رأي اليوم:
2024-09-18@00:43:46 GMT

عن الوساطة السعودية في الحرب الأوكرانية

تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT

عن الوساطة السعودية في الحرب الأوكرانية

 

اسيا العتروس إذا صحت الأنباء التي تم تسريبها طوال الأيام القليلة الماضية فإن السعودية ستحتضن خلال الأسبوع الحالي محادثات لتحقيق السلام في الحرب الروسية الأوكرانية هدف لن يكون سهل التحقيق وقد يحتاج لسلسلة من المحادثات قبل أن تهدأ المعارك وتتراجع أصوات المدافع وتقتنع كل الأطراف بضرورة الجلوس حول طاولة واحدة للحوار وتجنيب الجميع مزيد الماسي والمجازر وصور القتل والخراب والدمار الذي قد يستوجب عقودا قبل إعادة بناء وإعمار ما تهدم… وإذا تحقق الاختراق في نهاية المطاف فقد يكون ذلك منعرجا يحسب للملكة  في مسار حرب دامية قد لا يكون بالإمكان تحديد خسائرها وتداعياتها الآنية والمستقبلية الإنسانية منها والاقتصادية والعسكرية … حتى هذه المرحلة يبقى التشويق والتشكيك سيد المشهد وتكاد تكون المعلومات المتوفرة تقاس بالقطرة قطرة نقلا عن صحيفة “وول ستريت جورنال”.

. وعلى ما يبدو فإن نحو ثلاثين دولة بينها بريطانيا وجنوب أفريقيا والاتحاد الأوروبي ومصر وإندونيسيا والمكسيك وتشيلي وزامبيا، وذلك إلى جانب الهند والبرازيل. كما يتوقع أن يحضر مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان… والأرجح أن واشنطن تؤيد هذه المحادثات وقد أعلن مصدر عن الخارجية الأمريكية حضور ومشاركة واشنطن في هذه المحادثات.. ومن المتوقع أن يحضر مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان.. ما يمكن أن يجعل الوساطة السعودية فرصة أمام الأطراف المتداخلة في هذه الحرب للعودة مجددا الى المحادثات أو الاقتراب من إعلان هدنة أن المملكة توفقت في إطلاق سراح عدد من الأسرى في روسيا من خمس جنسيات.. وهي وإن كانت خطوة محفوفة  بالتحديات والمخاطر فإنها يمكن أن تكون مقدمة للمزيد من الخطوات المطلوبة لفرملة الحرب وربما البحث عن حلول سياسية وديبلوماسية غير الحلول العسكرية.. سبق للمملكة أن لعبت دور الوساطة في مناسبات متعددة من لبنان الى اليمن والعراق وآخرها السودان وتمكنت المملكة  مع أمريكا من استضافة الأطراف المتناحرة  قائد الجيش السوداني البرهان وحميدتي جنرالات الحرب في السودان  وأمكن التوصل الى أكثر من هدنة ولكن الهدوء لم يستمر طويلا وسرعان ما كانت آلة الحرب تعود أكثر فظاعة.. ويبدو أن موعد استفاقة الإخوة الأعداء في السودان لإيقاف النزيف لم يحن بعد.. والأرجح أن دخول المملكة على خط الصراع في السودان يضاعف مسؤوليتها لإنهاء حرب في بلد عربي يغرق في دماء أبنائه .. استضافة الرئيس الأوكراني زيلينسكي في اجتماع لقمة جامعة الدول العربية في جدة.. وسبق أن تعهدت الرياض بتقديم 400 مليون دولار لإغاثة أوكرانيا. من الواضح أن السعودية التي خبرت أهمية التموقع إقليميا ودوليا بدأت تعيد رسم توجهاتها وسياساتها الخارجية البراغماتية بعد تحقيق المصالحة الخليجية بعد قمة العلا وعودة العلاقات مع كل من الإمارات وإيران وتركيا تتطلع الى أن تكون قوة إقليمية في المنطقة وهي بالتأكيد تتنزل ضمن طموحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتكون المملكة قوة تأثير ومبادرة أيضا في الأحداث وهي بالإضافة الى ذلك تتطلع أيضا الى استعادة دورها الريادي والى تبوء دور إقليمي ودولي وتصدر المشهد خليجيا وعربيا .. موسكو التي لا يبدو أنها ستحضر المحادثات أشارت الى أنها ستتابع ما يحدث من تطورات في أهداف هذه المفاوضات .. لا خلاف أن المحادثات تأتي في مرحلة خطيرة مع تأزم المشهد واحتدام المعارك وتعليق اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي بات يؤرق الكثير من الدول المعنية بالحصول على احتياجاتها من القمح. مهمة السعودية لن تكون هينة وسيتعين إقناع الصين  التي غابت عن كوبنهاغن بحضور محادثات جدة وهناك تعويل على الصين في دعم خطة السلام المفترضة وربما استقطاب روسيا ودفعها الى الحوار.. لا يزال الحضور الصيني أمر غير مضمون ولكن كل السيناريوهات قائمة. فالصين حليف مقرب من السعودية وكانت حظيت بدورها باحتضان محادثات انتهت بالتطبيع بين الجارين اللدودين السعودية وإيران.. وهو ما يعني أن جسور الثقة بين الصين والمملكة قائمة.. ولكن الواقعية تفترض الأخذ بعين الاعتبار كل الاحتمالات في ظل تعقيدات الصراع .. تقول موسكو التي لا يبدو أنها ستحضر المحادثات إنها ستتابع ما يحدث من تطورات في أهداف هذه المفاوضات.. ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية قبل عام ونصف تم طرح نحو ثلاثين مبادرة ولكن حسب تصريحات بوتين فان مبادرتي الصين وإفريقيا “يمكن أن تشكلا أساسا للسلام في أوكرانيا”. وفي كل الحالات فإنها مهما اختلفت تفاصيل المبادرات فإنها بالتأكيد تتفق حول هدف واحد وهو إنهاء صوت الرصاص والعودة لصوت الحكمة.. مهما طالت الحروب فإن مالها أن تتوقف وأن تجد لها خلف الكواليس من يدفع الى استعادة الرشد المفقود وإعادة رسم المصالح والأولويات وربما إعادة رسم الخرائط وخطوط الالتقاء … كاتبة تونسية

