عُرف بخفة دمه، وصوته المُميز، وضحكته الجميلة الصافية، وبراعته وعبقريته النادرة في التمثيل، وتمكنه من العربية الفُصحى حتى استحق لقب “عصفور السينما المصرية” عن جدارة.

من “ظهور الإسلام” إلى “موعد مع إبليس”، ومن “قرية العُشاق” مروراً بـ “فتى أحلامي” و”نداء الحُب” و”بين القصرين” إلى “إسماعيل يس في الأسطول والطيران والبحرية”، احترف الفنان المصري عبد المنعم إبراهيم الأدوار المُساعدة وعرفته أدوار البطولة عبر “سر طاقية الإخفاء” و”طريق الدموع”، و”إشاعة حب”.


مائة عام تمر على ميلاد الفنان الكبير، تاريخ حافل دفع مهرجان جمعية الفيلم السينمائي، إلى وضعه على رأس المُكرمين ضمن “يوبيلها الذهبي”، اليوم 4 يونيو (حزيران)، كونه واحداً من كبار نجوم السينما والمسرح المصري والعربي.

النشأة والعائلة

ولد الفنان الراحل في بني سويف – إحدى مُحافظات مصر – في ديسمبر (كانون الأول) عام 1924، ثم حصل على دبلومة المدارس الثانوية الصناعية ببولاق، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج منه حاصلاً على درجة البكالوريوس عام 1949.
بعد تخرجه ضمه أستاذه في المعهد، الفنان زكي طليمات، إلى فرقة المسرح الحديث، حيث شارك في عدة مسرحيات قدمتها الفرقة حتى عام 1955، منها: “مسمار جحا”، و”ست البنات”، ليستقيل بعدها من العمل الحكومي ويتفرغ في التمثيل في مسرح الدولة، وسرعان ما انضم إلى فرقه إسماعيل ياسين التي تكونت في نفس الفترة.
أما بخصوص حياته العائلية، فقد تزوج عبد المنعم إبراهيم، 4 مرات، كانت الأولى عام 1950، حيث أنجب منها ثلاث بنات وولد، لكنها توفيت في سن صغير نتيجة إصابتها بمرض نادر، ثم تزوج شقيقتها حتى ترعي أبنائه، إلا أن زواجهما لم يدم إلا أياماً، ثم تزوج بثالثة من خارج الوسط الفني وأنجب منها ابنة، كما تزوج من الفنانة كوثر العسال، وهي الزيجة الرابعة التي أثارت كثيراً من الجدل بسبب ما أحاطها من شائعات.

مشوار فني حافل

في جُعبة الفنان المصري عبدالمنعم إبراهيم مئات الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية والإذاعية، أدى خلالها أدواراً ثانوية وأخرى لعب فيها دور البطولة.
في عام 1956 انطلق “إبراهيم” إلى المسرح، حيث شارك في مسرحية “معركه بورسعيد”، ثم “مسرحية تحت الرماد”، “الخطاب المفقود”، و”جمهورية فرحات”، و”جمعية قتل الزوجات”، و”مسرحية الأيدي القذرة” لسارتر عام 1959.

عرف الفنان المصري طريق الإذاعة، حيث اشتهر من خلالها وتألق في العديد من المسلسلات التلفزيونية من بينها: “الرقم المجهول”، و”الذين يحترقون”، و”زينب والعرش” و”أولاد آدم”، و”الهروب إلى السجن”، حيث جمع بين اللونين الكوميدي والتراجيدي في أعماله.

أما في السينما، فقد تميز عبد المنعم إبراهيم في عشرات الأعمال التي لعب فيها دور صديق البطل، ومن أكثر أعماله تميزاً: “إشاعة حب”، و”الزوجة رقم 13″، و”أضواء المدينة”، بينما كانت أهم أدواره الرئيسية في فيلم (سر طاقية الإخفاء) الذي لعب فيه دور “عصفور” الصحافي المُكافح الذي يعثر بالصدفة في معمل والده على طاقية الإخفاء، ثم تتبدل حياته بعد ذلك.

