مع اشتعال جبهة الشمال.. إلى أين سيصل التصعيد بين حزب الله وإسرائيل؟
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
استبعد محللون سياسيون فتح إسرائيل جبهة حرب ثانية مع حزب الله اللبناني بالتزامن مع حربها في قطاع غزة، لكن بعضهم حذر من سوء حسابات اليمين الإسرائيلي التي قد تدحرج الأمور إلى اشتباك غير مرغوب.
وفي هذا الإطار، يقول الأكاديمي الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور محمود يزبك إن معظم المحللين العسكريين الإسرائيليين يتفقون على أن إسرائيل لا يمكنها المحاربة على عدة جبهات.
وأوضح يزبك -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن تصاعد الأحداث على الجبهة الشمالية نتيجة للمشاهد التلفزيونية الأخيرة المتعلقة باحتراق آلاف الدونمات بمنطقة الجليل الأعلى بشكل كامل إثر ضربات حزب الله الصاروخية، إضافة إلى عامل الطقس.
وهناك 100 ألف مستوطن من الشمال لا يزالون مهجرين في مدن أخرى -وفق يزبك- الذي قال إن هؤلاء يمثلون قوة زراعية اقتصادية وتوقفوا عن العمل هناك، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تعرف كيف تتصرف معهم، متسائلا عن الوضع إذا زادت أعداد المهجرين مع اتساع نطاق المواجهة.
وأدى ارتفاع ألسنة اللهب لاجتماع مجلس الحرب، الذي حاول طمأنة المجتمع الإسرائيلي بأن لديه المقدرة "ولكن الحقيقة أن لا مقدرة لإسرائيل"، بحسب المتحدث الذي قال إن "الحرب ستتوقف شمالا إذا توقفت جنوبا، خاصة أن كلام حزب الله يحظى بمصداقية لدى العسكريين الإسرائيليين".
وأشار إلى تآكل قوة الردع الإسرائيلي، خاصة مع وجود ضبابية بمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومجلس الحرب حول إمكانية التوصل لاتفاق في غزة بناء على خريطة طريق الرئيس الأميركي جو بايدن.
وخلص إلى أن نتنياهو لا يجرؤ أن يتخلص من اليمين المتطرف والأيديولوجية الشخصية له، حيث يسوق أن الحكومة في خطر، رغم أن الحريديم ومختلف أحزاب المعارضة تؤيد إبرام الصفقة.
"الحرب مستبعدة"
بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي علي حيدر أن التصعيد متوقع، وقد يشهد جنوب لبنان مزيدا من التصعيد "ولكن هناك مسافة بين التصعيد وأي حرب"، مستبعدا الوصول لتلك النقطة.
وبين حيدر أن هناك صورة ضبابية في إسرائيل بعدما رفعت السقف عاليا على مستوى أهداف حرب غزة، ولم تستطع حسمها، مضيفا أنها ستجد نفسها مرغمة في مرحلة ما على التوصل لصفقة لوقف الحرب.
ويرى المحلل السياسي أن إسرائيل غير قادرة على خوض مواجهة كبرى مع حزب الله لسببين اثنين، الأول يعود إلى أن جيش الاحتلال والمجتمع الإسرائيلي قد أنهكا، والثاني أن حلفاء إسرائيل اكتشفوا محدودية مستوى قوتها، وما يترتب عليه من نتائج وتداعيات.
وأضاف أن الأداء الإسرائيلي شمالا أثبت أن حجم وطبيعة قدرات حزب الله حاضرة، "وبذلك بنيت قواعد الاشتباك خلال 8 أشهر، والتزم بها الطرفان إلى حد كبير".
وأشار حيدر إلى أن هناك دينامية ميدانية تفرض مستويات من التصعيد، وهو ما يصب إستراتيجيا في غزة، مبينا أن حزب الله محكوم بالتصعيد بـ3 عوامل:
ساحة لبنان هي ساحة إسناد، في حين غزة ساحة الجهد الرئيسي. حزب الله حركة مقاومة، وليست جيشا إقليميا، ومفعول أي مقاومة هي تراكمية واستنزافية. مصالح لبنان وردع الاحتلال لكي لا يشن حربا.
