مسؤولون إغاثيون دوليون: انتظار إعلان المجاعة رسمياً يهدد أرواح الغزيين
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
دينا محمود (غزة، لندن)
أخبار ذات صلة تصاعد الضغوط الدولية لإقرار خطة بايدن بشأن غزة الأمم المتحدة تندد بالانتهاكات الإسرائيلية الواسعة في الضفةوسط توقعات بإمكانية حدوث مجاعة فعلية في قطاع غزة في غضون الأسابيع المقبلة، تزامناً مع دعوات إلى ضرورة وقف القتال فوراً، بغية استئناف تقديم الخدمات الحيوية للغزيين، حذر خبراء في مجال الإغاثة، من مغبة التقاعس عن إيصال الإمدادات الحيوية إلى القطاع، لحين الإعلان الرسمي عن أن سكانه يواجهون مثل هذه المجاعة.
فالانتظار حتى تلك اللحظة، قد يُنذر - كما يؤكد هؤلاء الخبراء - بأن إدخال المساعدات، مهما كانت كميتها، سيأتي «بعد فوات الأوان»، وأن فرص إنقاذ أرواح كثير من سكان القطاع، ربما تكون قد أُهْدِرَت بالفعل، على ضوء أن خطر وقوع وفيات بأعداد كبيرة بينهم، سيصبح قائماً بشدة في هذه الحالة.
وبحسب مسؤولين إغاثيين دوليين، ومن بينهم جانتي سوريبتو رئيسة الفرع الأميركي لمنظمة «أنْقِذوا الأطفال» غير الحكومية، يشهد قطاع غزة، وضعاً لم يسبق رصده في أي بقعة أخرى من العالم. ففي حين تؤثر الأزمات الإنسانية عادة، على شريحة أو شرائح بعينها من السكان، تُحدق التهديدات الحالية في غزة، بكل سكانه الذين يزيد عددهم على مليونيْ نسمة.
أما كيرستن جونسون، المسؤولة عن شبكة «أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة»، وهي برنامج حكومي أميركي يرصد حالة انعدام الأمن الغذائي في مناطق الأزمات على مستوى العالم، فشددت على أنه لا يتوجب انتظار الإعلان الرسمي عن حدوث المجاعة في غزة، للبدء في العمل على إغراق القطاع بالمساعدات.
وأشارت جونسون إلى أن مرور كل هذه الفترة من الشُح الشديد في المواد الغذائية، منذ اندلاع الحرب، يعني أن سكان القطاع سيستغرقون الآن، وقتاً أطول للتعافي مما ألَمَّ بهم، خاصة أن استمرار المعارك قاد لانهيار منظومة الرعاية الصحية الضرورية لدرء التبعات الخطيرة لسوء التغذية.
ومنذ وصول المعارك قبل أسابيع إلى مدينة رفح بأقصى جنوب غزة، أصبحت الظروف أسوأ بوجه عام في القطاع، مع توقف دخول المساعدات بما في ذلك الوقود، الذي تمس الحاجة إليه، لتمكين شاحنات الإغاثة من التنقل، فضلاً عن تشغيل المستشفيات القليلة، التي لا تزال قادرة على تقديم خدماتها.
وبالتزامن مع ذلك، فر مئات الآلاف من الفلسطينيين، من رفح إلى المناطق المدمرة في شمال ذلك الجيب الساحلي، حيث لا يحصلون هناك سوى على قدر محدود للغاية، من المياه والغذاء والرعاية الصحية، وسط تراكم للنفايات ومخلفات المعارك، وانتشار الجثث المتحللة في بعض الأنحاء.
ودفع هذا الوضع أطباء وخبراء في التعامل مع حالات سوء التغذية للقول، إنه حتى إذا بدأ تدفق الإمدادات الغذائية غداً فإن عدداً كبيراً من الغزيين سيواجهون خطر الموت، سواء من الجوع، أو جراء الإصابة بأمراض يسهل علاجها في الأوقات العادية مثل الإسهال، وهو ما يعود إما لانعدام الرعاية الطبية، أو لهشاشة أجسادهم بسبب عجزهم عن سد احتياجاتهم الأساسية طيلة الشهور الماضية.
500 شاحنة
وحتى قبيل بدء العملية العسكرية الإسرائيلية الحالية في رفح، كانت وكالات الإغاثة الدولية، تؤكد أن حجم المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة، تقل كثيراً عما هو مطلوب. فقبل الحرب، كان القطاع يستقبل نحو 500 شاحنة مساعدات يومياً، من خلال معبريْ رفح وكرم أبو سالم. لكن هذا العدد تراجع بنسبة تشارف 75% منذ السابع من أكتوبر، ليصل إلى ما يقارب 119 شاحنة يومياً، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غزة فلسطين إسرائيل المجاعة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
قرارات جديدة ومهمة في سوريا… محامون دوليون يتتبعون ثروات عائلة الأسد وتحويلها لصالح الشعب
أسس حافظ الأسد، الذي استولى على السلطة في عام 1970، شبكة واسعة من الاستثمارات والمصالح التجارية التي استمرت لعقود. وقد استخدم أقارب بشار الأسد هذه الشبكة لشراء عقارات بارزة في روسيا، وفنادق بوتيك في فيينا، وطائرة خاصة في دبي، وفقًا لمسؤولين سابقين ومنظمات بحثية تعمل على كشف الثروة.
أشار أندرو تابلر، المسؤول السابق في البيت الأبيض، إلى أن هناك جهودًا دولية جارية لتحديد أصول النظام، حيث كان لديهم وقت طويل قبل الثورة لغسل أموالهم، ولديهم دائمًا خطط بديلة. لا توجد معلومات دقيقة حول الحجم الحقيقي لثروة عائلة الأسد، ولكن تقديرات تشير إلى أن قيمتها قد تتراوح بين مليار إلى 12 مليار دولار.
غالبًا ما كانت هذه الثروات تأتي من احتكارات الدولة والاتجار بالمخدرات، لا سيما مادة الأمفيتامين، حيث استمرت عائلة الأسد في زيادة ثرواتها بينما عانى السوريون من آثار الحرب الأهلية. تضمن التقرير أيضًا أن العديد من الشخصيات القوية في نظام الأسد، بما في ذلك أسماء الأخرس، زوجة بشار الأسد، والتي كانت تعمل في "جي بي مورغان"، كانت ضالعين في الجوانب المالية للنظام.
واستصعبت جهود العثور على الأصول وتجميدها، نظير الحملة المستمرة من العقوبات الأمريكية، مما أدى إلى إخفاء هذه الثروات في ملاذات ضريبية.
ورغم التحديات، نجح المحامون في تجميد بعض الأصول، مثل الممتلكات التي تبلغ قيمتها 90 مليون يورو في فرنسا، والتي تم إثبات أنها نتاج غسل الأموال.
نشأ دور رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، كممول رئيسي للنظام، وبلغت ثروته حوالي 10 مليارات دولار قبل فرض العقوبات عليه عام 2008.
توقع المحققون أن يستمر آل مخلوف في تمويل الأسرة الحاكمة وأن يكونوا من الأمناء على ثرواتهم، مما يعكس العمق المعقد لرابطاتهم المالية.