خرقت الجمود الرئاسي، الجولة التي بدأها الحزب التقدمي الاشتراكي على الكتل السياسية والنيابية. وبدا من غير الممكن تجاهل تزامن ثلاثة مؤشرات أمس صبت جميعها، عفواً ام قصداً، في خانة ما يسمى إما "المرشح الثالث" وإما "المرشح التسوية". المؤشر الأول صاغه انطلاق تحرك "اللقاء الديموقراطي" والحزب التقدمي الاشتراكي سعياً الى توافق على المرشح "الوفاقي" ولو من دون تسمية.

والمؤشر الثاني برز في الرحلة المشتركة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مع قائد الجيش العماد جوزف عون الى البقاع الشمالي وإشادة الراعي اللافتة بنهج "فتح الطرق" الذي يعتمده قائد الجيش فيما سواه يقطعها، ما اكتسب دلالة تتجاوز مناسبة تدشين شبكة طرق أقامها الجيش. والمؤشر الثالث جاء في ما نقل عن السفير السعودي وليد بخاري لجهة تقدم السعي نحو "مرشح التسوية".
أما ما نقل وتردد في شأن وساطة قطرية لجمع وفد "القوات اللبنانية" والمعاون السياسي لرئيس حركة "أمل" النائب علي حسن خليل اللذين تزامن وجودهما في الدوحة، فنفته الأوساط المعنية لدى الجهتين نفياً قاطعاً، مشيرة الى أن كلاً من الفريقين موجود بدعوة خاصة به من قطر وليس بدافع أي وساطة لجمعهما.

غير أن لبّ الحركة السياسية الداخلية برز في بداية تحرك "اللقاء الديموقراطي" برئاسة رئيسه النائب تيمور جنبلاط إذ بدا لافتاً أنه اعتمد أو الزم نفسه سقفاً شديد الواقعية لجهة وصف تحركه في اتجاه جميع القوى السياسية بأنه "محاولة" توافقية أو توفيقية وليس مبادرة ببنود محددة، الأمر الذي عكس حذراً ضمنياً استباقياً لدى "اللقاء الديموقراطي" لادراكه طبيعة الحواجز والعقبات والصعوبات التي لا تزال قائمة أمام أي مبادرة لكسر انسداد الازمة الرئاسية.
وذكرت «نداء الوطن» أنّ جعجع أكد خلال اللقاء، كما فعل أكثر من مرة أنه «حريص على أن تلتزم كل رئاسة من الرئاسات الثلاث صلاحياتها. وعندما تجاوز الرئيس ميشال عون صلاحياته في اتجاه رئاسة الحكومة اعترضت «القوات». وأضاف أنه على الرئيس بري «أن يلتزم صلاحياته ويفصل بين دوره كرئيس لمجلس النواب وبين دوره كرئيس لجهة سياسية». وخلص الى القول: «ممنوع التلاعب بالدستور والاستفادة من تعطيل الاستحقاق لانتزاع أعراف في غير محلها وانقلابية على الدستور».
وفي الإطار نفسه، وبتكليف من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط،، زار الوزير السابق غازي العريضي، الرئيس بري وحسين الخليل المعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله .
وفي المعلومات، أنّ الثنائي أبلغ العريضي أنّ جعجع هو من «يعطّل» انتخاب الرئيس، وقالا: «إن كان جعجع لا يعتبر برّي رئيساً للنواب يروح يدوّر عَ برلمان تاني».
وأطلق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من أقاصي الحدود الشرقية للبنان دعوة متجدّدة لانجاز الاستحقاق الرئاسي، تميّزت بمقاربة لم ترد سابقاً في مواقفه. ففي ردٍّ غير مباشر على حملة ثنائي «حزب الله» وحركة «أمل» تحت عنوان «صلاحيات رئيس مجلس النواب» لتبرير عرف «الحوار» قبل الانتخابات الرئاسية، قال الراعي: «من دون رئيس للجمهورية، لا وجود للدولة والمؤسسات، وهذا ما لا نقبل به، والتأخير الحاصل غير مقبول أمام المجتمع الدولي وأمام الشعب، لذا يجب انتخاب رئيس لتعود الصلاحية لمجلس النواب وللحكومة».

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مسعى الحزب التقدمي الإشتراكي لم يجد من يمانع بحثه ،بدليل أن معظم اللقاءات التي عقدتها وفوده مع الكتل عكست ارتياحا، ولا بد من انتظار حصيلته لاسيما أن الاجتماعات لم تنتهِ بعد .
ورأت هذه المصادر أن موضوع الرئيس التوافقي الذي يؤيده اللقاء الديمقراطي ويعمل على تسويقه كان مطلب اللقاء منذ فترة، على أن الأسئلة التي يصعب الاجابة عنها تلك التي تتعلق بهذا الطرح فتقوم على شرح ماهية الرئيس التوافقي وما إذا كانت هناك لائحة معينة مرشحة لهذا الرئيس.  
واعتبرت أن الخطوة المقبلة للقوى تحدد ما إذا  كان المسعى يتقدم أم ان مصيره الجمود مع العلم انه لا يتنافى ومساعٍ أخرى لاسيما بالنسبة إلى اللجوء إلى وضع أسماء أخرى مرشحة للرئاسة.
وكتبت" الديار": لا تزال مواقف القوى السياسية في لبنان على حالها حيث أن كل فريق مُتمسّك بموقفه وبالتالي لم يتم لمس أي تغيير من قبل الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان خلال زيارته الأخيرة لبيروت. وعلى الرغم من ذلك، ترى مصادر مُطلعة أن اللجنة الخماسية مُصمّمة على إيجاد مخرج في ظل هذا التوقيت الإقليمي الدقيق. وبحسب هذه المصادر، هناك إلحاح من قبل اللجنة الخماسية على إنجاز الإستحقاق الرئاسي في الأسابيع المقبلة وذلك لإقرار «التسوية المرتقبة للأوضاع على الحدود الجنوبية مع الكيان الصهيوني». وترى المصادر أن عمل اللجنة الخماسية يتكامل وعمل كل من الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان والوسيط الأميركي آموس هوكستين، حيث أن اللجنة الخماسية تسعى لإنتخاب رئيس للجمهورية في نفس الوقت الذي يسعى فيه هوكستين إلى الوصول إلى مسودّة إتفاقية على ترسيم الحدود يتمّ إقرارها من قبل الرئيس المُنتخب.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: اللجنة الخماسیة