اللغة العربية حاضرة في أعماله

كانت اللغة العربية الفُصحى حاضرة في أعماله، حتى أنه برع في أداء دور مدرس اللغة في فيلم “السفيرة عزيزة” الذي مزج فيه الكوميديا باللغة، وقدم دور العالم الأزهري المُثقف في فيلم “المرايا” بطولة الفنانين نور الشريف ونجلاء فتحي، والشيخ مهران مدرس اللغة العربية في فيلم “المدير الفني”.

مرارة الفقد

لم تكن حياة الفنان الراحل مفروشة بالورود، بل ذاق مأساة ومرارة الفقد بجانب الشائعات التي حاوطته في أيامه الأخيرة جراء زواجه من السيدة كوثر العسال.
كانت مُعاناته الأولى خلال سفره لتصوير أحد أعماله في اليونان، حيث تم إبلاغه بمرض زوجته الأولى وأم أبنائه وقرب وفاتها، وهو ما ترك جرحاً غائراً وصدمة كبيرة في نفسه.

وبعدها بعامين  توفي والده، ثم توفي شقيقه.

أما ابنه “طارق” فقد عانى كثيراً مع مرض السرطان، إلى أن انتهى الأمر بوفاته، ولم تترك الشائعات الفنان الراحل، فقد كثر الجدل بسبب زوجته الرابعة والحديث عن زواجهما الذي دام في السر لسنوات طويلة.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1987، أُسدل الستار على مسيرة فنية حافلة، ليواري الثرى جسد الفنان عبدالمنعم إبراهيم عن عُمر ناهز 62 عاماً، بينما تبقى أعماله خالدة بين أفضل ما قدمته السينما المصرية والعربية.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: فی فیلم

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلاد فليسوف البسطاء .. كيف رسم صلاح جاهين البهجة رغم حزنه؟

في 25 ديسمبر 1930 ولد فليسوف البسطاء محمد صلاح الدين بهجت، الذي حفر لنفسه تاريخا كبيرا في عالم الفن، حتى أصبح رمزا ثقافيا عربيا تنوعت مواهبه بين الشعر والرسم، حسبما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية في تقرير لها، بعنوان «صلاح جاهين.. رمز ثقافي عربي تنوعت مواهبه بين الشعر والرسم».

وأشار التقرير إلى أنّ الفنان صلاح جاهين لُقب بفيلسوف البسطاء، نظرا لقدرته على التعبير بشعره وأعماله الفنية عن البسطاء بصورة سلسة، إذ نقل أحزانهم وأفراحهم، وجعلهم جزءا أصيلا من أعماله التي لازالت تعيش بيننا حتى يومنا هذا.

ويعد صلاح جاهين من أهم وأكبر شعراء العامية في مصر، يمتلك مواهب متعددة، إذ أنه الفنان المثقف والشاعر والممثل ورسام الكاريكاتير، وعلى مدار سنوات طويلة استطاع رسم البهجة بمختلف أعماله على وجوه محبيه.

وعلى الرغم من رحيل صلاح جاهين عن عالمنا منذ أكثر من 35 عاما إلا أنه مازال يعيش بيننا بأعماله، فما زال الربيع يستقبل أصوات الفنانة الراحلة سعاد حسني بكلماته الشهيرة «الدنيا ربيع».

مقالات مشابهة

  • ذكرى سمير صبري.. علاقته بعبد الحليم بدأت بكذبة وهذه أشهر أعماله الفنية
  • «ما بيتعذرش».. أحمد جمال يطرح أحدث أعماله الغنائية | فيديو
  • دنجوان السينما المصرية..صباح الخير يا مصر يحيي ذكرى ميلاد كمال الشناوي
  • كانت معاناة.. الفنان صبحي خليل يكشف كواليس حل أزمة عقار العجوزة |فيديو
  • عيد ميلاد مجيد| محمد رمضان يحتفل بالكريسماس برفقة نجيب ساويرس.. صور
  • تحت شعار: “عيد ميلاد دون إبادة”.. مظاهرة حاشدة في العاصمة الأرجنتينية تطالب بوقف العدوان على غزة
  • في ذكرى ميلاد فليسوف البسطاء .. كيف رسم صلاح جاهين البهجة رغم حزنه؟
  • خالد سليم وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان: “وتقابل حبيب”
  • ذكرى ميلاد صانع البهجة صلاح جاهين.. كيف كانت علاقته بسعاد حسني؟
  • فعالية نسائية بمحافظة صنعاء إحياءً لذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء “ع”