تشارك السينما التونسية بأربعة أفلام «منها 2 في المسابقة الرسمية» في الدورة 19 للمهرجان الدولي للفيلم الشرقي التي تنعقد خلال الفترة من 10 إلى 16 يونيو الجاري في سويسرا.

ويشارك في مسابقة هذه الدورة الفيلم القصير « ثلاثة نسا» لألما ريزا، فيما يتنافس على جوائز مسابقة الأفلام الطويلة فيلم «المابين» لندى المازني حفيظ الذي كان توج منذ يومين بجائزة أفضل فيلم في مهرجان روتردام للفيلم العربي بهولندا.

ويتابع جمهور المهرجان فيلمين تونسيين آخرين خارج المسابقة، هما الوثائقي القصير «صوف isme» ليونس بن حجرية، والروائي الطويل «آمنة» للمخرج التونسي السويسري بوسلامة شامخ.

ويسجل هذا المهرجان حضور سينمائيين تونسيين في لجنة التحكيم هما فرج الطرابلسي وهيفاء مريزق، حيث يشارك الطرابلسي في لجنة تحكيم الأفلام القصيرة التي تترأسها الكاتبة والمترجمة والصحفية اللبنانية جمانة حداد، فيما تشارك الممثلة مريزق في لجنة تحكيم الأفلام الطويلة التي تترأسها الروائية السويسرية Laure Mi Hyun Croset.

وبعد الاحتفاء بالمقاومة سنة 2020 والأمل سنة 2021 وبحرية المرأة سنة 2022 والحلم سنة 2023 يسلط المهرجان الضوء في هذه الدورة التاسعة عشرة على « المعرفة والاعتراف المتبادل » وستكون الدورة مناسبة لتعزيز المعرفة وتعريف السينمائيين المشاركين بأنفسهم وبالآخرين.

وتشهد هذه الدورة عرض نحو خمسين فيلما بحضور نحو 30 ضيفا من الشرق والغرب، بحسب ما أعلنه المنظمون لهذا المهرجان الذي يقام برعاية اللجنة السويسرية لليونسكو.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: جينيف

إقرأ أيضاً:

فيلم الكناري الأسود.. أنثوية استثنائية قادرة على قهر الخصوم

لعقود عدة حرصت صناعة السينما العالمية على تغذية رغبات الجمهور بسلاسل من أفلام الحركة والعنف وتكريس النجوم ذوي القدرات الاستثنائية، البدنية والعقلية القادرون على قهر خصومهم والانتفاض على الأشرار لتكريس نوع من التعاطف الفطري والطبيعي مع شخصيات الابطال الذين يكافحون الظلام.

من هنا صار هذا النوع من الأفلام مطلبا متكررا لجهة التعوّد والاستهلاك لنمط بعينه من الأفلام ومنه هذا النوع من الأفلام الذي يمنح مشاهديه تسلية وتفاعلا متجددا.

من هنا يمكننا النظر لهذا الفيلم للمخرج الفرنسي بيير موريل وهو الذي سبق وعرفناه من خلال اخراج العديد من أفلام الحركة مثل تيكن و المقاطعة 13 والرجل المسلح والساعة صفر وغيرها، فهو مولع بهذا النوع من الأفلام وها قد وقع اختياره على الممثلة البريطانية كيت بيكنسيت والتي لديها منجز يمتد من العام 1993 وقد مثلت في قرابة 25 فيلما وهاهي في هذا الفيلم تكمل مشوراها بأداء دور ضابطة المخابرات افيري غرافس.

بالطبع سوف يسعى المخرج ومعه كاتب السيناريو ماثيو كنيدي، وهو المولع بأفلام الرعب والحركة الى جذب المشاهد ابتداءا من المشاهد الأولى من الفيلم وذلك من خلال الصراع الذي سوف تخوضه افيري في وسط طوكيو مع عصابة يابانية متمرسة من اجل الحصول على كارت ذاكرة يحتوي على معلومات حساسة، لكن ها هي افيري قاهرة الرجال، رشيقة الحركة، القادرة ببراعة ان توسع اعتى خصومها ضربا وتسقطهم بحركاتها ذات الإيقاع الخاطف حتى تهزمهم الواحد بعد الاخر ولتخلع باروكة الشعر المستعار وتعود الى كرواتيا حيث تجد زوجها بالانتظار ولتلتحق بعد ذلك بقاعدة المخابرات الأميركية السرية هناك.