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

عمار عوض: نعتقد أن المملكة العربية السعودية هي الأجدر بالوساطة في الملف السوداني

قال الصحفي والباحث السياسي عمار عوض نعتقد بأن المملكة العربية السعودية هي الأجدر بالوساطة في الملف السوداني. وهناك تحديات كثيرة أمام تنفيذ توصية بعثة تقصي الحقائق في السودان.الشرق للأخبار – السودانإنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • السودان يحترق والقوى الأجنبية تستفيد.. ما المكاسب التي تجنيها الإمارات من الأزمة؟
  • السعد: نأمل أن تكون الدماء التي سقطت اليوم مدخلا لتمتين الوحدة الوطنية
  • الحرب الروسية الأوكرانية: مليون قتيل وجريح في حصيلة مروعة
  • قطر تبحث مع الأمم المتحدة التطورات بغزة وجهود الوساطة لإنهاء الحرب
  • عمار عوض: نعتقد أن المملكة العربية السعودية هي الأجدر بالوساطة في الملف السوداني
  • وزير الحرس الوطني يستقبل سفير الصين لدى المملكة
  • وزير الطاقة: المملكة تريد أن تكون نموذجًا في إنتاج وتصدير الطاقة
  • السعودية: الضربات الأمريكية والبريطانية على الحوثيين يجب أن تكون أكثر فعالية
  • الموقف الغربي من الحرب الروسية- الأوكرانية
  • لماذا لا تنسحب مصر وقطر من الوساطة بين إسرائيل وحماس