أميركا تداري فشلها.. واليمن يعزز موقفه
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
يمانيون – متابعات
في ظلّ ارتفاع منسوب السخط ضدّ الولايات المتحدة الأميركية لدعمها جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدوّ “الإسرائيلي” في غزّة، وبدلًا من الالتزام بالقوانين الإنسانية والقرارات الدولية، اتجهت واشنطن لاعتماد الجرائم الدامية كوسيلة ضغط لثني اليمنيين عن التزامهم بواجبهم الديني المساند لغزّة، بعد فشل البحرية الأميركية في تحقيق ذلك رغم استعانتها ببوارج من الشرق والغرب.
قرابة الستين شهيدًا وجريحًا هي حصيلة ضحايا الاعتداء الأميركي – البريطاني على الأماكن المدنية في مديرية الحوك بالحديدة.
بالنسبة لليمن فدماء مواطنيه ليست أغلى من دماء الشعب الفلسطيني، الكل سواء، والتضحيات قدَر الشعبين الشقيقين في مواجهة قوى الاستكبار العالمي حتّى نيل الحرية والاستقلال الكامل.
لكن السؤال يثار هنا: هل هذا السلوك الإجرامي الذي تنـتهجه عـدوة الشعـوب والإنسانية – أمـيركا – تِجاه اليمن، سيوفر الأمن والحماية لكيان العدوّ ويضعف القدرات اليمنية ويقلل من زخمها؟ الإجابة بالطبع لا.
وفي تأكيد جديد على ثبات الموقف اليمني الداعم لقضية الأمة مهما كانت التضحيات، أعلنت القوات المسلّحة اليمنية تنفيذ 6 عمليات عسكرية، استهدفت الأولى حاملة الطائرات الأميركية “ايزنهاور”، شمالي البحر الأحمر، بعددٍ من الصواريخ والطائرات المسيّرة في ثاني استهداف من نوعه في أقل من 24 ساعة، بينما استهدفت الثانية مدمّرةً أميركية في البحر الأحمر، “وأصيبت إصابةً مباشرةً بعددٍ من المسيّرات”. وفي العمليات الأربع المتبقية، تم استهداف سفن تابعة لشركات انتهكت قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة، في البحرين الأحمر والعربي، وفي المحيط الهندي.
القوات المسلّحة بهذه العمليات، تؤكد مجدّدًا للعدو الأميركي استمرارها في مساندة الفلسطيني المظلوم، والتصدي للعدوان الأميركي – البريطاني على اليمن، وأن أي جرائم مماثلة من شأنها أن تشكّل دافعًا إضافيًا لتقوية العمليات في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، ويمهد للبدء في مرحلة التصعيد الخامسة التي توعد بها قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي دعمًا ونصرة لغزّة.
على عكس التوقعات والحسابات الأميركية، فعمليات اليمن آخذه في التطور، والأمر لا يقتصر على المديات البعيدة وحسب، بل وفي الزخم ونوعية السلاح الدقيق أيضًا مع إلحاق شركات ملاحة من عدة جنسيات تخدم العدوّ “الإسرائيلي” ببنك الأهداف اليمنية.
إسماعيل المحاقري
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
أمام مجلس الأمن.. “هانس” يحذر من تدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن
الجديد برس|
أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن قلقه الشديد إزاء تدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن، خاصة في مناطق الحكومة الموالية للتحالف التي يعاني سكانها من انقطاعات طويلة لخدمة التيار الكهربائي وانهيار متواصل في قيمة العملة، محذراً من أن العودة إلى الحرب ستكون خطأً كارثياً على اليمن وعلى المنطقة بأكملها، وأن مسؤولية الحل السياسي المستدام في البلاد لا تقع على الأطراف اليمنية فحسب بل وعلى الأطراف الإقليمية والدولية.
وقال غروندبرغ- في إحاطته الشهرية أمس الخميس أمام جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن اليمن-: إن “التدهور السريع للوضع الاقتصادي في اليمن يثير قلقاً بالغاً، مؤكداً أن السكان في مناطق حكومة عدن عانوا من انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي، وصلت في بعض الأحيان لأكثر من 24 ساعة”.
وأوضح أن عدن شهدت- خلال الأسبوع الماضي- ثلاثة أيام متوالية من انقطاع الكهرباء، ما دفع بالناس إلى الخروج إلى الشوارع، مؤكداً أن وقوع هذه الأزمة خلال فصل الشتاء- حيث يكون الطلب على الطاقة أقل- يبرز مدى تفاقم الأزمة، منبهاً إلى أن التدهور المستمر في قيمة الريال اليمني أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وجعل تأمين الاحتياجات الأساسية تحدياً يومياً لملايين اليمنيين، وبات تأمين أبسط الضروريات- مثل الغذاء والدواء والوقود- أمراً يفوق قدرات الأسر اليمنية.
وأشار إلى أن المعاناة الاقتصادية لا تقتصر على المناطق الواقعة في نطاق سلطات الحكومة عدن، بل يعاني السكان في مناطق أنصار الله (حكومة صنعاء) من تحديات مماثلة في توفير احتياجاتهم الأساسية.
وقال المبعوث الأممي: إن “هذه الظروف تعكس غياب حل سياسي مستدام”، وقال أيضاً: “إن الحل المستدام للنزاع في اليمن لايزال ممكناً، لكنني لا أستخف بالصعوبات التي ينطوي عليها. فهو يتطلب التزاماً جاداً، شجاعة، وإجراءات ملموسة من جميع الأطراف”. مؤكداً أنه “يتعين على الأطراف الالتزام بالعمل بجدية وحسن نية، واتخاذ الإجراءات الضرورية لترجمة التزاماتها إلى واقع ملموس”.
وحذر غروندبرغ من أن العودة إلى العمليات العسكرية واسعة النطاق ستكون خطأً كارثياً على اليمن، وسيهدد استقرار المنطقة بأكملها، مؤكداً أن “مسؤولية خلق مساحة لحل تفاوضي لا تقع فقط على عاتق الأطراف اليمنية وحدها، بل تشمل أيضاً الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، والتي تتحمل مسؤولية مشتركة في دعم المساعي الدبلوماسية، والتهدئة، وتعزيز الحوار الشامل”.
في سياق حديثه عن انحسار التوتر في البحر الأحمر، اعتبر المبعوث الأممي غروندبرغ توقف هجمات “أنصار الله” على السفن في البحر الأحمر وعلى أهداف في “إسرائيل”، إلى جانب الإفراج عن طاقم سفينة جالاكسي ليدر، تطوراً إيجابياً، واصفاً هذا التطور الإيجابي بـ”الانحسار المؤقت في الأعمال العدائية”، في إشارة إلى إمكانية عودة التوتر والهجمات في البحر الأحمر وفي العمق الإسرائيلي، مع نذر الحرب التي تلوح من تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتصعيد على قطاع غزة وكذلك تهديده بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وفي معرض رده على خطاب ترامب وتهديداته بشأن غزة، تعهد قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي- أمس الخميس، في خطاب متلفز – بالتدخل العسكري في حال أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل” على تنفيذ خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وكذلك في حال خرق اتفاق وقف إطلاق النار أو استهداف المسجد الأقصى، حيث قال: “إذا اتجه الأمريكي والإسرائيلي لمحاولة تنفيذ الخطة بالقوة أو اتفقوا مع الأنظمة العربية لتنفيذها سنتدخل حتى بالقوة العسكرية”.