كما يتضح فإن الكثافة الصورية التي كرست لتقديم صورة المرأة الاستثنائية من خلال مشاهد الحركة والقتال الفردي ومن خلال توظيف القطع السريع والانتقالات الخاطفة كل ذلك أعاد الى الاذهان صورة الأنثوية الاستثنائية التي تقهر الرجال وتقوم بتنفيذ شتى المهم الصعبة بجدارة.

لكن التحول الذي تبع هذا التألق الذي ظهرت فيه افيري ما يلبث ان يصطدم بحبكة ثانوية تمثلت في اكتشاف هجوم جهة ما على منزلها وتحطيم اقسام منه من الداخل وصولا الى اختطاف زوجها واكتشاف ان الجهة الخاطفة تريد ابتزازها ومساومتها بطلب ملفات ومعلومات بالغة السرية الخطورة من قلب المخابرات المركزية الأميركية ومن هنا سوف ننتقل اخراجيا وعلى صعيد البناء السردي باتجاه منطقة صراع أخرى مختلفة.

انها السردية المضادة فبعدما كانت افيري تؤدي كل تلك المهام شديدة الخطورة لصالح بلدها وجهاز المخابرات الذي تعمل فيه ها هي تعمل ضد بلدها وضد جهاز المخابرات الذي تعمل لصالحه والهدف هو انقاذ الزوج، في سلسلة من عمليات المساومة وبالطبع سوف نعود الى تلك الاستخدامات المعتادة للهواتف العمومية وعمليات الاقتفاء والتقصي للأصوات وعمليات المراقبة. يذهب الناقد كاسيمير هارلو في موقع افورم في هذا الصدد الى القول " ان بيكينسيل وهي تقوم بدور افيري، قد بنت مسيرتها المهنية من خلال ظهورها في العديد من الأفلام من خلال قتل مصاصي الدماء باستخدام الحركة السريعة وما كنا نلاحظه في حرصها على استخدام مسدسين اثنين في ان واحد لغرض الايقاع بالخصوم، وكما هو دورها الشهير في فيلم تحت العالم وهو الذي طبع مسارها في كل مرحلة بنفس تلك النمطية من أفلام الحركة، حتى صار من الصعب عليها الخروج منها لأنها، بصراحة، لم يطلب منها القيام بأكثر من مجرد العبوس وإطلاق النار على الاعداء".

وفي موازاة الخط الدرامي الرئيس للفيلم فقد تشعبت الاحداث باتجاهات متعددة ومنها مثلا العلاقة الودية التي تربط افيري مع رئيسها في العمل

جارفيس – الممثل راي ستيفنسون، الذي ظل مقتنعا بها وبإخلاصها حتى اللحظة الأخيرة على الرغم من تحشيد المخابرات الأمريكية ادواتها للقبض عليها لكنها كانت قد خرقت الأنظمة وتسللت الى اشد المعلومات حساسية بل ان الامر يصل بأفيري انها تتمكن من التسلل الى غرفة مسؤول كبير في نفس المؤسسة وتقوم بتكتيفه ومنعه من القيام بالتحشيد للقبض عليها.

وامتدادا لمشاهد حبس الانفاس ولمزيد من المبالغة لن نستغرب من ان تنتقل افيري من سطح عمارة الى أخرى مستخدمة ما يشبه الطائرة المسيرة وبالطبع كل ذلك جاء في سياق مشاهد خطيرة أخرى كان من الواضح ان المخرج استخدم بدلاء عن الممثلة الحقيقية لتصويرها مستخدما مهاراته المتراكمة من خلال عمله قبل الإخراج مديرا للتصوير للعديد من الأفلام.

واقعيا نجح المخرج موريل في التعامل مع مشاهد الحركة المعقدة، وخاصة مطاردات السيارات عبر اكثر من مدينة أوروبية ( بما في ذلك أماكن في كرواتيا، ومواقع تصوير في زغرب وليوبليانا)، حيث كان اختيار الممثلين مرضيًا في ذلك السياق من المطاردات ومشاهد قطع الانفاس.

