خبير إسرائيلي: خطاب نتنياهو في الكونغرس يحمل إهانة وازدراء لبايدن
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
بعد تلقيه دعوة رسمية من الكونغرس الأمريكي لإلقاء خطاب رسمي فيه، يخشى الإسرائيليون أن يكون ظهور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تلك المنصة مجددا بمثابة العودة إلى "مسرح الجريمة"، خاصة بعد أن تحدث عام 2015، مهاجماً الاتفاق النووي مع إيران، ومهينا للرئيس السابق باراك أوباما، ما يعني تخريبا جديدا في العلاقات مع واشنطن في حال واصل نتنياهو ذات السياسة بمهاجمة الرئيس الحالي جو بايدن، بغرض العبث في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
شلومو شامير خبير الشؤون الأمريكية بصحيفة "معاريف" العبرية، أكد أن "خطاب نتنياهو في الكونغرس يستدعي توجيه تحذير للولايات المتحدة بشأنه، صحيح أنه لم يتم بعد تحديد موعد لمثوله أمام جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب في واشنطن، وصحيح أنه لم يتم تحديد ما الذي سيقوله مسبقاً، لكن الظهور والكلام ليسا غير ضروريين فحسب، بل إن هذا حدث سيكون وجوده ومعناه، والعواقب التي سينتج عنها بمثابة ضرر جسيم وجرح وتخريب في مجال العلاقات الإسرائيلية الأمريكية".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "ظهور نتنياهو المتوقع لإلقاء خطابه في الكابيتول له تعريف مستعار من مجموعة مصطلحات "العالم الإجرامي"، لأنهي يعني العودة مجددا إلى شهر يناير 2015، حين ألقى خطابا مشابهاً، وهاجم بشدة الاتفاق النووي مع إيران، الذي كان حينها في المراحل النهائية من صياغته، واعتبر الخطاب آنذاك جريمة سياسية تدفع دولة الاحتلال ثمنها حتى يومنا هذا، لقد كان خطابًا كارثياً في تاريخ السياسة الأمريكية، وما زال الأمريكيون يتذكرونه، ويرون فيه إهانة مرة واثنتين لرئيسهم أوباما، مما دفع العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين وأعضاء الكونغرس لمقاطعة ظهور نتنياهو في ذلك الوقت، وتغيبوا بشكل واضح عن القاعة".
وأكد أنه "فيما يتعلق بدولة الاحتلال، فإن خطاب نتنياهو حينها عمل على تقويض أساس الدعم الأمريكي لها، لأنه شكّل أداءً تم تفسيره في ذلك الوقت على أنه استهزاء حاقد ومتعجرف، وأزال تقليدا قديما متمثلا في حصول الاحتلال على الدعم الأمريكي من الحزبين، وهو التقليد الذي حافظ عليه بدقة كل رئيس وإدارة، ديمقراطيين أو جمهوريين".
وأشار إلى أن "خطاب نتنياهو جعل من الدعم الأمريكي لإسرائيل قضية حزبية داخلية، ومسألة تنتمي لاعتبارات شخصية، أما بالنسبة لتفكير الرئيس الحالي بايدن، ولكي نكون واضحين، فإن دعوة نتنياهو للتحدث في جلسة مشتركة هي مبادرة جمهورية، وهي لفتة من رئيس الكونغرس، الجمهوري مايك جونسون، وقد وقع على الدعوة أيضا زعيم الديمقراطيين تشيك شومار، الذي رفض قبل أسابيع عرضا بدعوة نتنياهو لإلقاء كلمة أمام مجلسي البرلمان، لكنه استغل مبادرة جونسون، وانضم إليها كخطوة تعويضية، كي يقلل من حقيقة أن المبادرة والدعوة للظهور والتحدث في الجلسة المشتركة هي خطوة جمهورية، لكسب التعاطف والدعم للحزب الجمهوري بين اليهود الأمريكيين".
ولفت إلى أنه "من المحتمل أن يظهر نتنياهو ويتحدث في الجلسة المشتركة في الأسابيع المقبلة، مما يعني الانخراط في خضم السباق الرئاسي الأميركي، حتى لو كان لا يريد ذلك، ومن المشكوك فيه إلى حد كبير أنه لا يريد ذلك فعلا، لكن ظهوره في الكابيتول على بعد ياردات من البيت الأبيض، سيكون كافيا لتفسيره وقبوله بأنه تدخل في الانتخابات الرئاسية، وليس هناك من يشكك في أن التدخل سيكون ضمناً بمثابة اتجاه للتعاطف مع المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، مما يعني أن الخطاب الذي يستعد رئيس الوزراء لإلقائه في الكابيتول هيل في الأسابيع المقبلة سيكون بمثابة إهانة واستعراض للازدراء تجاه الرئيس الذي يتولى السلطة".
