هل تحل ميشيل أوباما محل بايدن في الانتخابات الأمريكية؟
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
في مؤشر جديد على صعوبة مشهد انتخابات الرئاسة الأمريكية، المقررة في الثلاثاء الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في ظل وجود مرشح جمهوري مهدد بالسجن وهو الرئيس السابق دونالد ترامب، ورئيس ديمقراطي مرشح لولاية ثانية تحاصره الشكوك في لياقته الصحية للقيام بأعباء المنصب وهو الرئيس جو بايدن.
يتحدث المرشح الرئاسي الأمريكي السابق فيفك راماسوامي، عن احتمال خوض ميشيل أوباما زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، للانتخابات الرئاسية المقبلة كمرشح للحزب الديمقراطي كبديل للرئيس بايدن، بسبب المخاوف من تدهور صحة بايدن العقلية وضعف شعبية نائبته كامالا هاريس.
ويرى السياسي الجمهوري راماسوامي إن “الترشح المحتمل للسيدة أوباما في الانتخابات الرئاسية، يمكن أن يحل معضلة الحزب الديمقراطي”، لكن الكاتب الأمريكي بيتر سوسيو المتخصص في الكتابات العسكرية والسياسية والشؤون الدولية، يقول في تحليل نشرته مجلة “ناشونال إنتريست” الأمريكية، إن أغلب المحللين يرفضون نظرية راماسوامي ويشيرون إلى نفي أوباما المتكرر لاهتمامها بالعمل السياسي.
وقبل شهور قال راماسوامي في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” التلفزيونية الأمريكية، إن “صدور تقرير عن المجلس الخاص يشكك في القدرات الذهنية للرئيس بايدن، يمكن أن يوفر مساراً مقنعاً للديمقراطيين، لكي يرشحوا السيدة الأولى سابقاً بدلاً من نائبة الرئيس كامالا هاريس”.
وأضاف “العقبة الرئيسية التي تعرقل الحزب الديمقراطي هي وجود كامالا هاريس، والتي يقولون إنهم حتى إذا قرروا تنحية بايدن، فالشخص الطبيعي المرشح ليحل محله في السباق الانتخابي سيكون نائب الرئيس أي هاريس”.
وأوضح راماسوامي أن نائبة الرئيس الأمريكي الحالية غير قادرة على خوض انتخابات الرئاسة، مشيراً إلى أنها لم تتمكن حتى من الفوز في الانتخابات التمهيدية بولاية أيوا في العام الذي خاضت فيه الانتخابات الرئاسية على تذكرة اقتراع بايدن، في حين أن اختيار ميشيل أوباما لخوض الانتخابات المقبلة يمكن أن يعطي الديمقراطيين طريقاً للخروج من معضلتهم.
ويضيف المرشح الجمهوري الخاسر سابقاً “إذا كان العرق والجنس أساساً لاختيارك لشخص ما لتولي وظيفة ما، وإذا كانت هوية حزبك مرتبطة بالهوية السياسية، فربما يخاطر الديمقراطيون بالظهور بمظهر النفاق إذا ما استبعدوا هاريس بعد استبعاد بايدن (على أساس أن هاريس سيدة ومن أصول أفريقية). لذلك أعتقد أن ميشيل أوباما تقدم لهم مساراً مقنعاً للخروج من هذه المشكلة، لأن الأشخاص الذين يدققون فيما يحتاج إلى التدقيق من منظور أيديولوجيتهم، سيجدون في ميشيل أوباما بديلاً مناسباً لبايدن في أي انتخابات عامة”.
ويكاد يكون راماسواي وحيداً في حديثه عن احتمال خوض السيدة أوباما الانتخابات، حيث أغلب المتابعين يرون أن هذه الفكرة أشبه بطبقة رقيقة لتغطية نظريات المؤامرة. كما أن ميشيل أوباما تنفي باستمرار اهتمامها بخوض الانتخابات.
وحتى الجمهوري كارل روف أحد مساعدي الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب، رد على هذه الشائعات قبل شهور بالقول إنه “من الجنون تصور أن ميشيل أوباما يمكن أن تحل محل بايدن في الانتخابات”.
وأضاف أنه تعرض لأمر مشابه منذ 4 سنوات أثناء حملة إعادة انتخاب الرئيس في ذلك الوقت ترامب عام 2020.
