الملايين في السودان باتوا على حافة المجاعة.. تفاصيل
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
يواجه الملايين في السودان خطر المجاعة بسبب الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عام، وفقاً للأمم المتحدة.
فقد أجبر القتال بين الجيش السوداني، الذي يدير الحكومة، ومتمردي قوات الدعم السريع تسعة ملايين سوداني على الفرار من منازلهم وجعل جزءاً كبيراً من السكان يعاني الآن من "مجاعة حادة".
ووُصف الصراع في السودان بـ "الحرب المنسية"، لأن الحربين في غزة وفي أوكرانيا طغتا عليه.
لكن هيئات الإغاثة تحذر من أنه قد يسفر عن واحدة من أكبر المجاعات منذ عقود.
بدأ القتال في أبريل/ نيسان 2023 بين القوات المسلحة السودانية، التي تدير الحكومة في البلاد، وقوات الدعم السريع، التي يقودها الجنرال المتمرد محمد حمدان داغلو المعروف باسم حميدتي.
وخلال العام المنصرم، تمكنت قوات الدعم السريع من بسط سيطرتها على أجزاء كبيرة من الخرطوم وولاية دارفور غربي البلاد. وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، غزت ولاية الجزيرة، وهي الولاية الرئيسية في السودان في إنتاج المحاصيل الزراعية، وانتقلت الحكومة إلى مدينة بورتسودان.
وتزايد الجوع لأن تسعة ملايين شخص فروا من منازلهم، بحسب أرقام الأمم المتحدة، ونُهبت المزارع بحثاً عن الغذاء من قبل ميليشيات المتمردين، وعملت الأطراف المتحاربة على منع دخول إمدادات الإغاثة إلى المناطق الخاضعة لخصومهم.
ما مدى سوء نقص الغذاء؟يواجه قرابة 18 مليون شخص في السودان من أصل 49 مليون نسمة هم عدد السكان في البلاد "مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد"، وذلك وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
وفقاً لجاستن برادي، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، فإن هناك 4.9 مليون شخص يعيشون الآن في حالة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، والتي تعتبر على مسافة خطوة واحدة فقط من المجاعة.
وقال لبي بي سي: "لا شك بأننا نواجه احتمال وفاة عشرات الآلاف إن لم يكن مئات الآلاف في الأشهر القادمة."
وتقول آنيت هوفمان من مؤسسة "كلينغندال"، وهي مؤسسة أبحاث مقرها هولندا، إن "غياب التحرك الكافي وفي الوقت المناسب من جانب قادة العالم سيسهم فيما بدأ يتحول إلى أكبر أزمة مجاعة في العالم منذ عقود، ويفاقم من أزمة النزوح التي تعتبر الأكبر في العالم."
وفي بعض مناطق الخرطوم، يقتات السكان على أوراق الشجر التي يقطفونها.
وقد انخفض إنتاج الحبوب في السودان بمعدل 40 في المائة خلال الفترة بين 2022 و 2023، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
وهناك خشية من أن يتصاعد الجوع خلال أشهر الصيف قبل موعد الحصاد القادم.
وحتى مع حلول ذلك الموعد، قد لا يكون هناك المزيد من الغذاء، كما تقول وكالة رويترز لللأنباء.
فالكثير من المزارعين إما فروا من مزارعهم أو نُهب انتاجهم من قبل الميليشيات أو اضطروا بفعل الجوع إلى استهلاك البذور التي كانوا ينوون زراعتها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السودان المجاعة خطر المجاعة الجيش السوداني قوات الدعم السريع فی السودان
إقرأ أيضاً:
البرهان في السعودية.. تفاصيل رحلة مهمة…!
تأتي بعد إعلان الخرطوم محررة من المليشيا..
البرهـــــــان في السعودية.. تفاصيل رحلة مهمة…!
تقرير_ محمد جمال قندول- الكرامة
زيارةٌ مهمة واستثنائية قام بها رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان للملكة العربية السعودية أمس (الجمعة)، حيث أجرى مباحثات ناجحة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قصر الصفا بجدة.
رحلة البرهان لأرض الحرمين تأتي بعد إعلان الخرطوم محررة من أوباش التمرد، واطلاع قيادة المملكة على مستجدات الأوضاع بالبلاد.
الزيارة حُظيت باهتمامٍ إقليمي ودولي، إذ أنها المرة الأولى التي يزور فيها الرئيس المملكة في زيارة ثنائية منذ اندلاع الحرب، حيث كانت آخر رحلتين ضمن مشاركة في قمتين.