يبدو غريبا سلوك نتنياهو تجاه بايدن الذي سيتجلى في خطابه الموعود في الكونغرس، مع أن الأخير أبدى دعمه اللامحدود للاحتلال خلال العدوان على غزة، بصورة لم يكن مثله أي رئيس أمريكي، لكنه رغم ذلك سيضطر لدعوة الضيف الإسرائيلي غير المرغوب فيه للحديث على هامش الخطاب، وسيعتبر مثل هذا الاجتماع تدخلا في الانتخابات الرئاسية، لن يجد ترحيبا من قبل الأوساط الأمريكية، وبعض الإسرائيلية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الكونغرس نتنياهو بايدن الاحتلال نتنياهو الاحتلال الكونغرس بايدن صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة خطاب نتنیاهو
إقرأ أيضاً:
لوموند: إلى متى ستظل أوروبا قادرة على تجاهل ما يجري بتونس؟
قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن إدانة نحو 40 معارضا في تونس بأحكام "قاسية جدا استنادا إلى اتهامات عبثية" إهانة لسمعة البلاد التي جُرّت قسرا إلى استبداد لا حدود له بقيادة الرئيس قيس سعيّد، على حد تعبيرها.
وكانت المحكمة الابتدائية في تونس قد أصدرت يوم السبت 19 أبريل/نيسان أحكاما بالسجن تراوحت بين 13 و66 عاما، شملت قيادات سياسية بارزة من الصف الأول في المعارضة، وسط تنديد واسع بما اعتُبر "محاكمات تفتقر إلى أدنى شروط العدالة"، واعتبرتها أطراف واسعة محاولة لتجريم العمل السياسي المعارض وترويع المناهضين لسياسات الرئيس.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قضية “التآمر “بتونس تدخل منعطفا جديداlist 2 of 2"متهمون بالصدفة" يواجهون أحكاما قاسية في تونسend of listوأضافت لوموند، في افتتاحيتها اليوم الجمعة، أن تونس -مهد الربيع العربي الذي كان مصدر أمل كبير للديمقراطيين في العالم العربي والإسلامي- في تراجع بائس، وبات مسارها ينحرف منذ 3 سنوات نحو "كاريكاتير حزين للاستبداد المطلق من جديد".
إهانة لتونس
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن محاكمة 40 من النشطاء السياسيين والمدنيين والصحفيين ورجال الأعمال، وصدور أحكام غير مسبوقة بحقهم، بعقوبات تصل إلى 66 عاما من السجن، يعد إهانة لتونس.
وذكرت أن المحامي سمير ديلو وصف ذلك بـ"الجنون القضائي"، مبرزة أن الأحكام تعتبر أيضا وصمة عار في صورة بلد حصل، بشكل جماعي، على جائزة نوبل للسلام عام 2015 بفضل مشروعه الديمقراطي.
إعلانوعقب صدور الأحكام، عبّر عدد من أساتذة كليات الحقوق والمعاهد العليا للعلوم القانونية في تونس عن رفضهم محاكمة 40 معارضا في ما تعرف بقضية "التآمر على أمن الدولة".
وأكد أكثر من 50 أستاذا -في بيان مشترك- إدانتهم الشديدة لاستخدام الرئيس قيس سعيد القضاء كأداة لتجريم المعارضة السياسية وتكميم الأفواه وانتهاك حرية التعبير.
وتابعت لوموند أن الشخص الذي بنى هذه الرواية الملفقة عن مؤامرة ضد "أمن الدولة" ليس سوى رئيس الجمهورية نفسه، قيس سعيّد.
حذر أوروبيوأوضحت أن بعض المحكوم عليهم، لم يفعلوا سوى التفكير ضمن إطار قانوني بحت في بديل انتخابي للرئيس سعيّد، وكانت دوافعهم نابعة من قلق عميق بشأن مستقبل الديمقراطية التونسية، بعد حدوث ما يوصف بالانقلاب الذي حصل في يوليو/تموز 2021، والذي اغتنمه سعيّد ليستحوذ على كامل السلطة.
وأكدت أن هؤلاء المعارضين يدركون تماما أن المناخ السائد لا يصب في صالحهم، ولم يكن خافيا عليهم أن الانقلاب الذي قاده قيس سعيّد قوبل بمشاهد من الابتهاج الشعبي. كانوا على وعي كامل بأن سعيّد يركب موجة الرفض الشعبي لأخطاء المرحلة الانتقالية الديمقراطية.
وشددت على أنه بدلا من تصحيح مسار قابل للإصلاح، اختار سعيّد نهج الهدم الكلي، فقد عمل بشكل منهجي على تفكيك أبرز مكاسب ربيع 2011، وهاجم التعددية الحزبية وحرية التعبير.
وزادت لوموند أنه في مواجهة هذه التطورات يبدو الأوروبيون مشلولين، حيث عبّرت كل من فرنسا وألمانيا عن "قلقهما" بعد صدور الأحكام، هو حذر مفهوم لأن الاتحاد الأوروبي يسعى لتجنب مشكلتين اثنتين: تفادي الاتهام بالتدخل في شؤون دولة أخرى، كما عليه ألا يغامر بتوتير علاقاته مع رئيس يقدّم نفسه على أنه منفّذ وفيّ لاتفاقات الحدّ من الهجرة المبرمة مع بروكسل.
وتساءلت الصحيفة عن مدى جدوى الحذر الأوروبي، في وقت تُضعف فيه سياسة قيس سعيّد تونس يوما بعد يوم، وبالتالي تهدد بشكل محتمل استقرار هذا البلد.
إعلان