في هذا الصدد يذهب الناقد السينمائي اليكس ميدي في موقع جوبلو

الى ان "هذا النوع من أفلام الحركة يعيدنا الى ما قبل ثلاثين عامًا، عندما كانت أفلام الحركة تكرس شخصيات النجوم الحركة من المستوى المتوسط أو او المتقدم او الخط الاول وكانت أفلام تلك الحقبة متاحة في متاجر الفيديو. اما اليوم، فتحتاج الساعات الطويلة من خدمات البث وباستمرار إلى ضخ الجديد من أفلام الحركة لغرض اجتذاب الجمهور في جو من المنافسة بين المنصات وشركات الإنتاج".

من جانب آخر يمكن النظر الى الفيلم وكأنه مسعى لإحلال البدائل من الممثلين في مثل هذا النوع من أفلام الجاسوسية او أفلام الحركة بمعنى ان الممثلة البريطانية كيت بيكنسيت وهي تقوم بهذا الدور فإنها تحيلنا مباشرة الى نفس هذا النوع من الأدوار الذي كانت تقوم به الى حد قريب الممثلة سكارليت جوهانسون صاحبة اعلى اجر في العالم في تاريخ ممثلات هوليوود، لاسيما واننا شاهدنا اخر افلامها وهو الارملة السوداء ضمن سلسلة مارفيل.

واقعيا ان المقاربة فيما يتعلق بالأنثوية ذات القدرات الاستثنائية تنحصر هنا لا بتوفر الجانب العضلي والقدرة الجسمانية بل على ركنين أساسيين وهما خفة الحركة والسرعة والركن الثاني هو الذكاء الميداني والقدرة على معالجة المواقف الصعبة والخروج منها، وهو ما وجدناه وكأنه وصفة جاهزة في تلك الأفلام التي برزت فيها سكارليت جوهانسون وها نحن نجد معالجات درامية وبناء سردي وعناصر جمالية مشابهة ترتبط بأداء الممثلة البريطانية كيت بيكنتسيت.

في موازاة ذلك هنالك التحولات الدرامية المفاجئة التي حفل بها الفيلم وخاصة مع المشاهد الأخيرة مع تمكن افيري من تحرير زوجها الذي كان طرفا غير مباشر من اللعبة وتاليا انقسام المحيطين بأفيري بين من ايدها وعارضها لاسيما مع مشاهد حبس الانفاس عند تحميل ملف الكناري الأسود الذي اريد به إيقاف حركة الانترنيت في العالم كله وهو هدف شرير لم يكتب له النجاح.

...

إخراج: بيير موريل

سيناريو: ماثيو كينيدي

تمثيل: كيت بيكنسيل، روبرت فريند، راي ستيفنسون، سافرون براوز

مدير التصوير: تيري ابروغاست

مقالات مشابهة

  • كندة علوش في لجنة تحكيم “مهرجان القاهرة السينمائي”
  • للمرة الأولى على أرض المحافظة.. محافظ الفيوم: انطلاق الأعمال التحضيرية لمهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة
  • «دار البر» تشارك في «الشارقة الدولي للكتاب»
  • كندة علوش لـ "الفجر الفني": القاهرة السينمائي مهرجان عريق وسعيدة بوجودي كعضو لجنة تحكيم في أفلام غزة ( فيديو)
  • للمرة الأولى.. انطلاق الأعمال التحضيرية لمهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة
  • فيلم الكناري الأسود.. أنثوية استثنائية قادرة على قهر الخصوم
  • حسين فهمي يعلن عن فعاليات الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
  • مهرجان القاهرة السينمائي يكشف عن قائمة لجان تحكيم مسابقات الدورة الـ45
  • أفلام مرممة وقائمة المكرمين.. حسين فهمي يكشف تفاصيل الدورة 45 لمهرجان القاهرة
  • مهرجان القاهرة السينمائي يكشف القائمة الكاملة للجان تحكيم مسابقات الدورة الـ 45