تفاصيل زيارة وزير الخارجية الروسي لغينيا ضمن جولة أفريقية
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
قالت رئاسة غينيا إن الرئيس الانتقالي الجنرال مامادي دومبويا التقى -أمس الاثنين- وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في العاصمة كوناكري.
وأوضحت أن البلدين اتفقا على تعزيز التعاون الثنائي في قطاعات من بينها الدفاع والتعدين والبنية التحتية.
وتأتي زيارة لافروف إلى غينيا ضمن جولة أفريقية تشمل الكونغو-برازافيل وتشاد وبوركينا فاسو، وفق مصادر إعلامية.
وتسعى موسكو لتعزيز نفوذها في أفريقيا بعد تدهور علاقتها مع الغرب جراء حربها في أوكرانيا التي بدأت أوائل 2022.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الغيني موريساندا كوياتي، قال الوزير الروسي إنه ناقش التعاون العسكري مع كوناكري.
وقال لافروف "إننا لم ننس التعاون العسكري التقني وتعزيز قدرات غينيا الدفاعية، لا سيما مع الأخذ في الاعتبار التهديد الإرهابي المتزايد" وفق ما نقلت عنه وكالة إنترفاكس.
ونقلت الوكالة الروسية عن كوياتي قوله إن دومبويا "بعث بتحياته الحارة إلى الرئيس فلاديمير بوتين".
وهنأ الوزير الروسي غينيا وقائدها العسكري لكونها "في طليعة عملية إنهاء الاستعمار" بحسب مقطع فيديو نُشر على موقع الخارجية.
كما تحدث لافروف في التصريح عن التعاون الاقتصادي، خاصة مجال التنقيب، ومن خلال استثمارات شركة روسال "أكبر مستثمر روسي بغينيا" مشيرا إلى أنها توفر فرص عمل "لآلاف الأشخاص" بهذه الدولة الغنية بالموارد الطبيعية.
وقالت الخارجية الروسية أيضا -على موقعها الإلكتروني- إن الوزير دعا نظيره الغيني لحضور مؤتمر لوزراء الخارجية الأفارقة بمدينة سوتشي الروسية المطلة على البحر الأسود في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
تعرف على تاريخ العلاقات المصرية الجنوب أفريقية
شهدت العلاقات المصرية الجنوب أفريقية تطورًا مستمرًا منذ عقود طويلة، متأثرة بظروف السياسة العالمية وتحديات كل بلد محليًا وإقليميًا.
تأتي أهمية هذه العلاقات انطلاقًا من موقع البلدين القياديين في القارة الإفريقية وأدوارهم في القضايا الإقليمية، إضافة إلى ارتباطهم بتاريخ من الدعم المتبادل، خاصة خلال مراحل التحرر والاستقلال.
العلاقات بين مصر وجنوب إفريقيا في مرحلة التحرر الوطنيخلال القرن العشرين، لعبت مصر دورًا مهمًا في دعم حركات التحرر في إفريقيا، حيث قدمت دعمًا كبيرًا لحركات التحرر الوطني في جنوب إفريقيا، بما فيها دعم نضال حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ضد نظام الفصل العنصري "الأبارتايد". وبرز هذا الدعم خلال فترة حكم الرئيس المصري جمال عبد الناصر، حيث وفرت مصر التدريب والمساعدات اللوجستية والدبلوماسية لقادة النضال ضد النظام العنصري في جنوب إفريقيا، مثل نيلسون مانديلا وغيره من الزعماء الأفارقة.
مرحلة ما بعد الأبارتايد وبناء شراكة جديدةمع انتهاء نظام الفصل العنصري في عام 1994 وصعود نيلسون مانديلا لرئاسة جنوب إفريقيا، بدأت حقبة جديدة من العلاقات المصرية الجنوب أفريقية. جاء ذلك وسط أجواء من التعاون البناء وتعزيز الشراكة بين البلدين، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية قوية مع جنوب إفريقيا في هذه المرحلة الجديدة، وعمل الجانبان على تأسيس أسس للتعاون في مختلف المجالات الاقتصادية، والثقافية، والسياسية.
التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدينعلى صعيد التعاون الاقتصادي، شهدت العلاقات المصرية الجنوب أفريقية نموًا ملحوظًا على مستوى التجارة والاستثمارات. أقامت الشركات المصرية استثمارات في جنوب إفريقيا في مجالات عدة، منها التصنيع، والبنية التحتية، والاتصالات، مما ساهم في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين. في المقابل، تمثل السوق المصرية بوابة أمام المنتجات الجنوب أفريقية للوصول إلى الأسواق العربية والإفريقية الأخرى.
وقد شكلت الاتفاقيات الاقتصادية المشتركة، مثل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، دفعة إضافية للتعاون التجاري، حيث يهدف البلدان إلى تعزيز التكامل الاقتصادي والاستفادة من موقعهما الاستراتيجي في القارة.
التعاون في مجالات الأمن ومكافحة الإرهابتتعاون مصر وجنوب إفريقيا في قضايا الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، وهو موضوع ذو أهمية مشتركة لكل من القاهرة وبريتوريا. تعمل الدولتان ضمن الاتحاد الإفريقي لتعزيز استقرار القارة ومحاربة الجماعات الإرهابية. ويأتي هذا التعاون أيضًا ضمن أطر المنظمات الإقليمية والدولية، مثل الاتحاد الإفريقي، حيث يسعى الجانبان إلى إيجاد حلول جماعية للتحديات الأمنية المتزايدة في القارة.
التعاون في القضايا الإفريقية والدوليةعلى مستوى القضايا الإفريقية، تسعى مصر وجنوب إفريقيا للتعاون في العديد من الملفات الإقليمية، خاصة القضايا التي تتعلق بالتنمية والسلام، مثل ملف سد النهضة الإثيوبي الذي تعتبره مصر قضية أمن قومي، وملف النزاعات في مناطق مختلفة من القارة. وقد أسهم كلا البلدين في توحيد الجهود الإفريقية لتطوير بنية تحتية للسلام وحل النزاعات عبر الوسائل الدبلوماسية.
أما على الساحة الدولية، فلكل من مصر وجنوب إفريقيا صوت مؤثر في المحافل الدولية، مثل الأمم المتحدة، ومجموعة العشرين، ومنظمة التعاون الإسلامي، ويعزز هذا التعاون بينهما في الضغط من أجل إصلاح هيكل النظام الدولي وتعزيز مصالح القارة الإفريقية.
المستقبل وآفاق التعاونتمثل العلاقات بين مصر وجنوب إفريقيا نموذجًا للشراكة الاستراتيجية بين دولتين إفريقيتين قادرتين على لعب دور رئيسي في توحيد الجهود داخل القارة، مع تعزيز التعاون بينهما في مجال التنمية المستدامة وتطوير البنية التحتية، فضلًا عن السعي لإيجاد حلول للقضايا المشتركة، مثل الهجرة غير النظامية، وتغير المناخ، والأمن الغذائي.
من هنا، يبدو أن العلاقات المصرية الجنوب أفريقية مقبلة على مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي، في إطار مساعي البلدين لدعم الاستقرار والتنمية في إفريقيا