إقرأ أيضاً:

بري يفتح باب التسوية الرئاسية... وقمة روحية في بكركي

كتبت" الاخبار": الحدث الداخلي الابرز، اللقاء الثلاثي الذي عقِد في عين التينة وضم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط.وعلمت «الاخبار» أن اللقاء جاء نتيجة تنسيق مزدوج، الأول داخلي بين بري وميقاتي وجنبلاط، والثاني بين بري وقطر ومصر. وهدفت الصورة الثلاثية إلى إيصال عدة رسائل للداخل والخارج، أهمها أن الأولوية اليوم هي لوقف إطلاق النار قبلَ أي شيء، وبعدَ ذلك، يبدأ البحث في الإنتخابات الرئاسية وبقية الملفات الداخلية. ويبدو ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ليس بعيدا عن مقاصد الاجتماع. علما انه يناقش مع الرئيسين بري وميقاتي مسألة عودة وزراء التيار الى حضور جلسات الحكومة نظراً للوضع الطارئ الذي يعيشه لبنان.   وتقول مصادر متابعة ان هناك فرصة لإبرام تسوية لا تُغضب أحداً وتفضي إلى ملء الفراغ الرئاسي وتشكيل حكومة تعكس الواقع اللبناني كما هو، وليس كما ترغب به الدول الراعية للعدوان الاسرائيلي، وهو ما تدعو اليه قوى لبنانية تامل ان يجهز جيش الاحتلال على حزب الله بصورة نهائية. وهؤلاء، يتناغمون مع طروحات غربية، بينها ما ذكره الفرنسيون عن الحاجة الى تطبيق القرار 1559. وكشفت المصادر أن «بري لم يعد متمسكاً بمبدأ الحوار كمدخل لانتخاب رئيس، لكنه يشترط موافقة أكثر من 86 نائباً للدعوة الى جلسة انتخاب الرئيس، لتشكيل ما يشبه الاجماع الوطني». وأكدت المصادر أن باسيل ليس بعيداً عن هذا الجو، لكنه يعارض انتخاب قائد الجيش جوزف عون الذي ترشحه السعودية إلى جانب زياد بارود او عصام سليمان؟ علما ان باريس «دخلت على خط الوساطة مع الرياض للضغط على معراب للسير في التسوية». ومن المفترض أن يزور ميقاتي بكركي للإجتماع بالبطريرك بشارة الراعي، وسطَ معلومات عن تحضير بكركي لقمّة روحية قريباً تواكب الحراك الداخلي.   وكشفت مصادر مطلعة أن «جهات عربية، تحديداً قطر، أكدت للرئيس بري أنها وغيرها من الدول العربية، لا تقبل بأي محاولة لعزل الطائفة الشيعية أو استغلال الوضع القائم لفرض معادلة غالب ومغلوب». بينما أكدت أوساط سياسية على صلة بمجريات ما يحدث أن «الجهد الأكبر ينصب على هدف وقف إطلاق النار لمنع الإجتياح البري الذي يُمكن أن يؤدي الى انفجار المنطقة، في موازاة العمل على تفاهم سياسي يعيد التوازن الداخلي ويحفظ الحد الأدنى من الدولة في لحظة إختلال التوازن الاستراتيجي».  

مقالات مشابهة

  • بري يفتح باب التسوية الرئاسية... وقمة روحية في بكركي
  • أحكام بالسجن 12 سنة في المرشح الرئاسي في تونس العياشي زمال
  • الخارجية الأمريكية تجدد دعمها مقترح الحكم الذاتي في الصحراء باعتباره حلا واقعيا يمكن تطبيقه
  • المرشح لمنصب نائب الرئيس الأمريكي: إيران استخدمت «أموال بايدن» لضرب حلفائنا
  • المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأمريكي: سندعم إسرائيل ضد «الأطراف الشريرة»
  • المرشح لمنصب نائب الرئيس الأمريكي: يجب أخذ مخاوف التغيرات المناخية بجدية
  • محكمة تونسية تقضي بسجن المرشح الرئاسي زمال 12 عاما
  • الراعي يلتقي بلاسخارت
  • عقيل معلقا على تصريحات الكوني بشأن مراسيم الرئاسي: ليس لديكم سيطرة على الميليشيات التي تحاصركم
  • إسرائيل ترفض التسوية مع «حزب الله»