الجديد برس:

كشفت وكالة “رويترز”، في تقرير اليوم الثلاثاء، كيف تعيد حرب غزة تشكيل سياسات اليسار في أوروبا، في ظل تصاعد حراك منددٍ بحرب الإبادة الجماعية في غزة وسياسة الدول الغربية والأوروبية تجاه “إسرائيل”.

ونقلت الوكالة أن الألماني من أصل مغربي-باكستاني، نادر أسلم، كان يخطط للتصويت لحزب “الخضر” في انتخابات البرلمان الأوروبي هذا الأسبوع، و”بدلاً من ذلك، سيقدم دعمه لحزب ميرا 25″، وهو حزب يساري ناشئ له موقف واضح مؤيد للفلسطينيين.

وقال أسلم لـ”رويترز” إن الخطاب الذي ألقاه زعيم حزب “الخضر” في نوفمبر الماضي، والذي ضاعف فيه الدعم الألماني لـ”إسرائيل” برغم أن عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة كان قد اقترب حينها من 9000، “هو الذي دمر دعمه للحزب البيئي”، العضو في الائتلاف الحاكم في ألمانيا.

ووفق الوكالة، يمثّل هذا التحول في الدعم الذي تردد صداه في جميع أنحاء أوروبا، أحدث تهديد، لكن هذه المرة من اليسار، للأحزاب السياسية الرئيسية التي يتعرض مشروعها لتعميق التكامل الأوروبي لهجوم من اليمين المتطرف.

وأوضحت أن هذا الاتجاه لا يقتصر على الجاليات المسلمة في الاتحاد الأوروبي فحسب، بل أيضاً في أوساط الناخبين ذوي الميول اليسارية الذين يرون ازدواجية في المعايير.

ولاحظت عالمة الاجتماع في جامعة “رادبود” في هولندا، سميرة أزابار، صعود أحزاب اليمين الراديكالي واليسار الراديكالي، مشيرةً إلى أن ذلك “سيعيد تشكيل المشهد السياسي في أوروبا، وتوازن القوى بين عدة أحزاب”.

وأضافت أن “هذا قد تكون له عواقب على موقف التكتل من إسرائيل، كما قد يؤدي إلى سياسات تمنح المزيد من سلطة صنع القرار على المستوى الوطني”.

وتابعت الوكالة أن استطلاعات الرأي التي أجرتها شركة “إبسوس”، الشهر الماضي، أظهرت أن اليمين المتطرف سيحقق أكبر المكاسب في الانتخابات المقررة في الفترة بين 6-9 يونيو المقبل، مع حصول مجموعة اليسار في الجمعية الأوروبية على 6 مقاعد إضافية، على حساب كتل “الاشتراكيين الديمقراطيين” و”الخضر” وكتلة “أوروبا الجديدة”.

وأشارت أزابار إلى أن نسبة الإقبال غالباً ما تكون أقل بين الأقليات العرقية، مقارنةً بعامة السكان في انتخابات الاتحاد الأوروبي، ولكن حرب غزة قد تكون دافعاً هذه المرة.

ولفتت “رويترز” إلى أن قضايا السياسة الخارجية لها سجل حافل في التأثير على تصويت الأقليات العرقية.

وذكرت أنه في عام 2016، خسر الحزب “الاشتراكي الديمقراطي” في ألمانيا نحو 100 ألف ناخب تركي بعد الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن في الحرب العالمية الأولى.

وقال رئيس حزب “DAVA” توفيق أوزكان، وهو حزب جديد يستهدف الناخبين الأتراك في الشتات، إن “حزبه يقدم خيار التصويت الاحتجاجي الذي لم يكن موجوداً حتى الآن”.

وشدّدت نتائج استطلاع للرأي أجراه “معهد العلوم السياسية في جامعة دويسبرغ-إيسن” في ديسمبر الماضي، على أن واحداً من كل ثلاثة مسلمين ألمان يشعرون بأنه لا يوجد أي حزب يمثلهم.

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

اليمين المتطرف الإسرائيلي يضيق الخناق على «الأونروا» في الأراضي المحتلة

بين ركام غزة الأبية، تتجلى معركة جديدة لا تُخاض هذه المرة بالسلاح، ولكن بالإرادة، ولم تعد إعادة إعمار غزة رغم كونها عملا إنسانيا في الأساس، مٌجرد عملية بناء، بل سبيل لإجهاض مخطط التهجير الذي يحاول الاحتلال الإسرائيلي فرضه.

وعرض برنامج «مطروح للنقاش»، الذي تقدمه الإعلامية مارينا المصري، على قناة «القاهرة الإخبارية»، تقريرا بعنوان «وكالة الأونروا بالأراضي المحتلة تتعرض للتضييق من اليمين المتطرف.. ودعم فوري لهذه الممارسات من أمريكا».

حجج إسرائيل وأمريكا لفرض فكرة تهجير سكان قطاع غزة

قالوا إنه لم يبقَ شيء من قطاع غزة، وربما تستغرق عملية إعادة إعماره من 10 إلى 15 عاما، وهذه هي التقديرات التي يروج لها بعض ساسة أمريكا وإسرائيل لتبرير خروج السكان، والحجة هنا، أنه لا يمكن العيش وسط الدمار، ولكن الحقيقة أكثر تعقيدا، فالهدم لم يكن مجرد نتيجة للحرب، بل كان هدفا بحد ذاته مخططا لتحويل غزة إلى منطقة غير صالحة للحياة، حيث يصبح التهجير ليس مجرد خيار بل ضرورة تفرضها الظروف.

ووسط هذه الحسابات يصبح التساؤل ملحا «هل يترك هذا السيناريو ليأخذ مجراه؟ أم أن هناك إرادة قادرة على كسر المعادلة؟»، وفي قلب هذا التحدي تقف الدول العربية وعلى رأسها مصر التي تدرك أن إعادة الإعمار في أسرع وقت ليس فقط ردا على الدمار، بل هو معركة وجودية ضد مخطط يسعى إلى إعادة رسكم الخريطة السكان للقطاع.

مقالات مشابهة

  • اليمين المتطرف الإسرائيلي يضيق الخناق على «الأونروا» في الأراضي المحتلة
  • علماء: النحل يستطيع العد من اليسار إلى اليمين مثل البشر
  • اليمين الإسرائيلى المتطرف يرحب بـ«قنبلة الرئيس الأمريكى»
  • ما الأفضل من ذلك؟.. اليمين المتشدد في إسرائيل عن خطة ترامب حول غزة
  • في عيد ميلاد رونالدو الـ40.. البرتغالي الذي يعشقه الملايين
  • حل لغز الغبار المشع الذي جاء إلى أوروبا من إفريقيا
  • المتحدث باسم وزارة الأوقاف أحمد الحلاق لـ سانا: منذ اليوم الأول للتحرير عملنا في وزارة الأوقاف على تشكيل لجان لإحصاء المساجد والمنشآت التعليمية الشرعية المهدمة جراء القصف الهمجي الذي شنه النظام البائد على المدن والأرياف، حيث لم تسلم أي محافظة من المحافظات
  • المنيع يوضح كفارة اليمين .. فيديو
  • قنابل نووية.. الكشف عن سبب الغبار المشع الذي جاء من أفريقيا إلى أوروبا
  • كيف يُعاد تشكيل صورة الإسلام في أوروبا؟