وتابع “إنهم يعتقدون بطريقة أو بأخرى أن أوباما سيقوم بتنحية بايدن بطريقة ما. وكان أندرو كومو المرشح الديمقراطي المفترض ليحل محل بايدن وتكون ميشيل أوباما مرشحة معه على منصب نائب الرئيس، وقلت لمساعدي ترامب وله شخصياً إن هذا ضرب من الجنون، بدءاً من حقيقة أنها تكره السياسة. وهي تحب حياتها كما هي”.
ونفس الرؤية يتبناها ديفيد أكسلورد المستشار السابق للرئيس أوباما، الذي قال لشبكة “سي إن إن” التلفزيونية إن: “ميشيل أوباما ليست السيدة التي تحب السياسة. سأشعر بالصدمة إذا وافقت على ذلك. فهم (أسرة أوباما) يشعرون أنهم دفعوا 10 سنين من حياتهم للسياسة”، مضيفاً أنه يرى أن فرصة اشتراكه بالرقص في فرقة الباليه الروسية الشهيرة البولشوي في العام المقبل أكبر من فرصة خوض ميشيل أوباما للانتخابات.
وأخيراً يطرح بيتر سوسيو سؤالاً عما إذا كانت حملة ترامب تريد حدوث هذا السيناريو، ويقول إن “الشائعات بشأن سعي السيدة الأولى سابقاً للعودة إلى البيت الأبيض مجدداً موجودة منذ سنوات، وازدادت في يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما قالت أنها مرعوبة من السباق الرئاسي المقبل بين بايدن وترامب”.
وقالت أوباما في حلقة من مدونة “مقصود” للكاتب البريطاني جاي شيتي في ذلك الوقت: “قادتنا أمر مهم. من يتحدث نيابة عنا، من يشغل هذا المنبر المهم، إنه يؤثر علينا بطريقة أو بأخرى. وأعتقد أن الناس تتعامل مع هذا الأمر باعتباره مفروغ منه… أنا مرعوبة مما يمكن أن يحدث في الانتخابات المقبلة”.
ورغم ذلك يبدو وكأن حملة ترامب تريد أن تحل ميشيل أوباما محل بايدن في السباق الانتخابي.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: فی الانتخابات میشیل أوباما بایدن فی یمکن أن
إقرأ أيضاً:
المعركة اليمنية تكتب شهادة وفاة الهيمنة الأمريكية: الصين ترصد التراجع الأمريكي وموسكو تراقب صعود صنعاء
يمانيون../
في تحول لافت على الساحة الدولية، سلطت وسائل إعلام صينية الضوء على ما وصفته بـ”الانحدار الحتمي للهيمنة الأمريكية”، مشيرة إلى أن المعركة الدائرة في البحر الأحمر وبوابة اليمن الجنوبية لم تعد مجرد اشتباك محدود أو مواجهة جيوسياسية عابرة، بل باتت مؤشرًا عالميًا على التحول في موازين القوة الدولية.
سوهو الصيني: مليارات أنفقتها واشنطن بلا طائل… وصنعاء تصوغ المعادلة من جديد
في تقرير نشره موقع سوهو الصيني – أحد أكبر منصات الرصد والتحليل العسكري في بكين – خلص إلى أن العدوان الأمريكي المباشر على اليمن لم يحقق شيئاً يُذكر على المستوى العسكري، رغم استخدام واشنطن ترسانة ضخمة من الصواريخ الموجهة، والاعتماد على حاملات طائرات وكاسحات ألغام ومدمرات بحرية متطورة.
وأكد التقرير أن “الخسائر اليمنية ظلت محدودة، ولم تتجاوز بعض الأهداف الثانوية”، في مقابل فشل العدوان الأمريكي في التأثير الفعلي على الجبهة القتالية اليمنية أو زعزعة بنيتها الدفاعية. ورأى الموقع أن هذه الحقيقة الميدانية تحولت إلى إحراج استراتيجي لواشنطن، التي باتت تُركّز على العمليات الإعلامية أكثر من الميدانية لتغطية فشلها العسكري.
التقرير الصيني لم يكتف بوصف الإخفاقات العسكرية، بل ذهب أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة عادت لتفعيل أدواتها التقليدية القديمة: الاعتماد على المرتزقة المحليين والعملاء الإقليميين. فقد كشفت تقارير عن مساعٍ أمريكية لتحريك ميليشيات يمنية تعمل كقوات برية بالوكالة، في ظل العجز عن خوض مواجهة مباشرة مع القوات المسلحة اليمنية.