"شبه حرب"
من جانبه، اتفق الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة مع يزيك وحيدر، في خشية الاحتلال من توسيع دائرة الاشتباك، رغم أن البيئة الداخلية دافعة نحو ذلك، لكنه استدرك بالقول إن الاحتلال يدرك أن الذهاب إلى لبنان باهظ بعد عجزه في غزة مقابل قوة تسليحية أكبر في لبنان.
ووفق الحيلة، يشعر الاحتلال بحرج، لأن نظرية الردع تتآكل بشكل متسارع ليس في غزة فحسب بل بالشمال، في ظل سقوط ألف صاروخ من لبنان في مايو/أيار الماضي، وما يجري "شبه حرب".
وبشأن تحركات واشنطن، يؤكد المحلل السياسي أنها تعمل على احتواء التصعيد مع لبنان خشية من حرب شاملة مع حزب الله أو حرب إقليمية موسعة لا يمكن ضبطها، وهو ما يقلق الولايات المتحدة ومصالحها بالمنطقة عسكريا وسياسيا.
ولفت إلى أن الانتخابات الأميركية المقبلة تقيد واشنطن في اتخاذ قرارات إستراتيجية، مشيرا إلى أن أولوية واشنطن مواجهة النفوذ الصيني والروسي، وكذلك حرب أوكرانيا وليس ما يجري بالمنطقة.
وخلص الحيلة إلى أن "طول المدة الزمنية، وتوسع المديات الجغرافية، وتراكم العمليات نوعا وكما قد تؤدي إلى تصعيد كبير"، مضيفا أن اليمين المتطرف وسوء حساباته قد تؤدي لسوء تقدير ينجم عنه اشتباك غير مرغوب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حزب الله فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ممّا تخاف إسرائيل في لبنان؟ صحيفة تتحدّث!
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدّثت فيه عن آفاق اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل ومصيره، قائلة إنَّ "الموعد النهائي للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان يوم 18 شباط يقتربُ بسرعة"، وأضافت: "في المقابل، فإن انتهاكات حزب الله وعدم تمكن الجيش اللبناني من الانتشار في جنوب لبنان يثيران مخاوف خطيرة في إسرائيل". ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ معظم الاهتمامات هذا الأسبوع تركّزت بشكل مبرر على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وعملية إطلاق سراح الرهائن المتزعزعة والتي شهدت حتى الآن إطلاق سراح 16 إسرائيلياً و 5 مواطنين تايلانديين من الأسر لدى حماس". وأكمل: "في المقابل، هناك وقف لإطلاق نار آخر لا ينبغي لنا أن نتجاهله، وهو وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل والذي كان يهدف إلى إضعاف حزب الله". وتابع: "بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه وتنفيذه في 27 تشرين الثاني، كان لدى قوات الجيش الإسرائيلي مهلة حتى 26 كانون الثاني للانسحاب من جنوب لبنان، وتضمنت التفاصيل السماح لمقاتلي حزب الله بالتحرك شمال نهر الليطاني، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي جنوب الخط الأزرق، ونشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان للسيطرة على مواقع حزب الله وتفكيك البنية التحتية هناك". وأكمل: "كذلك، تتضمن الهدنة وثيقة جانبية تُمكّن إسرائيل من مهاجمة أي عناصر من حزب الله يتجهون جنوب نهر الليطاني، فضلاً عن مهاجمة أي محاولات من جانب حزب الله لإعادة تسليح نفسه. مع هذا، فإن تأخر تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي في 27 كانون الثاني، وامتداد الوضع الراهن حتى 18 شباط بعد أن قالت إسرائيل