معادلة الأمن
وبحسب إعلام مجلس السيادة، تم الاتفاق بين السودان والمملكة العربية السعودية على إنشاء مجلس تنسيق مشترك لتعزيز العلاقات بين البلدين. واتفق السودان والمملكة العربية السعودية على إنشاء مجلس تنسيق مشترك لتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين ودفع علاقات التعاون المشترك.
وكان ذلك ضمن مخرجات المباحثات الثنائية بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
ويرى المحلل السياسي د. إبراهيم شقلاوي بأن الزيارة تأتي في توقيت حساس بالنسبة للسودان، حيث تسعى القيادة السودانية إلى تعزيز علاقاتها الإقليمية والدولية خاصة مع الدول المؤثرة في المشهد السياسي والاقتصادي للمنطقة مثل المملكة العربية السعودية.
وأضاف محدّثي أن اللقاء بين الفريق أول عبد الفتاح البرهان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعكس استمرار التنسيق بين البلدين، لا سيما في ظل المتغيرات السياسية والعسكرية التي يشهدها السودان.
عليه، تكتسب هذه الزيارة أبعادًا سياسية واقتصادية مهمة، في ظل التحديات التي يواجهها السودان سواءً على مستوى تحقيق الاستقرار السياسي أو إعادة الإعمار بعد الحرب، مشيرًا إلى أنها تؤكد كذلك استمرار الدعم السعودي للمؤسسات السودانية الشرعية وتعكس إدراكًا إقليميًا بأهمية السودان في معادلة الأمن والاستقرار في البحر الأحمر والقرن الإفريقي.
كما أن اللقاء بين البرهان وولي العهد السعودي له دلالات خاصة كأول لقاء عقب تحرير القصر الجمهوري والخرطوم من ميليشيا الدعم السريع، فهو يعزز من فرص السودان في كسب الدعم الدبلوماسي والسياسي لمواجهة التحديات الداخلية والإقليمية. بالإضافة إلى إعادة تقديم السودان كلاعبٍ أساسي في استقرار المنطقة العربية في ظل التحديات الراهنة.
الزيارة من منظور اقتصادي بحسب شقلاوي تأتي في ظل الحديث عن التزامات إعادة الإعمار، ويبرز دور السعودية كواحدة من أوائل الدول التي بادرت بالتحرك في هذا الاتجاه، كما يتجلى في زيارة الوفد السعودي إلى بورتسودان قبل أيام.
ويشير هذا الاهتمام إلى استعداد المملكة للعب دور محوري في إعادة تأهيل البنية التحتية السودانية، وهو ما قد يسهم في إنعاش الاقتصاد السوداني وإعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة.
استقرار السودان
وكان سفير السودان بالمملكة العربية السعودية دفع الله الحاج قد قال في تصريحات صحفية امس إنّ مجلس التنسيق سيسهم في تقوية وترقية علاقات البلدين، ويدفع بآفاق التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات.
ويقول الخبير الاستراتيجي والمتخصص في إدارة المخاطر د. عبد العزيز الزبير باشا إنّ زيارة الرئيس للشقيقة المملكة العربية السعودية تحمل في طياتها رسائل وطنية حاسمة لانتصار الإرادة الوطنية على التمرد الإرهابي الغادر الخائن (ميليشيا الدعم السريع المحلولة المتمردة)، والرسالة الثانية هي تسديد ضربة قاضية لداعمي التمرد الإرهابي وخصوصًا الدول التي دعمت التمرد (الإمارات نموذجًا)، كما تحوي الرسالة الثالثة والأهم، التأكيد على رؤية تماسك مؤسسات الوطن الرصينة الأبية بالحفاظ على مكتسبات ومقدرات الشعب السوداني البطل عبر التضحيات الجسام التي روت تراب هذا الوطن الطاهر.
ويؤكد الزبير باشا من خلال هذه الرسائل هو الدور الاستراتيجي الذي سوف يلعبه السودان في بناء محور استثنائي غير مسبوق في منطقة البحر الأحمر الذي يمر بتوترات عاصفة بسبب التسابق ما بين المحور الغربي والشرقي والدور السعودي في إيجاد سياسة توازن مع كلا المحورين وخصوصًا السعودية هي الآن أحوج للسودان في تأمين سياسة التوازن والاستقرار في محيط المنطقة وخصوصًا فيما يخص التمدد الإسرائيلي.
وعلى صعيد الأمن الغذائي، يرى د. عبد العزيز الزبير باشا أن السعودية سوف تكون أكثر حرصًا في احتواء السودان وفق شروطه الصارمة التي سوف ينتهجها فخامة الرئيس وفق تقديرات المؤسسات المختصة في إعلاء هيبة الدولة وسيادتها التي سوف تكون محصلتها إنتاج اقتصادي ينصب في استقرار السودان في هذه المراحل المفصلية.
إنضم لقناة النيلين على واتساب