هذه الاستراتيجية – بحسب سوهو – تكشف عن أزمة ثقة عميقة داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية، التي لم تعد قادرة على مواجهة جيوش العقيدة في تضاريس معقدة كالتضاريس اليمنية، حيث تكبد تحالف العدوان على مدى سنوات طويلة خسائر جسيمة، وخصوصًا السعودية، التي وصفها التقرير بـ”الطرف المفضوح أمام شعوب العالم، والمهزوم عسكريًا ونفسيًا”.
الهجوم على “كارل فينسون”: لحظة مفصلية في سجل الإذلال الأمريكي
وفي تطور صادم نقلته وسائل إعلام صينية أخرى، وعلى رأسها منصة باي جيا هاو، جاء الخبر الذي هزّ غرف العمليات الأمريكية في البحر الأحمر: القوات المسلحة اليمنية نفذت هجومًا صاروخيًا دقيقًا على حاملة الطائرات الأمريكية “كارل فينسون”، وذلك في يومها الأول من انتشارها في مياه المنطقة.
بحسب التقرير، فإن الهجوم اليمني “أحدث دماراً واضحاً على سطح الحاملة”، مشيرًا إلى أن “الصواريخ والمسيّرات اليمنية اخترقت منظومات الدفاع الأمريكية المتقدمة، وخلفت عشرات الحفر والانفجارات على متن الحاملة”. التقرير وصف هذا الحدث بـ”الضربة المفصلية” في مسار الهيمنة الأمريكية، إذ أنها تثبت أن القوة الأمريكية لم تعد بمنأى عن الهجمات المفاجئة، حتى من قوة محدودة الموارد لكنها غنية بالعقيدة والإرادة.
من اللافت أن التقرير الصيني شدد على تفوق صنعاء من خلال “استخدامها تكتيكات منخفضة الكلفة”، ما يعني أن المعادلة الكلاسيكية للتفوق العسكري القائمة على الحجم والنفقات والنفوذ لم تعد مجدية أمام ذكاء الخصوم. فبينما تنفق أمريكا ملايين الدولارات لحماية قطعها البحرية، تنجح اليمن بأسلحة محلية التصنيع وتكاليف محدودة في ضرب رموز تلك القوة، وخلق معادلة جديدة عنوانها: “من يتحكم بالمضيق، يسيطر على الميدان”.
صنعاء تعيد رسم خريطة النفوذ العسكري… من باب المندب إلى واشنطن
ما يجري في البحر الأحمر ليس مجرد مواجهات متفرقة، بل هو – كما وصفه التقرير – “حرب استخباراتية فريدة”، تشي بأن القوات المسلحة اليمنية باتت تمتلك بنك أهداف دقيقاً، وتحركات يومية موثقة لسفن التحالف والأسطول الأمريكي. وهو ما يجعل من عمليات اليمنيين فعلًا مباغتًا متكررًا يرهق القيادة المركزية الأمريكية، ويظهرها بمظهر المتلقي وليس المبادر.
ويشير التقرير إلى أن ما يحدث اليوم في اليمن “يكتب رثاءً حقيقياً لعصر القطب الواحد”، إذ باتت واشنطن تشهد خسائر استراتيجية لم تشهد مثلها منذ حرب فيتنام، لكن هذه المرة ليس من قارة آسيوية بعيدة، بل من بلد فقير ومحاصر ومثقل بجراح العدوان، لكنه مشبع بالإيمان والصمود والكرامة.
خاتمة: شهادة دولية على نهاية عصر… وبداية لآخر يُكتب بصنعاء
إن مجمل ما أوردته وسائل الإعلام الصينية، خصوصاً في هذا التوقيت، لا يُقرأ كتحليل منفرد، بل كرسالة عالمية تنضم إلى أصوات دولية متزايدة باتت ترى في اليمن أكثر من مجرد ساحة مقاومة، بل منصة تُعلن من خلالها نهاية الأسطورة الأمريكية.
لقد أصبحت صنعاء اليوم أحد العناوين الكبرى في معركة تحرير الإرادة العالمية من سطوة القطب الواحد، وها هي الصين – كقوة صاعدة – ترى في المعركة اليمنية تجسيداً حيًّا لهذا التحول التاريخي.
ومن البحر الأحمر، حيث تتكسر الهيبة الأمريكية كل يوم، يُرسم مشهد عالمي جديد… بدايته من اليمن، ونهايته أبعد مما كانت تتخيله واشنطن.