إن الجيش اللبناني لم ينتشر بالكامل في جنوب لبنان، يعني أن الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى البقاء في المنطقة". وتابع: "لقد كانت الولايات المتحدة على استعداد تام للتدخل، وقال بريان هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، في الرابع والعشرين من كانون الثاني، أي قبل 3 أيام من الموعد المقرر لانسحاب إسرائيل إن كل الأطراف تشترك في هدف ضمان عدم قدرة حزب الله على تهديد الشعب اللبناني أو جيرانه. ولتحقيق هذه الأهداف، هناك حاجة ملحة إلى تمديد وقف إطلاق النار لفترة قصيرة ومؤقتة". وأكمل التقرير: "منذ ذلك الحين، واصلت إسرائيل الرد على انتهاكات حزب الله لوقف إطلاق النار. ففي يوم الأحد، قصفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي نفقا لحزب الله يمتد من لبنان إلى سوريا وكان يستخدم لتهريب الأسلحة إلى داخل البلاد. كذلك، قصف الجيش الإسرائيلي مواقع ذخائر وإطلاق في لبنان، قال الجيش إنها لا تزال قيد التشغيل، في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار". وتابع: "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الجيش اللبناني، وفقاً للجيش الإسرائيلي، ليس جاهزاً بعد للانتشار في المناطق التي من المفترض أن تنسحب منها إسرائيل في الأسبوع المقبل. ولهذا السبب، تريدُ إسرائيل البقاء في عدة نقاط في لبنان حتى بعد تاريخ الانسحاب المقرر في الثامن عشر من شباط، حسبما أفاد عميخاي شتاين من صحيفة واشنطن بوست يوم الأربعاء". وأكمل: "نقلت هيئة الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤولين كبار في مجلس الوزراء الأمني يوم الخميس قولهم إن الولايات المتحدة منحت القوات الإسرائيلية الإذن بالبقاء في عدة مواقع في لبنان بعد الثامن عشر من شباط، ولم تحدد موعداً نهائياً جديداً. لكن يبدو أن الولايات المتحدة ترفض أي تمديد إضافي للانسحاب، وقالت نائبة المبعوث الاميركي إلى الشرق الأوسط مورجان أورتاغوس، التي زارت لبنان وإسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي، للصحفيين إن إدارة ترامب تعتبر 18 شباط تاريخاً حاسماً لاستكمال انسحاب إسرائيل". وقال: "على الرغم من إضعاف حزب الله بشكل كبير على يد إسرائيل خلال الهجوم الذي شنته العام الماضي، فإنه لا يزال بعيداً عن أن يشكل تهديداً لإسرائيل، وكذلك لسوريا، التي يواجه زعيمها الجديد أحمد الشرع اشتباكات مع حزب الله وجهود زعزعة الاستقرار". وذكر التقرير أنه "من الضروري أن يلتزم حزب الله، كقوة مقاتلة، بشروط وقف إطلاق النار، كما يجب على الجيش اللبناني أن ينتشر في المناطق الجنوبية من لبنان التي كانت تحت سيطرة مقاتلي الحزب في السابق"، وأكمل: "إذا لم يتم الوفاء بهذه الشروط، فإننا نتفق مع أي قرار حكومي يؤخر انسحاب الجيش الإسرائيلي بعد الموعد النهائي في 18 شباط. يستحق سكان شمال إسرائيل العيش في سلام دون التهديد المستم ورؤية حزب الله على عتبات منازلهم والقصف المتواصل للصواريخ الذي تم إطلاقه منذ 7 تشرين الأول 2023". وختم: "فليكن تأخير الانسحاب قائماً إذا استغرق تحقيق هدف حماية الإسرائيليين وقتاً أطول مما هو مخطط له، وإلا فإن حزب الله قد يعود بسرعة إلى الجنوب، وكل الإنجازات التي تحققت خلال العام الماضي لتحييده كانت لتذهب سدى".المصدر: ترجمة "لبنان 24"