلك ما شهدته من تعزيز لآليات التشاور والتنسيق المشترك، مؤكدًا متانة العلاقات والروابط الأخوية والثقافية الضاربة في عمق التاريخ بين البلدين، والحرص المتبادل على الارتقاء بها إلى أعلى المراتب لما فيه خير الشعبين الشقيقين ومصلحتهما المشتركة.

وذكرت وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج اليوم الأحد أن السفير إيهاب فهمي أعرب من جانبه عن بالغ شكره للرئيس قيس سعيد لما حظي به من رعاية ودعم خلال فترة عمله في الجمهورية التونسية الشقيقة.

واستعرض السفير ما شهده مسار العلاقات الثنائية بين البلدين من طفرة نوعية خلال السنوات الأربع الماضية بداية من الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس التونسي للقاهرة في أبريل 2021، وما تلاها من استحقاقات ثنائية هامة لاسيما انعقاد الدورة الـ17 للجنة العليا المشتركة شهر مايو 2022 في تونس على مستوى دولة رئيس مجلس الوزراء المصري ورئيس الحكومة التونسية والتوقيع خلالها على عدد كبير من الاتفاقات ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، مع التئام المنتدى الاقتصادي المشترك على هامش أعمالها، بالإضافة إلى استئناف مختلف اللجان القطاعية، والقنصلية والأمنية والعسكرية المشتركة، وكذا لجنة التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية في البلدين، فضلاً عن الزيارات المكثفة رفيعة المستوى المتبادلة أبرزها مشاركة دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في قمة "تيكاد 8" التي استضافتها تونس في أغسطس 2022، وكذلك إقامة العديد من الفعاليات الثقافية.

كما أبرز السفير إيهاب فهمي، خلال اللقاء، جهود مصر من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والتشديد على ضرورة التصدي لمحاولات دفع المنطقة نحو حرب إقليمية شاملة أخذا في الاعتبار التصعيد العسكري الراهن على الجبهة اللبنانية.

وتم الاستماع لرؤية الرئيس التونسي في هذا الخصوص.

مقالات مشابهة

  • الرئيس التونسي يستقبل السفير المصري بمناسبة انتهاء مهامه في تونس
  • جبهة الخلاص تحذر من تحول انتخابات تونس لانقلاب جديد على إرادة الشعب
  • نواب تونس يناقشون إصلاح الانتخابات قبل أيام من التصويت  
  • جلسة حاسمة بالبرلمان التونسي لتعديل قانون انتخابات جدلي
  • احتجاجات في تونس بعد تصويت البرلمان على تعديل مشروع قانون مثير للجدل
  • قزيط: حكم محكمة طرابلس المفاجئ بشأن انتخابات مجلس الدولة لا قوة قانونية له لأن المحكمة غير مختصة
  • برلمان تونس يناقش تعديل قانون مثير للجدل قبل الانتخابات
  • حكم قضائي بإلغاء انتخابات الأعلى الليبي..هل يلتزم به تكالة والمشري؟
  • غرفة تجارة دمشق تعلن نتائج انتخابات مجلس إدارتها الجديد
  • حزب طالباني:زيادة عدد مقاعدنا في انتخابات الإقليم المقبلة